شكري عبدالقيوم
ما ينبغي لفيلسوفٍ ينعمُ بحكمته وفضيلته الخاصَّة، هادِئاً كالماء متواضِعاً كأعشاب الأرض، قد أدركَ سِرَّ وجوده فأوقَفَه، وفَهِمَ معنى عُمْرِه فنَذَره وسط هذا الرُكَام من عالَمٍ مُثْخَنٍ بالأكاذيبِ والجُرُوحِ والآلامِ والأوهام، للبحث عن الحقيقة أَنَّى وجدها فهُو أولى بها. ما ينبغي لهُ أن يَتَرَدَّى إلى القاع المزدحم بالعُوَام، والرجرجةِ والدهماءِ والهُوَام، فيتورَّط في نظرٍ في الشأْن السياسي الذي هُوَ شأْن العقول الصغيرة والمتوسطة، والأراذِلِ مِمَّن تَلِدُ النساء.
لَكِنِّي، ومع ذلك وبرغمه، أُجِيزُ لنفسي كَلِمةً على مذبحِ الوطن، فَإلَيْها :-
إنَّ المشكلة السياسية السودانية هي من الضخامة والتعقيد لدرجة أنَّنا لن نتمكن أبداً من التوصُّل لحلٍّ لها وحدنا. ومسار الفكر عندي لا يُمَرِّر فكرة أننا قادرون على الوصول وحدنا بثورتنا السودانية إلى سِدْرةِ مُنْتَهاها. لا بُدَّ من عونٍ يأتينا من الأرضِ أو السماء.
لم تُسَجِّل التجربة حالةً، ولا برهنت حكمةُ العصور يوماً على أنَّ ضعيفاً انتصرَ على قَوِيّ، ولا أعزلاً انتصرَ على مُسَلَّح. ما انتصرت الثورة الإنكليزية في القرن السابع عشر إلا بانتصار جيش البرلمان الثوري في معركة نيسبي الحاسِمة 1645م، ولا انتصرت الثورة الفرنسية يوم الباستيل في القرن الثامن عشر وفي يوم التويلري إلا بجماهير مسلحة فاقَ عددها أضعاف عدد الجيش الملكي والمرتزقة النمساويين والألمان الذين كان يثق بهم لويس السادس عشر أكثر من الجيش النظامي. لم تكن حينذاك مدفعية حديثة، لذا كانَ التفوق للعدد الأكبر. وقبلها لم تُحْسَم الثورة الأمريكية لصالح الثوار والإستقلال إلا بواسطة حَمَلة البنادق وأبناء الحرية المسلحين. ومَرَّةً أخرى وفي روسيا القرن العشرين لم يحسم البلاشفة الثورة لصالحهم في بتروغراد إلا بالسلاح حينَ انضمَّ صف ضباط وجنود الحامية إلى صف الجماهير بأسلحتهم. هذه هي الأربعة ثورات الحقيقية في التاريخ البشري. حقيقية بمعنى أنها توصَّلت إلى تشكيل حكومتها الثورية الحقيقية، وفَعَّلت الشرعية الثورية.
في الحالة السودانية، فإنَّ ثورات أكتوبر 1964م، وأبريل 1985م، وديسمبر 2018م وإلى تاريخه، هي في مجموعها من نوع الثورة الناقِصة. الناقِصة ليسَ تلطيفاً ولا تخفيفاً للفاشِلة، لأنها لا تزالُ مستمرة، ولكن إلى أُفُق مسدود أو يكاد إلا من ضوءٍ في آخر النفق. إنَّ انحياز جيش النظام القديم المُدَّعى في الثورات إلى الثورة هو نوع أُكْذُوبة صلعاء معناها قطع طريق الثورة. فإذا ما أُرِيدَ لثورة أن تنتصر حقاً وبنفسها لا بُدَّ من تسليحها بقوة أكبر من قوة النظام القديم، وإلا فانتظار العون من خارجها كما حدثت في ثورة المجر سنة 1956م. يبدو، بل واضح بالنسبة لي على الأقل، أن الدكتور حمدوك يسير على هُدَيً من هذا الخيار الأخير. التماس العون الخارجي لهزيمة النظام القديم بجيوشه ومليشياته، واحلال نظام جديد بمؤسساته محل النظام القديم.
“شُكْرِي”
تقسيم السود ان او علي الاقل فصل دار الفور و جبال النوبه هو الحل
لن تنتصر الثوره الا بقوة السلاح..
الشعب السوداني لن يحقق النصر الا بعد المواجهة الجماهيريه المسلحه ضد عصابات الجنجويد الريزيقاتيه وحركات الارتزاق الدارفوريه المسلحه وجيش البرهان وشرطه الكيزان..
… اذا لم يتم دحر هولاء القتله اللصوص سنظل في مربع الاستسلام لهؤلاء القتله..
. سلاح السلميه انتفي ولا جدوى منهم لا بد لقبائل الشمال والوسط والشرق التسليح ومواجهة هولاء المرتزقه الذين غزوا بلادنا من دارفور ودول غرب أفريقيا..
… لن يقبع شعبنا الي الابد تحت بوت العسكر والجنجويد وحركات الارتزاق وجيش العماله…
… تسلحوا بكل الاسلحه لان المواجهة قادمه مع هولاء الغزاة الاوباش اللصوص القتله.النصر لنا باذنه تعالي.. .
ما هذه الفلسفة الرجعية يا فيلسوف الحداثة؟؟ صحيح ما قلته في ثورات القرن الثامن عشر الأوروبية الانكليزية والفرنسية والروسية البلشفية وقبل الأمريكية لم تنتصر إلا بالجماهير المسلحة! ولكن كان ذلك بحسب مقدرات ذلك العصر من تطور فكري في مجال الحقوق السياسية والوسائل المتاحة للثورات لتحقيقها وانجازها! نحن الآن في عصر سلاحه التضامن الفكري بين الشعوب، هذا عصر حقوق الانسان وكرامته وأي شعب يرزح تحت نظام ينتهك هذه الحقوق بل يطمس هذه السمات الانسانية يثور عليه الغالم والمجتمع الدولي بأسره ويتضامن مع الشعوب المغلوبة على أمرها في هذا المجال! وفي نفس الوقت وتبعاً لذلك صارت الشعوب لا تحتاج للعنف أصلاً ناهيك أن يكون مسلحاً أم لا! فما عليك إلا أن تخرج في ثورة سلمية لإسماع العالم ولفت نظره إلى القضية وسوف يتولى الأمر تضامناً معك وعقاباً للنظام القمعي وتضببفاً عليه دولياً لكتم أنفاسه وخنقه حتى يسقط بأقل الخسائر التي كانت تقع في زمان الثورات المسلحة.التي أشرتَ إليها
فالفلسفة والحكمة تدور مع دوران الحياة وتطورها آخذة بالوسائل الممكنة لتحقيق الغايات والقيم الفلسفية الثابتة منذ وصول الفكر الانساني واعتماده لتلك القيم.