6 سعوديين يشرحون للغرب حقيقة «الصحراء والبترول الوفير»

دفعت روح الوطنية والاعتزاز بالهوية السعودية ستة شباب سعوديين إلى إطلاق برنامج إنمائي، يعمل على ترويج الثقافة السعودية، بهدف تعزيز حوار الحضارات بين المحافل الدولية الثقافية، تحت مسمى «نداء الثقافة».

وأفصح المهندس محمد باخريبة مؤسس البرنامج، أن فكرة البرنامج تم تسجيلها في الولايات المتحدة الأميركية كمشروع اجتماعي دولي، بعد عدة مشاركات في مؤتمرات عالمية. وبين أن السبب الحقيقي وراء تأسيس هذا البرنامج، هو الفكرة النمطية المأخوذة عن السعودية في الغرب، والتي تتمثل في أنها «دولة صحراوية لديها بترول كثير».

وقال باخريبة في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الغرب لا يعرفون عن ثقافتنا ولا عن تعاليم ديننا السمح أي شيء، وهذا يعود لتجاهل الإعلام الدولي لنا، لذلك قررنا تغيير هذه الصورة النمطية وإظهار حضارتنا وتعاليم إسلامنا السمحة إلى النور، من خلال برنامجنا الذي تم إدراجه كأحد المنظمين العالميين للسلام العالمي، والذي تنظمه الأمم المتحدة سنويا حول العالم».

وبينما تم تنفيذ فكرة المشروع، واستمراره بنجاح سريع غير متوقع، أكد محمد باخريبة أن فريق العمل استطاع تعريف 20 دولة بحضارة السعودية وثقافتها، وسمح للطلاب المبتعثين في أميركا الذين يقومون بعمل دراسات في الثقافة السعودية، بالتعاون المتبادل مع «نداء الثقافة»، إما لتوفير معلومات تساعدهم في دراستهم، أو الاستفادة من أبحاثهم.

وأوضح أن البرنامج عرف الثقافة السعودية على 12سمة، منها الاقتصاد السعودي، والعادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع السعودي، الأزياء التراثية، أشهر المأكولات السعودية، تاريخ السعودية، مشيرا إلى أن البرنامج يعمل كل عام على سمة واحدة، ممثلا ذلك بأن العام الحالي تم التركيز على خط الأزياء، وتم تنفيذ الكثير من المقاطع المصورة الصغيرة التي تعرف بأهم الأزياء التراثية الموجودة في السعودية، مثل «البشت، العقال، والشماغ».

ولفت مؤسس برنامج نداء الثقافة إلى أن الغرب لا يمكن إيصال المعلومة إليهم إلا من خلال لغة الحوار، وأنهم على دراية كافية بأهمية التبادل الثقافي، مشيرا إلى أن هذه المبادئ التي لديهم هي لدينا أيضا وحثنا عليها ديننا الإسلامي، والذي يشدد على ضرورة إيصال العلم إلى جميع بقاع الأرض.

وتمنى باخريبة من الجهات الرسمية ذات العلاقة مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام، وهيئة السياحة والآثار، وهيئة العمران، والغرف التجارية بإقامة جسور تعاون مشتركة، للخروج بشراكة تفيد المجتمع محليا وعالميا، من خلال احتضان هذه البرامج، وتقديم الدعم المعنوي اللازم لها.

ونفى طلب أي دعم مادي، مبررا ذلك بأن «نداء الثقافة» منظومة اقتصادية مستدامة، وأن الدعم المعنوي لها، وتعاون الجهات ذات العلاقة، سيضمن لها الاستمرار والتميز وتصحيح صورة العرب أمام الغرب الذين لا يعلمون عن ثقافتهم شيئا.

وأضاف مؤسس نداء الثقافة: أنه خلال عام واحد فقط منذ سبتمبر (أيلول) م ولمدة 12 شهرا «استطعنا أن نلفت الأنظار بمبادرتنا (نداء الثقافة) عبر الفريق الذي تم تأسيسه في اليوم الوطني من العام الماضي؛ حيث شاركنا في المؤتمر العالمي للإبداع العالمي في إيطاليا ونجحنا في إثراء التحالف العالمي للسلم الذي تشرف عليه الأمم المتحدة من خلال المشاركة في اليوم العالمي الذي جرى في نيويورك يوم سبتمبر (أيلول) الماضي، وقدمنا مشروعنا كأحد الطرق الحديثة الإبداعية لتقريب وجهات النظر وخلق بيئة مواتية للسلم والتعايش الذي يدعو له الإسلام».

وشدد باخريبة على أن منظمي اليوم العالمي للسلام وسفراء اليوم العالمي للسلم مايكل دوغلاس والدكتورة جاين جودول أبدوا جميعهم اهتماما رائعا بمشروع نداء الثقافة وأبدوا استعدادهم للتعاون من مد جسور الفهم للآخر والتي تدعو إليه قيم نداء الثقافة، مشيرا إلى أن الفكرة مبنية بشكل كلي على منظومة اجتماعية مستدامة مستمدة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي من خلالها نأمل إلى نصرة الرسول وتعريف العالم بسيرته.

يذكر أن فكرة «نداء الثقافة» أطلقها ستة شباب سعوديين من مدينة جدة بقيادة المهندس محمد باخريبة ولفتت الأنظار على الصعيد الخارجي، ولم تلق اهتماما على الصعيد الداخلي، وبدأت ظهورها للمرة الأولى عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» و«اليوتيوب»، التي روجت للمبادرة بشكل كبير، قبل أن تصل في الأيام الماضية إلى البرنامج الإنمائي في الأمم المتحدة.

الشرق الاوسط

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..