مقالات سياسية

مثقفون ركبوا موجة المظاهرات الأخيرة ثم قفزوا منها

صلاح شعيب

إبان التظاهرات الأخيرة التي كادت أن تطيح بالنظام القائم في البلاد قرأنا العديد من المقالات الواضحة المعنى والمبنى لكتاب كانوا يحتفظون بسلامة أوضاعهم في المنطقة الرمادية. في تلك المقالات قرر هؤلاء الكرام أن يلحقوا بثورة الشباب بعد لجلجلتهم في البيان والتبيين التي امتدت إلى عقدين ونيف. في مقالاتهم لعنوا سنسفيل الإنقاذيين، هذه عينة واحدة. الأخرى فحواها أن بطولات الشباب أجبرت الكثير من الصامتين على الخروج من جحورهم ليعبروا عن كرههم للنظام. بل إن هؤلاء أرفقوا مقالاتهم بصور تجملها ربطات عنق قرمزية اللون. ولقد تزامن هذا التحول الجديد مع بعض مواقف متشددة لكوادر أحزابنا التقليدية. ولعل أكبر علامة فارقة في ذلك هو تحرك نخبة اتحادية قررت ضرورة انسحاب الحزب الاتحادي الأصل من الحكومة ورفع الأمر لمولانا. ولقد سررنا جدا لهذه التحولات الجديدة لتيروميتر ضمير هؤلاء الوطنيين. ولكن لم تطل فرحتنا. فبعد مرور أسبوعين من المظاهرات قطع مولانا قول كل خطيب وقرر الاستمرار في الحلف. واختفى الصامتون، وتنكب الكتاب الرماديون الطريق مرة أخرى. لقد بدا الأمر بالنسبة لهؤلاء الأخيرين وكأن حليمة عادت إلى قديمها: غض البصر عن المستبد المستوطن وتعييب المستضعف في المهجر. وعلي أي حال لم يسقط النظام. ولكن الذي حدث هو أن الذين ركبوا الموجة قد قفزوا منها، أو بالأحرى فارقوها، وهي لما تتكسر جملة وتفصيلا، “فراق الطريفي لجملو”.

في تاريخنا السياسي هناك حالة شبيهة وإن اختلفت الأزمان، والدعاوي، والحيثيات. فالذين أيدوا انقلاب هاشم العطا من المثقفين عاد بعضهم للتنكر على مواقفه في صبيحة عودة نميري إلى السلطة. ولقد ساهم هياج نميري الكاسر بعد الانقلاب الفاشل في ملاحقة الكثير من المثقفين الذين كشفوا عن كرههم له خلال أيام التغيير المؤقت. الآن النظام القائم مشغول بأولويات إعادة الثقة إلى ذاته التي يظن أنها لا تهزم. ومن حظ الكثيرين الذين لاذوا مرة أخرى إلى الصمت، أو تواءم عملهم مع ما لا يضر بوجودهم أن “يتنفسوا أكثر من صعداء” حتى تأتيهم الموجة البينة، أو قد لا تأتي في القريب العاجل.

بيد أنه من غير الحكمة التركيز على الضعف الشخصي والوطني لهؤلاء الذين قفزوا من الموجة. أو أولئك الذين عادوا إلى صمتهم بذات السرعة التي خرجوا بها للعلن، مبشرين بالخلاص من النظام. فمسألة أن هناك مثقفا أشبه بـ” صَبَرَة أم بيتين” مما لا شك فيه. وللذين لا يعرفون الصَبَرَة فهي حيوان يعيش في الخلاء. أو هو السنجاب بعينه. ومن دون الكائنات التي تحوز على ملك تحت الأرض فبيت الصَبَرَة إنما بيتان. يفتح كل واحد على مدخلين متباعدين في الرقعة الواسعة من القفر. فإن حاصرناها في صغرنا عبر بيتها الذي اندست فيه نفد جلدها، عبر نفاج، بباب بيتها الثاني، ومن هناك تنسل هربا. وهكذا تسقطها في أيدينا. وهذا النوع من المثقف الذي يقفز للحاق بالموجة ويقفز ثانية إلى الأرض بعد تكسرها يملك بيتين في عقله. بيت للاحتراز الانتهازي المقيت، وآخر للإقدام البطولي الزائف. ولكن الأمر في المبتدأ والمنتهى أمر نخبة، مرآة عملها هو سودان اليوم.!

