نجم هوليود جيسي إيزنبرج من الواقع الافتراضي إلى استخدام الذكاء وعالم السحر

لوس أنجليس – تجتذب عروض فقرة الساحر الجماهير من مختلف الأعمار دائما، وتقديمها من خلال أعمال سينمائية، من خلال معالجة حديثة مليئة بالإبهار والمؤثرات من شأنه أن يجذب المزيد والمزيد من الجمهور. هذا هو هدف فيلم “هل يمكنك أن تراني الآن؟” والذي بدأ عرضه في الولايات المتحدة مؤخرا، حيث حظي العرض الأول باستقبال وحفاوة كبير على المستوى الجماهيري.

والفيلم من إخراج لويز لترييه، ويقوم ببطولته جيسي إيزنبرج، بطل فيلم “الشبكة الاجتماعية”، والذي جسد من خلاله قصة مؤسس شبكة “فيس بوك” للتواصل الاجتماعي مارك زوكر بيرج. ويشاركه البطولة كلا من إيسلا فيشر وديف فرانكو، وودي هارلسن.

وعلى عكس هذه النوعية من الأفلام تراهن الشركة المنتجة على عمل يتميز باستخدام الذكاء والحواس، أكثر من التكنولوجيا والمؤثرات البصرية، في إطار حقبة زمنية لا يبدو أي شئ يحدث بها له أي علاقة بالواقع على الإطلاق تم الإعداد لها باستخدام أحدث الوسائل المتقدمة.
في هذا الخصوص، يرى لترييه، مخرج سلسلة أفلام الحركة الشهيرة “Transporter” أنه تم اللجوء إلى هذا المزج بين التكنولوجيا والعنصر البشري، لتفادي إصابة الجمهور بالملل من سيطرة الآلة على الإيقاع العام للعمل. ويوضح مخرج العمل أن المطلوب هو أن “يدرك الجمهور أن المؤثرات تحتاج أحيانا إلى النذر اليسير من الفوضى التي يتسبب فيها العنصر البشري التي تجعل من الواقع أمرا يمكن تقبله”، مؤكدا أيضا “من هنا كان حرصنا على أن تكون الخدع التي تظهر على الشاشة أثناء مراحل الفيلم المختلفة: حقيقية 100 بالمئة”.

يشير المخرج في هذا الإطار إلى أهم مشاهد العمل، التي يؤديها فريق السحرة الأربعة ببراعة منقطعة النظير، حيث يبهرون الناس، بقيامهم في لاس فيجاس بالدخول إلى أحد البنوك والاستيلاء على ثروة تقدر بالملايين من حسابات مديري كبرى الشركات العالمية.

يقوم هؤلاء السحرة أمام أعين الجمهور المنبهر بأدائهم بجعل السماء تمطر عليهم الملايين من أوراق العملة الخضراء، في محاكاة حديثة لروبين هوود الذي كان يسرق من الأغنياء ليوزع مالهم وثرواتهم على الفقراء والمحتاجين.

وقد استعان المخرج الفرنسي لتنفيذ هذه المشاهد بمجموعة من مشاهير ونجوم السحر العالمي أمثال دافيد كوبر فيلد، والذي ارتبط بفترة من الفترات بعارضة الأزياء الألمانية كلوديا شيفر، ويقوم منذ سنوات بتقديم فقراته السحرية الناجحة في فندق (MGM) في لاس فيجاس.
كما استعان لترييه أيضا خلال أحداث الفيلم بعدد ضخم من المجاميع ? 600 كومبارس ? طلب منهم القيام بالتقاط الصور الفوتوغرافية أثناء مراحل إخراج الفيلم، وقام بعد ذلك باستخدام هذه المادة الثرية، لعمل مشاهد إضافية في الفيلم، ليضفي مزيد من الانبهار والإثارة على العمل.

وقد استغرق تصوير الفيلم تسعة وستين يوما، وقام المخرج الفرنسي بإنجاز عمله متنقلا بين باريس ونيو أورليانز، مرورا بنيويورك ولاس فيجاس. فيما بلغ حجم ميزانية العمل نحو 80 مليون دولار، لتكون المحصلة فيلم رائع يتوقع أن ينافس بقوة في شباك التذاكر مع أعمال من الوزن الثقيل خلال موسم الصيف الساخن جدا في هوليوود.

ولكي تكتمل الوجبة الدسمة التي يقدمها الفيلم، يتضمن العمل أيضا، العديد من مشاهد الحركة، إلا أنها لا تؤثر بأي حال من الأحوال على الخط العام للفيلم الذي يغلب عليه استخدام عنصري الذكاء والتشويق. كما يتحمل الممثل الشاب جيسي إيزنبرج العبء الأكبر، الذي أثبت جدارة كبيرة في أداء شخصية مؤسس شبكة الفيس بوك.

في هذا الفيلم الجديد، يذكر الحوار، بأداء إيزنبرج في فيلم ديفيد فينشر “الشبكة الاجتماعية” أو “The Social Network “، والذي كان السبب الرئيسي في انطلاقه نحو آفاق الشهرة العالمية، حيث يتسم الحوار بصفة عامة بسرعة الإيقاع، فيما يبدو البطل الأكثر ذكاء وحضورا والأكثر ثباتا، بصرف النظر عمن يشاركه المشهد على الشاشة.
منذ ذلك الحين، حاز الممثل الشاب/29 عاما/ مكانة فائقة كما ارتفعت قيمته في الوسط الفني بصورة غير مسبوقة، حيث شارك في أحدث أفلام وودي آلان “إلى روما مع حبي” أو “To Rome with love” وهو من نوعية أفلام الكوميديا الرومانسية، وهي السلسلة التي بدأها المخرج المخضرم عام 2009 بفيلم “فيكي كريستينا برشلونة” وتبعها بـ”منتصف الليل في باريس”.

ضمن نشاطه الفني الذي لا يتوقف شارك الممثل الشاب أيضا بالأداء الصوتي في فيلم الرسوم المتحركة “ريو”، ومن المقرر أن يقوم بنفس الدور في الجزء الثاني من الفيلم. بالإضافة إلى مشاركته في فيلم “هل يمكنك أن تراني الآن؟” يلعب إيزنبرج بطولة فيلمين آخرين لم ينته من تصويرهما بعد وهما “تحركات ليلية” و”البديل”، لتتأكد بذلك مكانته بين مصاف كبار نجوم هوليوود الصاعدين.

ويرى النقاد أن شركات الإنتاج تستغل إيزنبرج بعد نجاحه في فيلم فينشر، والذي وضع اللبنة الأولى في نجوميته، من أجل مداعبة شباك التذاكر، ولكن في الحقيقة، لا يزال الفنان الشاب أسير نجاح هذا الدور ويجب عليه أن يقدم عملا آخر يضيف إلى مسيرته، لأن استثمار نجاح دور لا يمكن أن يعول عليه على الأقل بالنسبة للمثل لكي يستمر في مجاله.

د ب أ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..