الوطن الذي أصبح مستودعاً للنفايات بنوعيها

السفير(م) / الأمين عبداللطيف

حينما ضاقت السبل بثورة مايو (غير الظافرة وغير الخالدة) واستفحلت ظروفها السياسية والاقتصادية بعد أن استنفذت كل الأطياف السياسية من أقصى اليسار إلى أحضان الشعوذة الدينية إلى الارتماء في أحضان امريكا بتهجير الفلاشه وهي الفضيحة التي هزت العالم العربي ومع ذلك لفظتها امريكا في النهاية لجأت إلى رهن كل منتجات السودان لمليونير مغامر بحفنة ملايين من الدولارات وكما لم يحل ذلك مشكلتها لجأت لجعل ارض الوطن مستودعاً لنفايات مصانع اوربية بشمال السودان مما جعل أهلنا في الشمالية اليوم يكتوونا بذلك العمل المشين حيث ظهرت أمراض عجز الطب عن معرفة أصلها وفصلها حتى الأطفال الصغار لم ينجو من المرض الخبيث وغيره. وهذا نوع من الزعامات التي ابتلي بها الوطن لأنها فرضت نفسها قسراً عليه فالحقت أضراراً بالشعب من الصعب أصبح محاصرتها حتى الآن وكل ذلك من أجل البقاء في السلطة والتي فقدها في النهاية ونبذه الشعب مطروداً ذليلاً.

أما دعاة التوجه الحضاري فأمرهم أعجب وأخطر فهم الذين اذاقوا الشعب ما لم يعرفه في تاريخه ونسوا ما قاله القرآن الكريم عن الانسان … فاذلوا الشعب وحطموا كبرائه وكرامته وفي وقت يهاجموا دول الاستكبار يرتموا في أحضان امريكا اقتصادياً وأمنياً وسياسياً لدرجة أن امريكا أصبحت اللاعب الأول في محاولة حل مشاكلها الداخلية رغم الادعاء بالعداء لها وعزلت كل القوى السياسية الداخلية من المشاركة في ايجاد الحلول … ومع ذلك لم تمنحهم امريكا صك الغفران بل ظلت تضغط عليهم حتى يصبحوا جزءاً أصيلاً من استراتيجية امريكا بالمنطقة ووصل بهم الحق والسفه من أجل البقاء في السلطة أن يجعلوا الوطن مستودعاً لنفايات بشرية غير مرغوب بها في بعض الدول وللأسف الشقيقة .. والتي استغلت فساد وافلاس النظام ليتخلص من تلك النفايات. أحدى هذه الدول الشقيقة والتي نحترمها ونقدرها ونأسف لهذا الموقف منها والتي رفضت منح الجنسية لبعض المقيمين بها لسنوات طويلة فارادت التخلص منهم وعرضت ذلك على النظام مقابل المساهمة في تعمير منطقة بالوطن ومنذ أول وهلة كان السؤال لماذا قبلت تلك الدولة المساهمة في تطوير تلك المنطقة تحديداً وفجأة وحينما عرف السبب بطل العجب.

أما الدولة الشقيقة الأخرى التي تريد أن تلعب دوراً اكبر من حجمها والتي سببت مشاكل في بعض دول الخليج ومصر وليبيا. فقد تجمع بها كل النفايات الهاربه من دولهم ولما كانت لا تريد وجودهم ربما لخطورتهم أو في محاولة منها لتحسين علاقتها بدولهم رأت التخلص منهم وكان الوطن هو المكان المناسب لفساد وافلاس النظام .. وبالفعل تم لها ما أرادت وليتها فعلت ما فعلته تلك الدولة الشقيقة الأخرى بالاستثمار في تطوير منطقة أخرى بالوطن وعلى الأقل أن يكون هناك ثمن مناسب … ولكن … !! وهكذا تجمعت نفايات بشرية غير مرغوب فيها بارض الوطن في وقت يسعى النظام للخروج من بؤرة الدول الراعية للارهاب.

ولكن مشكلة النظام أن التنظيم الدولي الاسلامي يعلم أنه هو الباقي الوحيد بالمنطقة وذلك سوف يسعى بكل السبل ? ارهاب أو غير ارهاب ? للحفاظ عليه حتى لو استدعى محاربة كل شعبه بل بعض انصاره في النهاية كما هو الحال الآن اذا دعى الأمر.