-2-
إن غالب النخبة السودانية لم يدمن الفشل فحسب، وإنما هو الفشل نفسه. فإذا قرأنا سطح العمل السياسي نجد أن هناك قلة تسجل المواقف من هذه النخبة الأقلية. أما كثير هذه القلة فآثر السلامة. إذا حسبنا عدد الأكاديميين الذين تخرجوا في جامعات السودان وخارجه في الفترة بين النصف الثاني من الستينات والنصف الثاني من الثمانينات فلا نجد الذين يكتبون بانتظام في الشأن السوداني سوى بعض وطنيين لا يتجاوزون المئات. وهناك بعضهم الذي يدبج المقالات الثقافية والأدبية الجيدة، ولكنهم لا يقتربون من الجدل السياسي إلا في جلساتهم الخاصة. وبالتالي يحاول هؤلاء أن يصبحوا رموزا ثقافية وطنية يشار إليها بالبنان، مثلهم مثل خليل فرح، ومثقفين يحوزون على قدرة عالية على حذاقة الحرف، وصك الجملة، بينما إذا سألتهم عن مواقفهم السياسية مما يجري داخل وطنهم لحاضروك كيف أنهم يجهلون السياسي، ولا يطيقون منعرجات اللوى فيه. ولكن الحقيقة أن هؤلاء ليسوا هم أجهل بما يدور في بلادهم من طلاب الثانوية الذين يخرجون إلى الشارع للتعبير عن موقف كان أحرى أن يقوم به هذا الأكاديمي، أو ذاك الناقد الذي يدبج الدراسات عن مدرسة الحوليات، ويمطرنا بمعارفه حول أدب تشيكوف، أو مسرح بريخت، إلى آخر معارفه عن ما أنتجته المطبعة الغربية من كتب لتشومسكي.

إن ما قيل عن فشل المثقف السوداني كثير. والدراسات التي تناولته “على قفا من يشيل”. والمؤتمرات التي ناقشت دور المثقف، أو هروبه، لا يمكن حصرها. وهنا لا نريد إعادة أنتاج الجدل حول خلاصات هذه المجهودات المدرسية القيمة في ذاتها. ولكننا بصدد بحث الجذور الأساسية التي تمنع مثقفا عالما بتخصصه من التعبير عن موقف تجاه وطنه بينما يتوجه الروائي النيجيري وولي شوينكا الحائز على نوبل في الآداب إلى نيويورك ليعقد محاكمة أدبية للبشير تضامنا مع شعب السودان.
لابد أن هناك عاملا عميقا لم تتطرق إليه تلك المجهودات الدراسية حول مغزى صمت المثقفين في غالبهم إزاء ما يجري في البلاد. ولعل هذا الصمت ليس هو وليد اليوم، وإنما هو غائص في تاريخنا، وحسبنا أن نقرأ السفر القيم للدكتور النور حمد عن هروب المثقفين. فالذين يتخذون مواقف أيدولوجية معفيون عن هذا الصمت مافتئوا يدعمون أحزابهم بأفكارهم. ولكن كثيرهم تلحقهم اللعنة، بأن حبذوا صمتا آخر تجاه ما تضخه منظوماتهم السياسية من أفكار وممارسات تتعارض مع الواقع ومصالح المجتمع. بل إنهم يعجزون عن تسجيل مواقف تسهم في الإصلاح الحزبي وتقوم مسار العمل السياسي. واعتقد أن هذا الصمت الذي يحسنه المثقف الأيدولوجي أو التقليدي الحزبي هو السبب في ضمور ناتج مساهمة القيادات الحزبية وافسادها لهذه الممارسة الاجتماعية. ومن هنا تخلقت “الزعامات المطلقة” التي لم تجد مثقفين يراجعونها ما دام أن أعين أغلب المثقفين الأيدولوجيين ترنو إلى السفارة، أو الوزارة، أو الوضع الاجتماعي الذي يوفره الحزب في حال وصوله إلى السلطة. وما دام أن غاية غالبية المثقفين هي إرضاء الزعيم للحفاظ على مستقبل وضعيتهم فإن الزعماء أدركوا غريزة حلم المثقفين الذين يزحف بعضهم زحفا مقدسا للوصول إلى سلطة التوظيف. وإذا طالت سنين النضال فإن أقصر الطرق هو الاختلاف مع الزعامة الحزبية واللحاق بالأنظمة الشمولية التي تجد ضالتها في هذا الانتماء الجديد إليها. وعليه تتوفر للمثقفين المنشقين السفارة، أو الوزارة، والرخيص منهم يرضى بأن يكون مديرا لمعهد القرش الصناعي، مع أهمية ما يقدمه هذا المعهد من تطوير للحرفية السودانية.

