النشاز الطلابي !ا

النشاز الطلابي !!
حسن وراق
§ بعد إعلان نتيجة الشهادة السودانية بدأت إدارة النشاط الطلابي وهي من ضمن إدارات التعليم العام في السعي لتنفيذ مهامها وسط الطلاب، وذلك بدعوات خاصة قدمت لأوائل الشهادة السودانية والمتفوقين للانخراط في المعسكرات والمخيمات التي تقيمها إدارة النشاط .
§ النشاط الطلابي بصفة عامة، هو الجزء المكمل للنشاط الاكاديمي والتربوي لتفجير المخزون والكم الإبداعي لدى الطلاب في كافة المجالات الرياضية والأدبية والحرفية وفي مختلف أنواع الفنون، إدارة النشاط الطلابي مناط بها توفير كل السبل والمعينات ورعاية جميع الأنشطة دون تمييز.
§ قبل إنشاء إدارة النشاط الطلابي وقبل قيام ما يعرف بوكالة النشاط الطلابي، كان المناخ الطلابي في المدارس والجامعات والمعاهد يعج بالمناشط ، التي ابرزت قيادات بارزة في السياسة والرياضة والعمل الثقافي الإبداعي من شعراء وأدباء وفنانين في مختلف ضروب الإبداع، ولم يعرف المناخ وقتها مظاهر العنف الحالي والذي يروح ضحيته العشرات من الطلاب سنويا.
§ من الأهداف الرئيسية للنشاط الطلابي في حكومة الانقاذ ، المساهمة في تربية الشخصية السودانية المتوازنة عقليا ونفسيا وبدنيا وتنمية الحس الوطني وتعميق الولاء له ، تربية العقيدة الدينية باشاعة روح التدين وسط الطلاب، اكتشاف الموهوبين و ( توظيفهم ) لخدمة البلاد، تنمية الوعي البيئي والصحي لدي الطلاب.
§ الواقع يثبت عكس ذلك تماما اذا أن النشاط الطلابي في كل المؤسسات التعليمية بالبلاد اصبح طابعه العنف والعنف المضاد، وأصبح الطالب مضطرب نفسيا وذهنيا وهزيل بدنيا وبدأ يتراجع فيه الحس الوطني مقابل إعلاء دور المؤتمر الوطني، وأصبحت العقيدة الدينية هي الحركة الإسلامية وأصبح النشاط الطلابي يستهدف المتفوقين والموهوبين لغسل أدمغتهم ليصبحوا كوادرهم مستقبلا.
§ الأسر السودانية على امتداد القطر ظلت تستقطع من قوتها لتأمين تعليم أبناءها وتوفير كافة الاحتياجات من وسائل وأدوات ودعم ومساعدات لرفع المستوى الاكاديمي عبر الكورسات والدروس الخصوصية والدراسة الخاصة في المدارس الأجنبية؛ بعد أن رفعت الدولة يدها عن التعليم الذي اصبح إقتصاديا كالعلاج، أما المناهج وضعت عن قصد لتجهيل الطلاب واضعافهم بينما أبناءهم يدرسون في الخارج على نفقة الدولة وتنتظرهم الوظائف المرموقة فور تخرجهم .
§ النشاط الطلابي في المدارس والجامعات لايخدم مناشط الطلاب بقدر ما هو أحد الأذرع (الاستراتيجية ) وسط الطلاب ? تراقب ? نشاطهم ولا ? ترعاه ? وترفع في التقارير التي علي ضوءها يتم فرز وتصنيف الطلاب وارهابهم بواسطة زملاءهم الموالين ومن هنا يتفرخ العنف والترويع والقتل.
§ علي أولياء أمور الطلاب حماية أبناءهم بمراقبة عناصروأساليب النشاط الطلابي الذي يبدأ في المعسكرات المقفولة والمخيمات والرحلات الخاصة والزيارات المنظمة والاغراءات والمساعدات. التفوق والنبوغ والنتائج الباهرة التي حققها الطلاب كانت بفضل مجهودات أسر وذوي الطلاب ولن تقدم لهم الدولة سوى العنف الطلابي .
