إقالة نصر الدين المهدي تكتيك أم طلب السلطة

إقالة نصر الدين المهدي تكتيك أم طلب السلطة

زين العابدين صالح عبد الرحمن
[email][email protected][/email]

عدما وقع السيد نصر الهادي المهدي نائب رئيس حزب الأمة مع الجبهة الثورية “كاودة قال السيد الصادق المهدي أن السيد نصر الدين يمثل نفسه, و هو غير مفوض من قبل الحزب, باعتبار أن للحزب مؤسساته, في ذلك الوقت كان الاعتقاد أن السيد الصادق يحاول أن يكون له وجود في جميع الجبهات, حيث عين أبنه عبد الرحمن في السلطة مساعدا لرئيس الجمهورية, و كان الصادق قد قال إن عبد الرحمن يمثل نفسه و لا يمثل الحزب, و في نفس الوقت كانت أبنته الدكتورة مريم تمثل الحزب في تجمع المعارضة, الذي لم يكف السيد الصادق عن نقده باستمرار, ثم وقعت مريم الصادق مع حركة تحرير السودان أركو مني مناوي” ثم أخيرا الاجتماع الذي تم في لندن بين السيد الصادق المهدي و علي الحاج عن المؤتمر الشعبي و ياسر عرمان عن الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال, حيث وقع اتفاق يتبني النضال السلمي كخيار لإسقاط النظام, حسب رؤية حزب الأمة, و قد وقع السيد نصر الدين المهدي عن حزب الأمة, باعتباره نائب الرئيس لحزب الأمة مع وجود السيد الصادق.

و بعد التوقيع بساعات أصدر السيد الصادق المهدي قرارا بإقالة السيد نصر من موقعه في حزب الأمة, باعتباره وقع مع الجبهة الثورية متجاوزا الحزب, و هذا تبرير غير واقعي و غير مقبول لسببين, الأول إذا كان السبب توقيع مع الجبهة الثورية هو السبب لماذا انتظر السيد الصادق كل هذه المدة, و لماذا جعله يوقع نيابة عن الحزب في الاتفاق الذي تم بحضور السيد الصادق المهدي في لندن, و الثاني إن يكون السيد الصادق قد وجد نقدا حادا من السلطة الحاكمة, و هي التي فرضت عليه أن يقيل السيد نصر الدين المهدي, و هو الاحتمال الأرجح, حيث أن السيد الصادق قد جعل هناك تغبيش حقيقي في أطروحاته حول قضية علاقته بالسلطة الحاكمة و أيضا علاقته بقوي المعارضة, و تأتي قضية نصر الدين لكي تطرح تساؤلات عديدة, فإذا كان نصر الدين اتخذ الموقف منفردا لماذا لم يقدم لمحاسبة من قبل الحزب و لماذا يتخذ السيد الصادق الموقف منفردا ربما يكون هناك تيارا داخل الحزب مؤمن بالخطوة التي أقدم عليها نصر الدين؟

المتتبع لسياسات السيد الصادق و أطروحاته, يجد أن العمليات التكتيكية التي يقدم عليها السيد الصادق, إن كانت في المعارضة أو في علاقته مع السلطة الحاكمة, كلها لم تصب في إستراتيجية حزب الأمة, و هي إستراتيجية غير واضحة, حتى الآن الأمر الذي يجعل التكتيك خصما علي الحزب, و مواقفه, و هي جميعا كانت سببا في خروج مجموعات من حزب الأمة بمسميات مختلفة, أما اتخذت طريقها للتحالف مع النظام, أو أنها أصبحت جزء من الحركات المسلحة, أو مجموعات و أفراد جمدوا نشاطهم في الحزب, و هناك من أصبح معارضة دون الحزب, و هي كلها تعود للتكتيكات غير الموفقة التي لا تصب في مجري الحزب, لأنه ليس هناك إستراتيجية واضحة تخدمها التكتيكات التي يقدم عليها السيد الصادق المهدي.

و الدعوات التي يطلق السيد الصادق المهدي, كأسلوب عمل معارض للنظام و لم تجد القبول و لا تجد طريقها للتنفيذ, كان حريا بالسيد الصادق المهدي بدلا م أن يطلق مثل تصريح خروج الناس للميادين, أن يؤكد للجماهير أنه غدا ذاهب هو و أفراد حزبه إلي الميدان من أجل الاعتصام فيه هو و عضوية حزبه و يدعو الجماهير للإنضمام إليهم , بلا من دعوة الجماهير للخروج من خارج حدود البلاد فالقائد ه الذي يتقدم أهله, و قد ولي عهد القيادات التي تنادي الجماهير للخروج و تعتكف هي في منازلها, فهل نترقب السيد الصادق المهدي بعد عودته أن يذهب من المار رأسا للإضراب في أحدي الميادين حتى تستطيع أ تلبي الجماهير الدعوة أم هي دعوة مراكبية.
إذن لإقالة السيد نصر الدين المهدي غير مفهومة, لا من ناحية الواقعة التي استند عليها السيد الصادق المهدي و علل بها عملية الفصل, و لا من ناحية التوقيت, حيث إن الرجل سمح للرجل أن يوقع في الاتفاق الجديد, إذن ما هي الأسباب التي أدت إلي الإقالة؟ غير إن السلطة ربما اعترضت علي العملية و الاتفاق, و طلبت من السيد الصادق إعادة النظر فيه فكان السيد نصر هو الضحية.و عليه نسال الله أن يقينا شرور أنفسنا.