-3-
نعتقد بناء على معطيات الحراك السوداني، ومع بروز أقلام جريئة، وشجاعة، ومبدئية ـ في الميديا الحديثة، أن المثقف ـ المؤلف التقليدي قد غيبه الموت. هذا قبل أن يعلن النقاد البنيويون موته. فهذا الجيل لا يجد أمامه إلا قلة من مثقفين تنويريين لا يفصلون روحيا بين السياسة والأدب، ذلك في وقت صار هذا الجيل مرتبطا بالسياسي أكثر من الثقافي، إذا فصلنا إجرائيا بينهما. فالأجيال الماضية التي نشأت في الستينات، والسبعينات، وهي ما تزال فاعلة ونشطة في احتلال مواقع هذا الجيل لم تكن أوضاعها السياسية بالقتامة التي تصرفها عن الاهتمام بشؤون التثقيف، والتعليم، والتدريب، ولكن هذا الجيل الجديد بمعاصرته للخيبات السياسية لا فكاك له من رمي الدلو في البئر السياسي. فالسياسة قضت على كثير من أحلامه، واستقراره، وهدوء باله. ولذلك يصعب عليه أن يكون هناك شاعر بلا هدف سياسي، أو فنان تشكيلي بلا ثيمات أو إيماءات ثقافية حول الهوية، أو ناقد للمجذوب وشكسبير معا دون أن يستخدم رمزا ضد الجبروت والتسلط، او مغن دون أن يستعين بتراث “أغنية الوطن الحبيبة”، أو صحافي غيور دون أن يستهجن “البرود الوطني” لصحافيي سونا، أو الإذاعة، أو التلفزيون، أو روائي مجيد دون أن يتناول تفاصيل الخراب الذي أوجده الاستبداد المتجذر على أفكار سلفية، أو أصولية، أو توتاليتارية.

