حامد ممتاز وزير الدولة بالخارجية : الحكومة المصرية تعلم أن حلايب سودانية ?100 %? والفشقة لا تمثل مشكلة مع إثيوبيا

حاورته في القاهرة ? صباح موسى
** يظهر اسمه مع الملفات الصعبة، يسير بخطى ثابتة وواثقة داخل المؤتمر الوطني والحكومة، يتساءل البعض عنه كثيراً وعن آدائه وإمكاناته التي أهلته لتولي المناصب السياسية بهذه الجدارة. إنه حامد ممتاز وزير الدولة في الخارجية ونائب رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، الذي وصل إلى القاهرة ممثلاً للسودان في اجتماعات وزراء الخارجية العرب، فكانت الفرصة لإجراء هذا الحوار معه على هامش الاجتماعات من أجل الوقوف على آخر تطورات الأوضاع في البلاد، وعلاقات السودان الدولية. كما تحدث عن رفع العقوبات عن السودان والعلاقات مع مصر وليبيا وجنوب السودان، وتناول الشأن الداخلي بكل تفاصيله، وفي ما يلي نص الحوار..
*بداية نريد معرفة ما تم التوصل إليه في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي شاركتم فيه؟
? شاركنا في اجتماعات وزراء الخارجية العرب الدورة (148)، وتم اعتماد مشروع قرار الحوار الوطني، ودعم جهود السودان في السلام والتنمية، بالإضافة إلى رفع العقوبات ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، وعقد الترتيبات للمؤتمر العربي للإعمار في الخرطوم، وكذلك مبادرة الرئيس البشير للأمن الغذائي العربي، وعرضت قضايا مهمة في جدول الأعمال. ونشكر الجامعة على وقوفها مع السودان في قضاياه المختلفة، السياسية والاقتصادية، كما بدأ في الاجتماع الحوار العربي وتناول العديد من القضايا المهمة، وأبرز هذه القضايا مكافحة الإرهاب وأشكاله وصوره بوسائل متعددة، شملت التبادل الثقافي والتربوي والتوعوي، وتمثلت في التعاون الاقتصادي بين الدول العربية واليابان، وكان مؤتمرا ناجحا جدا في ما يتعلق بالعلاقة مع اليابان، وشمل العديد من القضايا والمشكلات والأزمات في العراق وسوريا واليمن، وكيفية معالجتها، وكانت هناك توصيات وقرارات مهمة، بدعم السودان في توصيات الحوار الوطني، وكذلك مؤتمر الإعمار العربي ومبادرة الأمن الغذائي، وهي مهمة في العلاقة مع الدول العربية.
*ما هي آخر تطورات العلاقات المصرية السودانية؟
? العلاقات السودانية المصرية دائماً نطلق عليها أنها عميقة وأزلية، ذلك لأن المكون الثقافي والاجتماعي لهذه الأمة هو مكون واحد، ونسعى لأن تكون هذه العلاقة في أبهى صورها بين الشعبين، ونعمل دائماً على إزالة المعوقات التي تواجهها من الآخر كلما شابتها شائبة، حرصاً منا على العلاج. بالتأكيد أنا لا أتحدث عن علاقة مثالية، أتحدث عن علاقة حقيقية ولكنها تعترضها بعض العراقيل والصعوبات، وأقول بوضوح إن أعلى هذه الأزمات هي حلايب، فهي أرض سودانية مئة بالمئة والحكومة المصرية تعلم ذلك، نسعى فيها للحلول السلمية، إما عبر التفاوض أو التحكيم الدولي لتجاوز العقبة الكبرى في تأسيس هذه العلاقة، وباستمرار نطرح الحل السلمي على الحكومة المصرية في حلايب ولكنها ترفض حتى الآن، وإذا تم ذلك فإن تجاوز كل الصغائر في العلاقة سيكون متاحاً للتعامل من أجل صناعة علاقة حقيقية، وهناك قضايا أخرى كالمعدنين السودانيين باعتقالهم المستمر ومصادرة معداتهم، وهي من المعوقات التي تعترض هذه العلاقة، لكن رغم ذلك الحكومة السودانية لديها عزيمة وإصرار لتجاوز هذه العقبات، ونعمل في قضايا التشاور السياسي باستمرار، وهناك اللجان الوزارية المشتركة في مختلف أشكالها وألوانها في التعاون السياسي والاقتصادي، وكان هناك اجتماع للجنة المعابر بين البلدين والتي تعتبر مهمة جدا في التبادل التجاري وتسيير حركة المواطنين بين البلدين، وفي حساباتنا أن تكون هذه العلاقة مستمرة وتتجاوز العقبات، العلاقة مهمة واستراتيجية، ولكن يجب أن ينظر إليها في الإطار الصحيح، في تبادل المصالح المشتركة وإرساء دعائم الصداقة بين الشعبين في إطار التعامل بالندية المطلوبة، وفي إقامة علاقة معقولة بين السودان ومصر.
*وزير الخارجية أكد في آخر أحاديثه أن العلاقة بين البلدين ليست ?سمناً على عسل?؟
? بالفعل هناك صعوبات جعلتها لا ترتقي لما نود دائماً القفز فوق العقبات؛ لأن هذه العلاقة أكبر من العقبات، وإذا ما استطعنا ذلك ستكون العلاقات بيننا (سمناً على عسل)، ولكن الحب لا يمكن أن يكون من طرف واحد، نحن نسعى لهذه العلاقات بأن يكون طرفاها على ما يرام بتجاوز هذه العقبات، وأكيد هي ليست هكذا، ولكن نأمل أن تكون في الأيام المقبلة بتبادل الود والتقدير والمصالح.
*الحكومة المصرية تؤكد دائماً على مصرية حلايب؟
? إثبات أرض حلايب للسودان لا يُؤكَّد عبر التصريحات في مصر، الواقع أن الجغرافية والتاريخ يؤكدان ذلك عبر الخرائط المعروفة سواء أيام الاستعمار أو حالياً، تبعية حلايب على مر التاريخ الطويل للسودان، فمتى دخلت مصر حلايب إن كانت أرضاً مصرية؟ هذا سؤال مهم، الإجابة عليه تشير إلى أن الثابت غير التصريحات المعلنة، ولكن رغم ذلك الأسلوب الوحيد للحل هو التحكيم أو التفاوض ونحن على استعداد للحلين.
*البعض يتعجب أن هناك أرضاً سودانية تستولي عليها إثيوبيا في الفشقة ومع ذلك الحكومة السودانية تتحدث عن حلايب فقط؟
الحكومة الإثيوبية تعترف كامل الاعتراف بالسيادة السودانية على منطقة الفشقة، وهنالك إجراءات للاتفاق بين المزارعين السودانيين والإثيوبيين في هذه المنطقة، فالفشقة ليست مشكلة بيننا وبين إثيوبيا، بأي حال من الأحوال، والأمر في حلايب يختلف تماماً عن الفشقة.
*وماذا بشأن طلب الخارجية المصرية بعدم مناقشة قضية المعدنين مرة أخرى؟
? طبعاً لن نصمت في أي قضية تخص المواطن السوداني، بأي حال من الأحوال، هذا إجراء تم الاتفاق عليه ودائماً حاضر في أي نقاش بيننا وبين الأشقاء في مصر، وهذه حقوق مواطنين سودانيين مشروعة يجب أن تكون حاضرة، ويجب أن ينفذ ما تم الاتفاق عليه، ولكننا نحرص دائماً في معالجة قضايانا مع مصر ألا تكون عبر الإعلام، والحديث ما زال مستمراً عن هذه الممتلكات.
