
بالأمس قال السيناتور الامريكي عن ولاية ميشيغان، جيري بيترز، انه إنضم لزملائه، و وقفوا صامتين لمدة 8 دقائق و 46 ثانية، المدة التي مكثها جورج فلويد تحت ركبة رجل الشرطة، وذلك تكريماً له، وللأفارقة الامريكيين الذين قُتلوا بلا معنى.
ثم قال: نظام العدالة لدينا يحتاج الي إصلاح، علينا جميعاً العمل لأجل إصلاحه.
نظام العدالة الذي يتحدث عنه السناتور هو الذي قبض علي الشرطي مُرتكب الجريمة، و ثلاثة شاهدوا الحادث، ولم يفعلوا شيئ لإنقاذ الضحية، وتم عزلهم جميعاً، قبل التحقيق، بمجرد مشاهدة الفيديو الذي شاهده الملايين.
لم يتم تشكيل لجنة، او تدخل احد، بل قامت النيابة بواجبها مع اجهزة إنفاذ القانون، بالتحقيق في القضية.
برغم ذلك قال السناتور ان نظام العدالة يحتاج إلى إصلاح.
في جريمة فض الإعتصام في السودان، رأينا عدد من الضباط، والافراد وهم يتعازمون علي قتل الثوار في رابعة النهار، ولا احد حرك ساكناً.
ظهر في جميع الفيديوهات التي وثقت لهذه الجريمة البشعة، من الذين اعرفهم بشكل شخصي، “بشحمه و لحمه” دفعتي العقيد عماد بابكر، المُلقب “بعماد كوبر”، و تمت ترقيته بعد هذه الجريمة إلي رتبة العميد، وهو نائب رئيس نادي كوبر الذي رئيسه شقيق مجرم الحرب المعزول عبد الله البشير، وبذلك عليك سيدي القارئ ان تقيّم.
هذه الجريمة البشعة لا تحتاج إلي لجنة، او مماطلات فارغة، لو كان لدينا نظام عدلي مُحترم لتم القبض علي كل المجرمين الذين ظهروا في ساحة فض الإعتصام، ويمكن لأصغر وكيل نيابة مبتدئ ان يصل إلي كل المجرمين بمن امر بتنفيذ هذه الجريمة النكراء خلال اربعة وعشرون ساعة فقط.
العدالة لا يمكن ان تتحقق في غُرف الإعلام، و لايفات الفيسبوك، والكلمات الرنانة الطنانة، من شاكلة نعمل في إنسجام، وتناغم، وسنعبر.
بالعدالة وحدها سنعبر، ونريد قائد فعلي في هذه المرحلة، يخرج بكل شجاعة ليقول ان نظام العدالة لدينا معطوب، ومعطل تماماً، وعلينا ان نعمل جميعاً لإصلاحه.
حمدوك بَطِل سهوكة، وكلام ليّن، وني، و فضفاض لا يتسق مع عنفوان ثورة هزت العالم، ولا يزال الشعب منتصب في الشوارع، والميادين لتحقيق اهداف ثورته.. ادائك ضعيف، خطابك هزيل، شخصيتك مهزوزة.
سَمِعتك و انت تستشهد بتجارب دول عديدة في النهضة، ومنها رواندا، ارجو ان تقرأ تاريخ قائدها كاغامي، وكيف نهض ببلاده بعد ان اسس للعدالة اولاً، و التي قامت علي اساسها النهضة، والتطور، قبل ان تلوث مسامعنا بكلام ” طق حنك”، بعيد عن الحقيقة، و الواقع.
إنتهى..
تواصل معي عدد من محبي السيد اللواء (م) ياسين وزير الدفاع الجديد، واخص بذلك عدد من دفعته الذين اكن لهم كل الود، و الإحترام، وهم دفعة مُحترمة لها سمعة طيبة في الجيش إلا الكيزان منهم، و علي رأسهم الهالك ابراهيم شمس الدين.
تواصلوا معي علي خلفية مقال سابق ابديت فيه ملاحظات علي خطاب السيد الوزير بعد اداءه القسم.
لا يمكن باي حال ان اسيئ للرجل بشكل شخصي، وهو ذو اخلاق، وادب جم حسب ما سمعت من عشرات الذين عملوا معه، ولا تربطهم به مصلحة.
الدولة التي ننشدها لاي مواطن فيها الحق ان يبدي رأيه، او ينقد اي مسؤول، إبتداءً من مظهره، مروراً بكل حرف او جملة يتفوه بها دون حرج، او توجه له سهام لوم.
فالمسؤول هو خادم و عامل عند المواطن دافع الضرائب، و صاحب المِلكية، وهو من يدفع راتبه، ومستحقاته، ولا احد يملك ان يسأله من انت و ما صفتك، و وضعك حتي تقيّم اداء مسؤول.