وبطبيعة الحال فإن هناك صوتا نوعيا لشريحة من هذا الجيل صار مسموعا عبر الموصلات الإعلامية. ونرى أن هؤلاء خلقوا لأنفسهم مبادرات للتواصل مع الجمهور بينما تنوعت مصادر ثقافتهم ونهلهم. وربما هم يبزون في هذا الجانب الأجيال السابقة التي كانت محصورة في تلقيها، حيث تكتب وتترجم القاهرة وتطبع بيروت. ولكن اختلفت الأحوال الآن. فهذا الجيل يقرأ الآداب، والأفكار، والسجالات الإنسانية بلغاتها، ولا أحد ينتخب له القراءة والمترجمات. بل إن المبرزين فيه صاروا يكتبون بلغات الدنيا جميعها، ويترجمون أعمالهم الروائية، ودواوينهم، بأنفسهم أو عن طريق أصدقائهم في البلاد الجديدة. وستكون وراثة النابغين من هذا الجيل لمناحي العمل السياسي، والفكري، والإعلامي والثقافي، والفني، مسألة وقت، آخذين في الاعتبار سنة التجديد التي يفرضها الزمن مهما توطن تعويق الأفكار الجديدة. فهؤلاء الذين يهيمنون على المناشط العامة في بلادنا أصغرهم قد تجاوز الستين، وما هؤلاء الذين دون أعمارهم إلا مجرد تابعين مقموعين، أو محاصرين بهالة القداسة التي صنعها التبع.
صحيح أن هذا الجيل الذي خلق موجة التظاهر قد تعرض إلى أكبر حملة تشويه لذهنيته، وغيبت عنده حقائق بلاده، كما أن الإنقاذ الاستبدادية ـ ومن أجل طمس التحديث ـ ضربت أهداف الجيل بشريحة منه تعجلت الوصول. ولكن ما نراه من ملاحم لشباب السودان التي تجلت في انتفاضته الأخيرة أعطانا الأمل بأن هذا الجيل الذي وسمنا فكره بالضائع قدم شهداء بينما ركب موجة تفكيره ونط منها من نفترض فيهم أن يكونوا نبراسا يضيئ الطريق أمام الجيل.
salah shuaib [[email protected]]

الردود

تعليق واحد

  1. الاخ صلاح لقد وصلنا في السودان مرحله الاحباط، ولكن عندما يجد الانسان مقال كهذا، احس بالفخر باني سوداني، احسست بآنك تخاطبني، في الماضي كنت اشك في السودان يوجد مثقفين ولكن بمقالك هذا تراجعت قليلا ;قد لا يتجاوز عدد المثقفين في السودان 3في المائه. تعريفي للمثقف قد يختلف منكم ، الا وهو ذات علم ليخدم الانسانيه لا لضرر الانسان، قد يكون الشعب السوداني متعلم ولكن ليس مثقفا، انظر لهؤلاء السياسين كالترابي، وزعماء الاحزاب الطائفيه مدي الضرر الذي الحقوه بالشعب السوداني ،فهؤلاء متعلمون وليس مثقفون. وعليهم ينطبق المثل السوداني , القلم لا يزيل البلم،.

  2. كلام جميل يا صلاح
    نحن نعاني من انعدام ظاهرة تبادل الاجيال الموجودة في العالم كله
    1-مثلا في امريكا تتجدد بالية الديموقراطية الليبرالية وتبادل المواقع والاشخاص وهذه الديموقراطية الليبرالية هي التي تم بناء الدولة السودانية عليها وخلونا عليها لانجليز،قبل ما ننداح على الحضانة الاصطناعية-النظام العربي القديم- ..ولو سرنا فيها مع النقد الذاتي كان بقينا ذى الهند والبرازيل
    2- العملاق الثاني الصين..تجازوت الشمولية بظاهرة التجديد والاخلاف الupdating وكل خمسة سنة بيتجدد راس الدولة الصينية والليلة ما بتلقى صيني واحد شعره ابيض..ونحن مع ودا وسواعا ويغوثا ويعوقا ونسرا من 1964…لا تجديد على مستوى الاحزاب ولا الافكار ولا البرنامج ولا الاشخاص..في الحكومة وفي المعارضة معا ملل…ملل…ملل..دفع الشباب للموت كخلاص نهائي من مستقبل مظلم لا ينبيء بخير…
    والانقاذ دي قعدت 25 سنة في راس الناس وذلك يعني 6 دورات بالمعايير الامريكية و5 دورات بالمعايير الصينية ونحن مع -نفس الناس- ونفس الفشل..ومن الجانب الاخر ايضا المعارضة القديمة مع نفس الناس ونفس الفشل
    وده الخلا “حميد” النبي الكوشي يخلي المركز المتخم بالثقافة الغثةوالمعلبة و يمشي ارض “حفيف الاجنحة” ويعيش مع البسطاء ويترك الرفاق وفقط اقرا قصيدة عم عبدالرحيم…وحكومات تجي وحكومات تغور
    اما عدم احتفاء مثقفين المركز بابداع السودانيين الجديد في الهامش وفي الخارج..فدي ازمة سيكولجية لا مجال لشرحها هنا..
    ملحوظة:اكتب حفيف الاجنحة في قوقل وشوف بجيك شنو

