لَا كَرَامَة لسوداني فِي وَطَنِهِ وَتِلْك الانتهاكات سَوْف تَجْلِب الْوِصَايَة الدَّوْلِيَّة للسودان

لَا كَرَامَة لسوداني فِي وَطَنِهِ وَتِلْك الانتهاكات سَوْف تَجْلِب الْوِصَايَة الدَّوْلِيَّة للسودان
بقلم عَلَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ ابكر
هنالك أَشْيَاءَ لَا يَقْبَلُهَا الْعَقْل الْبَشَرِيّ و لَا تُحْدِثْ إِلَّا فِي جُمْهُورِيَّة السُّودَان مِنْهَا تَعْرِيضٌ حَيَاة الْمَدَنِيِّين الْعَزْل لِلْخَطَر بِسَبَب الْحَرْب الَّتِي تَدُورُ فِي الْمُدُنِ السكنية حَيْث يَصِر طَرَفَي الصِّرَاع عَلِيّ خَوْض الْقِتَالِ فِي أَمَاكِنَ سَكَنِيَّةٌ لِيَكُون الْمَدَنِيِّين هُم الضَّحَايَا حَيْث يَصْعُب عَلَيْهِم حُرِّيَّة التَّحَرُّك و الْقُدْرَة عَلِيّ الْحُصُولِ عَلَى الْغِذَاء وَالدَّوَاء وتوفير مِيَاه الشُّرْب مَع تَعْتَذِر الْمُنَظَّماتُ الدَّوْلِيَّةُ الْإِنْسَانِيَّة مِنْ الْوُصُولِ إلَيْهِم زادَ الطِّينَ بَلَّةً انْتِشَار عصابات مَسْلَحَة تُنْتَهَك حُقُوقِهِم وتسلب ماعندهم مِن مُمْتَلَكات أَن اسْتِمْرَارِ هَذَا الْحَرْب سَوْف يَقُود الْمُجْتَمَع الدُّؤَلِيّ إلَيّ التَّدَخُّلِ فيِ نِهَايَةِ الْمَطَاف وَفَرْض نِظَام الْوِصَايَة الدَّوْلِيَّة عَلِيّ السُّودَان حَيْثُ إنَّهُ فِي عَامٍ 1945 ، أَنْشَأَت الأُمَمُ الْمُتَّحِدَةُ بِمُوجَب أَحْكَام الْفَصْلُ الثَّانِي عَشَرَ مِنْ مِيثَاقَهَا وَعَمَلًا بالمادة76من الْمِيثَاق ، شَمَلَت الأَهْدَاف الأسَاسِيَّة لِنِظَام الْوِصَايَة الدُّؤَلِيّ وَفْقًا لِمَقَاصِد الأُمَمُ الْمُتَّحِدَةُ مَا يَلِي : الْعَمَلُ عَلَى تَرْقِيَةٍ أَهَالِي الْأَقَالِيم المشمولة بِالْوِصَايَة فِي أُمُورٍ السِّيَاسَة وَالِاجْتِمَاع وَالِاقْتِصَاد وَالتَّعْلِيم وَاطِّرَاد تَقَدَّمَهَا نَحْوُ الْحُكْمِ الذَّاتِيّ وَالِاسْتِقْلَال والتشجيع عَلَى احْتِرَامِ حُقُوقِ الإنْسَانِ وَالحُرِّيَّات الأسَاسِيَّة لِلْجَمِيع وَأَذِن الْمِيثَاق لِمَجْلِس الْوِصَايَة بِدِرَاسَة ومناقشة التَّقَارِير الَّتِي تَرْفَعُهَا السُّلْطَة الْقَائِمَة بِالْإِدَارَة (كما جَاءَ فِي الْمَادَّةِ 80 مِن الميثاق) عَنْ التَّقَدُّمِ السِّياسِيِّ وَالاقْتِصادِيِّ والاجتماعي والتعليمي لِأَهَالِي الْأَقَالِيم المشمولة بِالْوِصَايَة ؛ وَفَحَص العرائض الْمُقَدِّمَة مِنْ الْأَقَالِيمِ ؛ وَالِاضْطِلَاع ببعثات خَاصَّةً إلَى الأقاليم واليوم ، لَا يَزَالُ مَجْلِس الْوِصَايَة مَوْجُودًا بِاعْتِبَارِه أَحَدٌ أَجْهِزَة الأُمَمُ الْمُتَّحِدَةُ ، وَيَجْتَمِع كُلَّمَا وَحَيْثُمَا اقْتَضَتْ الْحَالُ اذا بِالتَّالِي يَجِب تَوَقَّع التَّدَخُّل الدُّؤَلِيّ فِي السُّودَانِ فِي حَالِ تَدَهْوَر الْأَوْضَاع الْأُمْنِيَّة والإنسانية كُلُّ ذَلِكَ بِسَبَبِ عَدَمِ رَغْبَة السودانيين فِي حَقْنِ دِمَاءِ شِعْبَهُم و مِنْ مَظَاهِر سُوء مُعَامَلَة السودانيين لِبَعْضِهِم الْبَعْض هُوَ وَصْفٌ بَنِي جلدتهم الْقَادِمِين مِن العَاصِمَة والمناطق المتضررة مِنْ الْحَرْبِ عَلِيّ أَنَّهُم أَجَانِب فَكَلَّمَه نازِح لَا تَطْلُقُ عَلَى مَنْ يَتَشَارَك مَعَك الْمُوَاطَنَة وَالصَّحِيحُ هُوَ وَصْفٌ هَؤُلَاءِ الْمُوَاطِنِين بِأَنَّهُم سودانيين كِرَام تَسَبَّبَت الْحَرْب الضَّرُوس فِي فِرَارِهِم مِنْ دِيَارِهِمْ وَتَرَك ممتلكاتهم وَالْهِجْرَة إلَى الْأَقَالِيمِ وَمُعْظَم هَؤُلَاءِ لَيْسُوا لَدَيْهِم أَسَرّ مُمْتَدَّة بِتِلْك الْأَقَالِيم بِالتَّالِي لَا سَبِيلَ إمَامُهُم سِوَى اخْتِيَار الْمَدَارِس لِلسَّكَن فِيهَا بَعْدَ ارْتِفَاعِ أَسْعَار إيجَار الْمَنَازِل نَتِيجَة اِسْتِغْلال الجشعين مِن ضِعَاف النُّفُوس لِتِلْك الظُّرُوف و نَحْنُ فِي الْعَامِ 2023م و لَكِنْ إذَا رَجَعْنَا إلَى الْعَامِّ 2011م نَتَذَكَّر كَيْف تَدَافُعٌ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ الْأُخْوَةِ وَالْأَخَوَاتِ مِن الجُمْهُورِيَّة الْعَرَبِيَّة السورية صَوْب السُّودَان بَحْثٌ عَنْ الْأَمَان بَعْدَ إحْدَاثِ العُنْف الَّتِي شهدتها بِلَادِهِم وبالمقابل رحبنا بِهِم و قَامَتِ الحُكُومَةُ السُّودانِيَّة فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بمنح بَعْضُهُم الْجِنْسِيَّة السُّودانِيَّة ودعمهم مَالِيًّا حَيْثُ لَمْ يَسْكُنْ أَيَّ وَافِد سُورِيٌّ فِي سَكَن عَشْوائِيٌّ وَأَنَّ مَا سَكَنُوا فِي ارقي الْإِحْيَاء السكنية بالعاصمة الخُرْطُوم و تَمَتَّع أَبْنَاءَهُم بفرص التَّعْلِيمُ فِي الْمُؤَسَّسَات التَّعْلِيمِيَّة السُّودانِيَّة مِثْلُهُم مِثْلَ سَائِرِ أَبْنَاء السودانيين و نَحْنُ فِي أَوَاخِرِ الْعَامّ 2023 وَالْحَرْب تَدْخُل شَهْرُهَا الثَّامِن اتَّخَذَت بَعْضِ الْوِلَايَاتِ السُّودانِيَّة قَرَارَاتٌ عَجِيبَةٌ بِفَتْح الْمَدَارِس وَاسْتَأْنَف الْعَامّ الدَّراسِيّ بِدُون مُرَاعَاة لِلْوَضْع السِّياسِيِّ وَالاقْتِصادِيِّ وَالْعَسْكَرِيّ وَالنَّفْسِيّ الَّذِي يعيشه الشَّعْب السُّودَانِيّ فَهَل تِلْك الْوِلَايَات تَقَعُ فِي خَارِجِ حُدودَ البِلادِ حَتَّي تَتَصَرَّف بِتِلْك الغطرسة فَالْقَرَار الَّذِي اتَّخَذَ بِفَتْح الْمَدَارِس فِي هَذَا الْوَضْعِ الَّذِي يعيشه السُّودَان يَعْتَبِرُ غَيْرَ مَسْؤُول فَكَيْف