عصام الترابي في حوار جرئ :الترابي جند أشخاص لتنفيذ المنظومة الخالفة لاينتمون للوطني ولا للشعبي

  حوار : جاد الرب عبيد  
جمع نجل الشيخ الراحل دكتور حسن الترابي عصام بين السياسة والرياضة والتجارة والشعر، أوكل إليه الشعبي أمانة الرياضة بولاية الخرطوم التقته (آخرلحظة) على  هامش زيارة وفد المؤتمر الشعبي بقيادة الأمين العام د.علي الحاج لولايات الجزيرة وسنار والدمازين، وخاضت معه في العديد من القضايا بالتركيز على المنظومة الخالفة التي شغلت الرأي العام.الترابي الابن لم يتردد عندما طلبنا منه إجراء حوار معه على الرغم من ضيق المساحة الزمنية نسبة لبرنامج الزيارة.. وخرجنا منه بهذه الحصيلة.
  بدايةً هل يمكن أن نقول عصام السياسي؟
إنتمائي للشعبي لا علاقة له بالحزب، هو انتماء عقيدة وبعتبره جزءاً من معتقدي الديني، أنسب نفسي لتيار اسلامي يعمل في كل مجالات الحياة وليس في العمل السياسي فحسب.
ولكنك أمين أمانة بالحزب؟ 
– لا اعتبر نفسي جزءاً أساسياً في الحزب أو شخصاً قيادياً، لكن التحزب هو طريقة حضارية لممارسة التنظيم والحكم والسياسة عموماً واتخاذ القرار، ولابد من تصنيف الناس الى كيانات حزبية لتتنافس بالحسنى انتخاباً وشورى وديمقراطية، حول قرارات تخرج من الكيانات نفسها، وتتنافس حول مقاعد الإدارة في مجتمعات نسبة التعليم بها ضعيف، وفيها شيء من الجهل تعتبرها مناطق سلطة للتدافع السياسي، وكل الأهداف تجدها تلتف حول تحقيق مصالح للذات، لكن المجتمعات الواعية بتتحزب من أجل اختيار سياسات ونهج عام تدير به حياتها وتدفع بالناس الأفضل للمناصب المناسبة، ليديروا بالنيابة عن الناس شؤون الحياة العامة.يشاع بوجود خلافات بينك وبين الأمين العام الجديد علي الحاج؟
  – لم يحدث أي خلاف بيني وبين العم الجليل علي الحاج، والإشاعات التي خرجت بأن لدي خلافاً مع الحاج دي (ضحك)، ثم قال أنا سمعتها في تسعينيات القرن الماضي بأنني اتشاجرت مع علي الحاج، وللأمانة جميع الرحلات الأخيرة لشيخ حسن رحمه الله، كنت مرافقاً له، كأحد أبنائه، وجميعها رافقنا فيها الحاج ولم يكن هناك خلاف البتة.
هذا يعني أنك ترفض تولي الحاج الأمانة العامة للشعبي؟
 – علي آتٍ بانتخاب حر ومباشر وبمؤتمر عام، وأي إنسان سواء كنت أنا أو غيري يأتي شخص الى منصب بإرادة الناس العامة وبشوراهم ما عليه إلا أن يقبل، المسألة لا تتعلق بدكتور علي وعصام، إنما تتعلق بتيار كامل له مسؤوليات كبيرة تجاه تنزيل النموذج الإسلامي على أرض الواقع، والاستفادة من التجارب المريرة، ذات النتائج غير المرغوب فيها، بتصحيح هذه النماذج حتى نستطيع النهوض بواقعنا المنهار في البلد، بالتالي اي شخص يدفع به للقيادة أنا بقبل به وأؤيده وأعينه على أنه يؤدي مهامه.