ونظام التوجه الحضاري لم يكتفي بذلك بل قام بسابقة لم تحدث في التاريخ الماضي ولا المعاصر بأن استجلب مرتزقة من دول مجاورة لتحميه وليحارب بها شعبه … هل فقد الثقة في أجهزنه التي كانت تحميه طيلة هذه السنين أم أن مواقف أجهزة مماثلة بدول مجاورة أزعجته واقلقته ولكن ما كان عليه أن ينزعج أو يقلق لأن هؤلاء (أجهزته) هم الذين علموا أجهزة تلك الدول الوقوف بجانب شعوبهم في أكتوبر 1964م وأبريل 1985م ولذلك هم لا يقلدون بل لأخرين هم الذين حذو حذوهم.

هؤلاء المرتزقة بما عرف عنهم لا ولاء لهم إلا لمن يدفع أكثر وهناك بالتأكيد من سيدفع أكثر كما أنهم سوف يشكلون مخاطر عديدة من الصعب احتوائها فيما بعد ومن الصعب اخراجهم من الوطن بسهولة وما تجربة جيش الرب ببعيده عن الأذهان لذلك هذا النظام اجرم في حق هذا الشعب اكثر من مرة وكل مرة اخطر من الأخرى وكل ذلك من أجل البقاء في السلطة والتي سيفقدها باذن الله ويفقد معها الكثير لأن هذه زعامات لا تمت للشعب بصلة لأنها عصابات حكم فقط.

حديث قدسي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال الله من اذى لي ولياً اذنت عليه بحرب) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن مفعل بن بشار رضي الله عنه قال سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول (ما من عبد يسترعيه اللهه رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا خرم الله عليه الجنة ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله في سورة ابراهيم الآية 42

( لا تحسبن الله غافلاً عما يفعل الظالمون أنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار)
صدق الله العظيم

السفير / الأمين عبداللطيف

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. با جماعة اخبار بشة شنوا وين هو

    وبعدين الوليد الاسمو غسان داء ما تنسوا موضوعة لانه سرقكم

    غسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسان وينوووووووووووا

  2. الاخ السفير الامين عبداللطيف.. لك التحية..
    موضوع هام..وسرد يعكس ما حدث ويحدث في ارض الواقع تماما..الؤسف ان بلدنااصبحت (المكب الدولي) للنفايات العالمية.. كل النفايات بمختلف اشكالها وانواعها والوانها ورائحتها.. حتى النفايات الادمية(الفضلات/البراز) واليكم ما أوردته الالمانية في هذا الشأن عام 2005

    ***أعلنت شركة مياه أثينا أمس الثلاثاء أن السلطات في العاصمة اليونانية تبحث حاليا نقل آلاف الأطنان من المخلفات الآدمية المعالجة جزئيا إلى السودان الذي يبعد عن البلاد نحو 3000 كيلومتر، وذلك كحل مؤقت للمشكلة التي تعاني منها المدينة جراء تراكم هذه المخلفات.

    ووصلت ناقلة تتسع لنحو 26 ألف طن من الرواسب والمخلفات بالفعل إلى جزيرة بسيتاليا اليونانية الصغيرة حيث تقع المحطة الوحيدة لمعالجة مياه الصرف الصحي الخاصة بالعاصمة أثينا.
    وقال مسؤولو شركة مياه أثينا إنهم يبحثون في الوقت الراهن كيفية نقل المخلفات الآدمية المتراكمة في المحطة التي تصل إلى 170 ألف طن بشكل تدريجي من الجزيرة.
    ومن المقرر أن يجري بعد ذلك نقل تلك المخلفات بحرا إلى السودان على بعد 2700 كيلومتر حيث سيتم تجفيفها ومعالجتها من خلال محطة تملكها الولايات المتحدة في هذه الدولة الأفريقية قبل أن تستخدم كسماد.
    وبينما قالت الشركة إنها إذا مضت قدما في اتباع هذا الخيار فإن ذلك سيتم حتى بناء وحدة تجفيف في بسيتاليا، وصف خبراء بيئة يونانيون تلك الخطوة بأنها “غير أخلاقية”.
    ونقلت صحيفة كاثيميريني اليومية عن نيكوس خارالامبيديس رئيس جماعة السلام الأخضر في اليونان قوله “إن استخدام مخلفات الصرف الصحي كسماد في السودان بينما يحظر ذلك في اليونان يشكل مثالا صارخا على العنصرية البيئية”.

