قال تقويض الدستور!?!

على حمد ابراهيم
حكومة عينها أقوى من عين الفيل . بكل جرأة ورباطة جأش توكلت على الحى الذى لا يموت وفتحت بلاغا ضد السيد رئيس حزب الأمة تحت المادة (50 ) من القانون الجنائى تحت مسمى تقويض الدستور. تخيلوا الذى قوض ليس فقط الدستور انما ّقوض السودان الحدادى المدادى وقزمه وقسمه الى سودانين متناحرين جائعين يستجدى أهلهما طعامهم وشرابهم وكسوتهم من الغرب الكافر الذى دنا عذابه ذات يوم عندما قررت الدولة الرسالية ضرابه لولا ان هذا الغرب الكافر اطلق ساقيه للريح هربا . تخيلوا الذى فعل كل ذلك تحت رائعة النهار ( حلوة دى)كما يتساءل عادة الاستاذ البونى، تخيلوا أنه يرمى الآخرين بدائه و ينسل من جرمه كمال تنسل الشعرة من العجين . النظام ابو عين قوية هذا قوض الدستور السودانى وقوض معه حياة الشعب السودانى وأمنه ورخاءه و اطلقه عكس الهواء تساريح ، تباريح ، شماريخ وشذر مزر ! الشعب الذى كان يتعالج مجانا ، و يتعلم مجانا ، مثل كاتب هذه السطور، الذى تعلم فى خورطقت الكبرى مجانا ، وسكن فى داخلياتها مجانا . وجلبت له الاسماك من كوستى ، تحسبو لعب؟! وتعلم فى جامعة الخرطوم مجانا. و سكن فى داخلياتها القصور مجانا . و حملت اليه صوانى الكبد والكلاوى والاسماك وهو جالس ومتمدد فى الترابيز المهوقنى الفخيمة مثل الخواجة عتريس الذى كان يشار اليه بالبنان فى مدينته الصغيرة التى تلقى فيها تعليمه الاولى فى الجنوب . وكان يصرف البيرسرى آخر الشهر لمقابلة تكاليف الهندسة الشخصية ، من حلاقة وغسيل ومكوة و صابون والذى منه . الشعب الذى كان يملك مشروع الجزيرة . وسفريات الشمس المشرقة ، والخطوط البحرية . والخطوط النهرية . وسكة حديد تقطع الفيافى حتى تصل الجنوب البعيد ، تحسبو لعب ؟! الشعب الذى كان يملك مصانع نسيج يكتسى منها و يصدر الباقى . ومدابغ جلود ينتعل منها . فاذا به اليوم جائع يستجدى طعامه فى معسكرات الذين تعدهم حكومتنا اللطيعة اللطيمة اللديحة كفارا يجب قتالهم حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون . حدث له هذا بعد أن قوّض العميد بالاشتراك مع الشيخ السودان المعروف كله و ليس فقط الدستور. الشعب الذى انتج للدنيا محمد احمد المهدى ، قاهر غردون، وهكس وابو السعود . وانتج المحجوب وزروق والتجانى الماحى والتجانى يوسف بشير. و الخليل ، وعلى عبد اللطيف ، ويوسف التنى ، ومحجوب شريف ، والطيب صالح ، والعبادى ، و صلاح احمد ابراهيم ، وكثيربن كثيرين حدقوا بابداعهم فى قرص الشمس ، وهصروا تحت اهابهم ضؤ القمر . هذا الوطن تقوض يوم دخل عليه العميد من النافذة ومعه دخل الريخ الاصفر ، فما تركت شيئا أتت عليه الا تركته رميما أو كالرميم . فكان أن نسج الضياع الشامل خيامه فوق هاماته التى كانت عالية مثل الصوارى ، فتهاوت وجثمت وتدنت حتى لحقت امات طه ! تقول لى قوّض الوطن يادوبك بتصريح ضد قوات التدخل السريع ، اسم الدلع الجديد لقوات الجنجويد . الوطن تقوض منذ ربع قرن من الزمن . ان كنت تدرى وتنكر ، فتلك مصيبة وان كنت لا تدرى فالمصيبة اكبر .

