
لا أحد يعلم كم عدد الذين قتلوا بأيادي نظام الحركة الإسلامية عمداً أو تسبب في قتلهم خلال وجوده في السلطة 30 سنة، ولكن حسب معايشتنا أن عاش هذا الشعب هذه العقود بشكل طبيعي لكان عدد سكان السودان اليوم الضعف، والملاحظ أن النظام المخلوع دائماً يتهرب من تقديم إحصائية بعدد الموتى في السودان كما تفعل كل الدول حتى تعالج الأسباب ، ولذلك هو وحده يعرف كم يفقد الوطن سنوياً من مواطنيه فهو دائماً يتطور في مجال سفك الدماء فقط.
هذا ليس كل شيء فهذا النظام الملعون ترك لنا إرثاً كبيراً من الأسباب التي وضعهاعمداً لتفتك بالشعب ، وترك خلفه إعداداً كبيرة من متعهدي القتل و الإجرام الذين دربهم ونزع من قلوبهم الإنسانية والضمير وجعلهم يستمتعون بقتل الناس ، مثل قتلة المعلم أحمد الخير الذين لم يتأثروا بالمحاكمة وهتفوا مرحبين بالموت،وكذلك القتلة الذين كانوا يمارسون القال بالتعذيب على شباب الاعتصام وكأنهم يستمتعون بهوايات محببة، وقس على ذلك فالكل يعلم متعة القتل لدى نظام الحركة الإسلامية.
حقيقة القتل كان منهجاً وسياسة مقصودة إتبعها نظام الحركة الإسلامية السادي حتى يكبل الشعب بالخوف والرعب المستمر حتى لا يقاوم ويسقطه ناسياً أن هذا الأمر يقوي الشعوب ولا يضعفها وهو اليوم يحصد ثمار ما زرع.
حقيقة يجب أن يتحرك جميع المواطنين من أجل وقف هذا السفك الرخيص لدمائنا ،ولا يجب أن يسترخصوا أرواح بعضهم البعض ، صحيح النظام ترك لنا الكثير من الفتن والقنابل الموقوته وفخخ لنا الحياة كلها،إلا إننا يجب أن نعي إنه ليس هناك ما يستحق أن يموت الناس من أجله موتاً رخيصاً كما يحدث الآن .
المؤسف حقاً أن الكيانات السياسية من أحزاب وحركات مسلحة لم تلعب دوراً إيجابياً لتحصين المجتمع من نشر ثقافة سفك الدماء والقتل بل ساعدت النظام المخلوع وقدمت له خدمة كبيرة وهي نفسها مارست الأمر نفسه ،أما المؤسسات الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني ، فقد غابت تماماً لأسباب نعلمها جميعاً ولكن آن الأوان لأن تتحرك.
ليت من يتقاتلون يعلمون إن وجود أي إنسان في الحياة ليس أمراً عبثياً وإنما له قيمة عظيمة، لم يتمكنوا من رؤية هذه الحقيقة بسبب الغشاوة التي في عيونهم ،وهي لن تزول مالم يسمعوا إلى خطاب الله الذي حرم سفك الدماء وجعل الناس شعوباً وقبائل ومنحهم نعمة العقل ونعم الدنيا الأخرى لينعموا بحياتهم في الدنيا والآخرة ، فلماذا يختار الناس شقاء الدارين بقتل بعضهم البعض .
دعونا نغلق المنافذ التي تطل على أسباب القتل وسفك الدماء والعنف والكراهية والشقاء التي فتحها نظام الحركة الإسلامية حتى يبقى في السلطة ، ولننظر إلى الجهة الأخرى التي تطل على مساحات الحياة والحب والتسامح والسلام والسعادة والتي ظل يحجبها عن المجتمع السوداني عمداً ، وندعو هذا الشعب كله إلى أن يتضامن مع بعضه البعض لينهي هذا الإرث الدامي الذي أورثته له الحركة الإسلامية حتى يحيا الشعب ويعظم قيمة النفس السودانية
اسماء جمعة
التيار