مقالات سياسية

مسيرة.. أم دائرة… مستديره

مجدي إسحق

هل هناك من يسمع ويحترم الحوار ومنطق العقل.. أم قفلنا آذاننا وتركنا لعواطفنا قيادة المسير؟ ..
بدلا من نزيف الحروف على الأسافير عن جدوى المسيرة أو عن خطلها هل توقفنا برهة… وتركنا للعقل أن يرتب أطراف القضيه ويزيل بها من شوائب الغضب والإحباط من واقع الثوره…

بتمهل لنبدأ خطوات الحوار بالسؤال الأول وهو المسيرة لماذا؟؟
لنعرف الأسباب وننظر للهدف ولنتفق إن كانت الوسيله ستحقق الهدف.

إن السبب المطروح والذي إتفق عليه الجميع عدم رضا شعبنا عن مسيرة الثوره وبطء خطواتها وإن المسيره هي الوسيله الناجعه لتوصيل هذه الرسالة وإن قوة الرسالة من حجم المسيرة و زخمها سيفرض على الحكومة ومجلس السيادة أن يصغوا لصوت الشعب وسيقوموا بإكمال مهام الثوره وتنفيذا أهدافها.

أولا لا أعتقد إن هناك من هو راض عن مسيرة الثوره وأزعم أن حمدوك وحكومته أنفسهم غير راضين من بطء الخطى. وقبل ان نغادر هذه النقطه علينا الإتفاق عن جوهر الأسباب التي ساهمت في هذا البطء ونستطيع ان نجملهما في محورين لا يختلف فيهما احد وإن إختلفنا في مدى تأثيرهما.

المحور الأول الواقع الموضوعي الذي أفرز حكومة ثوره في تحالف مع العسكر ومحاطه بسلاسل من شراذم قوى الدوله العميقه. والمحور الثاني الضعف الذاتي لقوى التغيير من ق ح ت والحكومه الإنتقاليه.. وهو ضعف قد يكون من غياب الاستراتيجية والرؤى أو ضعف الكوادر التي عليها القيام بإدارة التغيير وتنفيذه.

إذا إتفقنا على إن هذين المحورين يشملان أسباب بطء الثوره يصبح التساؤل المنطقي هل المسيره هي الوسيله التي تستطيع معالجة هذه الأسباب ومراجعة القصور. أعتقد إن هذا التساؤل سيفتح الباب للتساؤل الموضوعي وهو من المستهدف بالرساله وهل ستصله الرساله وإذا وصلته الرساله هل هو في موقع التغيير؟
إن الرسالة قد يكون المستهدف بها أربع جهات وشرائح
الهدف الأول هي رسالة لنا نحن لكل الشرفاء بأننا مازلنا موجودين وقادرين على تحريك الشوارع وإن نبض الشارع هو قلب الثوره ومازال قويا وينبض.

الهدف الثاني هو المكون العسكري والدولة العميقه بأن الشارع قادر على إزالتكم وكنس مايجري من خفاء سيحسم ترددكم وسيزيل كل العقبات لإكمال ثورته.. فعليكم ان تعوا أين مصالحكم وتسيروا في طريق الشعب.

الهدف الثالث هو رسالة للحكومة الإنتقاليه بأننا نرى قصورا وبأن شعبنا مازال يؤمن بكم ولا يشك في نواياكم لكن للصبر حدود.
الهدف الرابع للرسالة هو ق ح ت بأننا نراقب بحسرة خطواتكم المتعثره ووعودكم بتحقيق شعارات الثوره ولا نرى ولا نسمع ما يرضينا والشعب الذي جعلكم في قيادة التغيير لقادر على ابدالكم بمجموعة من الشرفاء لقيادة مركب الثوره لمرافئ الأمان.
أحبتي…
تعالوا لكلمة سوا
لننظر إن كانت رسالة المسيره لكل من هذه الشرائح ستؤتي أكلها أم لا…

إبتداء المعطيات تقول لن تصلنا نحن الشعب.. لن نستطيع ان نقول بصوت هادر نحن هنا ونحن الشعب…. لأن الفكره قامت وبها جرثومتين تنهش في جسدها. جرثومة الشقاق بين قوى الثوره وجرثومة الدوله التي تريد ان تمتطي الموجة لضرب الثوره. إذن هي مسيرة لن يخرج فيها كل الشرفاء وحتى بين الذين سيخرجون ستنتشر بيهنم الجراثيم وخفافيش الظلام… مسيرة محملة بجراثيم ضعفها.

ثانيا هل ستستطيع المسيره إيصال الرسالة للمكون العسكري والدولة العميقه أعتقد إن الإجابه بها كثير من الظنون… فاذا لم يدعمها كل الشرفاء وإذا كان في خلالها بعض الأصوات النشاز ستخرج لتغازل العسكر وتدعمهم وليس لحصارهم. حتما ستكون خصما.

