أهم الأخبار والمقالات

الإسلاميون يتخذون من القتل على الهوية أسلوبا لإطالة أمد الصراع في السودان

التحريض الجهوي أثّر على السياسيين وحوّل الأحزاب إلى قبائل.

اتخذت جرائم القتل على الهوية والانتماء السياسي في السودان نسقا متصاعدا مع اقتراب دخول الحرب عامها الأول، ما أدى إلى تعرض مدنيين أبرياء لجرائم قتل وتعذيب وانتهاكات لمجرد الشك في انتماءاتهم حتى جاءت واقعة “الرؤوس المقطوعة” لتدق جرس إنذار قوي، وهي جريمة ارتكبها عناصر ينتمون إلى الجيش السوداني بحق عناصر قالوا إنهم ينتمون إلى قوات الدعم السريع.

ويعد القتل على الهوية السياسية من أدبيات الحركة الإسلامية التي يسعى قادتها لإطالة الصراع، والتوسع في هذه الجرائم بعثر أوراق الحل السياسي ودفع نحو المزيد من التفتت المجتمعي والسياسي لصالح الانتماء إلى القبيلة أو إلى الجماعة الإثنية.

وكشفت هيئة محامي دارفور الحقوقية أخيراً عن وفاة امرأة داخل مركز شرطة في ولاية نهر النيل، بينما يستمر اعتقال أخرى منذ خمسة أشهر، بعد اتهامهما بالتخابر لصالح قوات الدعم السريع لأنهما تنحدران من إحدى قبائل كردفان.

وقالت الهيئة إنها ترفض الاستهداف على أساس جهوي وقبلي والتحرك تحت غطاء من القانون والعصف به، معلنة عن إطلاقها حملة كبرى لمناصرة السيدة سلمى حسن المحبوسة بمدينة عطبرة في ولاية نهر النيل.

وحسب الهيئة فإن سلمى هي أم لخمسة أطفال، وتنحدر من قبيلة المسيرية، ونزحت إلى مدينة عطبرة بعد مقتل شقيقتها بقذيفة وإصابتها في منزلهما بشرق النيل في الخرطوم، وظلت لخمسة أشهر في الحبس منذ تاريخ القبض عليها.

صورة

وقالت نائبة رئيس هيئة محامي دارفور نفيسة حجر في تصريحات لـ”العرب” إن “انتشار جرائم القتل على الهوية من العوامل المؤثرة في إطالة أمد الحرب الدائرة والتي بدأت تنحرف عن مسارها السياسي وتتحول إلى ما يشبه الصراع على الهوية والأرض والموارد، وهو ما تترجمه دعاوى الاستنفار والحشد القبلي من قبل بعض القوى، بالتزامن مع انتشار خطاب الكراهية الذي أحدث فجوة واسعة بين مكونات المجتمع السوداني”.

وأوضحت حجر أنه في حال توقفت الحرب فسيواجه من يقبع في السلطة إشكاليات كبيرة، فقد أضحت هناك مجموعات كبيرة تحمل السلاح خارج نطاق القانون، وتعرض سودانيون لدعوات القتال والانجذاب إلى جماعات قبلية توفر الحماية عبر السلاح. ولا يزال نموذج دارفور حاضرا في الأذهان، فمع أن القتال توقف منذ نحو عقدين، غير أن السلاح منتشر بكثافة بين مكونات أهلية عديدة، وجميع الحكومات المتعاقبة، بما فيها حكومة ما بعد ثورة ديسمبر 2018، لم تكن لديها القدرة على جمع السلاح والتعامل مع الانفلاتات القبلية، في حين أن انتشار السلاح الآن يتم في مناطق شاسعة من السودان ولن تكون السيطرة عليه سهلة.

نفيسة حجر: الحرب تحولت إلى صراع على الهوية والأرض والموارد
نفيسة حجر: الحرب تحولت إلى صراع على الهوية والأرض والموار

وأضافت حجر، وهي محامية سودانية مخضرمة، في حديثها لـ”العرب” أن الحلول السياسية صعبة الآن بسبب أن التحريض الجهوي ترك تأثيراته السلبية على بعض السياسيين الذين يعانون من ضعف خبراتهم بفعل الابتعاد الإجباري عن المشهد طوال ثلاثين عاماً إبان حكم الرئيس السابق عمر البشير، ولعبت الإثنية دورا في تشرذم بعض الأحزاب، وهو أمر تعاني منه أحزاب تاريخية، أبرزها حزب الأمة القومي.

ويعاني حزب الأمة من معضلة الانقسامات الداخلية على أساس قبلي، والتي أفضت إلى ظهور جبهة تدعم الجيش بشكل مباشر وأخرى لديها حضور فاعل في تنسيقية تقدم المتفاهمة سياسيا مع الدعم السريع، وثمة جبهة ثالثة تسير في طريق وسط بينهما.

ولم تعد مركزية القرارات داخل الأحزاب التاريخية واضحة كما كانت قبل اندلاع الحرب، وهناك مجموعات قبلية وجهوية تحاول الهيمنة على القرار السياسي، ما يضع المزيد من العراقيل في طريق الوصول إلى تحالف واسع يملك تأثيرا لوقف الحرب.