    المصدر: الالمانية

  3. يا سعادة السفير يا امين يا عبلطيف..اسمح لينا نختلف معاك مع اتفاقنا فى اغلب احاديثك الشائقة المضطرده المتواليه “حسابيا وهندسيا وزراعيا ودبلوماسيا”ان لم تكن كووولها بما فيها كمان موضوع اليوم.. بس اختلافنا معاك يقع فى اطار وصفك ل “مايو” انها “لا ظافره ولاها خالده ..
    (1) رغم انى لم مايويا فى يوم من ألأيام طوال عمرها .. انها وبكل المقاييس كانت ظافرة باعتبار ان قادتها وكووولنا معاهم (انت وانا وهو وهى و الذى والتى (موش القريه او الأستاذ الله يرحمو) والذين و”اللتنّ” وهؤلاء واولئك فى القرى والحضر اليوم كايسين ليها نفتش عليها .. فما بكيتم من شىء الآ بكيتم عليه زى ما بكى اهل السودان على زمان عبود ولا يزالون ينتحبون على زمان روبرت هاو وسير جيمس وسافّين التراب على عدم سماعهم للمرحوم شيخ ازرق اللى كان يطالب ببقاء ألأنجليز لحد 1976 وناس ازهرى احسن ينضمو للكومونويلث موش للجامعه العربيه ,, بالله يا امين شيخ ازرق موش كان راجل حكيم؟)
    (2) مايو فيها هنات وارتكب رجالها اخطاء ما فى ذلك شك.. لكن قارنها بما جاء من بعدها وما فيه السودان اليوم .. شوف الرئيس القائد ابعاج اخوك.. كابتن التيم ألأول .. ورئيس ابو عنجه وقطّاع البحر (بطن و ضهر) ونطاط حيطة القصر الجمهورى و”أدّاب العصاة والمارقين والما كانوا ماسكين الدرب عديل من الوزراء على قلّتهم !!
    )3) مايو يا سغادة السفير خالده لأنها جزء من تاريخ السودان لا ينفصم عنه زى ما تقول كدا يعنى معلم بارز فيهو زى توحيد المانيا وسياسة بزمارك الخارجيه فى مقرر تاريخ اوروبا فى امتحان كمبريدج وزى سقوط الخرطوم وادارة الخليفه فى مقرر تاريخ السودان .
    (3)امتدت مايو الظافره 16 سنه كما المهديه 17 سنه واهو اهل السودان ما نسوها.. يذكرونها ويتذاكرون ايامها ويسترجعون كم من السنين مرت عليها..اهو الصحغى الالمعى بكرى الصائغ يحدثنا محتفيا بعيدها الخامس والأربعين وكمان بيتذكر اهم احداثها ويعدد منها 50 حدثا.. اها اذا ما كانت ظافره وخالده الناس بتذكروها ليه؟ بالكاد الناس بيتذكروا اليوم احداث الفتره ألأنتقاليه (1985 – 1986) قليلون يتذكرون فترة الديموقراطيه (1986 -1989 ) انت لا محالة ذاكرها “ما حنت النيب فى نجد” لأنها طبعا كانت آخر محطات عملك (وكانت حسن الختام ) لأمجادك فى العمل الدبلوماسى (قاهرة المعز)راجيا لك حياة معاشية هادئة آمل ان تواصل كتابة ذكرياتك على مر السنين .. وخليك من “اظفار” وخلود مايو!!! لا تنكأ جراح اهل السودان على ما فات وكان!!