أما الرسالة للحكومة الإنتقاليه فهي رسالة غير واضحة المعالم فلا هي تطلب بتغيير فيها ولا تعديل ولامحاسبه ومن بينهم سنجد خفافيش الظلام التي ستطالب بسقوطهم…. ومحاولة إثبات فشلهم.

أما شريحة الجسم السياسي في ق ح ت فلا أدري من المقصود هنا… فبعض شرائحهم تدعو للخروج والآخرين صامتين هل هو استغلال للمسيره لحسم صراع القوى داخل قوى الحريه. ونتساءل كيف تخرج على الحكومه التي نتوقع إذا لم يعجب ق ح ت اداءها ان تكون لها قنوات التواصل معها ونقدها وتصحيحها…. أم هو إعترافا بضعفها في السيطره على الحكومة التي انجبتها وفشلت في تربيتها وتريد تذكيرها بانها مازالت تملك الكرباج والعصا…

مما تقدم يعكس لنا سياحة سريعه في دروب المنطق بأنه لا أحد يجزم بأن المسيرة ستفشل وستكون وبالا لكنها قراءة الإحتمالات تقول بكل تجرد إن فرص فشل المسيرة أكبر من فرص نجاحها مع وضع في الإعتبار إن فشلها سيحسب كأنه ضعف في حركة الجماهير و سيأتي معه بحزمة من الخسائر من تعميق مشاعر الإحباط وإزدياد وتائر الثقه وسط العسكر ومفاصل الدولة العميقه…. وفوق ذلك سيزيد الشرخ داخل ق ح ت وعلاقتها مع حكومة الثوره.

الأعزاء..
إن المنطق يقول لماذا نقوم بخطوة غير مضمونة النتائج؟؟
ولماذا نسعى في درب بدأناه وقلوبنا شتى وفوق ذلك إن أي موقف يؤيده ويصفق له بني كوز يجعلني أراجع عقلي وأتحسس أخلاقي وضميري.
لماذا لا نسير في درب الوحده والتلاقي بدلا من درب التشرذم..
فلنصفي القلوب فإنه يوم الدائرة المستديره وليس يوم المسيره.
دائرة مستديره اليوم قبل غد تجمعنا على أهداف الثوره ولتحقيق.

1. تطوير تحالف ق ح ت وإزالة الخلافات والترتيب ليستمر جسما واحدا خلال الفترة الإنتقاليه.
2. الإتفاق على برنامج علمي مفصل من خبراء ق ح ت لتدخل به ق ح ت الإنتخابات القادمه كجسم واحد موحد..
3. إكمال المؤسسات بتعيين الولاه وقيام المجلس التشريعي.. وهكذا نضمن أداء الحكومه ومراقبتها ومحاسبتها.
4. الترتيب لقيام النقابات الوطنيه وليصبح تجمع المهنيين خارج اللعبه السياسيه جسما شعبيا مجتمعيا يراقب ويحمي ديمقراطيتنا الوليدة…

فلنقم لرأب الصدع وإكمال خطى مراحل الثوره فهو الأهم فكيف المسير وأنت تنزف….. ولنعتذر لكل الشرفاء ونطالبهم بعدم الخروج.

فبأي منطق يقوم أبناء الثوره بالإختلاف حول مسيره والصراع ضد بعضهم البعض تخوينا وتجريحنا ونفتح الباب لجراثيم الدولة العميقه لتنتشر بيننا.. وأمامنا درب واضح وممهد للنجاح.. درب الحوار ودائرة مستديره نتفق فيها على أهداف الثوره والتبشير لوطننا بمستقبل سعيد.. وإننا بذلك لموعودين..

مجدي إسحق
[email protected]

‫4 تعليقات

  1. ((….لتدخل به ق ح ت الإنتخابات القادمه كجسم واحد موحد)) ؟!
    كجسم واحد موحد يعني كحزب مقابل ماذا من الأحزاب؟ أحزاب الفكة الكانت متوالية مع النظام البائد وحزب أو أحزاب حركات التمرد التي تدعي تمثيل المهمشين؟
    لنفترض أن تجمع قحت هو الآن تجمع أحزاب خاضت انتخابات (الثورة) وهي الفائزة في هذه الانتخابات ضد الحزب الحاكم المحلول وأحزاب الفكة المتوالية معه! فماذا استفادت من وأفادت بهذا الجسم الموحد؟؟؟ اعتقد أن حالها الآن يُغنِي عن مآلها لو خاضت الانتخابات وفازت بها كجسم موحد مع وجود البرنامج المحدد المفصل بالوثيقة الدستورية! سيكون مصيرها الفشل ولكنها لن تسقط من داخل البرلمان لامتلاكهم للأغلبية الميكانيكية للبقاء في الحكم حتى نهاية التفويض الانتخابي، وهذا هو نفس سناريو الأحزاب في السابق والذي وصل بنا لهذه المحطة!
    يا عالم اتركوا التفكير من داخل أطر الثقافة القديمة – فواقع ما قبل الثورة بالقطع ليس هو ما بعدها، وإلا فما كانت دي ثورة! لابد من القطيعة الكاملة مع تركة العهود السابقة التي أضاعات أكثر من ستين سنة من عمر السودان المستقل وياليت لو حافظنا فيه جسمه من عير شق أو طق كما سلمه المستعمر لجدودنا! للأسف فقدنا نصفه الخصب وبعض أطرافه شمالاً وشرقاً وغرباًّّ!
    لماذا لا نحذف ونستبعد هذه العوامل التي أدت بنا إلى هذا الوضع المتردي المتراجع الذي قد يصل بنا مرحلة تلاشي السودان وتفرقه مُزعاً قبلية وعرقية يصعب لملمتها إلا باستعمار جديد. نعم لخوض الانتخابات القادمة بهدف موحد وهو نبذ الحزبية ذاتها والهدف الموحد هو مقاطعة الحزبية عن طريق عدم انتخاب اي مرشحين باسم أي حزب كان قديماً كان أو حديثاً واختيار فقط الشباب مملين في الدوائر الجغرافية والمهنية والفئوية بدون أي برامج سياسية معينة غير العمل على التمثيل الحقيقي الأمين والصادق لمشاكل ومطالب من يملونهم بطرحها ومناقشتها في البرلمان ووضع الحلول لها بالاستعانة بالخبراء وسماع آرائهم في داخل البرلمان حتى يخرج بالقرارات العلمية المدروسة.