  3. هؤلاء يريدون ان يسجلو لهم موقف من الثورة وعندما خبت نار الثورة دسو رؤوسهم فى الرمال خوفا عليها من القطع فهم ليسو وطنيين انما مدعون للثورة فاذا نجحت فهم معها واذا فشلت فهم ضدها او انهم جبناء وهذا غالب الظن

  4. سنخرج للتظاهر سلميا إذا اعتدو علينا سنعتدى عليهم بمثل مااعتدو علينا@

  5. هؤلاء لا يرجى منهم ، بل علينا أن نخاف منهم لأنهم يغيرون جلودهم حسب اللون السائد في اللحظة . وهم من قيل فيهم من قبل (شعب كل حكومة، والمطبلاتية .والمنافقون ….. ووصفوا بأسماء كثيرة) وعلينا أن نتجنبهم ولا نحتفى بهم

  6. الفي البر عوام ياصلاح شعيب!! لو كنت تكتب من داخل السودان لأصبحت صبرة لها ثلاثة أبواب!!

  7. في حين من الزمان كان ومضى، لم يكن هناك تأثير يذكر لمكان تواجد المثقف. فأعدادهم بالداخل والخارج متوازنة وأسباب هجرتهم “إلا قلة تعد ” لم تكن تكمن في كون الداخل طارد للجميع ما عدا ماسحى أحذية السلطة. حالياً أصبحت الهجرة ومعدلها العالى ونزيفها خطر وتهريب وأهدار لثروات البلاد. وأصبحت خطر على القدرة الثورية للجماهير..

    – كم عدد المثقفين النشطاء سياسياً وثقافياً الذين يمكن أن يقرروا العودة بصورة جماعية للداخل السودانى للمشاركة في الثورة دون أن يعدو ذلك تضحية يُجزون عليها؟؟؟….

    – كم عدد المثقفين الأكاديميين والمهنيين وذوى الخبرات من كوادرنا البشرية المؤهلة الذين يمكن أن يقرروا العودة للداخل السوداني للمشاركة في الثورة والبناء أو في البناء بعد أندحار الطغمة؟؟؟

    هذه أمور دونها أتهامنا بالرومانسية ، ويعيقها تماماً حسابات الوضع العائلى ومستويات الدخل… في سودان أصبح يعد الهجرة للدول الغربية وأستراليا نجاح يتفاخر به صاحبه وأهله وسط المجتمع وتترك لأجله وظائف الداخل العالي منها وما هو دون القدرات…

    لا نستخدم رفضنا لكل فرص الهجرة من هذا البلد كمبرر للوم الخارجين، ولا نقلل نهائياً من دور المهاجرين والمغتربين في دعم الثورة.. فقد صنعوا أعلاماً مكن ثوار الداخل من متابعة بعضهم البعض وعوضوا عن معلومات السلطة المزورة بالخبر ذو المصداقية وشاركوا بالفكر والفكرة حين أندحنا للشوارع … لكن لوم من ينحاز من مثقفي الداخل لحظة الذروة لالتزامه الصمت أو الموقف الحذر الرمادي آوان الأنحسار لا ينبغى أن يكون بسهولة حمل قلم تجريحه، فمنهم من شارك في وقت حوجنه ولم يخط بآنامله حرف…
    وللثورة تعقيداتها الداخلية. وأحياناً يبنى التنبؤ بالحدث التالى على اليومى والحدس وأستشعار من هم حولك في الشارع، وللثورة منطقها السلوكى صعب التفسير فهو خارج وغير مفارق لتحليلات جاهزية الظرف الموضوعى للثورة…