*اقترب انتهاء مدة الثلاثة أشهر من قرار رفع العقوبات عن السودان، ماذا تتوقعون؟
? كان من المفترض عقب اجتماعات اللجان المشتركة بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية في عام 2016، أن نخلص بقرار نهائي لرفع العقوبات الكلي، وهذا قرار كان في يناير 2017 مصحوب ببعض المبررات من الإدارة الأمريكية، وأعطوا ستة أشهر للرفع النهائي، ومددوها أيضاً كما هو معلوم ثلاثة أشهر أخرى. الاتفاق بيننا أن السودان أوفى بالتزاماته وعليه يجب أن ترفع عنه العقوبات كلياً، لكن الجهات ذات الصلة في أمريكا سواء في الإدارة أو الكونجرس الأمريكي كانت في نقاشات معنا قبل عيد الأضحى المبارك، فهناك نقاشات مستمرة بين البلدين وتأكيدات على رفع العقوبات، نحن في السودان نأمل ونرغب ولا نقبل بغير رفع العقوبات في شهر أكتوبر، والآمال معلقة بذلك، ومتفائلون جدا برفعها.
*وما هي رسائلكم في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة الحالي؟
? نحن عضو في الأمم المتحدة، نهتم بها وبقراراتها، ورسالتنا الأولى أن السودان يجب أن يتمتع بجميع الحقوق، وندعو لرفع الحصار عنا، بمساعدة الأمم المتحدة وأصدقائنا الشرفاء في المجتمع الدولي. الرسالة الأخرى هي المساهمة في تحقيق الاستقرار والسلام في السودان، ونؤكد على هذا الاستقرار.
*في الفترة الأخيرة كانت هناك زيارات واتفاقات كثيرة مع دول مثل روسيا والصين.. هل يمكن أن تكون هذه الزيارات رسالة بأن السودان يمكنه الاعتماد على المعسكر الشرقي؟
? بالضرورة لدينا علاقات قديمة مع الصين ومع روسيا، والعلاقات في السياسة الخارجية لا تقوم على التضاد وصناعة الضغوط، وإنما تقوم على تبادل المصالح، فتربطنا علاقات بالصين وروسيا وغيرهما، كما تربطنا علاقات بالولايات المتحدة الأمريكية.
*السودان متهم من بعض الجهات بدعم الإرهاب.. كيف تردون؟
? نحن في السودان مكافحة الإرهاب هي واحدة من القضايا الرئيسة، وكانت أحد البنود الخمسة في القضايا التي تم طرحها مع الولايات المتحدة، فالسودان يكافح الإرهاب وكل الدنيا تعلم ذلك، وهذا اعتراف المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية، نحن نعمل على مكافحة الإرهاب وآثاره وكيفية معالجته عبر وسائل مختلفة.
*ماذا عن اتهام حفتر الدائم بأن الخرطوم تأوي وتدعم الإرهاب؟
? هذا اتهام غير صحيح، والخرطوم بشهادة المجتمع الدولي ليست لها علاقة بالإرهاب، ومعروف عنّا سلمية المجتمع السوداني، والمرونة في التعاون في القضايا السياسية وليس لدينا سجل أسود في الإرهاب، حفتر يلجأ لذلك في إطار سياسات داخلية ليبية، ونحن ندعو إلى وحدة الشعب الليبي وندعم حكومة فائز السراج، باعتبارها الحكومة المعترف بها دوليا، وندعو إلى حوار وطني لصناعة الاستقرار في ليبيا، وطرحنا بالجامعة العربية ضرورة وقف التدخلات الأجنبية في ليبيا والدعوة لحوار وطني يستكمل ويؤسس لعلاقة سياسية بين الفرقاء الليبيين، لصناعة الاستقرار في إقامة دولة ليبية مستقرة.
*هل لا تزال الخرطوم تقف على الحياد في الأزمة الخليجية؟
? لدينا موقف معلن وثابت من الأزمة الخليجية، هو أننا نعمل دائماً على تقريب وجهات النظر في هذه الأزمة، ونقدر مجهودات القادة في تجاوز هذه الأزمة، وننظر للأزمة الخليجية في إطار التحديات التي تواجه الوطن العربي والوحدة العربية، ونأمل أن يتجاوز الأشقاء في الخليج هذه المحنة، ونؤكد أن موقفنا أن نعمل جميعاً على مواجهة هذه الضغوط، ونحن متأكدون من أن الملوك والأمراء والقادة والزعماء العرب هم أقدر على تجاوز هذه الأزمة مهما كانت، ومهما وسعت شقة الخلافات قادرون على تجاوز هذه المحنة، وسيأتي الخليج من جديد كقوى اقتصادية واجتماعية، تربطهم كثير من العلاقات والصلات الاجتماعية مهما كانت الأزمات والصراعات الداخلية.