وقال المحامي والسياسي السوداني المعز حضرة إن الرؤية الاستباقية التي تقر بضرورة وقف إطلاق النار منذ بدء الحرب في منتصف أبريل الماضي كانت صائبة لأن دخول المنتمين إلى حزب المؤتمر الوطني كطرف في الحرب ووصفها بـ”حرب الكرامة” والدعوة إلى تجييش الشعب واصطفافه بجانب الجيش هدفه خلق أوضاع تشبه ما حدث في الصراع مع جنوب السودان وانتهى بانفصاله، وكان الدين آنذاك عاملا من عوامل إحداث الفرقة.

والكثير من السياسيين مقتنعون بأن الإسلاميين الذين اختلقوا حربًا دينية عقب انقلابهم على السلطة عام 1989، والذي انتهى بانفصال الجنوب، يعيدون الكرّة من خلال إشعال حرب جهوية ظهرت ملامحها في جرائم القتل على الهوية.

 

المعز حضرة: نداءات القتال تتخذ طابعا عرقيا وسياسيا
المعز حضرة: نداءات القتال تتخذ طابعا عرقيا وسياسيا

 

وذكر حضرة في تصريحات لـ”العرب” أن نداءات القتال تتخذ طابعا عرقيا وسياسيا، ووصل الأمر إلى حد مطالبة والي ولاية وادي النيل بطرد جميع من ينتمون إلى قوى الحرية والتغيير وإخراجهم من الولاية، وأقدم على إلقاء القبض على كل من له انتماء سياسي إلى التحالف الحكومي السابق، وبدأت أساليب التجييش على الهوية تظهر في ولايات تخضع لسيطرة الجيش، وتم إلقاء القبض على بعض الباعة الجائلين الذين نزحوا من دارفور وكردفان بزعم أنهم كتائب نائمة تابعة لقوات الدعم السريع.

وشدد الحقوقي السوداني على أن مثل هذه الظواهر تحول السودان إلى نموذج للحروب القبلية التي تندلع في بعض الدول الأفريقية. والوصول إلى هذه الدرجة من التجييش عبر استقطاب عناصر النظام البائد داخل الجيش لقبائل نهر النيل والولاية الشمالية وشرق ووسط السودان، مقابل استقطاب قوات الدعم السريع لقبائل دارفور العربية، هو أمر خطير للغاية؛ وتتمثل خطورته في أن الجيش أصبح كأنه ميليشيات مسلحة على أساس قبلي.

وبدأت معالم ارتدادات الدولة السودانية الحديثة تطفو على السطح، وبدلاً من أن يكون الانتماء السياسي إلى الأحزاب المدنية التي عبرت عن طفرة في الدولة يتم الإعلاء من شأن القبيلة.

وثمة مناطق نفوذ للأحزاب، مثل دارفور ووسط السودان والولاية الشمالية بالنسبة إلى حزب الأمة القومي، ومناطق جبال النوبة ووسط وشمال السودان بالنسبة إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي، وفيها تعلو قيمة القبيلة بعد أن ذهب الكثير من المواطنين وأعضاء الأحزاب إلى مجموعات تحميهم بالسلاح ضد اعتداءات يمكن أن تطالهم.

واعتبر حضرة في حديثه لـ”العرب” أن ما يحدث في السودان مقصود من الحركة الإسلامية التي كان برنامجها قبل انقلابها على السلطة يقوم على تفتيت السودان وتنفيذ ما يسمى بالمشروع الحضاري الذي تسبب في إشعال الحرب في إقليم دارفور.

وقامت الحركة بخلق أزمات بين القبائل العربية والأفريقية وإعادة توزيع الأراضي بدعم القبائل الصغيرة ضد الكبيرة ما خلق مظالم طويلة الأمد، واستمر حزب المؤتمر الوطني على هذا البرنامج الذي خلق توترات في مناطق الأحزاب الكبيرة عبر تفتيت المجموعات السكانية والقبلية التي تنتمي إليها.

العرب

‫14 تعليقات

  1. الراكوابة بوق من ابواق المخابرات الاماراتيه لذلك تكذب كما تتنفس . شكرا للكيزان الذين يدافعون عن استقلال السودان وكرامته والموت لعملاء محمد بن زايد من الجنجويد والقحاتة

  2. انتو عميانين من الحصل لوالي غرب دارفور المثلو بجثته وطلعوا فيها بالعربات – تباً لكم – يجب تقطيعهم وليس جز رؤوسهم فقط

  3. فعلا حادثة قطع الرؤوس حادثة خطيرة والقتل على اساس الهوية اللذي حدث في مدني قبل يومين من السقوط وما يحدث في نهر النيل مؤشر خطير. حادثة قطع الرؤوس لما تلقى اي تسليط من قبل الإعلام او السياسيين وهذا يبشر بحرب اكثر وحشية ودموية

  4. فعلا حادثة قطع الرؤوس حادثة خطيرة والقتل على اساس الهوية اللذي حدث في مدني قبل يومين من السقوط وما يحدث في نهر النيل مؤشر خطير. حادثة قطع الرؤوس لما تلقى اي تسليط من قبل الإعلام او السياسيين وهذا يبشر بحرب اكثر وحشية ودموية

  5. هيئة محاميي دارفور اعلنت انضمامها للدعم السريع وبالتالي هي جزء من الجرايم المرتكبة ولا يحق لها الحديث عن القانون والاخلاق والانسانية

  6. بصراحة شديدة، القتل على أساس الهوية (القبيلة) سلوك سوداني قائم للآن، ويشهد بذلك قتل الجنجويد للمساليت في غرب دارفور، والنوبة للعرب والتمثيل بجثثهم في الدلنج قبل أشهر قليلة.

