مقالات سياسية

متى يستقيل أكرم؟ 

يوسف السندي

طالعنا بالأمس وزير الصحة د اكرم على التوم في حوار اسفيري مع جمعية نوبية في بريطانيا على الفيسبوك ليوزع مزيدا من الاتهامات يمينا ويسارا، ولا يترك شخص ولا منظومة ولا جهة الا ووجه إليها سهام التشكيك والتخوين، وهو أسلوب تعود عليه هذا الرجل الذي لم يكن يعرفه أحد لا في الوسط الطبي ولا السياسي ولا في فضاء العمل الوطني العام، رجل كل مؤهلاته في العمل العام انه (إبن حاجة كاشف بدري) إحدي رائدات العمل النسوي في السودان .
اتهم الوزير في حواره الاسفيري زملاءه الأطباء الثوار الذين عينتهم الثورة كما عينته في وزارة الصحة خلال الفترة الماضية ب (عدم الكفاءة) و(عدم الأمانة)، عدم الكفاءة قد تكون (مبلوعة) فتقدير الكفاءة يخضع لمعايير متعددة ، ولكن اتهامهم ب (عدم الأمانة) فيه تجني واضح ولن يمر مرور الكرام ، مصطلح عدم الأمانة يترافق مع الخيانة والسرقة وكليهما تهم جنائية يجب إثباتها في المحاكم قبل إطلاقها في الأسافير. الوزير المبجل عليه ان يطلع الجماهير على ما سرقه هؤلاء الأطباء أو عليه ان يعتذر على الملأ كما اتهمهم على الملأ، فالاطباء المقصودون نعرفهم حق المعرفة، هم قمة في النزاهة والامانة ونكران الذات، والسكوت عن تهمة الوزير في حقهم سوف تجعلها تهمة ثابتة تلاحقهم طيلة حياتهم.
من عجب ان الذين يتهمهم اكرم التوم بعدم الامانة كانوا هم من حافظوا على امانة الثورة حتى انتصرت ، حين كان اكرم التوم (مرطبا) في مصر واوربا كان هؤلاء الأطباء (غير الاكفاء وغير الامينين) معتقلين في السجون او احرارا يقودون ثورة الشعب السوداني ، حين كان اكرم التوم متسكعا وعاطلا في قهاوي القاهرة كان هؤلاء الاطباء هم قادة الجيش الأبيض يزمجرون في وسط الموت والرصاص، فكيف يأتي هذا (النكرة) الذي لا نعرف له نضالا ولا قتالا لكي يتهم الاطباء الثوار المناضلين في أمانتهم !!! إنها مهازل آخر الزمان، ومصيبة هذا الشعب ان يثور ويموت ويضحي ويأتي لوزاراته أمثال اكرم.
المرحلة الراهنة حساسة وخطيرة وتتطلب من الذين يتقلدون المناصب العامة قدرا عظيما من اللباقة والدبلوماسية ، مرحلة لا يصلح فيها الكلام (ساكت) ولا (النضمي الفارغ) ولا الشخصيات الكرتونية الصراعية وإنما مرحلة عمل جاد تحتاج لقادة عظام يقودون البلاد نحو الوحدة والتعاون لا الصراع والشتات ، الوزير اكرم لا يفعل شيئا سوى الصراع والمشاكل، حوله جوقة من المطبلاتية وحارقي البخور جعلته ينتفخ حتى ظن أنه فريد عصره ووحيد زمانه .