ارجو ان لا يخرج نقدي للسيد الوزير من إطار نقد مواطن عادي، له كل الحق في ذلك دون حجر، او وصاية، حسب الزاوية التي ارى بها.
من كل قلبي اتمنى له النجاح في مهمته، و سأكون اول من يفرح بنجاحه لأنه سيكون رصيد للوطن، و هو شخص اليوم او غداً سيرحل لا محال، فالباقي هو الوطن الذي نفخر به، ويحزننا ان يُذكر بسوء.
لا نريد ان نرتد بعد ثورة ديسمبر العظيمة إلي ظلمات القهر، والكبت، ولنلحق بجيل شباب الثورة الذين لا يمكن ان يقبلوا بحرية منقوصة او عدالة عرجاء.
اخيراً.. قامت إمرأة عادية بإعتراض موكب الرئيس الامريكي ترامب في ولاية فرجينيا، ورفعت في وجهه اصبعها الوسطى مرددة عبارة “fuck you” إحتجت بطريقتها، فرأى فيها جمهور من الناس انها تمثلهم، وتم إنتخابها في مقعد بلدي في الولاية وفازت به.
اطلقوا العنان إلي الرأي، والرأي الآخر مهما كانت قسوته، فسماعه اهون من ان يُكتم، و يخرج من فهوة البندقية، و اصوات دوي المتفجرات، إعتماداً علي آليات الماضي المظلم بالجهل، والتخلف.
الحوار، والرأي، والرأي الآخر هو صمام الامان، والضامن للتطور، والنهضة، وعلينا ان نسمع لأي صوت، و نؤسس لدولة تحكمها المؤسسات، وساعتها سيكون الكل مسؤول، و يواجه العدالة بشكل مُنفرد تاركاً وراءه لونه، ودينه، وقبيلته، وطائفته، فبطاقته مواطن له كل الحقوق، وعليه واجبات حاضرة النفاذ.
إن كان العدل اساس المُلك، فإحترام الرأي، والرأي الآخر هو تمام الإنسانية في اسمى المعاني، وأبهى الصور.
خليل محمد سليمان
[email protected]
كم انت كبير يا استاذ / خليل محمد سليمان فمقالات كلها في الصميم ,
إقتباس//
حمدوك بَطِل سهوكة، وكلام ليّن، وني، و فضفاض لا يتسق مع عنفوان ثورة هزت العالم، ولا يزال الشعب منتصب في الشوارع، والميادين لتحقيق اهداف ثورته.. ادائك ضعيف، خطابك هزيل، شخصيتك مهزوزة…//إنتهي
ليتك لم تكتب ما كتبت أعلاه … فمناصحتك لحميدتي تنسف كلامك عن إحقاق الحق وتنصيب ميزان العدالة وما حميدتي إلا همباتي جعل منه فساد الإنقاذ واستهانتها بالقوات المسلحة ضابطا بها وبرتبة فريق أول….!!!
وهذه أحد مشاكل الشخصية السودانية ، فهي تجيد التفنن في الحديث عن الحق وتأباه في ذات الوقت أن يكون حاضرا متي ما مسها ضر حضوره….حميدتي …!! في ضابط في الجيش تخرج من أم الكلالي يري في حميدتي نموذج للضابط حتي تناصحه …؟؟ كان حري بك أن تدرج إقالة حميدتي وشطب إسمه من كشوفات ضباط القوات المسلحة بإعتباره مرتزق قام بتلويث سمعة القوات المسلحة وجعلها تعمل من أجل المال والمصلحة الشخصية عوضا عن الوطن بمفهومه الواسع كأول خطوة نحو إحقاق الحق عوضا عن مناصحته بإعتباره رقم وكاريزما في القوات المسلحة السودانية…..!!؟؟
القصاص للشهداء،الولاة المدنيين،تكوين المجلس التشريعي،قضايا متفق عليها،العمل علي إنجازها واجب الساعة،وواجب كل ثوري المشاركة في تحقيقها ،بالعمل المباشر في الشارع.مع الجماهير ،وجعلها صوت الشارع ،مطلب الشارع ،والمطلب المباشر الاني لكل لجان المقاومة ،الشارع هو الذي اطاح بالمخلوع،الشارع هو القوة الدافعة والموجهة للاحداث،حمدوك فرد ،في امريكا ،الشارع هو الذي ضغط بقوة ،رغم الحظر،واجبر الاجهزة العدلية علي سرعة التحرك،خوفا من غضب الشعب،خوفا من الحرائق ،والفوضى الشاملةورغما عن أنف ترامب،،الشوارع لا تخون.