ماذا لو إكتملت المدينة الرياضية..!

من الطرائف التي كانت تروى إبان فترة مايو عن تعثّر بناء مسجد النيلين الحالي في مرحلة ما ، أن أحد شيوخ الصوفية الذين إرتكن النميري اليهم والتمسح فيهم في العشر سنوات الأخيرة من حكمه ..قد حذّر ذلك الشيخ الرئيس النميري بأن نهاية حكمه ستحُل مع الإنتهاء من بناء ذلك المسجد، لذا فقد تلكأ العمل فيه الى ماقبل سقوط مايو بفترة ليست بالطويلة !
ويُحكى أيضاً أن العميد يوسف عبد الفتاح عند بدايات الشروع في بناء مشروع المدينة الرياضية الأسطوري والسلحفائي كان قد توقف لمواطن طلب منه أخذه في طريقه دون أن يكون أى منهما على معرفة بالآخر.. وبعد أن تعارفا قال المواطن خفيف الظل لوزير الشباب والرياضة وقتهاالذي طفق يحدث مرافقه عن عظمة المدينة الرياضية المزمع بناؤها، فسأله طيب يا سعادتك متى سيتم إنجاز هذا المشروع الرياضي الهام ..؟
فرد العميد يوسف بكل ثقة ، ليس أكثر من ست سنوات ، فوضع المواطن كلتا يديه فوق رأسه من هول ما سمع وهو يقول صارخا في تلقائية وعفوية ، وهل ينوي اهل الإنقاذ حكمنا ست سنوات آخرى يا سعادتك ؟
الآن مرت خمسٌ وعشرون سنة على تلك الطرفة ، ولعل التلكؤ في إنجاز تلك المدينة التي توقفت مراحل بنائها مبكراً وقُضمت الأراضي التي كانت تشكل حرماً لها وسرقت بواسطة أصحاب الروح الرياضية في التعاطي مع الحق العام ، فهل يا ترُى وشى أحد شيوخ الإنقاذ المنجمين لأصحاب المشروع الحضاري بان نهاية حكمهم سترتبط بإكتمال مشروع المدينة التي باتت أثرية أكثر من إهرامات البجراوية شكلاً وعمراً ، لا سيما وأن تسليم المشروع لمساعد الرئيس الذي كان يجلس في القصر بلا عمل موسى محمد أحمد يؤكد إستحالة إنجاز الرجل لطوف إضافي واحد فوق بنائها المتعثّر ، فهو مساعد بلا حيلة حتى على مساعدة أهله الجوعى والعطشى والعراة في شرقنا الحبيب والذين يفتك بهم المرض ويمزقهم الجهل وهو الذي يفترض أنه دخل القصر من أجلهم لامن أجل المدينة الرياضية ذلك المشروع المستحيل والذي تم تسليمه له لإدراك أهل الحل والربط لعجزه الخارق الذي سيؤدي بالتالي الى المطمطة والتسويف والفشل..ولعل ذلك يؤكد فرضية إرتباط إنجازها بإنتهاء عمر الإنقاذ التي فقد مشروعها الحضاري صلاحيته قبل وضع حجر أساس مشروع المدينة الرياضية الحزينة تماما مثل مشروع المطار الجديد الذي قد نفرد له مساحة قادمة بإذن الله.. ورمضان كريم !
[email][email protected][/email]