  8. للحقيقة الثورة كانت عفوية وهذا محمده وغير محمده في ان واحد لان عفويتها لاتجعل اشخاص يجعلوناه خالصة لهم بعد نجاحها وعدم المحمده لان كل عمل لايسبقه تخطيط كفيف وكل تخطيط لايتبعه عمل كسيح بدات كفيفة والان كسيحة يجب ان نزاوج مابين التخطيط والعمل لانجاحها ولانعول على الخارج كما فعل السوريين ولا القيادات الحزبية الكبيرة لانها تخاف من الفشل لسمعتها فهي تستعمل التكتيكات والكلام المنمق ولاتجازف لايجازف الا الذي لايملك شي يخاف عليه لازم تفعيل الاتصالات وعمل قيادات لكل منطقه والتواصل مع الولايات وللحقيقة ايضا واخذها في الحسبان من اكبر الاخطاء الارتكبها الثائرون تصوير الانقاذ بانها ضعيفة والسخرية من قياداتها للحقيقة احترام الخصم اول شي في الانتصار الانقاذ من حيث التنظيم والتماسك في مواجهة الشدائد قوية لاسيما بعد انقلاب الكدرو راجعة خططها وقومتها وهذا لايعني التخذيل يجب ان تراجع خطط الحشد والتحرك وكيفية الاستمرار في الضغط على الحكومة والا نعول على الحركات المسلحة والاحزاب ذات الثقل بل على الاحزاب الصغيرة وطلبة الجامعات والمهنيين والمغتربين في المهجر لاسيما الغرب وانشاء الله الثورة سوف تكون ككومة الثلج كلما استمرت ازدادت حجما واندفاعا وفي المقام الاول لابد من الايمان بالفكرة والاصرار على نجاحها

  9. بعد ابريل المجيدة وقف المثقف على الرصيف و لم يدخل دور الأحزاب حتى يقوم وينقد و يكسر الكهنوت و أصنام الولاء ، لذلك سلط الله علينا الانقاذ
    ثورة الشارع الآتية طال الزمن او قصر سوف تتجاوز القديم لتركيب شكل جديد سوف يضع مسار لهذا الوطن و يهدم كل هياكل السودان القديم و يستمد منه ما كتب فقط بحب لهذا الوطن و سيصطحب من القديم من يقيم طرحه السابق و يشمر لنهضة هذا الوطن بفكر متجرد و الانتهازي لان هذا الجيل صلب على حبل ألمعانه ربع قرن اخي شعيب

  10. لن يتقدم الشمال الا بانفصال دارفور والجبال والنيل الازرق حقيقة وواقع والله ليس بعنصري ولكن رحمة بالجميع من الاعيب الساسة بالمستحيل اليوم العالم متحد ولكن الكل له حدود وعلم ونشيد وناريخ الشماليين ليس لهم علاقة بافارقة الكنغو او زامبيا وهؤلاء اكتر عداوة من الجنوبيين والتشاديين يتعاطفون مع اهل دارفور وكذلك اعل غرب افريقيا السؤال اهل تلك الولايات قادرة علي نكوين دولة وهل اهل تلك المناطق مسنعدين للرجوع الاجابة ليس للشماليين دخل لتحمل اعباء ومعاناة تلك الدول

  11. في الثوره المصريه الدكتور عصام شرف كان مع المتظاهرين في ميدان التحرير فاصبح اول رئيس وزراء بعد الثوره …… اما عندنا اساتذه جامعة الخرطوم بيان وكذلك المحامين والصحفيين الاحرار لم يتم اعتقال استاذ او محامي او صحفي او اي مثقف كلهم هربوا كما كان يهرب الشباب من الالزاميه