 الكثير من الناس ليست لديهم فكرة واضحة عن المنظومة الخالفة التي تبناها الوالد رحمة الله عليه؟  
– المنظومة هي نموذج سياسي قدم فيه شيخ حسن عصارة فكره وتجربته للعمل الاجتماعي، وطبعاً العمل السياسي جزءاً من العمل الاجتماعي، وهي كيان جديد، فبمثل ما انتقلت الحركة الإسلامية عبر مراحل التاريخ، ولم ترتهن باسم أو عصبية أو أسماء أو أشخاص، فالمنظومة واحدة من سلسلة تغييرات طورية، بمعنى أنها تتطور من طور الى طور، وتعتبر الطور المناسب مع هذه الفترة، لأن ولاءات الناس بالأحزاب التقليدية تشتت وتفرقت بهم السبل، وتمزق الناس يعني تمزق البلد طبعاً، فلابد في كل فترة أن يظهر نموذج سياسي يجمع الناس حتى تتوحد الكيانات، ولا يمكن أن يكون هناك بلد فيها 200 حزب .متى نبعت الفكرة عند شيخ حسن؟ 
– ظل الوالد يعمل عليها في السنتين الأخيرتين من عمره، حيث دعا وجند لها العديد من الأشخاص .مثل من؟  
– الشيخ اهتم بأشخاص لقيادة عمل المنظومة لا علاقة لهم بكيان الشعبي أو المؤتمر الوطني، اختارهم من عامة المجتمع ومن أحزاب وكيانات وولاءات تقليدية، تقادمت وأكل عليها الدهر وشرب، لأن الدعاوي الأساسية التي قامت عليها تبددت في التاريخ، وأصبحت ما عندها معنى.كيف سيتم طرحها والإسلاميون بعيدون عنها حسب ما قلت؟ 
– الترابي كلفهم بطرح هذا النموذج السياسي بالحسنى لمن يرغب، والمنظومة ليست إطاراً حزبياً اجبارياً مثل الأحزاب الدكتاتورية- (يعني أحزاب الحكومات)- فهي عمل شعبي مؤسس على القواسم المشتركة بيننا كسودانيين، غالبيتنا مسلمين ولدينا ايمان عميق بربنا سبحانه وتعالى وكتابه وسنته، وهذه  محاولات منا كبشر لننزل المنظومة القيمية في الدين للسياسة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم، حينما بعثه الله لم يبعثه نبياً ليتنزل عليه القرآن فقط، إنما بعثه ليحكم كقاضٍ وكحاكمٍ ويعين ولاة ووزراء ويعد جيوشاً ويجاهد وهكذا، فكل جوانب حياة الرسول هي قدوة لنا، نريد أن نطبق معتقداتنا في حياتنا، وإلا يكون ما عندها معنى إذا كانت الحياة ماشة في اتجاه ومعتقداتنا في اتجاه آخر. ما هي المهام التي ستقوم بها المنظومة؟ 
– مستقبل السودان ستبنيه المنظومة الخالفة المتجددة، وبالمناسبة هي ما اسمها كدا، هذا اسم ابتدائي يعني اسم المبادرة، منظومة معناها تنظيم، خالفة معناها تأتي بعد أشياء تخلفها، متجددة بمعنى أنها في كل عصر تغير نفسها وإطارها واستراتيجيتها التي تعمل بها، لأن كل زمن من خواص الحياة سريع التغيير ومعقد، فهي منظومات دقيقة وسستم، ونظم الناس تتداعى عليها لإدارة شؤونهم العامة.
إذن متى ستخرج الى العلن؟ 
– إن شاء الله في الأيام القادمة الناس ستشهد تباشير كثيرة جداً عنها.
هل تتوقع أن تجد هذه المنظومة الإجماع من كل  القوى السياسية؟  
  – لو أصرت بعض الأحزاب على التعصب الحزبي فليكن ذلك، لكننا سنمضي في طرح هذا الشأن التنظيمي لعامة السودانيين، ومن رأى أن يعمل حزباً هو حر، لكن لابد من إذابة بعض الكيانات في بعض حتى تكون محدودة، وعندها يكون التنافس معقولاً، ما ممكن يتنافس مائتي حزب، غالباً الأحزاب التي تسمي نفسها أحزاباً هي عبارة عن واجهات هلامية، ولمن تأتي الانتخابات (ما حيطلعو بشي)، ومثل ما قال الشاعر العربي (الداق سدرو اليحسب عدد فراسو أهل الخبرة ما يعدوهو راكب راسو)، (بمعنى أن الزول لو ما عندو ناس ما يتكلم ساي، انت في النهاية بتعتمد على شعبيتك ومدى قبولك الاجتماعي وتبني عليه لتصل، مش للسلطة زي ما بسموها الناس، المغرمين جداً بحكاية السلطة والثروة، بل لتصل لمقاعد إدارة البلد، وهي عبارة عن مقاعد الناس التي تُدار بها شؤونهم العامة، وليست فيها تشريف ولا مفروض يكون فيها مكاسب)، كما علمنا قدوتنا الرسول (صلى الله عليه وسلم)، هل ذهب من الدنيا بمال أو بيوت، شيخ حسن ذاتو رحمه الله وتقبله، هل بنى مصانع أو حسابات في البنوك (عاش فقيراً ومات فقيراً)، والسلطة لديه رسالة، وشيخ حسن يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم طبعاً، وفي كل أمة بتقوم مجموعة وفي كل مجموعة بقوم شخص يقود المجموعة ويدعو لأفكار مجموعته، ويحاول نشرها في نطاق واسع حتى تعم فائدة التنظيم على المجتمع كله، فهي ليست شركة خاصة لتحقيق ثروة ولا زيادة أرباح في النهاية عمل متاح للتداعي العام ليحقق نتائج للمجتمعات، وهذا هو القصد من العمل الحزبي.
آخر لحظة.