“سودان مصغر” الأنشطة الثقافية في الجامعات.. إبداعات تراثية وفنية

الخرطوم ? طيبة سر الله

ظلت الجامعات السودانية تنظم بشكل سنوي وراتب أسبوعا ثقافيا يلقى الكثير من المتابعة والاهتمام من قبل الطلاب وإدارات الجامعة والمهتمين بالشؤون الثقافية بالعاصمة، وتأتي الأسابيع الثقافية تماشيا مع سياسات الجامعات التي اختطها مجالس الإدارات وتخصصها سنوياً لعكس الاهتمام بالجوانب الأخرى بعيدا عن العلوم سيما الثقافية والاجتماعية، بهدف إبراز الثقافات السودانية من خلال العروض التي تقدمها الروابط الاجتماعية داخل الجامعات، وتشهد الأسابيع تمتيناً للأواصر والعلاقات وتتمازج فيها روابط الطلاب من مختلف ولايات السودان عبر النشاط الثقافي الذي تقدمه وتحتشد الأسابيع بمظاهر الإبهار بين الروابط وسط تنافس محموم.

تنافس قوي

تطل البحر الأحمر بسفنها الشاهقة ورقصات أدروب الرائعة ليذوب الحضور في أمواج البحر التي تحمل اعتزاز الطلاب وشباب الجامعات وتدهش كردفان برمالها وهشابها الجميع، بينما تخطو البطانة بسياطها التي تعلو وتهبط على ظهور الطلاب دون أن يشعروا بالألم لتترابط كل أجزاء الوطن، ومن صورة لأخرى تحتشد ساحات الجامعات والطرق المجاورة لها بكرنفالات الاحتفال والتظاهرة الثقافية الراقية التي تجعل من تلك البقعة من الخرطوم مزاراً ومقصداً لكل من يريد التعرف على ثقافات وعادات ولايات البلاد المختلفة، وليس بعيدا عن التفاعل المستمر مع إيقاعات الشرق وقريبا منها حدودا وجوارا تلوح من هناك جبال التاكا بكل صمودها وعنفوان القاش وتمرده عبر مهرجانات الرقص والإيقاعات التي يعطر بها أبناء كسلا سماء الجامعات، وتسيطر البهجة والسرور على وجوه الحضور من المواطنين وجموع الطلاب عند الانتباه لإيقاعات الدليب وسموق النخيل ونمة البطانة ودقة المردوم.

سنتر الخرطوم

ظلت إدارة جامعة الخرطوم بمختلف مسمياتها ومنذ حقبة الاستعمار وإلى الحكم الوطني تلي النشاط الرياضي بالجامعة اهتماماً بالغاً لما له من أهمية قصوى في بناء الطلاب جسدياً وذهنياً، ولعلها تعتمد في توجهها (ذاك) مقولة (العقل السليم في الجسم السليم)، وتنظم الجامعة سنوياً دوري الكليات بمشاركة جميع التخصصات ويشهد ملعبا الشرقي والغربي منافسات قوية بين جميع الفرق المتنافسة، ويحظى مونديال الجامعة بنسبة مشاهدة عالية وحضور كبير من جميع قطاعات المجتمع، التشجيع المثالي حاضراً، ولم يقتصر الدور على الرياضة فقط، فهناك أسبوع المهندس والليالي الثقافية والأدبية ومنتدى الفلاسفة.

أسبوع الأحفاد

في إطار تميزها وانحيازها إلى الحركة النسوية واهتمامها بالمرأة تنظم جامعة الأحفاد للبنات فعاليات أسبوع المرأة الذي درجت الجامعة على إقامته سنوياً، وتناقش من خلاله قضايا المرأة كافة ودورها الريادي في المجتمع في شكل قوالب ثقافية مختلفة، (موسيقى، عزف منفرد، عزف جماعي، دراما، غناء، وكورال الجامعة). ويكون التنافس محتدماً بين المدارس الست في الجامعة (الطب، الصيدلة، علم النفس، العلوم الإدارية، التنمية الريفية، العلوم الصحية، العلاج الطبيعي)، بحضور مدير الجامعة بروفيسور قاسم بدري وكل أساتذة الجامعة، وبتشريف لجنة التحكيم التي تعمل على اختيار أفضل الأعمال لتقديم الجوائز والكؤوس، وتضم لجان التحكيم العديد من الأساتذة فى كافة المجالات مثل الشعر، الموسيقى، الدراما، القصة القصيرة، العزف المنفرد والمسرح، وتشهد ساحة الجامعة حضوراً كبيراً من الطالبات وأسرهن، ويكون التشجيع مستمر من قبل الطالبات للمدارس المتنافسة حتى منتصف الليل.

في الإسلامية

رغم خلفيتها الإسلامية واهتمامها المتعاظم بتعاليم الدين السمحة، إلا أن جامعة أمدرمان الإسلامية عُرفت على الدوام اهتمامها بالعمل الثقافي انطلاقاً منها بأنه يعمل على تقريب المسافات بين المجموعات السودانية وتعميق أواصر المحبة بين مكونات المجتمع السوداني، باعتبار أن الجامعة تضم في عضويتها آلاف الطلاب يمثلون كل مناطق السودان، فامتزجت ثقافاتهم مع بعضهم البعض، وأخرجت إرثاً ثقافياً ثراً من خلال المهرجانات والاحتفالات الثقافية التي تنظمها الجامعه سنوياً، وتتنافس الروابط فيما بينها على الجائزة التشجيعية التي يضعها اتحاد الطلاب، فهذا العمل جعل منه برنامجاً ثابتاً في كل عام وغير ببعيد عن الأسبوع الثقافي، نجد أن هنالك جمعيات وروابط تهتم بالتراث والآداب والفنون تحتضنها كليات الجامعة المختلفة، وهذه الجمعيات الثقافية تشرف على النشاط الثقافي داخل كل كلية عبر إقامته للحفلات والندوات والسمنارات التي تعالج قضايا شتى، ولم ينحصر ذلك الأمر في العمل الثقافي والفني داخل الجامعة، بل تعداه لأبعد من ذلك عبر تسيير القوافل الثقافية للكثير من الولايات

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..