عبدالواحد والعودة للمربع الأول

في التنك
عبدالواحد والعودة للمربع الأول
بشرى الفاضل
عاد عبدالواحد محمد نور أحد ابرز قادة الفصائل المقاتلة في دارفور للمربع الأول حين تحدث عن أن حزب الأمة كان يبشر الدارفوريين ب(متر في الجنة) في إشارة إلى استغفال أهل دارفور من قبل هذا الحزب من أجل مكاسب انتخابية أو حزبية.الحديث عن متر في الجنة فلكلور سياسي جاء من الفترة ما بعد الاستقلال حين كانت العلاقات التنافسية بين الأحزاب وبالأخص بين الأمة والاتحاديين على أشده.ولو أن عبدالواحد ناقش قادة وعضوية حزب الأمة في هذا الأمر مباشرة لتكشف له أن هذه العبارة المقصود بها إيغار الصدور ليس إلا في الوقت الذي كان يجب فيه أن يقوم هذا القائد للفصيل الهام بما يقود لما يجمع الصفوف لا لما يفرقها. كان على عبدالواحد أن يقول بامانة ما هي الأدوار والمساعي التي يقوم بها هذا الحزب وأحزاب الإجماع الوطني من أجل حل المشكلة.
ومن الموضوعات التي تفرق الصفوف أيضا حديث عبدالواحد عن إسرائيل إذ يقول :
(وسوف نفتح سفارة إسرائيلية في الخرطوم حال وصولنا للحكم، وسوف نفتح سفارة سودانية في تل أبيب، لأن السياسة والواقع يفرضان علينا ذلك، وللعلم فإن هذا ليس خصما على موقفنا من القضية الفلسطينية، نحن مع حق الفلسطينيين في قيام دولتهم إلى جانب الدولة الإسرائيلية، ونرفض عملية تشريدهم وقتلهم وإبادتهم. إن الأمر مرفوض لنا في غزة والقدس وتل أبيب والضفة الغربية مثلما هو مرفوض في دارفور والجنوب وكردفان والشرق والنيل الأزرق).
لا أظن أن العلمانية التي يؤمن بها عبدالواحد محمد نور تفوق علمانية إدوارد سعيد أو محمود درويش ومع ذلك فإن هذين الفلسطينيين والملايين غيرهم في مختلف الدول العربية وغيرها يدركون الطبيعة الاستيطانية لإسرائيل . إن ما يجري فيها يشابه ما كانت عليه دولة الفصل العنصري (الأبارتايد) في جنوب أفريقيا.وإن الديمقراطية في إسرائيل مختلطة بالعنصرية اليهودية أما الفلسطيني حتى داخل الأراضي المحتلة فهو مواطن من الدرجة الثانية.
وإذا كان عبدالواحد يهدف لأن تخاطب حركته السودانيين في كافة أرجاء الوطن فعليه أن يكف عن الحديث عن فتح سفارة لإسرائيل بالخرطوم إن جاء إلى الحكم فمثل هذا الطرح ينأى به عن المجيء إلى الحكم ومشاعر غالبية السودانيين ضد هذا الطرح وضد وضع أسافين بين قوى المعارضة من نوع (متر في الجنة)
مثل .هذه التصريحات لا تؤدي لكننا مع عبدالواحد محمد نور حين يقول: (المطالب التي كنت أتمسك بها وما زلت مثل تحقيق الأمن لأهل دارفور ووقف الإبادة عن طريق نزع سلاح الميليشيات الحكومية وعودة السكان لمناطقهم ووقف سياسات الاستيطان ونزع الأراضي ودفع التعويضات، هي شروط لأهل دارفور، ما زلنا نتمسك بها ونرفض أي تفاوض قبل أن تتحقق).وجين يضيف ( من مصلحة السودان أنه لا بد من التسوية للسلمية لوقف نزيف الدم وتحقيق العدل والسلام). فهذه الرؤية العادلة طريق وتلك المعوجة طريق آخر وبينهما أمور مشتبهات.