في رثاء فقيد البلاد البروفيسور عثمان أحمد علي فضل

بأسى وحزن بالغين وقلوب نازفة أساتذة جامعة الجزيرة السابقون ينعون للشعب السوداني ابناً باراً من أبنائه وعالماً فذاً جليلاً انتقل الى جوار ربه يوم الثلاثاء الموافق 15 سبتمبر 2015, الموافق لغرة ذي الحجه , الا وهو المغفور له باذن الله أستاذ الاجيال عثمان أحمد علي فضل, وذلك بمدينة أتلانتا جورجيا بالولايات المتحدة.
والفقيد يعد من العقد النضيد للعلماء السودانيين الذين وهبوا علمهم الغزير وكنوز معارفهم لبناء ونهضة السودان شعباً ووطناً, سجلت للفقيد قاعات الدرس والمؤتمرات المحليه والعالميه مشاركات لاتخطؤها العين, كل ذلك بأدب بالغ وتواضع جم.
توافرت في فقيدنا وفقد شعبنا صفات قلما تتوافر لدى الكثيرين, اضافة الى وطنيته المفرطة, فقد عرف عنه بشاشته الدائمه وقوة شكيمته ومحبته للآخرين , وكرمه الفياض.
أسهم فقيدنا العزيز وعالمنا الفذ بكم هائل من الأبحاث الاكاديميه المميزة والتي وجدت مكانها اللائق بين أشهر الدوريات الاكاديميه والعلميه, كما احتل مكانة عظيمة في المنظمات العالمية التي التحق بها في مستشارياتها.وكانت له مشاركاته المتميزة في علوم الزراعه والمياه في البيئات المهددة بالتصحر. كان الفقيد وطنيا متفانيا في حب الوطن من غير تحزب او تنطع او استكبار على وطنه ومواطنيه . تخرج علي يديه المئات من طلاب كليات الزراعة والانتاج الحيواني .
لقد كان الفقيد من الرواد المؤسسين لجامعة الجزيرة وبرامجها الفذة في توظيف العلم لتنمية المجتمعات المحلية و الريفية أو بلغة اخرى تطويع العلم والمعرفة لحل قضايا بسطاء الناس وأكثرهم حوجة من الذين تتجاوزهم النسق التقليدية عند توظيفها العلم لتحديث وتعضيد مسارات التقدم . لقد تفاني الفقيد في خدمة جامعة الجزيرة أستاذاً وعميداً لكلية الزراعة وتنمية الثروة الحيوانية ونائبا لمديرها.كان البروفسور عثمان زاهدا في الوظائف الإدارية حريصا على الأنشطة الأكاديمية والتربوية . كما عرف بين زملائه ومعاصريه بثقابة فكره واتزانه و دماثة خلقه وترفعه عن صغائر الإمور وعدم تردده في ابداءالرأي السديدوالدفاع عن الحق , وتلك خصال لاتتوفر في الاشخاص الذين ينؤون عن الدخول الدخول في معتركات ربما تفقدهم بعض من الاشياء الذاتيه الصغيرة , أو الذين يحنون رؤوسهم أمام العواصف.
. لقد انبرى الفقيد دون خوف أو وجل من الترهيب الترهيب الذي كانت تقدمه (الانقاذ) في أيامها الاول على أعضاء هيئات التدريس في سبيل طمس هويات ونظم المؤسسات الاكاديمية الشامخة , والتي شيدت بجهود الخيرين والمخلصين من الرواد واحلال الكوادر ناقصة الخبرة والمعرفة من أجل فرض الهيمنة والكبت تحت دعاوى التمكين الخ.. من ترهات أهل سئ الذكر المشروع الحضاري (التمكيني). وفي سبيل مناهضة تلك المشاريع البئيسة تصدى الراحل العزيز البروف عثمان وكوكبة من رفاقه الاماجد متسلحين بالوعي وبقيم المعرفة والحرية , لكل المشاريع التي لاتتوافق وقناعاتهم منطلقين من ثوابت وطنية وأكاديمية راسخة.
