مقالات وآراء

(الإمام).. حِكم وتعجُّبات 1 ــ 2 

عثمان شبونة

خروج:
* شاعرنا الغنائي الكبير عبدالمنعم عبدالحي في رائعته (أنساني)؛ كأنه يستلف المعنى من إمامنا الحكيم وسيدنا الفهِيم علي بن أبي طالب؛ حين كتب:
حبيبي الدنيا يوم بتروح
لا بدوم فرح لا نوح
ونحن اليوم ورود بتفوح
غداً نصبح حطام أشواك..
* هذه الأغنية كثيراً ما أتخذها مثلاً (للحكمة) فانظر ماذا كتب الإمام علي كرم الله وجهه قبل مئات السنين:
رأيت الدهر مختلفاً يدور
فلا حزن يدوم ولا سرور
وقد بنت الملوك به قصوراً
فلم تبق الملوك ولا القصور
النص:
* اختر أن تكون مغلوباً وأنت منصف، ولا تختر أن تكون غالباً وأنت ظالم.. هكذا يعلمنا الإمام علي كرم الله وجهه.. فالغالب في الدنيا مهزوم بخسارِ الآخرة.. ثم يعلمنا رضوان الله عليه: (إن أعم الأشياء نفعاً موت الأشرار)، وهم صنف الظّلَمة في كل زمان ومكان..!
* في مواضع الحكمة ترك إمامنا الكريم تراثاً حافلاً للمتدبرين.. يقول: (احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، وانعِم على من شئت تكن أميره).
* ويقدم لنا بطاقة ذهبية، تحاشياً للمهالك: (احذر أن يراك الله عند معصيته ويفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين.. فإذا قويت فاقو على طاعة الله وإذا ضعفت فاضعف عن معصية الله).
* وفي هذه الثلاثية ينبهنا الإمام علي إلى توخي المعرفة في الأشياء وأضادها.. يقول: (لا ينتصف ثلاثة من ثلاثة: بر من فاجر وعاقل من جاهل وكريم من لئيم).
* بهذه المناسبة.. في الكرم كتب سيدنا علي شعراً فخيماً؛ منه قوله:
إذا جادت عليك الدنيا فجد بها
على الناس طراً إنها تتقلَّبُ
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت
ولا البخل يُبقِيها إذا هي تذهبُ
* وغداً نذهب لأعماق أخرى مع هذا الحكيم في (تعجُّبَاته)؛ والتي هي عبارة عن لطائف وإضاءات تفيد القاريء في زمان متسوِّد بالبخل؛ عزت فيه الحكمة وكثر الهرج.
أعوذ بالله
الحراك السياسي

‫5 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..