*وماذا أسفرت اتصالات السودان في هذه الأزمة؟
? ندعم المبادرة الكويتية ولدينا اتصالات بيننا وبين القادة والزعماء العرب، لوضع أطر للحل، وأعتقد أن هناك توجها إيجابيا للحل عبر المبادرة الكويتية.
*السجال الذي حدث بالجامعة العربية بين وزير الخارجية المصري ووزير الدولة بالخارجية القطري في اجتماعكم الذي يعتبر أول سجال علني حول الأزمة.. بماذا تفسره هل هذا يصب في منظومة العمل العربي للحل، أم أنه يعمل على شق الصف العربي، وكان هناك حديث عن إصلاح الجامعة؟
? الطبيعي أن تظهر خلافات عادية حول إدارة أزمتنا، وفي اعتقادي أن الاختلاف ليس ظاهرة سلبية، نختلف ونصل للإيجابيات، اختلافنا بالجامعة على الهواء وشاهدنا المواطن العربي الذي له دور في تقييم مسار القادة السياسيين، واختلافنا بالتأكيد سيكون لديه مردود في الأيام المقبلة، سنعمل جميعاً على معالجتها وفقاً لمنظومة العمل العربي المشترك.
*المؤتمر الشعبي يعلن أن لديه مبادرة للحل والسلام ستكون بديلاً للحوار الوطني.. بماذا تعلقون على ذلك؟
? مخرجات الحوار الوطني أصبحت برنامج حكومة الوفاق الوطني، وهذا أُقرَّ على مستوى مجلس الوزراء في لجنة رسمية، وتم اعتماد المخرجات كبرنامج للحكومة التي ستنتهي في 2020م. وتصريح الأمين العام للمؤتمر الشعبي أشار إلى أنهم يعملون على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني كحل سياسي شامل لقضايا السودان، هو قدم مشروعا عن كيفية صناعة السلام، والسلام هو أحد مشروعات الحوار الوطني ولكنه ليس بديلاً للحوار الوطني.
*مقاطعة.. ?الشعبي? تحدث بأن مبادرته ستكون بديلاً للحوار الوطني؟
? ليس صحيحاً، لم يقل ذلك وأنا استمعت للدكتور علي الحاج مباشرة ولتصريحاته في هذا الأمر، هو تحدث عن مبادرة للسلام، وأن هذه المبادرة تأتي في إطار مخرجات الحوار الوطني.
*علي الحاج التقى عدداً من الأحزاب السودانية في إطار مبادرته.. ما رأيكم في ذلك؟
نحن مع أي حراك إيجابي بين القوى السياسية المختلفة في البلاد، من أجل صناعة الاستقرار السياسي الذي يعمل على جمع الفرقاء لصناعة السلام في السودان، ولكن لا يمكن أن يكون هناك بديل للحوار الوطني.
*البعض رأى أن تصريح مبارك الفاضل بالتطبيع مع إسرائيل ما هو إلا تمهيد للتطبيع في المستقل؟
? لدينا شركاء في حكومة الوفاق الوطني لكن الرأي الأساسي والرئيس للحكومة ثابت، وهذه القضية طُرحت في الحوار الوطني وسقطت بنسبة (99 %)، الآن الموقف المعلن نحن كحكومة السودان ملتزمون بقرارات الجامعة العربية في حق الشعب الفلسطيني في أراضيه وقيام دولته المستقلة بحدود (67) وعاصمتها القدس. هذا هو الالتزام الرئيس للسياسة الخارجية السودانية للحكومة وليس الأحزاب.
*ولكن مبارك الفاضل هو نائب لرئيس الوزراء في الحكومة ومثل هذا التصريح على لسانه له دلالات كثيرة؟
? مبارك الفاضل قال هذا رأيي الشخصي، ولم يقل إن هذا رأي حكومة الوفاق الوطني.