وكان نتاج ذلك أن ضيقت عليهم (الانقاذ) الخناق من أجل كسر عزيمتهم واذلالهم وجعلهم أداة طيعة في يدها كي تحركهم كرقع الشطرنج , ولكم أن تتخيلوا أن تطلب منه الدولة الانضمام الى معسكرات تدريب قوات الدفاع الشعبي والرجل حينها كان في بداية العقد السابع من عمره , وقد كان ذلك جواً غارقاً في الاحزان بعيداً عن قيم شعبنا في النبل الانساني
لعل الذين اعمى بصيرتهم الغرض و ما كان في قلوبهم من مرض كانوا يمنون النفس بإستجابة مستحيلة الحدوث لكل من عرف الفقيد وخبر معدنه ورباطة جأشه. فقد رفض الفقيد ومعه ثلة من زملائه الدعوة المهينة واستعصموا بالإباءوالعزيمة التي لاتلين عند الشدائد .حدى ذلك بالمتنفذين بإتخاذ قرارهم المخزي بفصله وزملائه من الجامعة .فيما يعتبر وصمة عار لن تنمحي عن جبين من اتخذوا القرار ماداموا احياء في هذه الفانية. ومع قبح هذا الفعل المتعسف في كل الأوقات والمرات التي استخدم فيها أي كانت دوافعه ضد أناس مسالمين الا أن هذا الفعل إزداد لؤما وقبحا في حالة الفقيد. حيث لم يشفع له عند ذوي القلوب المتقيحه والنفوس المريضة تاريخه الناصع وانجازاته العديدة وعمره المديد الذي أفناه عن طيب خاطر في خدمة وطنه وشعبه ومن غير رغبة في الإزدياد من المنفعة بتوظيف علمه حيث العائد والجدوى أكثر مردودية . كما لم يراعي متخذو القرار المشين خيارات برفيسور عثمان في ان يخطط لتنشئة أسرته أو ظروفه الأسرية الخاصة التي تجعل من الإنتقال المتعسف إلى بيئة اخرى امر ذو عواقب غير حميدة على الأسرة.
انتقل البروفسور عثمان الي القاهرة مواصلا عطاءه الثر لأكثر من عقد من الزمان في تقديم المساهمات الإستشارية للمنظمات الأممية والإقليمية. وقد كان منزله بمدينة نصر بالقاهرة قبلة ومحطة يتوقف عندها الكثيرين من شباب المهنيين التواقين للترقي العلمي والمعرفي ومن الوطنيين المهمومين بمحنة الوطن ومآلاته. ومن بعد القاهرة وتضأؤل فرص تحسن الأوضاع السياسية والعامة بالوطن انتقل في منفى آخرمع أسرته الي الولايات المتحدة الامريكية متخذا من أتلانتا في ولاية جورجيا مسكنا وملاذاً لرعاية أسرته
لقد كان الفقيد ورغماً عن البعد الجغرافي عن الوطن وتعاقب السنوات يحدوه الأمل في زوال الغمة والعودة في يوم من الايام لمواصلة مسيرة البناء وإعمار الوطن بالعلم والمعرفة وتوطينهما . و بقي الفقيد كما عرفناه في مدينة ودمدني متميزا بعقله المستنير وقلبه الكبير يسأل عن احوال الجميع وكما كان دوماً بعيداً عن الإسفاف مترفعًا عن الخوض في تفاصيل ما لحق به من ظلم او حقد علي الأشخاص المتسببين فيه.
ومع مرور الأيام شاءت الأقدار ان تمتحن الفقيد اكثر من مرة من دون ان توهن له عزيمة او إيمان وكان اكثر هذه تأثيرا وفاة فلذة كبده ابنته وفاء والتي ترك رحيلها في قلبه جرحا غائرا. أصيب البروفسور عثمان في فترة لاحقة بأزمة صحية أقعدته وأبانت المعدن النفيس لزوجته فاطمة وابنه احمد الذين بقيا بجانبه على مدى عامين يبذلان المحبة والتفاني في رعايته الي ان اسلم الروح الي باريها.
الا رحم الله البروفسور عثمان احمد علي فضل وانزله منزلة الصديقين والشهداء وجزاه خيراً على حياته التي قضاها في الوفاء للوطن و البذل والعطاء ومحبة الآخرين ونبتهل للمولى عز وجل ان يلزم أسرته وزملاءه وطلابه الصبر والسلوان
انا لله وانا اليه راجعون .
عن زملاء الفقيد
الدكتور ابراهيم محمد عبدالرحيم
الدكتور صلاح الدين محمد عمر
البروفيسور عثمان كشومه
اللهم تقبله عندك قبولا حسنا بغير حساب مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا , اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة وأغفر له وأدخله خير الجنان يا رحيم يا رحمن , وألزم ابنه وزوجته واخوانه وجميع أهله وزملاءه وطلابه بجامعة الجزيرة وبهيئة البحوث الزراعية بمدني , وجميع معارفه وأهله بالسودان والسعودية وجميع بقاع الأرض الصبر وحسن العزاء وانا لله وانا اليه راجعون …
ماذا أقول؟؟ !!! وهل هنالك أبلغ من هذا السرد الضافي لسيرة ولمآثر الفقيد، والضيم الذي وقع عليه.
لا أملك إلا أن أرفع أكف الضرعات إلى المولي عظمت قدرته أن ينزل شآبيب الرحمة على قبره وأن يجعل مثواه الجنة، وأن يلهم أسرته الصبر وحسن العزاء.
اللهم ارحمه واغفر له واجعل مثواه الجنه
تخيلت لحظاته الاخيره وهو يموت في بلد غريب ولعل الموت كان ان يهون عليه وهو في بلده وسط اهله ومحبيه .