الميدان
نعم استاذ وراق فهذا منهج الانقاذ فى تجهيل الشعب والعقول
كانت لى مشاركة برؤية
مدينة زويل الثورة..وصقيعة زول الانقاذ..!!!
ان من اهم ثمار الثورات المنادية بالحرية هى اطلاق الحريات واتاحة فرصة النقد والالهام لافكار جديدة لبناء الانسان لانتاج دولة صحيحة. ففى مصر الان يدور الحديث عن مدينة علمية لتكون منارة لانتشار العلم لان التجربة اثبتت ان العلم هو اساس النهضة والطريق الصحيح لتحقيق تنمية حقيقية ومستدامة للبلاد. سوف تسمى مدينة زويل العلمية لان هذا المشروع هو من بنات افكار العالم المصرى أحمد زويل الذى حاز على جائزة نوبل فى الكيمياء عام 1999.
هذا الصرح عبارة عن اربعه مراحل بمختلف التخصصات او الافرع العلمية. المرحلة الاولى: جامعة (مرحلة دراسية), الثانيه: مراكز بحثيه علميه (مرحلة نظريه),الثالثه: مراكز تكنولوجيه (مرحلة تطبيقية), الرابعه: الاقتصاد (مرحلة الأنتاج-تطبيق فعلى) متمثله فى مصانع والشركات.
وهناك مميزات اخرى لهذه المنارة العلمية حيث تضم مجلس أمناء مكون من 12 من الشخصيات العلمية العالمية بينهم 6 من الحاصلين على جائزة نوبل فى الكيمياء والطب والفيزياء والاقتصاد، وهو ما لا يتوفر فى أى جامعة عالمية اخرى. وايضا المشروع لا يستهدف ربحاً أو مكسباً ماديا ، انما ستستغل عوائده في إعادة تشغيلها في مجال الابحاث وتطوير الدولة فى مجالات كالطاقة وتأثير المياه على التربة وتكنولوجيا وعلوم المياه والموارد الطبيعية وتطوير البنية التحتية.
القدرة العلمية ستكون شرطا للاتحاق بهذه المدينة، أما القدرات المادية فلن تقف حائلا ضد التحاق المتميزين. وبالتالى ستكون هذه المدينة العلمية كشمس معرفة أو مدينة علمية يدور النوابغ والعلماء والباحثون فى فلكها وتكون جذوة للعلم والتقدم والرقى للنهوض بمصر الثورة.
أما نحن فى عهد الانقاص ل 22 عاما تعرضنا لكثير من المأسى والاذلال ولكن فى تقديرى ان أكبر كارثة هى التجهيل المتعمد لمقدرات الانسان السودانى وتسطيحه بتجويع العقول وافقار الأدمغة لقتل المعرفة والرقص على أشلاء العلوم. وذلك كله لتركيع العقول وتغييب الافكار لعدم القدرة على الرد وافزاعها بالافكار المسمومة حتى يكون من الصعب للانسان السودانى أن يجد سلاحا فكريا لمحاربة أوهامهم ودجلهم وبالتالى يتسنى لهم السيطرة على هذا الشعب الطيب الصبور.
فاذا بماذا تفسرون بان الشعب الذى خرج عام 1964 و1985 لم يخرج حتى الان..!! بالرغم من تزايد عدد حاملى الشهادات العليا من ماجستير ودكتوراة وبرفسورات (على شاكلة خريطة السودان بقت أجمل بعد انفصال الجنوب). فى نظرى ان الشعب ترك فى "صقيعة" الجهل عمدا, فالجاهل عدو نفسه ونصف المعرفة أخطر من عدم المعرفة أصلا.