  2. ((….لتدخل به ق ح ت الإنتخابات القادمه كجسم واحد موحد)) ؟!
    كجسم واحد موحد يعني كحزب مقابل ماذا من الأحزاب؟ أحزاب الفكة الكانت متوالية مع النظام البائد وحزب أو أحزاب حركات التمرد التي تدعي تمثيل المهمشين؟
    لنفترض أن تجمع قحت هو الآن تجمع أحزاب خاضت انتخابات (الثورة) وهي الفائزة في هذه الانتخابات ضد الحزب الحاكم المحلول وأحزاب الفكة المتوالية معه! فماذا استفادت من وأفادت بهذا الجسم الموحد؟؟؟ اعتقد أن حالها الآن يُغنِي عن مآلها لو خاضت الانتخابات وفازت بها كجسم موحد مع وجود البرنامج المحدد المفصل بالوثيقة الدستورية! سيكون مصيرها الفشل ولكنها لن تسقط من داخل البرلمان لامتلاكهم للأغلبية الميكانيكية للبقاء في الحكم حتى نهاية التفويض الانتخابي، وهذا هو نفس سناريو الأحزاب في السابق والذي وصل بنا لهذه المحطة!
    يا عالم اتركوا التفكير من داخل أطر الثقافة القديمة – فواقع ما قبل الثورة بالقطع ليس هو ما بعدها، وإلا فما كانت دي ثورة! لابد من القطيعة الكاملة مع تركة العهود السابقة التي أضاعات أكثر من ستين سنة من عمر السودان المستقل وياليت لو حافظنا فيه على جسمه من عير شق أو طق كما سلمه المستعمر لجدودنا! للأسف فقدنا نصفه الخصب وبعض أطرافه شمالاً وشرقاً وغرباًّّ!
    لماذا لا نحذف ونستبعد هذه العوامل التي أدت بنا إلى هذا الوضع المتردي المتراجع الذي قد يصل بنا مرحلة تلاشي السودان وتفرقه مُزعاً قبلية وعرقية يصعب لملمتها إلا باستعمار جديد. نعم لخوض الانتخابات القادمة بهدف موحد وهو نبذ ومقاطعة الحزبية ذاتها عن طريق عدم انتخاب اي مرشحين باسم أي حزب قديماً كان أو حديثاً واختيار فقط الشباب ممثلين للدوائر الجغرافية والمهنية والفئوية بدون أي برامج سياسية معينة غير العمل على التمثيل الحقيقي الأمين والصادق لمشاكل ومطالب من يمثلونهم بطرحها ومناقشتها في البرلمان ووضع الحلول لها بالاستعانة بالخبراء وسماع آرائهم في داخل البرلمان حتى يخرج بالقرارات العلمية المدروسة.

  3. Thanks Mgdi
    The military have no concept of being equal to everyone else … even in the so called first world
    However, the Sudanese youth of today did prove beyond doubt that them military personnel are cowards who will obey the say of the poeple when they come out in their millions as you & I (those over 50 years old) were shown last year
    Please do keep enriching the arguements to a better Sudan for our kids & gran-kids
    Regards

    1. غاندي معتصم يمدح ويوصف بالنزاهه في زمن الاجرام من قال انه نزيه هذا الغاندي اعرفه منذ كان طفلا حيث انه ينتمي الي اسره عاديه جدا والان هو يملك الاتي عماره من اربعه طوابق وفلا في كافوري علي اعلي المستويات وشركه وشقه في دبي من اين له هذا بدلا من ان يقدم لجنة التمكين ومكافحة السراء الحرام و يسترد ما سرقه تم مدحه ووصفه بالنزاهه لاعادة انتاجه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..