  12. السلام عليكم

    المظاهرات في السودان قليلة العدد والتعداد والعدة – بالرغم من ظلم الكيزان وتردي الاوضاع وضيق العيش – وبالرغم ان معظم الشعب (33 مليون ناقص مئتي الف منتفع) يكره الكيزان (مئتي الف منتفع في احسن الاحوال) ولم اقابل من يؤيد الكيزان حتي اولادهم وكوادرهم يلعنون الكيزان وفسادهم سرا وعلنا .
    عدد المسجلين في حركات الفيس بوك (المعارضة الفاعلة) لا يزيد عن ثلاثين الف في اي جروب – بالرغم ان المستخدمين الفيس في السودان لا يقل عن بضعة ملايين – بل ان ابناء السودانيين في الخارج قد يفوق المليون وهم كلهم ضد النظام.
    توجد جبهات مسلحة فعليةفي سبع ولايات بالجديد وعدد غير محدود من الحركات المسلحة.

    البشيرولصوصه – الترابي وحواريه – اولاد المهدي وانصارهم – المراغنة واذيالهم – عقار الحلو عرمان جبريل نور اركوي سيسي السودان – احزاب الفكة – النقابات والشيوعيين – رؤساء القبائل ونظارها –

    بمن يثق المواطن من الرزمة اعلاه؟ اطالب من هذا المنبر بوقف استيراد الزعماء من الخارج والاعتماد من الان على اولادنا فقط – تبا فهم سودانيين

    افقر شعب يعتلي اغنى ارض – اكثر من خمسين عام من التدهور والفشل والاحباط والتخبط والمكايدات والحروب والمجاعات – ودائما غير مستعدين – للامطار والسيول والزراعة والديزل وانفصال الجنوب والجراد والباعوض ……

    عبود كعب – غيير عبود
    الضليل كعب – غيير الضليل
    نميري كعب – غيير نميري
    الكاذب كعب (العرض الثاني) – غيير الكاذب
    الرقاص عفن – غيير الرقاص

    الديمقراطية ضالة – غيير الديمقراطية
    الحزب الواحد مفسدة – غيير الحزب الواحد
    العسكر شينين – غيير العسكر

    دوائر لا متناهية من الجهل والتخبط – والشعب والقادة سواء

    ماذا فعل من ربوهم الانجليز كقيادات من اجل الوطن؟ الاحزاب والساسة؟ الحركات والبركات؟ المثقفين والمتعلمين؟ التكنوقراط؟ لا شيء – صفر كبير

    كم حزب معارض في اكثر من نصف قرن كان له حكومة ظل؟ صفر – فتقديم الخدمات ليس سبب وجوده – لكن الكراسي وما يتبعها من لغف معنوي ومادي ومستقبلي

    هل القبيلة والحزب اقوى من الهوية السودانية؟

    هل فعلا لا يجب ان نناقش حلول جذرية لمشاكل المواطن في تردي الخدمات او انعدامها فى كثير من البقاع والاحيان قبل توصل اهل العقد (اقل من مئة شخص) لصيغة توافقية علي من سيحكم وكيف وكيفية الحفاظ علي مكاسب جل اهل العقد والحل؟

    واذا كان عدم وجود احزاب ناضجة في التجارب السودانيةالديمقراطيةفي الماضي والمستقبل وغير مدركة لوجود المواطن وتفرغها التام للمكايدة ورمي الكور للخصم – وعدم قدرة العسكر علي التنمية او العدالة او حتي عدم الفساد هو المؤكد الى الان – فهل يوجد سبيل ثالث؟

  13. الانتفاضة الاخيرة و هي تعتبر من اقوي الانتفاضات التي حدثت في عهد الانقاذ و الاعنف علي كل حال هناك امل في الجيل القادم و السودان بة كفاءات قادرة علي قيادة هذاالبلد و انشاء اللة الجيل القادم كلة من الجيل الشاب و التحية و الرحمة لشهداء انتفاضة سبتمبر المجيدة و الشفاء للجرحي و الحرية للمعتقلين و لا تيأسوا انشاء اللة القادم احسن و التحية للاستاذ شعيب مقال رائع كل شخص سوف يجدة ينطبق علية .

