موقف جماهير حزب الامة القومي المثير للجدل

في التاسع والعشرين من شهر يونيو في العام الماضي ٢٠١٣ اطلق حزب الامة القومي بقيادة رئيس الحزب الامام الصادق المهدي، رئيس الحزب المنتخب وامام الانصار المنتخب، مبادرة لتعبئة جماهير الحزب لمشروع النظام الجديد من خلال حملة تذكرة التحرير. لم يصدر المكتب القيادي بالحزب اوامر بهذا الشأن بل دشن حملة تعبئة مكتملة الاركان -لتعبئة راي وجهدعضوية وجماهيرالحزب – مع ترك الخيار في المشاركة او الامتناع متروكاً لهم.
في سياق التفعيل المؤسسي، فان الحزب ينتخب رئيسه بصورة دوريه، و ينتخب هيئة مركزية واسعه التمثيل- تضم من الفئات المهنية الرعاة والمزارعين والمهندسين والاطباء والمحاميين، وغيرهم كما انه يصعد وينتخب ممثلين لكل دائرة انتخابية جغرافية، يشغلون مواقع المكتب التشريعي للحزب – المكتب السياسي.
هذا مع المخاطبات الدورية لجماهير الحزب في ولايات السودان و عقد الورش الواحدة تلو الاخري لتسييرعملية الحوار والمشورة لوضع الحلول البديلة لقضايا السودان الراهنة وبعقد الندوات السياسية والصحفية حول قضايا الوطن كافه فهم بذلك قد وضعوا حجر الأساس لخلق لجمهورفعال سياسياً.
وهذة احد أسس ترسيخ الديمقراطية في الشعوب ? توسيع دائرة المشاركة الشعبية في السياسية والعمل الحزبي المؤسسي وفي المطالبة بالحقوق ومسائلة الحكومة والاحزاب والمدافعة عن القضايا الهامة والمشاركة الفعالة في حماية الديمقراطية ودعمها.
ما زالت هناك بعض التحديات التي تواجه مسيرة حزب الامة القومي في تعزيز وتصعيد المشاركة الشعبية في الشأن السياسي وفي شئون بلادهم ولكن حجر الاساس قد وضع ومن حوله توضع اساليب للتحسين والتعزيز والتمتين باذن الله.
الناقمون علي حزب الامة القومي، ومؤسسة رئاسته – من جماهير الحزب التقليدية ومراكز نفوذه الجغرافيه -يفعلون ذلك بسبب توقعاتهم -بان يقوم الحزب وقيادتة بدور أبوي قبلي، برعاية العضوية والانصارية سواء، كما هو حال العلاقة بين الشيوخ والرعية في دول وأمارات الخليج العربي، ولكن السودان اوسع من امارات الخليج واكبر حجماً واكثر تنوعاً وأقل موارداً ،
واذا قام الحزب بدور الرعاية الابوية وتوفير الفرص التجارية او التعليم او بتوزيع المؤن الغذائية او بطاقات التأمين الصحي لعضوية دون غيرهم كما يفعل حزب المؤتمر الوطني لحاملي بطاقة عضوية اصبح حزباً فاسداً بجدارة يستغل مواردة في التمييز بين عضويته وسائر الشعب -واصبح حزب محسوبية وتهميش وتمييز، وليس حزب وطني يملك رؤية وطنية تسعي الي توفير الحقوق للجميع علي قدم المواطنة.
لذلك توزعت عضوية الحزب التاريخية بين حزب المؤتمر الوطني الراعي الابوي لعضويته علي حساب فقدان وتشرزم الوطن -والحركات المسلحة التي توفر الرعاية الابوية لاتباعها علي حساب فقدان وتشرزم الوطن -والناقمون الذين ابعدوا انفسهم بسبب مرجعيتهم الثقافية القبلية و عدم وعيهم بابجديات العمل السياسي الحزبي الحديث في الدولة الحديثة والمجموعة المتبقية الراسخة .
هذة المجموعة المتبقية الراسخة رفضت وصاية ورعاية الحزب الحاكم كما انها رفضت اضواء الحركات لتبقي وفية لرؤي ومسيرة الحزب ولذلك وعليه فهي في الاغلب عصية علي وصاية غيرهم بل هي صاحبة ارادة حرة.
واذا اراد الحزب اشراك عضوية الحزب في امر قام بدعوتهم وتنويرهم بالامر واشراكهم في صنع القرار او بالقيام بحملة لكسب تأيدهم.
الناقمون علي حزب الامة القومي خارج منظومة وارث الحزب التاريخي يفعلون ذلك بسبب توقعاتهم بان يقوم الحزب بدور ماضوي في منازلة الحكومة علي وزن المنازلة بالسيف الماضوي والهجوم علي القصر وتحرير السودان من قبضة الاخوان حتي يفسحوا لهم المجال لحكم البلاد?
فكيف سيحكموا البلاد بعد ذلك؟ وكيف سيفعلوا مؤسساتها الراكدة حالياً ؟ وهم لا يقدمون للبلاد شيئا ولم يفعلوا مؤسسات احزابهم الحالية ولم يضعوا رؤية صائبة لحل الازمات الحقيقية الراهنة؟؟
وصول مجموعة ما لسدة الحكم ليس دليلاً علي مقدرتها علي حكم الدولة باسلوب جيد ما لم تضع برنامج حكمها وكيفية تنفيذية واهم بند ..لماذا تنفذه؟ وكيف سيتحسن وضع المواطن منه- حكم حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان لدولة جنوب السودان نموذجاً.
ماهي رؤية احزاب المعارضة المنفصلة؟
ولماذا وضعتها؟
وماهي موجهاتها؟ ولماذا؟
وكيف ستعود بالمنفعة للمواطن السوداني؟ومتي؟
وكيف سيتم تنفيذها علي ارض الواقع؟ ومتي؟
وماهي الموارد المطلوبة لتنفيذها؟ ولماذا؟
ليس ذلك وحسب بل انهم قد امتهنوا اثارة حماس الجماهير من خلال الخطب الحماسية ولم يفعلوا من ما وعدوا به شيئا….مبادرة قوي المعارضة ال١٠٠ يوم لاسقاط النظام نموذجاً.
ان الصراع القائم اليوم علي جماهير الحزب -بين قيادات سابقة وقيادات حالية في الحزب وجهات خارجية مثل الجبهة الثورية التي عقدت امالها علي اسقاط النظام من خلال قيام جماهير الحزب بالثورة المحمية بالسلاح صراع علي سراب.
هذة جماهير لا تطوع.
وفي ذات السياق والثورية تعقد الامال علي الثورة المحمية بالسلاح وتحلم بدخول امدرمان والجمع يهلل لهم وهم يلحون بالاسلحة في الهواء لتحية الحشود…اين كانت حمايتهم لمحتجي هبة سبتمبر؟؟ اين كانت حمايتهم لمحتجي نيالا في سبتمبر٢٠١٣ وفي يونيو ٢٠١٢وفي يناير ٢٠١٢ حينما اطلق حزب المؤتمر الوطني مليشياته لقتل العزل دون هوادة.
اين كانت حماية الثورية انذاك؟ ومتي تنوي الثورية حماية شعب السودان؟ وكيف؟
[email][email protected][/email]