سجل صراعات اكرم لا ينتهي، الرجل صارع اللجنة العليا للطواريء الصحية وأصبح يتغيب عن اجتماعاتها وهي أرفع جهة صحية في الدولة لمواجهة جائحة كرونا، صارع مدراء الصحة في ولاية الخرطوم وفي عهده استقال مدير وأقال مدير وكليهما من الثوار ، ثم صارع مدراء إدارات وزارة الصحة، فاستقال نتيجة لذلك عشرة مدراء، وأقال هو خمسة آخرين ليبلغ الإجمالي خمسة عشر موظفا من موظفي أرفع الادارات في وزارة الصحة، مع العلم بأن كيزان الوزارة الاتحادية موجودين حتى الآن، حضرته أقال الثوار وترك الكيزان يسرحون ويمرحون، وبعد ذلك يأتي من الثوار المغفلين من يدافع عن هذا الوزير الدكتاتور، ثم صارع الرجل لجنة اطباء السودان المركزية ، ثم صارع لجنة الاختصاصيين والاستشاريين، ثم صارع إدارة المعمل القومي حتى استقال مديرها ، ثم صارع إدارات الصيدلة والأدوية والسموم حتى نضبت جميع الأدوية في كل أرفف الصيدليات في السودان ، ثم صارع اطباء المهجر من الأجسام الطبية التي لا تتعامل معه نتيجة ما ظهر من سوء إدارته وطيش تصرفاته، ثم صارع وزارة المالية واتهمها بتبديد أموال الكرونا وهو ما سارع البدوي لإسكاته بالطلب من رئيس مجلس الوزراء فتح تحقيق رسمي ليكتشف الجميع الحقائق. هذا جزء من صراعات هذا الرجل الذي لا يمل من الصراع، في خلال أقل من سنة واحدة صارع اكرم التوم أي جهة لها علاقة بوزارته، صارع أي شخص دخل وزارته ، ولو دخل الوزارة ظلا لصارعه، لم يبق إلا أن يصارع نفسه وهو ما سيحدث قريبا بلا شك.
تعشم الأطباء ان يكون الوزير الجديد اكرم التوم خيطا يرتق الفتق بين أجسام الأطباء، و( مسمار نص ) في عملية توحيدها ، ولكن الرجل لم يكن مناسبا على الإطلاق لهذه المهمة ، بل كان على النقيض تماما ، انحاز اكرم مباشرة إلى أحد الأجسام الثلاثة وقلب ظهر المجن للاثنين الأخيرين، وأصبح في نفسه جزء من الصراع والحرب . هل تعلمون ان لجنة اطباء السودان المركزية تقفل في وجهها ابواب سعادة الوزير ؟؟! اللجنة التي قادت ثورة السودان وجيشه الابيض في الوقت الذي كان فيه اكرم متسكعا في القاهرة مغلقة أمامها الأبواب !! هل تعلمون أن لجنة الاختصاصيين والاستشاريين تعامل بطريقة فظة وجحود من قبل الوزير لا لشيء إلا لأنها تقول الحق في وجهه !! هل تعلمون ان المجلس الاستشاري لوزير الصحة الذي عينته الثورة من خيرة اطباء هذا البلد لا يشار ولا يستشار ؟! هل تعلمون ان مئات المبادرات والسياسات والخدمات التي أراد أطباء السودان بالمهجر تقديمها للوزارة يجلس أصحابها بالساعات في انتظار الوزير في دوامه الرسمي وسعادته ( نائم ) !! هل هذا وزير صحة الثورة ؟ هل هذا من ناضلت جماهير الأطباء لأجله ؟ كلا ولا .
اكرم ليس كفوء ولا جديرا بهذا المقعد ، بشخصيته الصراعية خسر الأطباء واجسامهم الثورية داخل وخارج السودان الا جسم واحد واتباعه في المهجر ، كل يوم يمضي عليه في هذا المنصب يعني المزيد من خسارة الارواح ، يعني المزيد من الشقاق والخلاف والمعارك بين اجسام الأطباء ، وهو وضع لن يتحمله الأطباء ، سينطلق طوفانهم ضده قريبا وقريبا جدا ، ويومها لن يلوم اكرم التوم إلا نفسه .
يوسف السندي