    الغير مقبول تماماً ما حصل لشباب كردفان ودارفور في مدني قبل اجتياحها، لأن ذلك تم بوجود القوات النظامية مما غيب القانون والعقل تماماً وهو سلوك كيزاني بحت لعنة الله عليهم.

    والأسوأ السلوك الداعشي لقطع رؤوس الدعامة والتمثيل بها. عموماً كل نفس بما كسبت رهينة والموت منتظر كل حي غافل يقتل بدون سبب وينسى عدالة ربنا، والحساب يوم الحساب!

    لعنة الله على كل من نكل وقتل ونهب شعبنا من الجنجويد والجيش حياً وميتا 🤲

  7. الحركة الاسلامية السودانية ورجالاتها حفظهم الله اتفقنا معهم او اختلفنا معهم هم وحدهم الاقوياء الامناء ( ان خير من استاجرت القوي الامين ) البلد بلاهم خلاااا صحراء جرداء

    1. أكيد أنت حالياً طافش في خلا أو صحراء جرداء، إذا لا، ورينا قاعد وين في العاصمة وللا الجزيرة بفضل رجال ورجالة الحركة الإسلامية!

      في انتظار ردك أبو الرجال.

  8. قريبا سيتم اعلان الحركة الإسلامية حركة ارهابية ومطاردة كتائب ظلها وقتلهم وسيكون التعامل معهم بالسلاح بس

    سوف يتم سحق وذبح ونحر جميع الكيزان الارهابيين تجار الدين والمخدرات هم واسرهم وداعميهم واغتصاب نسائهم بتوع جهاد نكاح والحمل السفاح

  9. اللذين يستجلبون المرتزقة من عرب الصحاري ومن دول الجوار هم من غزو السودان وحاربوه بتلك الاثنيات لماذا غمضتم اعينكم عنه ليشركوكم في الكعكة الاسلامين لهم الحق ان يدافعو عن بلادهم فهذا بلدهم هم لايحاربو كمرتزقة

  10. انت تور ليس دكتور يا اسماعيل حسن ، اسالك سؤال واحد مين اللي صنع ودعم الجنجويد ومنحهم مقرات استراتيجيه في الخرطوم والمدن السودانيه الكبرى ، اليس هم الكيزان الفسده الفجره الفشله؟ الكيزان يازول سبب البلاوي في السودان بانشاء مليشيات خارج نطاق القوات النظاميه مثل الجنجا ، كتائب الظل، الامن الشعبي ، درع البطانه، درع الشمال؛ سياسيا : هم من اسس لصراع حول السلطه بين الفرقاء العسكريين( جيش ، جنجا) مما ادى لاندلاع الحرب في السودان؛ هم من قطع العلاقات الدوليه بينه والدول اللي كانت داعمه وستدعم السودان واتجهوا للدول الاستعماريه مثل ايران وتركيا وروسيا وعقدوا معهم تحالفا سياسيا وعسكريا مما سىؤدي لاطالة الحرب، هم من انقلبوا على النظام الدستوري بانقلاب ٨٩ وانقلاب ٢١ اكتوبر ٢٠٢١ اللي انقلب على حكومة ثورة ديسمبر؛ اما اقتصاديا: فقد ضربوا البنيه الهيكليه لاقتصاد السودان مثل ضربهم لميزان المدفوعات والميزان التجاري بوجود نقص كبير في الايرادات و صرف عالي حكومي بدون تقديم خدمات للمواطنين؛ كذلك هنالك خلل في الميزان التجاري بوجود الاستيراد اكثر من الصادارت مما ادي للنقص في العملات الاجنبيه بالتالي ادى ل نقص الاحتياطي النقدي ، صار كبار الكيزان الفسده الفجره يتحكمون في الية السوق وليست الحكومه ، فهم من يمتلك الشركات الحكوميه المخصخصه فينهبون بها موارد الدوله الاستراتجيه من دهب ونفط وصمغ عربي وثروه حيوانيه وحبوب فيصدروها للخارج ويحولون حصائلها في حساباتهم بالبنوك الخارجيه مما يؤدي لمنع دخول هذه الحصائل في خزينة بنك السودان مما يؤدي للاختلال في الميزان التجاري للدوله؛ وبرضوا تقول لي الحركه الاسلاميه من يحكم السودان يا جهلول يا وهم يا تاجر الفحم…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..