لماذا 140 ألف طالب فى مرحلة الأساس فى العاصمة "المثلثة" فقط-ناهيك عن الأقاليم- لا يتناولون وجبة الفطور!! لماذا تترك الحكومة (التى جاءت غصبا) المسئولية لمنظمات (مجددون) لاطعامهم. اذا كانوا هؤلاء الطلاب لايجدون مايسد الرمق فما بالك من رمق العقول. واذا كان منهم نوابغ هل سيجدوا فرصة ليشقوا طريقهم للعلم. حكى صديق لى ان أول الشهادة السودانية فى اوائل التسعينات وكان من المناقل يدرس بكلية الطب وكان نابغة وعبقرى, قال لى انه كان يقضى يومه كاملا على "سندوتش" واحد فقط (وتسألونى بتمها شنو.. بتمها موية..الموية بت نقط)- قبل الجمرة الخبيثة.
عندما أتت الانقاذ اقفلت مدارس ثانوية (داخلية) كانات منارات وصروح لمدن علمية وأدبية مصغرة- مدن زول- تختلط فيه كل الاعراق السودانية لتنصهر هذه السحنات مثل خورطقت وحنتوب وخور عمر. والغريب أن معظم قياديهم تخرج من هذه المدارس. ولعبوا بالسلم التعليمى ومارسوا سياسات غير مدروسة كالتعريب فأصبحت سيمفونية التعليم كلها نشاذ.
وأما الجامعات فحدث ولا حرج, فصارت كما باللفة الجامعة وفى بيتنا جامعة, والمال أصبح سيد العلم وليس التفوق والتميز الا ما رحم ربى, فتدنى مستوى خريجى الجامعات السودانية. حتى الجيوش التى تتخرج بالألاف لا تجد ماتفرغ فيه ما تعلمته الا قليلا وتضاف لاحتياطي جيش العاطلين. والمحظوظون الاخر هم الذين يجدون حافلة او ركشة ليمتطوها.
وعلى النقيض تماما نجد ابناء المسئولين الانقاذيين يبعثونهم للخارج لاوربا وبرطانيا للتعلم ويتركون الشعب للمتدنى من التعليم ان لم يكن أرذله. الاتذكرون ذلك القرار باعدة كل الطلاب السودايين الذين يدرسون بالخارج والحاقهم بالجامعات السودانية. اليس ذلك من أخس قرارات الاجحاف والخبث.
ألا توافقونى ان الطغمة التى تحكمنا غصبا جاءت بافحش انواع السياسات بهدف ضمان استكانة الشعب وعدم انتفاضه و ثورته.
يجب ان لا ننتبه لمسألة التعليم فى الدستور الجديد ونفرد لها مساحة واسعة لبناء انسان السودان شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ووسطا. بحيث تكون هناك منظومة للنهوض بالتعليم لأرقى المستويات.
فالعلم يرفع بيتا لاعماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف
ان قوة الفكر والمعرفة والعقل هى القوة التى سنهزم بها ضعف أنفسنا و نرتقى ونتطور بها, هى القوة التى تهزم النفاق والدجل والتشدق بالاوهام فى موج الجهل وبحر الظلمات. فهى طوق وقارب النجاة الذى نهتدى به الى منارات تخرجنا الى بر الامان والعزة والشموخ. فلا يستطيع احد ان يحجب شمس المعرفة بقوة القهر والاستبداد و بسراب الجهل. فالنفرد اشرعة العلم والمعرفة ولنبحر بسفن العلم للخلاص من ظلمة الانقاذ الى مديتة زول العلم والادب.
قال عبدالرحمن الكواكبى: (لو كانالاستبدادرجلا وأراد أن ينتسب لقال: أنا الشر وأبى الظلم وأمى الاساءة وأخى الغدر وأختى المسكنة وعمى الضر وخالى الذل وابنى الفقر وابنتى البطالة ووطنى الخراب وعشيرتى الجهالة).
وبعد هذا الكلام أضيف: لو كان الاستبداد رجلا لقمت وانتفضت (عليه) فقتلته.
نشر بتاريخ 13-07-2011
سيف الحق حسن