الصلاة خير من النوم

الصلاة عماد الدين حقا، وخير من النوم حقا في كل أوقاتها لكن رحمة ورقة هذا الدين بالمؤمنين لم تجعله يحاسب النائم والناسي عنها، ولكن هل انتبه أي منا ولو مرة واحدة: لماذا هذا النداء في صلاة الفجر بالتعيين والتحديد ؟؟!
ولأننا لتخلفنا المزري والجمود عند النصوص دون التفكر والتأمل لم يرع انتباهنا علمية هذا الدين الذي جاء لحياة مستقرة هادئة، متى استقام الإنسان، وهذا ما ظل يكشفه العلم رويدا رويدا، ونحن أبعد ما نكون عن ذلك، وها هو العلم الطبي يؤكد أهمية استيقاظ الإنسان المؤمن لصلاة الفجر أما كيف؟ فتلك قصة أخرى مثيرة.
ففي مؤتمر طبي بألمانيا مؤخرا حضره لفيف من الأطباء في القلب من كل أنحاء
العالم، فأثبتوا أن جلطات القلب والموت الدماغي، تأتي نتيجة بطء الدورة الدموية في جسد الإنسان عند نومه، ومن فضل الله أن ثمة مادة يفرزها جسم الإنسان تضيق
الشرايين ليندفع الدم بسرعة، فلا تتعطل الأجهزة داخل جسمه، لكن قمة ضغط هذه المادة تحدث بين الساعة السابعة صباحا وتبلغ ذروتها عند الثامنة صباحا، ولتفادي
هذه الأمراض يجب أن يستيقظ الإنسان في وقت صلاة الفجر ليكسر سريان هذه المادة، فيحول بين حدوث ما لا تحمد عقباه.
وقد سأل طبيب عربي يحضر المؤتمر المحاضر الألماني عن أنسب أوقات الاستيقاظ للنجاة من هذه الجلطات القاتلة، فأخبره أنه عند الفجر، فخرج الطبيب
العربي المسلم في الاستراحة ساجدا لله شاكرا له نعمته التي يغفل عنه كثير من الناس، بل البعض للأسف الشديد يعدها عبئا ثقيلا بسبب معينات السهر الشديد يظن
أن صلاة الفجر عبئا ثقيلا، بل قد تمادى البعض لأكثر، مطالبين ألا يكون آذان الفجر عبر مكبرات الصوت، وما أدرك المسكين أن في ذلك آية من آيات الله التي لا
تحصى ولا تعد !!!
وقد ظل هذا الطبيب ينصح مرضاه من غير المسلمين خاصة من دخلوا مرحلة
الخطورة بسبب هذه الأمراض المزمنة كالضغط والسكري ومشاكل الشرايين، بأنه لا بد لهم من الاستيقاظ ليلا والحركة بهدوء في البيت لتفادي الخطر المحدق بهم.
متى ندرك أن هذا الدين السمح المتسامح ليس وعظا غليظا، وليس خطبا طنانة رنانة، يفعل أصحابها للأسف عكس ما يقولونه للناس وهنا يقع هذا المقت الأكبر،
كما قال تعالى في كتابه العزيز: ( يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون (2 ) كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون (3 ) أليس حالنا الراهن تؤكده هاتان الآيتان
الكريمتان.
فما بالنا نفكر بعيدا وكل شئ بين أيدينا، فهذا نص يسير في الآذان لصلاة الفجر فما بالك بكنوز القران الكريم والسنة المطهرة الذي يجلوه لنا العلم عبر السنوات
ونحن في غفلة معرضون ……العياذ بالله !!!
ومن عجب، أننا لا ننظر إلى أنفسنا ونتفكر فيها وكتاب الله عز وجل يدعونا (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)، وانظر كذلك لقلة اعتبارنا بوقائع الحياة، والناس
والتاريخ والأمم، والله تعالى يأمرنا بالسير في الأرض والتفكر:
(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين)
أفلسنا مكذبين وإن لم نفعل.. صراحة فبأفعالنا نفعل.
إن أول العبادة الصدق وأول الصدق التفكر، والتذكر، فتتابعهما معا ينتج الطاقة الوقادة الدافعة للعمل والجد، فبغير صدق قد تنكسر العزيمة وتخبو القوة وتنطفيء
الشمعة، وأول التفكر النظر والتأمل فمن لم ينظر ويتأمل ويسبر ما حوله لم يفعل شيئا.
إن الراقدين النائمين فقط هم أولئك الذين لا يتفكرون ولو كانت عيونهم مفتوحة وأدمغتهم حافظة واعية مدركة، فلو كانوا في تمام الإدراك لاندهشوا، ولو اندهشوا
لسألوا، ولو سألوا لبحثوا وعرفوا.
فحسبك غفلة عدم الفكر، وحسبك بعدا غياب الصدق.
لذلك ان ما نص في القران الكريم والسنة المطهرة الا وله اثر عميق في حياتنا فهل نستفيق من غفلتنا وجدلنا العقيم لنعرف كنزنا العظيم الذي بين ايدينا !!!
سيف الدين خواجة