‫13 تعليقات

  1. إن أكثر ما يخيف في الديمقراطية القادمة هي الكتابة الصحفية المراهِقة (بكسر الهاء)، مثل ما ورد بهذا المقال. ياأخي والله حتى لو كان كلامك دا صاح تكون قد خرجت به عن الأدب، السودانيون لا يتحدثون بأسماء أمهاتهم في المجتمعات إحتراماً لهن تجي أنت تتحدث عن أن أم الوزير فلانة هي من جعلته وزيراً؟ أليس في هذا إساءة للوزير و أمه؟؟؟ إن أوصاف مثل متسكع، عاطل، نكرة، مطبلاتية، حارقي البخور، ينتفخ، الثوار المغفلين، شخصيات كرتونية، لا تصدر من صحفي مهمته تنوير الناس و نقد أداء الوزراء و المسئولين ليشرح أين الأخطاء و يقترح لها الحلول، مش يقع شتايم في خلق الله، والغريب في الأمر أنك بتقول أن المرحلة القادمة تتطلب (اللباقة)!! أين اللباقة في مقالك هذا؟ أنصحك أن تضيف كلمة جهلول و رويبضة لتتفوق على الطيب مصطفى في سوء التعبير (ما عايز أقول قلة الأدب). إذا كان هذا هو مستوى صحافتنا فلا نملك إلا أن نقول (الترابة في خشمنا).

  2. المشكلة انو الحرية والتغيير في ميدان الاعتصام التزمت للثوار بملئ الوزارات بالكفاءات والابتعاد عن الحزبية، وبعد فض الاعتصام تسابق الشيوعيون والبعثيون والناصريون والجمهوريون للمناصب رغم أنهم جميعا لا وزن لهم في السودان ومن نتيجة تلك المحاصصات والتحزب وسرقة الثورة كان أكرم الشيوعي الأحمر وزيرا للصحة ولو لم يكن شيوعيا ما كان سيعتب باب الوزارة!!!

  3. راجع معلوماتك حول د.أكرم على التوم قبل أن تكتب عنه يا يوسف السندى فهو مناضل قبل أن يكون طبيباً وهو أكثر الناس تأهيلاً لبناء القطاع الصحى الذى هدمته مجموعة عساك ليس منها.لن يستقيل أكرم فهو ابن الشعب وجاء به ومن أجله فليذهب طيور الظلام الذين فتحت لهم الراكوبة أبوابها.

    لعلمك أيها الكاتب فإن حاجة كاشف مفخرة كمناضلة نسائية ولعلمك أيضاً فإن الخبير الدكتور العالم المرحوم على التوم كان وزيراً يعنى مش حاجة كاشف براها.

    1. التحية و الاجلال للراكز دكتور اكرم التوم و الخزي والعار لكتاب الرجعية و ذيول الكيزان من متسلقين و متهجمين على ثورة الشعب التى هى ابعد ما تكون عن قيمهم و مبادئهم، السودان الجديد لا مكان فيه للرجعية التى اهلكته و اقعدته لعقود من الزمان.

  4. اكرم التوم افضل وزير في مجلس الوزراء وليس ذنبه انه وجد النظام الصحي منهار تماما مع وجود مافيا في الوزارة تتحكم في مجمل الحقل الصحي ياخي ادوية الكرونا التي اتت في شكل منح تباع في السوق!!! نعم فليذهب اي شخص غير كفوء او غير امين بغض النظر عن مشاركته او عدم مشاركته في الثورة فالثورة ليست صكاً يغطي عدم الكفاءة او عدم الامانة
    وبالمناسبة الوزير الذي لم يكن له اي مساهمة في الثورة بل ويعمل ضدها الان باتباع نفس سياسة الكيزان الاقتصادية هو ابراهيم البدوي وزير المالية فلماذا لا تدعوه للذهاب؟

  5. ولد وحوار سيدي لا يعرف إلا البغاث والإنصياع الأعمي للأوامر ….
    يبدو انو نهج اكرم بتاع الصراع لا يروق لأولاد الأسياد ومطاطئ الرؤوس

  6. التحية و الاجلال للراكز دكتور اكرم التوم و الخزي والعار لكتاب الرجعية و ذيول الكيزان من متسلقين و متهجمين على ثورة الشعب التى هى ابعد ما تكون عن قيمهم و مبادئهم، السودان الجديد لا مكان فيه للرجعية التى اهلكته و اقعدته لعقود من الزمان.

