مقالات وآراء

أخبار السودان ــ اليوم السبت 15 يونيو 2030م

بكري الصائغ

 بما ان السودان هو البلد الوحيد دون كل اقطار العالم الذي اصبح كل شيء فيه يسير ببطء قاتل وبرتابة شديدة، وانه منذ عام ١٩٥٦ بعد حصوله علي الاستقلال ما شهد اي نوع من التطور والنماء والرقي الحضاري، وهو البلد الذي تراجع كل شيء فيه للخلف بسرعة البرق، وانه بعد ان كان دولة واسعة عريضة ـ حدادي مدادي ـ احتل المكانة الاولي افريقيآ وعربيآ من ناحية المساحة الجغرافية،  وكان مساحته قبل انفصال الجنوب (2٬505٬813 كم²)، اصبح اليوم صاحب مساحة قدرت ب (1,886,068 كم2)، وليت الامر وقف عند هذا الحال المزري، فقد تعرض السودان الي فقدان مزيد من الاراضي، ودخلت “حلايب” السودانية ضمن الاراضي المصرية عام ١٩٩٥، ودخلت منطقة “الفشقة” ضمن الاراضي الاثيوبية، ومازالت منطقة “ابيي” مجهولة الهوية بسبب النزاع السوداني شمالي ـ جنوبي عليها….رأيت اليوم في هذا المقال (تبعآ لحال السودان الذي ما تقدم ولا تاخر، وظل يبارح مكانه طوال “٦٤” عام)، ان اتخيل كيف ستكون اخبار السودان بعد عشرة اعوام من اليوم ـ تحديدآ في يوم السبت/١٥- يونيو عام ٢٠٣٠.
 ١-
 نشرت صحيفة “السودان السعيد” اليوم الاثنين السبت 15 يونيو 2030 م  ـ الموافق السبت 14 صفر 1452 هـ ، ان الحكومة في الخرطوم قد اعلنت عن قرب حل مسآلة السودانيين العالقين في مصر، وان عمليات اجلاء العاجلين ستحل بعد ان تشكلت لجنة فنية للنظر في المعوقات التي حالت دون حلها في السابق.
 ٢-
 في جلسة طارئة وعاجلة ،اجتمعت اليوم للمرة الخامسة “اللجنة المكلفة باستعادة الاموال المهربة للخارج” للتحقيق في الاسباب التي ادت الي عرقلة استرداد عشرات المليارات من الدولارات التي تم تهريبها قبل (٤٠) عام مضت، وصرح مدير البنك المركزي السوداني،- والذي هو عضو في اللجنة-، ان قيمة المبالغ السودانية التي تم تهريبها والمودوعة في بنوك بالخارج تفوق مبلغ (٨٠) مليار دولار.
 ٣-
 صرح السفير الاسرائيلي في الخرطوم “ياخيم بنيامين”، انه سعيد للغاية بالعلاقات الجيدة والمتينة التي ربطت بين الخرطوم وتل ابيب، وان هذة العلاقة تشهد كل يوم المزيد من الانفتاح ، وصرح السفير ايضآ ،ان سفر السودانيين للسياحة والعلاج قد زاد بنسبة كبيرة عن ذي قبل، ولم يعد يخفي علي احد ان علاج  المرضي السودانيين في مستشفيات اسرائيل اصبح يحتل المكانة الاولي عند السودانيين، ونسبة اعداد السودانيين الذين غادروا للعلاج في مستشفيات اسرائيل فاقت بكثير سفرهم  للعلاج في دول اخري.
 ٤-
 قدم والي ولاية الخرطوم  مذكرة عاجلة الي الامانة العامة لمجلس الوزراء اشتكي فيها من صعوبة تقديم الخدمات الضرورية والعاجلة لسكان الولاية في ظل ارتفاع عدد القاطنين ، الذين وصل عددهم الي نحو (٢٥) مليون مواطن اغلبهم جاءوا من ولايات اخري، بجانب اعداد كبيرة من اجانب ووافدين من دول الجوار والسعودية والامارات، وكانت وزارة الداخلية قد نشرت في الصحف احصائية رسمية افادت، ان نسبة الاجانب المقيمين في السودان قد تضاعف حتي وصل عددهم الي مايعادل نحو (٦٠%) من اجمالي عدد سكان في البلاد ، وان الوزارة تقف عاجزة عن وقف الهجرات الاجنبية.
 ٥-
 قررت الحكومة السودانية رفع شكوي للامم المتحدة ضد اثيوبيا بسبب مياة سد “النهضة” التي غمرت اجزاء واسعة من الاراضي السودانية، وان هذا الغرق للاراضي السودانية قد احدث تغيير كبير في جغرافية السودان، وايضآ في تغيير المناخ.
 ٦-
 صرح والي ولاية دارفور، انه لن يتساهل بعد اليوم في اتخاذ اشد اجراءات الردع الحاسم ضد المليشيات السودانية المدعومة بقوات تشادية ، وان استمرارعميات الاغتيالات والاغتصابات والابتزاز التي تمارسها هذه المليشيات ضد السكان ستواجه بضربات قوية، وانه قد تم تشكيل لجنة أمنية لدراسة اسباب هذا الانفلات والفوضي التي ضربت الولاية.
 ٧-
 صرح الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة – فرع قوات “الدعم السريع”، بالامس  الجمعة / ١٤/  يونيو ٢٠٣٠، ان الجيش السوداني قد كبد عصابات “الشفتة” الاثيوبية خسائر فادحة في الارواح، واسترد منها ولاية كسلا بعد معارك ضارية بالسلاح الابيض والناري.