كسرة على منوال الاستاذ صاحب الكسرات:

عملاء الامن المندسين وسط معلقى وكتاب الراكوبة يصورون ما حدث مع امام الانصار بانها تمثيلية فى محاولة لضرب أى مصداقية فى عمل المعارضة . وصدق بعضنا واصبح يرددون ما يردده زبانية النظام يكتبون باسماء مستعارة. الامر ليس تمثيلية . التصعيد ضد امام الانصار وراءه المجموعة الجديدة التى ورثت مواقع الحرس القديم . هذه المجموعة ضد الحوار الجارى الآن وضد فكرة الوضع الانتقالى الذى يهدد وضعها الجديد قبل ان تشبع. لذلك فهى تضرب اهم الواجهات المتحمسة للحوار. وهذه الواجهة هى امام الانصار. اما التصعيد من جانب الامام فمرده راجع الى أن الامام قد قرأ خارطة قاعدته الفولاذية وعرف انها تقف بعيدا جدا من أى تقارب مع النظام : كوديسا أم كديسة لا فرق . قال مسرحية !

د. علي حمد ابراهيم
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. إحترامي لك كثيرا. مع عدم معرفتي لتوجهاتك السياسية فأنا أحمد لك أنك من لا يؤمنون بالأسلام السياسي. وبالقياس لن تكون من أنصار الامام الحبيب من ناحية طائفية. وقد يكون إعجاب شخصي أو تأثير كردفاني.
    بما أنني كتبت تعليق أوافق فيه شبهة الطبخ في عملية إعتقال الصادق فإنني تفأجأت بانك تتهم المتشككين حصريا بأنهم عملاء للنظام. أنا أشتبه مثلك بأن عملاء النظام يكتبون المقالات والتعليقات في الصحافة الإليكترونية. ولكن في حالة الصادق والنظام في هذه الظروف فهناك ألف سبب للظن. وأنا أفترض أنه بتعقلك المعروف تصل لهذه النتيجة بدلا من القذف. ونحن لا نقول أكثر من أن هذا ظن مبني على بعض القرائن.

  2. تحية ..نقتبس.. (الامام قد قرأ خارطة قاعدته الفولاذية وعرف انها تقف بعيدا جدا من أى تقارب مع النظام ) هل يؤم الإمام صلاة غير مقتنع بها..وأين القاعدة عندما أستبدل الأمبن العام..ولانه حزبه الموروث وكما ذكرت قاعدته.اعتق نفسك يا رجل كما فعلها كرام آخرون..فالطائفية وأمتها ملكوا الأحزاب والثروه وتقاسموا السلطة منذ حمل عرابها كسوه الشرف ونيشان ملك الاستعمار وحمل له سيف المهدى..*النار التى ولدت رمادا..وجانبتهم الحكمة بإدخال (العسكر) فى السياسة فاضحوا سرطانها…وأبو الكلام.أمام النرجسية ونسلة يملكون حزب الأمة. دخلوا السجون أو القصر..دفاعا عن قسمة السلطة والثروة المستمر..وطوبى للفقراء الكادحين المناضلين ..الذين طمرت ثمرة نضالهم وحطمت آمالهم بأكتوبر وأبريل..وأستمرت أجهزة الأمن المعيبة والجباية فى سلطة مدمن الفشل التى تلت ألإنتصار على الشمولية الأولى التى جلبها فى أبريل المجيدة..وحمل إمام الطائفية المتأسلم نيشان السفاح بعد خذلان شهداء سبتمبر.. فالنستعيد أيماننا جميعا..فالمؤمن لايلدغ من جحر مرتان.. وأحترامنا وتقديرنا لدلوك فى أدبيات بلادى نهديك المثل الصينى ..الشخص لايستحم فى نفس ماء النهر مرتان..والقاعدة الفولاذية هى الشارع السودانى طلاب وعمال وزراع وموظفين ومهنين كل قطاعات المجتمع المدنى ..نناشدهم بإسترداد الشعب لنقاباته.وإتحاداته .قائدة غليان الشارع ..الى القصر والسراى والجنينة والمنشية..حتى النصر..وتطبيق شعار تحريم وتجريم الأحزاب المستندة على (الطائفية) و(الدين) و(العنصرية) وتحييد (العسكر)..فالأربعة سرطان السياسة ومرتع التخلف والفساد.ومنبع الإحباط ..زحفا لتتويج الإنتصار بالعقاب أولا والكنس والمحاسبة.وليس الحوار والخوار.. نحن رفاق الشهداء…الصابرون نحن..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..