مات البروفيسور عثمان فضل و لكن لم و لن تمت المآثر التي حفرها بأظافره على صخر ثرى الوطن الذي أحبه كما لم يحب شيئاً آخر. ترك لنا أستاذ النضال الوطني المستنير قيما تزداد ألقاً و اشعاعا مع مرور الأيام و تعاقب الحقب: قيم الشجاعة و الموضوعية و النزاهة و حب الناس. اللهم أرحم عثمان و تقبله في جنانك الواسعة العالية مع الصديقين و الشهداء و التعازي لكل بنات و أبناء الشعب السوداني الذين يعبأون بالوطن و مصيره. و نسأل الله أن يلهم أسرته و أصدقائه و عارفي فضله الصبر و السلوان.
له الرحمة والمغفرة وإنا لله وإنا اليه راجعون ، والخزي والعار لحملة المشروع التدميري الذي عذب وأغتصب وقتل وشرد ملايين السودانيين منهم أشخاص كهذا العالم ، وحسبي الله ومنعم الوكيل .
(يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي الي ربك راضية مرضية وأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي) صدق الله العظيم.
اللهم اغفر له وارحمه ….. اللهم اغفر له وارحمه …..اللهم اغفر له وارحمه…..اللهم اسكنه الفردوس الاعلى…. اللهم اجعله من اصحاب اليمين….اللهم ان كان محسنا فزد فى حسناته وان كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته…اللهم اغسله من خطياه بالثلج والماء والبرد…اللهم نقه من خطياه كما ينقى الثوب الابيض من الدنس… اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفرة من حفر النار….اللهم لا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده….واشمل بعطفك ورضوانك امهاتنا وابائنا واسلافنا وازواجنا وذرياتنا واهلينا جميعا واحبابنا واصدقائنا ومشايخنا ومعلمينا وكل من له حق علينا….واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياءوالمرسلين سيدنا ومولانا وحبيبنا و معلم الخير كله محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وازواجه الطاهرين وعلى صحابته الغر الميامين…. اللهم امييييييييييييين….
اللهم أرحمه وتقبله قبول حسن وأجعل مثواه الجنة وألهم آله الصبر وحسن العزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون
في مارس من عام 1990م تلقينا دورة تدريبية في الإحصاء الزراعي و بنية المعلومات في مدينة مدني.كنا مجموعة موظفين من وزارة الزراعة و الثروة الحيوانية,مشروع الجزيرة و مؤسسات زراعية أخري.أحسنوا إستقبالنا في مدني.كان من بين الأساتذة الذين شاركوا في تقديم الدورة التدريبية أساتذة من جامعة الجزيرة و هيئة البحوث الزراعية,اذكر منهم بروفيسور مريت جرجس و د.عثمان و هذا الأستاذ الذي رحل.
أسأل الله أن يغفر له و يرحمه.
والله نقص فينا كبير أن لا نعلم شيئا عن سيرة هؤلاء الأفذاذ إلا بعد وفاتهم ومضيهم إلى رب حكم عدل لا تخطئه صغيرة ولا كبيرة بينما نحن وتحت (الغمة الممتدة) نتسلى بحكاوى الصغار والطحالب أمثال من يسمونه الأرباب والوالي والكاردينال ومن لف لفهم من المغنين والمغنيات الساقطين.. من هم؟ وما هم وماذا قدموا للوطن .. أسئلة حائرة لا نسألها لأنفسنا إلا قليلا ..
أذكر أبيات شاعرنا الفذ الهادي آدم وهو يتحدث بألم عن الوطن:
كذاك بلادي كلما ذر شارق من الأفق لم يعدم من الدهر راميا
تموت الذرى فيها وتحيا بلاقع تموج بأشباح غمرن الفيافيا
لك الله من أرض على الشوك تنطوي وتذرو هباء وردها والأقاحيا
رحمه الله رحمة واسعة وهدانا وشعب السودان، قبل حكومته التي لا نرجو منها في الأساس أي خير، لنميز الخبيث من الطيب .. وإنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اجعله مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين من عبادك ،،، اللهم اجعله في الفردوس الأعلى ،،، ايها الدكاترة الأجلاء كان على الاقل ان تقوموا بسرد سيرة ذاتية و لو مختصرة عن نشأته و مراحله الدراسية و اشهر ابحاثه و اميز الاماكن التي عمل بها ,,,,
اللهم اغفر له وارحمه واجعل الفردوس الأعلى نزله وابنته وجميع موتى المسلمين اللهم بارك فى زوجته وابنه .
له الرحمة والمغفرة وحسن القبول احر التعازي للابن احمد عثمان والسيدة حرم الفقيد الغالي وموصول لاهل وزملاء الفقيد وللوطن .