 ٨-
 خرج بالامس الفريق القومي السوداني لكرة القدم خاسرآ في مباراته الدولية ضد الفريق القومي الصومالي بخمسة اهداف بدون لا شيء للفريق السوداني، وكان الفريق السوداني قد اهدر ستة ضربات جزاء، علق مدرب الفريق السوداني، ان سبب الهزيمة يعود الي ان اللاعبين السودانيين قد لعبوا في ارض غير ارضهم، وبحضور جمهورغير جمهورهم!!
 ٩-
  قطاع كبير من المواطنين اشتكوا مر الشكوي من ردأة البرامج التي يقدمها التلفزيون الرسمي وباقي المحطات الفضائية الخاصة، وأبدوا استيائهم من اغلب البرامج المليئة بالمقابلات المملة مع المسؤولين في الدولة وسماجة الموضوعات المطروحة…وصلت التهديدات من المواطنين بانهم سيقاطعون مشاهدة المحطات المحلية.
 ١٠-
 رغم التصريحات الحكومية الكثيرة والمتكررة بحل مشكلة القطوعات الكهربائية، فقد عاشت مدينة الخرطوم منذ اكثر من ثلاثة ايام بلياليها في ظلام دامس شمل حتي مطار الخرطوم!!، وكانت الحكومة السودانية قد اكدت في مرات كثيرة بالصحف المحلية ، ان عقود الاتفاقيات التي ابرمت مع مصر واثيوبيا فى مجالات المياه والكهرباء ستدخل قريبآ حيز التنفيذ، وكان اول اتفاقية من هذا النوع قد ابرمت مع مصر عام ١٩٦٣- قبل (٥٧) عام مضت – بعد توقيع اتفاقية بناء السد العالي!!، ومنذ ذلك الوقت حتي اليوم والسودان في انتظار تنفيذ نص العقد!!
 ١١-
  واحدة من اكبر المشاكل التي تواجهها ولاية الخرطوم منذ اكثر من عشرة اعوام، هي مشكلة عدم     وجود مدافن مخصصة لدفن الموتي، واصبحت المقابر القديمة يتم حفرها مرات ومرات لدفن الجثامين الجديدة ، وفي كثير من المرات يتم دفن الموتي مع رفات في نفس المقبرة.
 ١٢-
 جاء في تقرير من مكتب النائب العام، ان “اللجنة الفنية المختصة بالتحقيق في قضية بيع خط “هيثرو” مازالت تواصل عملها في ظروف صعبة للغاية ، خصوصآ ان الحريق الذي شب في مكتبة الوثائق التابعة للخطوط الجوية السودانية قبل عشرة اعوام مضت (يونيو ٢٠٢٠) قد اتلف وثائق بالغة الاهمية.
 ١٣-
 كشفت المحطة الفضائية “الراكوبة” في برنامج (كاننا يا عمرو لا رحنا ولا جينا) عن تهريب  شحنات كبيرة من الذهب الي احدي دول الخليج ، وخرجت الشحنة بامن وامان من صالة كبار الزوار في مطار الخرطوم رأسآ الي طائرة الشحن الخليجية!! …ومن ناحية اخري، نجحت ادارة جمارك مطار الخرطوم احباط  محاولة تهريب ذهب بقيمة (١٤٩) جرام من امرأة خبأت الذهب في اماكن حساسة بجسمها!!
  ١٤-
 صرح  الناطق الرسمي باسم حزب “اللمة القومي” – (البلد بلدنا ونحنا اسياده) سابقآ، انه بصدد اقامة حفل غنائي ساهر في دار الحزب، يعود دخله لمواجهة تسيير دفة امور الحزب واصلاح حاله بعد الكساد الذي ضرب المشاريع الزراعية في الجزيرة “اوبا”، وهروب المزارعين الارقاء من العمل فيها.
 ١٥-
 مازالت مشكلة تعديل بعض البنود القديمة التي وضعت قبل ثلاثين عام مضت في الدستور السوداني محل اخذ ورد بين نواب البرلمان، واقترح رئيس البرلمان تاجيل المناقشة حول هذه القوانين، ومناقشة الاقتراح االذي تقدم به احد النواب حول زيادة مخصصات النواب المالية.
 ١٦-
 اصبح السودان اكبر سوق في افريقيا لدخول كل انواع المخدرات المستجلبة من كل انحاء العالم، ولم تعد الحاويات المليئة بالكوكايين، وحبوب الإكستاسي ( ام دي ام ايه)، الأميفتامين، والأفيون تجد صعوبة في اجتياز كل المعوقات.
 ١٧-
 التسعيرة الجديدة عند بائعات الشاي والقهوة و”اللقيمات”:
 بيع المشروبات الساخنة بالدولار…الكسرة واللقيمات بالدراهم… قهوة مع “ونسة دقاقة” بالاسترليني … قرطاس النبق والكبكبي والتسالي بعشرة جنيهات سودانية.
 ١٨-
  اصبح “صحن الفول” لمن استطاع اليه سبيلا!!
 ١٩-
 واخيرآ:
 اعلم انه مقال ملئ بالاحباط!!، متمنيآ من الله تعالي الا يحقق ما فيه من انتكاسات ومحن ، ولكن ايضآ في ظل البرود السوداني، واللا مبالاة التي اصابت الجميع (شعب، ومجلس سيادة، وحكومة، واحزاب علمانية ودينية، وقوي التغيير، الجبهة الثورية، لجان المقاومة)…اتوقع اسوأ مما جاء في المقال!!
 بكري الصائغ
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..