تَقُوم بِطَرْد مواطنين سودانيين قَصَدُوا تِلْك الْوِلَايَات بَحْثٌ عَنْ الْأَمَان وَلَيْسَ لَهُمْ مَكَان آخَرَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ فَتِلْك الْمَدَارِس أَصْبَحْت بِالنِّسْبَةِ لَهُمْ هِيَ الْمَلَاذ الْأَمْنِ وَ فِي ظِلِّ ظُرُوف هَذِه الْحَرْبِ كَانَ مِنْ الْمُفْتَرِض تَجْهِيز أَمَاكِن سَكَن بديلة تَلِيقُ بِهِمْ مِثْلَ إنْشَاءٌ معسكرات مُؤَقَّتَة و لَوْ كَانَتْ مِنْ الْخِيَام مَع تَجْهِيزِهَا بالخدمات الصِّحِّيَّة والغذائية فَذَلِك حَقِّ مَنْ حُقُوقِ الْمُوَاطَنَة الْكَامِلَة بِاعْتِبَارِهِم مواطنين سودانيين فَاَلَّذِي حَدَثَ لَهُمْ مِنْ محاولات طَرْد بِالْقُوَّة فِي وِلَايَاتِ مِثْل القضارف يُعْتَبَر وَصْمَة فَمَا حَدَثَ مِنْ قَمْع واضطهاد لَمْ يُحْدِثْ حَتَّي بِحَقّ اللاَّجِئِين الْأَجَانِب الَّذِي قَصَدُوا السُّودَانِ فِي سَنَوَاتِ مَاضِيَةٌ بَحْثٌ عَنْ الْأَمَان نَتِيجَة للحروب الَّتِي كَانَتْ تَشَهُّدِهَا بِلَادِهِم وَقَد وَجَدُوا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ تَعَامَل إِنْسانِيٌّ طِيبٌ مِنْ قِبَلِ حكومات السُّودَان الْمُتَعَاقِبَة عَكْس الْيَوْم حَيْثُ يُهَانُ وَيُضْرَب وَيَطَّرِد السُّودَانِيّ فِي دَاخِلِ بِلَادِه أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ التَّصَرُّفَاتِ توحي بِأَنَّ هُنَاكَ مُخَطَّطٌ لتقسيم السُّودَان فَإِذَا كَانَ يُتِمَّ وَصْفٌ السودانيين الْقَادِمِين مِن مَنَاطِق الْحَرْب عَلِيّ أَنَّهُم نازحين إذَا فَمَاذَا تُبْقِي لَهُمْ مِنْ حُقُوقِ الْمُوَاطَنَة ؟
كَانَ اللَّهُ فِي عَوْنِ الشَّعْب السُّودَانِيّ الَّذِي لَازَال بَعِيدًا كُلَّ الْبُعْدِ عَنْ نَيْلِ حُقُوقِه الْمَشْرُوعَةِ فِي الْعَيْشِ الْكَرِيم وَالْإِحْسَاس بِالْأَمَان و مُمَارَسَة حَقَّهُ فِي التَّعْبِيرِ و الدِّيمُقْراطِيَّة وَالْعَدَالَة الإجتماعية
بسبب مَا يَحْدُثُ مِنْ انتهاكات لِحُقُوق الْإِنْسَانَ لَا اسْتَبْعَدَ أَنْ نستيقظ ذَات صَبَاح وَنَجِد القُوَّات الدَّوْلِيَّة مُنْتَشِرَة فِي رُبُوعِ بِلَادِنَا لِيَدْخُل السُّودَان تَحْت بَنْد الْوِصَايَة الدَّوْلِيَّة عَلِيّ اعْتِبَارِه بَلَد فاشِل وحينها لاينفع النَّدَم
عَلَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ ابكر
الظاهر هناك مؤامرة يشارك فيها طرف سوداني مع سبق الاصرار والترصد لتحقيق الوصايا على البلد.اصلو العمالة للاجنبي من بعد الثورة أصبحت لا تخطئها عين.
والله يا ريت تشرفنا القوات الاممية …اللعنة علي الكيزان والجنجويد….الحل في التدخل الدولي لحماية المدنيين