تعليق واحد

  1. حسب الله ونعم الوكيل حسب الله ونعم الوكيل ضاعت للصورة ضاعت الصورة الهم استره واسترنا من الفضايح المتعاقبة

  2. فكونا من هذا الصادق المهدى ومن تكتيكاته التى اصبحت معروفة للكافة ومعروف عنه ارتباطاته بهذة السلطة المتسلطة والتى تتحكم فيه ولا نستبعد انها تضع له سياسة حزبه ، كل العشم فى قواعد حزب الامة وشبابه الذين اثبتوا على مر التاريخ انهم رجال يعتمد عليهم ، وفى هذة اللحظة اصبح الوطن المنكوب فى امس الحاجة لجهودهم ولروحهم الثورية ، فليتكاملوا مع بقية فئات الشعب السودانى المتطلعة لاحداث التغيير المطلوب وينسوا موضوع الصادق المهدى وتكتيكاته مع الكيزان

  3. السيد الصادق المهدي جزء لا يتجزأ من الإنقاذ وإليكم النقاط التي تؤيد ما قلت :
    1 – أثناء فترة الديمقراطية الثانية قام السيد الصادق المهدي بتمرير إنقلاب الإنقاذ إبتداءً من لحظات الإعداد له وفق التالي:

    أ ـ رغم أنه كان رئيساً للوزراء ومسئولاً عن القوات المسلحة بتمرير تحركات حزب الجبهة القومية الإسلامية لإستقطاب القوات المسلحةوتدجينها من خلال حملات دعم القوات المسلحةبقيادة علي عثمان حيث تبرع كل نواب الجبهة بسياراتهم لدعم القوات المسلحة وكانت عملية إختراق واضحة تم من خلالها التغطية على حلقات التجنيد للمجموعة التي نفذت الإنقلاب.
    ب ـ كعادته ماطل السيد الصادق في الموافقة على إتفاقية الميرغني ـ قرنق التي كان من شأن موافقة حزب الأمة عليها قطع الطريق على إنقلاب عمر البشير نهائياً بل وحسب ما رشح من معلومات أنه يوم مناقشة المكتب السياسي لحزب الأمة للإتفاقية قام الترابي بزيارة لدار الحزب حيث طلب مقابلة السيد الصادق وبينما كان المكتب السياسي مستمراً في المناقشة عاد السيد الصادق من مقابلتة للترابي وحسم النقاش بأن الحزب يوافق على المبادرة مع التحفظات!! وكان ذلك بهدف تعطيل تنفيذ الإتفاق بناءً على طلب الشيخ الترابي.
    ج – لدينا شهود عيان ـ لا زالوا أحياء ـ بأن المعلومات المتعلقة بإجتماعات منفذي إنقلاب البشير كانت متوفرة وتم إيصالها للسيد / الصادق بتفاصيلها الكاملة إلا أنه لم يتخذ أي إجراء وبدلاً عن ذلك إتهم من أبلغه بها بأنه جزء من عصبة تريد الإيقاع بينه وبين حلفائه.
    د ـ تجاهل السيد الصادق مذكرة القوات المسلحة الشهيرة وأغفل عن عمد تحليل رفض الجبهة القومية الإسلامية التوقيع على ميثاق الدفاع عن الديقراطية حيث أنه كان واضحاً في التدليل على صحة ما نقل إليه من معلومات عن الإنقلاب.
    2- بعد إنضمام السيد / الصادق للتجمع الوطني الديمقراطي بدأت تظهر الخلافات بين مكوناته حيث إصطحب معه إبنه عبد الرحمن ليكون قائداً لجيش الأمة بدلاً عن أحد الضباط المحالين للصالح العام وذلك دون إعتبار لفارق الخبرة والأداء. كذلك سعى الصادق ليكون رئيساً للتجمع الوطني الديمقراطي وهنا بدأت بوادر الإختلاف التي أدت لإضعاف دور التجمع.
    3 – عاد الصادق للسودان بعد توقيع إتفاق مع النظام وأدى ذلك لشرخ كبير في أداء التجمع وشكل دعماكبيراً للنظام.
    4 – كافة تحركات الصادق في الساحة السياسية تؤكد دون مواربة ليس فقط مداهنته لنظام الإنقاذ بل وتأييده الواضح لهم والأمثلة كثيرة منها أقصائه لمبارك الفاضل ونصرالدين الهادي وغيرهم كثر وإستبدال الأمانات القوية والمعادية للإنقاذ بالحزب بآخرين أقل قدرة ومعاداة للنظام.
    5 – لا ننسى دعواته للتظاهر ثم تراجعه عن المشاركة فيها” حضرنا ولم نجدكم” ثم تثبيطاته المستمرة للحراك الشعبي بالدعوات الهزيلة للتغيير الناعم وغيرها لنظام أثبت للعالم أنه لا يستمع ولا يتعامل إلا مع من يحمل السلاح كما صرح بذلك رئيس النظام علناً
    6 – هذا الرجل ” غواصة عديييييييل ” ولا يريد بالسودان خيراً إن فاته قطار الحكم والأخيرة لا تحتاج إلى دليل بل هو من أدى إلى فشل كل الحكومات الديمقراطية وبممارساته الغريبة بإسم الديمقراطية أفرغها من محتواها وبعث برسالة خاطئة للشعب السوداني بأن الديمقراطية صنو الفوضى
    7 – كيف يكون الشخص معارضاُوفي نفس الوقت إبنه مساعد لرئيس النظام والآخر ضابط في جهاز الأمن بينما مريم أيضاً تمارس نفس المسرحية لإختراق تنظيمات المعارضة !!؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..