  7. قال ايه؟ قال أكرم متسكع و عاطل في قهاوي القاهرة التقول أكرم دا أمي ما فك الحرف. دا خريج جامعة الخرطوم و جامة جونز هوبكنز
    يكفيه فخراً أن أمه حاجة كاشف. ما هي مشكلتك مع أكرم؟
    هذه المرحلة تحتاج للمصادمين أمثال د. أكرم و لو مافي صدام الغلط بيلقى الدرب فاتح
    لم لم تستعرض السيرة الذاتية ل د. أكرم؟
    * مكان وتاريخ الميلاد: امدرمان، السودان ١٨ ديسمبر ١٩٦١.

    التعليم والتأهيل العلمي والجوائز التقديرية:

    * نال بكالوريوس طب وجراحة – جامعة الخرطوم (1985)

    * حاز علي منحة فولبرايت للدراسات العليا (1992-1993)

    ‏* نال شهادة الماجستير في الصحة العامة MPH من جامعة جونز هوبكنز (1993).

    * حصل على جائزة منظمة الصحة العالمية لافضل مدير في الإقليم الأفريقي (2009).

    * انتخب كزميل متميز بكلية الصحة العامة ، الكلية الملكية للأطباء الباطنيين في المملكة المتحدة (2015).

    * من أهم منجزاته كانت ‏صياغة “استراتيجية الصحة للقارة الأفريقية 2016-2030″؛ وقد تمت إجازتها بواسطة وزراء الصحة الأفارقة واعتمادها من رؤساء دول الاتحاد الأفريقي عام ٢٠١٦.

    الخبرة المهنية:

    • أكثر من 6 سنوات خبرة داخل السودان و 24 عاماً من الخبرة العالمية في مجال الصحة العامة.

    ‏* ملتزم بالنهوض بالتنمية المستدامة والتغطية الصحية الشاملة للفئات المهمشة والمستلبة في اامجتمع من خلال تطوير وتنسيق وقيادة السياسات متعددة القطاعات، المستنيرة بالأدلة وكذلك لتعزيز النظم الصحية والمجتمعية ، وصياغة واصلاح سياسات الصحة العامة و التخطيط استراتيجي.

    ‏• له خبرة خاصة ومميزة في برامج الصحة الإنجابية المتكاملة ، صحة الأم والطفل والمراهقين ، التغذية ، مكافحة الأمراض السارية وغير السارية.

    • خبرة واسعة في ادارة البرامج الصحية والتنموية وتقديم الاستشارات الفنية وإجراء البحوث في البلدان الصناعية والبلدان المنخفضة و المتوسطة الدخل و

    ‏الدول الهشة في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. من بين الدول التي عمل فيها: إثيوبيا ، رواندا ، سيراليون ، جنوب السودان ، تنزانيا ، أوغندا ، أرمينيا ، أذربيجان ، البوسنة والهرسك ، جورجيا ، كازاخستان ، الاتحاد الروسي طاجيكستان ، إندونيسيا ، ميانمار ، تايلاند ،‏تيمور الشرقية ، أفغانستان ، مصر ، الأردن، الصومال، السودان ، اوزباكستان، إيران و فيتنام.

    • خبرة عملية مع منظمات الأمم المتحدة الآخرين (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، اليونيسيف ، البنك الدولي ، صندوق الأمم المتحدة للسكان، برامج الغذاء العالمي، الخ الخ)

    ‏ومع الجهات المانحة (الأمم المتحدة، الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا ، البنك الدولي، الحكومة الأمريكية الخ) وكذلك تحضير الموارد بنجاح مع العديد من الجهات المانحة (الاتحاد الأوروبي، حكومات إيطاليا وكندا والنرويج والسويد والكويت وعمان الخ).

    ‏• الفعالية في التنسيق و في انشاء الشراكات الاستراتيجية التي تركز على النتائج والشراكات بين القطاعين العام والخاص، وذلك من خلال التواصل الفعال ومهارات التفاوض الناجحة في دعم أولويات الصحة العامة.

    • علاقات واسعة وخبرة في التعامل مع مستويات التمثيل الرفيعة في الدول والمنظمات.

    ‏• اللغات: اللغة العربية الأم، اللغة الإنجليزية بامتياز، ومعرفة جيدة بالفرنسي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..