  14. مقالك يشــير لواحـد اســمو ( ح البطـري ) فهـو مثال حقيقي و صادق لمن كتبت عنهـم
    فالرجـل تـرك الكتابة عن الوطـن ليصـبح مديـر تحـرير لجريدة الصحـافة وبئس المصـير

  15. حقوا نعترف باننا كسودانيين فشلنا في حكم السودان؟
    منذ الاسقلال ونحن نتراجع في كل المجالات لتكوين دولة وحده وقانون ودستور.علما بان الدستور الذي وضع في عهد الاستعمال هم انفسهم جاؤا لتصويره بعد خروجهم ليطبقوه.
    الهند (بها بنقلاديش كالجنوب وجلهم مسلمون) اصبحت دولة نووية ويحسب لها حساب بعد ان كانت افقر دولة من السودان. نحن والحمد لله الكاتب اسدي في شرح الوقائع. لازم نعترف اولا ثم ندرس اسباب الفشل وكيف نتفاداها. لكن اولا لازم نعترف كسودانيين اننا فشلنا في كل شئ الا نقد الاخر.

  16. من هو الشخص الذي كان له اكبر الاثر واليد العليا لنهاية ثورة الشباب سبتمبر ؟ ؟ ؟

    من الذي له مصلحة كبري في اخماد نار تلك الثورة ؟ ؟ ؟

    من هو الشخص المستفيد ألاول والاخير من وفاة ونهاية هذه الثورة ؟ ؟ ؟

    لماذا سافر في تلك الايام لا بل وأخد معه جماعته ؟ ؟ ؟

    هل ممكن أعرف ماذا فعل أو عمل أو قال هذا الجعفورى منذ أن دخل القصر ؟ ؟ ؟

    افيدونا أفادكم الله

  17. الكيزان لم يعد لديهم فلوس ليشتروا بها مزيدا من انصاف المثقفين (قروشهم قدر اولادهم )
    الكذبة انهم جاؤا من اجل الاسلام بقت مكشوفة
    يعني لا قروش لادين الناس تتبعهم ليه

    بقي الخوف وحاجز الخوف انكسر
    كسره السنهوري ورفاقه الشهداء

    الثورة ستنتصر باذن الله

  18. كل ما سمعت كلمة مثقف اتحسس بطني ! نفسي اوقف جميع المسقفين السودانيين المزعومين المستلبين الرخم الوهم ديل على الحيطة والطشم لامن ابقو بشر وللمعلومية انا ما مثقف انا مسخف

  19. في رأيي .. التعقيدات للمشكل السوداني متشعبه جدا ولا يمكن حصرها أو أختزالها في فشل نخبه أو عدم وطنيه جماعيه ولا شباب غير مثقف .. بل هي بعض من هذا وكثير من ذاك.
    في قراءه سطحيه لتاريخنا منذ الاستقلال نجد أننا كسودانيون قد سقنا كقطيع للهتاف خلف كل من قفز علي سدة الحكم دون وعي وأختيار جماعي .. حتي في الديمقراطيات (مع تحفظي) لا أري أنه هناك خيار غالبيه حقيقي .. فالولاء والانقياد عادة يكون للجهل ولكهنة الأحزاب ذات التكوين الديني ومن والاهم من القديسين .

    حاضرنا يتوجب وقفه حقيقيه لكل صاحب حس وغيره وطنيه لأجترار تجارب شعوب موهوبه وخلاقه سبقتنا بشوط بعييييييييد وتطبيقها علي أرضنا علنا ننجح للأستمرار كشعب واحد ووطن واحد .. وهذه دعوه لنسيان أو أقله كبح غرورنا بأننا شعب معلم للثورات.

    وشكرا للرائع الاستاذ / صلاح شعيب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..