*ماذا تم في جانب عملية جمع السلاح؟
? نحن بدأنا بلجنة رئاسية تشمل كل أطراف العملية، خاصة في ولايات دارفور الخمس، ونسعى لنزع السلاح غير القانوني في عملية ضخمة جدا تستوعب جمع السلاح، ونأمل أن تستكمل في المرحلة المقبلة من أجل الاستقرار والقضاء على الصراعات القبلية في المجتمع السوداني.
*هذا الموضوع يقودنا إلى تصريحات لموسى هلال وهجومه على المؤتمر الوطني؟
? هذه قضايا أصبحت عادية جدا، وفي ظل انتهاء الحرب تظهر مثل هذه الحالات، ولكن العبور عليها عبر إجراءات محددة تتعلق بسيادة الدولة في جمع السلاح، وعدم تسليمه مخالفة قانونية، ويجب تسليمه من زيد أو عبيد من الناس والسياسة السودانية ماضية في ذلك.
*هل تم اتصال بموسى هلال في إطار الحزب؟
? لم يهاجم المؤتمر الوطني، نحن ننفذ إجراءاتنا في جمع السلاح بغض النظر عن أي شيء.
*وماذا عن العلاقات مع جنوب السودان في الوقت الراهن؟
? نحن نعمل على استقرار الأوضاع أولاً في جنوب السودان ووقف الحرب الأهلية، ونبذل مجهودا كبيرا مع الإيقاد والاتحاد الأفريقي للوصول إلى الاستقرار في الجنوب، وهناك تواصل دائم بيننا وبين الإدارة في جنوب السودان لن ينقطع.
*هل لا تزالون تؤيدون مبادرة ?الإيقاد? لحل الصراع في جنوب السودان؟
? نحن مع أي مبادرة للحل في جنوب السودان، سواء في (الإيقاد) أو الاتحاد الأفريقي أو مجهودنا الخاص، لإيجاد حل في جنوب السودان باعتباره كان جزءا في يوم (ما) من تاريخ السودان، وتربطنا به علاقات، الآن اللاجئون الجنوبيون هم نازحون في السودان ويتمتعون بكافة حقوق المواطنة، ونتمنى أن تستقر الأوضاع ويعودوا إلى أماكنهم.
*هناك زيارة مرتقبة لسلفاكير للخرطوم.. متى ستتم؟
? نعم، هناك زيارة مرتقبة ولكن تحديد ميقاتها يأتي من طرف جمهورية جنوب السودان ولكنها لم تحدد بعد.
*جوبا علقت انعقاد لجنة أبيي وأعلنت أنها ستُناقش في قمة الرئيسين البشير وسلفاكير المقبلة.. ما تعليقكم على ذلك؟
? عدم الاستقرار في أي دولة، دائماً ما ينتج عنه عدم استتباب للأمن، نأمل أن تستقر الأوضاع وتُحل القضايا العالقة في التفاوض.
*هناك حديث بأن الصادق المهدي طلب لقاء الرئيس البشير والأخير رفض وقال يقابل حامد ممتاز.. ما صحة هذا الكلام؟
? ليس لديَّ علم بهذا الحديث، وأول مرة أسمعه.
*كان منتشراً على وسائل التواصل الاجتماعي؟
? ليس لديَّ علم بهذا الأمر، كنت خارج البلاد، والرئيس البشير سوداني يتمتع بخصال عالية وقيم سامية، ويستقبل الجميع وهو حريص على الاستقرار.
*تحدثتم عن استعداد المؤتمر الوطني للانتخابات المقبلة وهناك حديث عن تعديل الدستور وتمديد فترة الرئيس.. مدى صحة هذا الحديث؟
? هذا الكلام غير واقعي ولم يُطرح أصلاً، هو متعلق بالدستور وتعديله، والانتخابات تقوم على تعديل القوانين، ولكن تتحدث القوى السياسية بموجب مخرجات الحوار الوطني عن كتابة دستور جديد للسودان، فهذا ما اتفقت عليه أطراف الحوار الوطني أن يدرسوا الدستور في البرلمان المنتخب عقب انتخابات عام 2020م.
