أفريقي المنشأ والمنبت: فن الراب.. حكايات على إيقاعات الطبول

تقرير – عودة سعد
يرجع أصل الراب إلى أصول أفريقية منذ عدة قرون، قبل اكتشافه في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان يقوم بعض الأشخاص بإلقاء القصص على الطبول والألحان المتناثرة، وكانت هذه القصص تلقى بقافية معينة. هذه الأصول اختفت مع مرور الوقت لأنها قصص تتفاخر بها القبائل. أما موسيقى الجاز، فتعد من الأعمدة التي قامت عليها موسيقى الراب، حيث كان الفنان (شرحبيل أحمد) من أوائل الفنانين الذين أدخلوا الجاز في الأغنية السودانية. وتجربة الفنان شرحبيل أحمد جعلت المبدعين الشباب يفكرون بجدية في إدخال الراب في الأغنية السودانية استناداً على تجربة شرحبيل تلك، إلا الراب وجد هجمة شرسة من قبل باحثين ونقاد سودانيين بهدف الوقوف على التجربة بعد انتشارهاعند الشباب.
(1)
قال الناقد الفني الدكتور (صلاح فرج الله) في منتدى أقيم بالمركز السوداني للخدمات الصحفية (إس إم سي) إن التجديد في الفن هو تطور طبيعي مأخوذ من الحياة وتطورها، مؤكداً أن الفن ينبع أصلاً من الطبيعة وحراك المجتمع وتطوره، مضيفاً أن هنالك تجارب كثيرة في الغناء والموسيقى وجدت نقداً لاذعاً منها تجربة الفنان شرحبيل أحمد في موسيقى الجاز، لكنه أثبت وجوده من خلال المواكبة واتباع الأساليب التي تتماشى مع العادات والتقاليد وذوق المجتمع السوداني. وزاد: “وحقيقة أنا مؤيد لفكرة الراب في الأغنية السودانية لأنها تحل قضايا الشباب المختلفة”.
(2)
وأضاف الناقد (طارق شريف) أن الراب نمط من الموسيقى ظهر أولاً في أفريقيا، وانتشر في الوطن العربي خاصة دول المغرب العربي بسبب ثورات الربيع وذاعت شهرة الراب في فرنسا عبر الولايات المتحدة الأمريكية، ومن مميزات الراب العفوية والارتجال والبساطة والحيوية والامتزاج بين الشعر والموسيقى ويقبل الحذف والإضافة وتغيير الكلمات لتتماشى مع موسيقاه، ودائماً ما تكون لغة الراب عامية يستطيع أي فرد من الشارع فهمها والتجاوب معها، وتعد نقداً لظواهر اجتماعية وسياسية، إلا أنه قال يجب أن يتماشى الراب السوداني مع عاداتنا وتقاليدنا السودانية دون التقليد الأعمى من لبس ورقص وخلافه من ثقافات الراب المستوردة. ويجب توعية الشباب السوداني خاصة في مسألة التقليد في اللبس والرقص.
واستطرد الإعلامي (محمد حامد جمعة) أن الراب فن يعبر عن فئة معينة، وهو فن معزول، وذهب جمعة مؤيداً (طارق شريف) في عدم التقليد في اللبس والرقص، لأنها ثقافة تختلف عن تقاليدنا السودانية. وأردف أن الراب له عيوب ولاسيما أن نصوصه طويلة.
وقدمت فرقة (05 بروديشن) نماذج من أغاني وموسيقى الراب التي ركزت في مجملها حول قضايا اجتماعية تهم المجتمع السوداني خاصة (الأم وقضايا الشباب ودعوتهم للزواج).
اليوم التالي