  4. يعني موضوع النفايات الدفنوها في صحراء الشمالية ايام نميري طلع حقيقي؟؟؟؟؟ برضو قالوا السادات دفن برضو نفايات في الصحراء الغربية بتاعت مصر والظاهر نحنا بنقلد المصريين في اي حاجة

    البتحسروا علي نظام نميري ما ينسوا انو بداية الفساد والناس اتعلمت السرقة في ايام مايو وزين العابدين كان بيقول الماغني في زمن مايو ماحيغني تاني…………..كلو هين لكن الخطيئة النميرية التي لاتغتفر هي ارتماء نميري اخر ايامه في حضن اخوان ابليس وكان السبب في تقويتهم وعناصرهم استغلت مايو في توزيع عناصرهم في الجيش والامن وجميع مرافق الدولة

  5. سعادة السفير لك التحية..حليل ايام الدبلوماسية ورجالها…الان نحن فى عهد كرتى وحرمه سفيرتنا فى ايطاليا!!!!! طالما لدينا من يسمون انفسهم دبلوماسيين توقع الموافقة عبرهم على كل شيئ..شاهدت حلقة تلفزيونية فى تلفزيون الكويت تتحدث عن الموضوع..وادهشنى من قبل لماذا الاهتمام بشرق السودان تحديدا ولماذا الاصرار المتواصل على دعم صندوق اعمار الشرق بهذه الجدية…فى البداية اعتقدت انهم قد رق قلبهم على انسان الشرق المهمش من قبل كل الحكومات السودانية..ولكن بعدها تكشفت الحقائق..فهؤلاء يريدون تهيئة بيئة تناسب القادمين الجدد حتى لا يحسوا بفارق كبير بين الشرق وموطنهم!!! سبحانك ياربى!!!طبعا لا يستطيعون بناء فلل للقادمين دون ان يستبقوا ذلك برشوة تقدم للحكومة بالخرطوم وبشرق السودان…. والله هذه افكار اكبر من مقدرات ابليس اللعين!! كيف يفكر هؤلاء.!!!! شمال السودان دفنت فيه النفايات من قبل وتباع اراضيه الان لمستثمرين يزرعوها علفا لمواشيهم فى بلدانهم فقد اكتشفوا انهم يستطيعون الحصول على اراضى جاهزة لا تكلفهم شئيا سوى دفع مبالغ لبعض المرتشين وما اكثرهم فى هيئة الاستثمار…..نستورد الخضروات من الاردن ونعطى ارضنا لتزرع برسيما!!!! لو رفعت الحكومة الاتاوات الزراعية واعطت هذه المشروعات للزراعيين وما اكثرهم لتبدل حالهم وحالنا…ولكن نموت وبنا غصة…..

  6. سعادة السفير لك التحية..حليل ايام الدبلوماسية ورجالها…الان نحن فى عهد كرتى وحرمه سفيرتنا فى ايطاليا!!!!! طالما لدينا من يسمون انفسهم دبلوماسيين توقع الموافقة عبرهم على كل شيئ..شاهدت حلقة تلفزيونية فى تلفزيون الكويت تتحدث عن الموضوع..وادهشنى من قبل لماذا الاهتمام بشرق السودان تحديدا ولماذا الاصرار المتواصل على دعم صندوق اعمار الشرق بهذه الجدية…فى البداية اعتقدت انهم قد رق قلبهم على انسان الشرق المهمش من قبل كل الحكومات السودانية..ولكن بعدها تكشفت الحقائق..فهؤلاء يريدون تهيئة بيئة تناسب القادمين الجدد حتى لا يحسوا بفارق كبير بين الشرق وموطنهم!!! سبحانك ياربى!!!طبعا لا يستطيعون بناء فلل للقادمين دون ان يستبقوا ذلك برشوة تقدم للحكومة بالخرطوم وبشرق السودان…. والله هذه افكار اكبر من مقدرات ابليس اللعين!! كيف يفكر هؤلاء.!!!! شمال السودان دفنت فيه النفايات من قبل وتباع اراضيه الان لمستثمرين يزرعوها علفا لمواشيهم فى بلدانهم فقد اكتشفوا انهم يستطيعون الحصول على اراضى جاهزة لا تكلفهم شئيا سوى دفع مبالغ لبعض المرتشين وما اكثرهم فى هيئة الاستثمار…..نستورد الخضروات من الاردن ونعطى ارضنا لتزرع برسيما!!!! لو رفعت الحكومة الاتاوات الزراعية واعطت هذه المشروعات للزراعيين وما اكثرهم لتبدل حالهم وحالنا…ولكن نموت وبنا غصة…..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..