*ما تعليقكم على أداء البرلمان بعد دخول أعضاء جدد عبر عملية الحوار الوطني وما يحدث به من مهاترات؟
? بالتأكيد أي دخول للبرلمان إضافة، ويجب أن تكون إضافة حقيقية، ولكننا نترفع دائماً عن المهاترات، يجب أن تكون الإدارة السياسية للبلاد مثالية، ونسعى لبرلمان حيوي يقود التشريع بناءً على هذه المفردات.
*حدثنا عن آخر ما تم التوصل إليه في المفاوضات بجنوب كردفان مع الحركة الشعبية ?شمال?؟
? نسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في جنوب كردفان عبر وسائل مختلفة، ولكن ما حدث في الآونة الأخيرة من انشقاقات في الحركة الشعبية وحتى هذه اللحظة لم ترسُ على جهة معينة يمكننا التفاوض معها، ولكن عبر ثابو أمبيكي، نسعى دائماً للحل، لم يحدد موعد للتفاوض ولكن استعدادنا دائماً لتعاون جدي من أجل الوصول إلى السلام والاستقرار في جنوب كردفان.
*نريد أن نتعرف أكثر على حامد ممتاز؟
? أنا حامد محمد نور ممتاز، من وسط السودان ? ولاية الجزيرة محلية القرشي ? ودرست بها مراحل الابتدائي وحتى الثانوي، ثم جامعة أم درمان الأهلية، وتخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية ? إدارة أعمال.
*متى انضممت للحركة الإسلامية؟
? هذا سؤال إجباري؟
*هل هو سؤال صعب؟
? ابتسم.. عموماً أنا انضممت للحركة الإسلامية منذ نعومة أظافري في المدرسة المتوسطة.
*من جَنَّدك؟
? بطبيعة الحال وجدنا العمل السياسي مفتوحاً بمداخل متعددة، سواء جمعيات ثقافية أو جمعيات أدبية، فانخرطنا فيها وأصبحنا من ذلك الوقت أعضاءً في هذا التنظيم.
*دائماً يظهر اسمك مع مهام ومهمات صعبة؟
? أنا أعمل في منظومة حزب بها كثير من الطاقات والكوادر التي لديها قدرة على العطاء السياسي، وأنا واحد منهم وأعمل كما يعملون، وليس لديَّ ميزة تفضيلية داخل حزبي، ولكن أعمل بموجب تكليف من مؤسسات الحزب.
*البعض يقول إنك كنت رجل ?الوطني? في ?الشعبي? قبل العودة؟
? هذا اتهام باطل بطبيعة الحال، والعلاقة بين الحزبين كانت في يوم ما في (جيب واحد).
*ما رأيك في أداء المؤتمر الشعبي بعد وفاة الشيخ حسن الترابي؟
? الأحزاب السودانية كلها تزدهر ثم تتراجع ثم تزدهر، وأعتقد أن المؤتمر الشعبي حزب سياسي كبير، لديه إرث كبير ويمكن أن يكون لديه دور سياسي بما له من تجارب سياسية وتنظيمية، والآن يقوم بعطاء في المجالات المختلفة.
*هل في اعتقادك تأثَّر أداء ?الشعبي? برحيل الترابي؟
? أعتقد أن الشيخ حسن الترابي كان قيمة وقامة سياسية وفكرية على مستوى عالٍ جداً، وكان رمزاً من رموز العمل السياسي السوداني، وكان أحد علماء العالم، وله قدرة عالية جداً على العبارة السياسية.. عند وفاته فقده السودان وفقده حزبه كذلك، وأعتقد أن الحزب متماسك الآن ويقوم بدوره في الحوار الوطني، وشريك في حكومة الوفاق الوطني.
*كان هناك توقع بانسجام أكثر بين ?الوطني? و?الشعبي? بعد عملية الحوار الوطني ولكن الواقع يشير إلى عكس ذلك.. ماذا حدث؟
? الاتهامات طبيعية في عالم السياسة، والسودان في مرحلة تقلب سياسي جديدة عقب عملية الحوار الوطني، أتوقع لها أن تستحيل التوافقات في قضايا كلية في ما يتعلق بكتابة الدستور المقبل ثم الانتخابات ثم مرحلة الإصلاح السياسي.
اليوم التالي.