
الاستاذ المحترم لقمان أحمد، مدير عام هيئة الإذاعة و التلفزيون
تحية تليق بك و سلام من الله عليك و رحمة و بركات، وبعد
لاشك أنك تعلم سيدي أن التلفزيون في هذا العصر صار يمثل المرآة الحقيقية للأمة، وخاصةً لغمار الناس و دهمائهم الذين لا يملكون الأداة المطلوبة و لا المعرفة باستخدام قنوات التواصل الإجتماعي المستجدة.
ذلك ما دعاني لأوجه لكم هذه الرسالة (للمرة الثانية)، نيابة عن السواد الأعظم من الناس الذين لازالوا يتحلّقون حول التلفزيون ليرفهوا عن أنفسهم ويتسقّطوا أخبار بلدهم، خاصة بعد الثورة المجيدة، (قلت نيابة عن السواد العظم من الناس تجاوزاً حيث أنه لم يكلفني أحد بالكتابة عنه).
ولكن يحز كثيراً في النفس الحال البائس الذي مازال عليه التلفزيون القومي، بعد حوالي شهرين من تكليفك بإدارته، و قد تباشرنا خيراً بعودتك إلى وطنك لتساهم في نهضته و بعد قبولك بذلك التكليف، لما نعرفه عنك من خبرة إعلامية مرموقة، و لكن (و أرجو أن تتقبل هذا ال لكن بصدر رحب)، لم نلحظ أي تطور في هذا الجهاز الهام حتى الآن، بؤس في كل شيئ.
ولكي لا ألقي الكلام على عواهنه أقول ما يأتي:
أولاً: الديكور باهت، لا يعبر عن أي ذوق أو إبداع، ولا ينتمي للثورة بأي حال، و كمثال على ذلك أرجو النظر للشعارالذي يوجد على يمين المذيع الذي يجلس في الناحية اليمنى عند قراءة نشرة الأخبار، وأسألكم بالله (ما هي الصعوبة بإعادة الألوان له)؟ و الله لو كنت أعمل فراشاً في التلفزيون لجددته على حسابي، و حتى الطاولة التي تًجرى عليها الحوارات أثناء النشرة، يظن من يراها أنها قد أحضرت لتوها من سوق الخضار.
والسؤال الهام: أليس بالإمكان إستدعاء أي شاب أو شابة من الذين رسموا لوحات رائعة على جدار ساحة الإعتصام ليرسم ديكور يعبر عن الثورة؟
ثانياً: الصوت فيه نشاز وتذبذب مخجل لدرجة أنك تضطر لخفض الصوت و رفعه من وقت لآخر و بين كل خبر والثاني، أو بين كل إعلان والخبر الذي يليه، ويظهر ذلك جلياً في الصوت الذي يصم الآذان الذي يرافق شعار نشرة الأخبار.
ثالثاً: المظهر العام للمذيعين و المذيعات في منتهى البؤس من ناحية الملبس و (الميك أب)، أليس من الواجب صرف بدل لبس كافي لشراء ملابس تليق بالمذيع أو المذيعة، وهل هنالك صعوبة في عمل (الميك أب) للمذيعين لتواري هذه (الغبشة) التي تغطي وجوههم و أيديهم؟
و لماذا لا توفر للمذيعين أجمل القمصان و ربطات العنق و البدلات (الماركة)، وقد والله صرنا نعرف كل البدلات و القمصان وربطات العنق الرخيصة التي يرتديها المذيعون و( كأنها مشتراة من سوق أم دفسو)، نعرفها كما نعرف ملابسنا. و لماذا لا تُلزم المذيعات بلبس الثوب الأبيض و ليكن من أجود الخامات، وعدم تركهن كل واحدة زيها أسوأ من الثانية، (مثال على ذلك ملابس المذيعة التي قرأت نشرة أخبار العاشرة يوم الأربعاء، مع الإعتذار لها).
رابعاً: الوضع المحرج الذي تجد المذيعات و المذيعون أنفسهم فيه عندما يتصلون تلفونياً بأحد الضيوف حيث لا يكون الضيف على الخط، ويضطر المذيع لتكرار جملة ( د. فلان هل تسمعني؟ هل تسمعني يا د. فلان،…. يبدو أن الدكتور لا يسمعني، نواصل الأخبار، وسنعاود الإتصال بالدكتور لاحقاً)، هل هنالك صعوبة في أن يكون الضيف متواصلاً مع الكنترول قبل إعطاء الإشارة للمذيع ليسأله.
