رسالة الشعب إلى البرهان “نحن ما قصرنا حاشا، انت اتلومت فينا”

يوسف عيسى عبدالكريم
فاجأ قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان الشارع السوداني بدعوته الشعب للاستنفار و التسلح للمشاركة في عمليات دحر تمرد قوات الدعم السريع الشهيرة بمليشيات الجنجويد و ذلك في خطابه بمناسبة عيد الأضحى المبارك. والذي توقع فيه الشارع السوداني بعد مضي ٧٢ يوم من المواجهات العسكرية أن يحمل بشريات النصر و اقتراب حسم المعركة و دحر التمرد لكن و وفقا للمراقبين جاء الخطاب مخيب لآمال الشارع والمواطن تحديدا. مما فرض سؤال منطقي تبادر في ذهن كل شخص متابع وهو هل الجيش بات عاجزا عن حسم المعركة والانتصار في هذه الحرب؟
أن مطالبة قائد الجيش للشعب السوداني بالتسلح تعني تفهم حتما بأن هناك نقص حاد في اعداد الجنود في صفوف القوات المقاتلة مما استدعى تعويضه سابقا بمناشدة ضباط وأفراد قوات الاحتياط و معاشيي الجيش بالتبليغ لأقرب وحدة عسكرية للتسلح والمشاركة في القتال ويبدو أن ذلك لم يعد كافيا مما استدعي تعويضه بأفراد الشعب قاطبة.
وهنا يتبادر سؤال آخر في ذهن المواطن وهو :
هل انتقلت هذه الحرب من مرحلة اقتراب الحسم العسكري إلى مرحلة ضرورة التعايش مع الحرب كواقع. فاذا كان الأمر كذلك.
إذا فليعلم قائد الجيش أن هذه الحرب الدائرة الان لا يرغب في استمرارها احد من أفراد الشعب السوداني ماعدا الفلول و بقايا نظام الانقاذ البائد الذين ما فتئوا ينفخون في نارها بعد أن اوقدوا شرارتها الأولى.
نعم ليست هنالك اي مصلحة لأي سوداني في استمرار هذه الحرب الا أنصار النظام السابق الراغبين في ركوب الموجة والعودة للحكم على ظهر المؤسسة العسكرية .
اما الشباب السوداني الذين خصهم البرهان بالنداء للانضمام لصفوف الجيش والقتال فهم يعلمون تماما أن هذه المعركة ليست معركتهم وان هذه الحرب الدائرة الان هم ضحيتها الأولى قبل الحرب حيث ظل طرفي الصراع ومنذ اندلاع ثورة أكتوبر المجيدة يمارسون عليهم شتى اصناف القمع والقتل والتعذيب وعدم الإيفاء بالعهود والاتفاقيات الواحدة تلو الأخرى ابتداء من الوثيقة الدستورية وانتهاء بالاتفاق الاطاري الأخير.
وبعد الحرب حيث تعرض الشباب ومازال للتشريد والنزوح واللجوء والقتل والترهيب واضطر اغلب الشباب لمفارقة منازلهم خوفا على أسرهم من التعرض للاعتقال والاغتصاب والقتل.
يجب أن يعلم كلا طرفي الصراع انه اذا اراد الانتصار و الكسب في هذه الحرب فإن الخاسر الأول سيكون هو الشعب السوداني.
إذا فالاجدى أن نركز جهودنا في التفاوض للتوصل لي حل يوقف تساقط مطر الرصاص وازيز الطائرات الحربية و انفجار القنابل.
ولنفهم أن الدم السوداني غالي و الوطن العزيز والمواطن لا يستحق هذا العناء
كسرة
أن العبارة الواردة في خطاب البرهان والتي نصها مايلي:
أن هناك من استعان بالمرتزقة لتنفيذ جرائم ضد السودانيين، في إشارة منه إلى قوات الدعم السريع تنطبق على كلا طرفي الصراع.