بمشاركته في الحكومة هل يطفيء الاتحادي الديمقراطي نار الفتنة؟

بمشاركته في الحكومة هل يطفيء الاتحادي الديمقراطي نار الفتنة؟
خالد عثمان
[email protected]
شروط الثورة
الثورة حقيقة من مسلمات الحياة وواقع تاريخي لايمكن تجاهلة ، وعادة ماتحدث فجأة لان الضغمة الحاكمة دائما ما تعرقل التغيير التدريجي، ان ما يحدث في بلادنا الآن يكفي لاطلاق ثورة بحجم الفرنسية والبلشفية لازالة علاقات الانتاج القائمة على الظلم والفساد ، ولكن وكما قال بارينغتون مور في كتابه “الأسس الاجتماعية للثورة والطاعة” فان الظلم والمعاناة والتهميش لاتعتبر أسس كافية لاشعال ثورة على نطاق واسع ومضى بارينغتون مور ليضع شرطاً بضرورة تحقيق عقد إجتماعي أفضل عند إنتصار تلك الثورة .
فشل الثورات السابقة
ان المعضلة التي تواجه ثورة السودان هي فشل اكتمال الثورات السابقة ، فاكتوبر وابريل تم سرقتهما وكان البديل للانظمة الديكتاتورية ديمقراطيات مزيفة تقودها احزاب مشوّهة ومترّلهة ،ولم تقدم تلك الاحزاب ما يقنع الثوار ، ان الهبات الاخيرة والمتواصلة لاتزال في دور الحركات المطلبية، ولتتحول هذه الحركات المطلبية الي ثورة فلابد من روئة ولابد من قيادة راشدة بل لا بد من احزاب جديدة تبنى على أسس حديثة تتجاوز القبلية والعنصرية التي أتت بها سنوات الانقاذ.
الربيع العربي
لايغيب عن المحلل الحصيف ابعاد الصراع السني الشيعي المحيطة بتغيير الانظمة في المنطقة العريية والدور الذي لعبه التنظيم العالمي للأخوان المسلمين لاقامة خلافة اسلامية تشمل ليبيا ،مصر ، سوريا وفلسطين والسودان ، كذلك الصمت الغربي وتعامله مع الحركات الاسلامية المسلحة، هذا الربيع العربي جاء في مصلحة النظام باضعافه لقوى الهامش التي كانت تخطط للزحف على الخرطوم. فحركات دارفور المسلحة سيتم محاصرتها داخل حدود السودان بعد سيطرة القوى الاسلامية في ليبيا، بالاضافة الي عدم استعداد الغرب لخوض حرب جديدة مجانية. كل هذا يجعل ثوار الهامش بلا سند أو غطاء دولي لتطيق عملية الناتو التي خلغت العقيد القذافي.
هل يطفيء الاتحادي الديمقراطي نار الفتنة
من المتوقع ان يشارك الحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة السيد محمد عثمان الميرغني في الحكومة الجديدة المفترضة اعلانها الاسبوع القادم، هذا اذا وافق المؤتمر الوطني على شروط المشاركة وفّق برنامج سياسي يحفظ للاتحادي الديمقراطي هويته ، ويعني هذا بالتالي تخلي المؤتمر الوطني عن سلطته المطلقة مما يوسع ماعون المشاركة ويفضي الي ديمقراطية حقيقية عبر الانتخابات الانتخاات القادمة ، وبالتأكيد سترفض جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي والشعب السوداني هذا الاتفاق اذا لم يحدث فارقا مهما في الممارسة السياسية وادارة شوؤن البلاد.
مشاركة الحزب الديمقراطي ستكون مهمة لاطفاء نار الحروب العبثية المشتعلة التي تكلف المواطن السوداني ما لايطيق ، ولذلك للحكمة التي يتمتع بها الرجل الذي أنجز أفضل وأهم إتفاق سياسي في تاريخ السودان المعاصر مع الراحل جون قرنق ، ان ما يحتاجة السودان هو السلام الدائم العادل عن طريق الحوار ،ان الاتفاق سياسي مع الحركة الشعية لتحرير السودان ومع حركات دارفور لايستطيع انجازه الا السيد الميرغني ، كذلك يستطيع الرجل بحنكته تحقيق علاقات أخاء وصداقة مع الجوار ليتفرغ الشعب السوداني للتعمير وللبناء.
الاتحادى بقيادة هذا الرجل والامة بقيادة الصادق المهدى والجبهة الاسلامية بقيادة المارق الترابى .. هذه الاحزاب هى التى دمرت السودان .. وجعلت منه دولة متسولة بعد ان كان يعول عليه فى ان يكون سلة غذاء العالم .. الثورة قادمة باذن الله وستقتلع كل من ساعد فى وصول السودان لهذا الواقع المرير ولا نريد لا الميرغنى ولا الصادق وبالطبع معهم هذه الطغمة الفاسدة