.(تنبيه: استخدمت لقب دكتور لأن الشعب السوداني كله دكاترة و بروفيسورات)
خامساً: لماذا تكون كل المذيعات من ذوات البشرة الفاتحة، أين بنات دارفور؟ أين بنات جبال النوبة؟، أين بنات الإنقسنا؟ أين بنات كردفان؟ أين ذوات البشرة السوداء من الوسط أو الشرق أوالشمال؟
سادساً: دلوني على برنامج ثقافي أو علمي أو تأريخي واحد يستفيد منه المشاهد، غنا، غنا، غنا، أين أهازيج الثورة، أين تسجيلات محمد سالم حميد، محجوب شريف، لماذا لا نسمع أزهري محمد علي، أين مفكرينا؟ أين د. حيدر إبراهيم، أين فضيلي جماع، أين تسجيلات د. عبد الله الطيب؟ أين الفنانين المناضلين؟ أين أبو عركي البخيت؟
سابعاً: وهذا الأهم لماذا يُقدّم مؤتمر لجنة إزالة التمكين بهذه الصورة الجنائزية؟، لماذا لا تسبقه أناشيد و هتافات الثورة و استدعاء لقطات من الاعتصام؟ لماذا لا تُعرض صورة المجرم أثناء قراءة ما تم إستعادته منه من ممتلكات؟ لماذا لا تخرج الكاميرا وتصور لنا المواقع المستردة و ما عليها من مباني و أبراج و ما بها من مزارع وحدائق، حتى يرى المواطن الخير الذي سيجنيه من تلك العقارات وقيمتها؟
إن ما تقوم به لجنة إزالة التمكين هو الشيئ الوحيد الذي يشعرنا بأن هنالك ثورة، ولكن التلفزيون يقتل ذلك الإنجاز، (التحية والتقدير و الإحترام لأعضاء لجنة أزالة التمكين التي صار مؤتمرها فرحتنا الوحيدة).)
ثامناً: لماذا يتعامل المذيعون والمذيعات باستهتار مع المسئولين، فلا نسمع كلمات مثل: فخامة الرئيس، دولة رئيس الوزراء، سعادة الوزير، وبدلاُ من ذلك: و قال البرهان، وصرح حمدوك، و نوه فيصل، و افتتح محمد حمدان دون مراعاة لمكانتهم.
تاسعاً: سيدي نحن نحترمك، و قد والله سعدنا بعودتك لتساهم في بناء وطنك، كما ذكرت سابقاً، ولكن هل تعتقد أن مهمتك هي إجراء حوارات مع المسئولين؟، أليس يمكنك إسناد مثل هذه البرامج لأحد المذيعين بعد أن تكون قد أعطيته الأسئلة و دربته على كيفية إدارة الحوار؟ وتتفرغ لعمل ما هو أهم كمراقبة أداء الكوادر العاملة بالتلفزيون و تقويمها إن استدعى الأمر؟ سيدي نحن لا نريد أن (نراك و نسمعك)، نحن نريد أن (نراك)، نراك سيدي بصمات واضحة تنعكس تطوراً على التلفزيون.
عاشراً: ماهي حكاية الذباب المتواجد بالاستديو دائماً والذي يسبب حرجاً لمقدمي نشرة الأخبار وهم يحاولون جاهدين إبعاده عن وجوههم؟ (برضو نشرة العاشرة يوم الأربعاء مثالاً).
حادي عشر: (وهذا أهم الأهم): لماذا لا يقدم التلفزيون برامج عن الشهداء الذين أصبحوا مع الأسف نسياً منسياً، ألم يفكر شخص واحد بالخروج بالكاميرا لزيارة منزل شهيد و تسجيل حلقة عنه مع أمه و أبيه وإخوانه و إخواته و أصدقائه حتى نعرف كل شيئ عنهم، وتكون تلك الحلقات آرشيف لمستقبل الأجيال.
خروج: أقسم لك بالله العظيم أن تلفزيون قناة الهلال متقدم على التلفزيون القومي في كل شيئ، أليس هذا أمرمخجل؟ (بالمناسبة بعد كتابة هذا المقال شاهدت على قناة الهلال برنامجاً ممتازاً قامت خلاله المذيعة بالذهاب إلى منزل الشهيد كشة و أجرت لقاءاً ملفتاً مع والديه… التحية لقناة الهلال و يا ليت قومي يسمعون).
أ رجو أن يصلكم أستاذ لقمان هذا المكتوب، كما أرجو ممن يقرؤه أن يضيف عليه ما يراه، علنا نسهم سوياً في تطوير هذا الجهاز القومي الهام.
أما القنوات الخاصة فليس لنا عليها سلطان، ولا تهمنا كثيراً، فهي عبارة عن صوالين لعرض الثياب و الحنة و الدهب والعقول الفارغة و الإسفاف و الحوارات الساذجة مع مغنيين عاطلين عن الموهبة و الإبداع مازالوا يعتاشون من أغاني الحقيبة.
على العبيد (عزوز الأول)
[email protected]
لقمان مجرد مراسل كان موش ثوري ولا إداري ولا حيعمل اي حاجة
طيب الصورة وينا يا عزوز الأول أو علي العبيد ما دام امطت اللثام ليه تبخل بالصورة؟!
# لماذا تكون كل المذيعات من ذوات البشرة الفاتحة، أين بنات دارفور؟ أين بنات جبال النوبة؟، أين بنات الإنقسنا؟ أين بنات كردفان؟ أين ذوات البشرة السوداء من الوسط أو الشرق أوالشمال؟
# و لماذا لا توفر للمذيعين أجمل القمصان و ربطات العنق و البدلات (الماركة)، وقد والله صرنا نعرف كل البدلات و القمصان وربطات العنق الرخيصة التي يرتديها المذيعون و( كأنها مشتراة من سوق أم دفسو)، نعرفها كما نعرف ملابسنا. و لماذا لا تُلزم المذيعات بلبس الثوب الأبيض و ليكن من أجود الخامات، وعدم تركهن كل واحدة زيها أسوأ من الثانية
# ماهي حكاية الذباب المتواجد بالاستديو دائماً والذي يسبب حرجاً لمقدمي نشرة الأخبار وهم يحاولون جاهدين إبعاده عن وجوههم؟