
١-
تجي غدآ السبت ٢/ يوليو الحالي ٢٠٢٠، الذكري الرابعة والاربعين عام علي واحدة من اسوأ الاحداث الدامية التي وقعت في السودان، ودخلت التاريخ السوداني تحت اسم (حركة ٢ يوليو١٩٧٦)، وكان ايضآ عندها اسم اخر اكثر شهرة من الاسم الاول هو (حركة المرتزقة)، وقع الحادث الدموي في زمن حكم الرئيس السابق/ جعفر النميري، وتقوا اصل الرواية، ان مجموعة السودانيين المسلحين تسليح قوي قدموا من خارج السودان (ليبيا) الي الخرطوم للاطاحة بنظام النميري، وبسطت هذه القوة المسلحة كامل سيطرتها علي الخرطوم واذاعة امدرمان احتلال كامل لمدة ثلاثة ايام بلياليها، بل وتمكنت بكل سهولة من محاصرة “القيادة العامة” بشكل كامل لم يحدث له مثيل من قبل في تاريخ القوات المسلحة.
٢-
اليوم، وبمناسبة الذكري الرابعة والاربعين علي هذا الحدث الهام ، رأيت ان اكتب عنها مجددآ لانشط ذاكرة من نساها ـ عملآ بقوله تعالي “وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ” -، وأهدي هذا المقال- بصورة خاصة – الي كل من لم يعاصر وقوعها، ولكل من لا يعرف الا بالقليل عنها بسبب التعتيم والاهمال المتعمد لاغلب احداث التاريخ السوداني من قبل الحكومات السابقة والحالية، وقد سبق من قبل ان قال البروفسور عبد الله الطيب (نحن شعب بلا تاريخ)!!
المدخل الاول:
(أ)-
في يوم الجمعة ٢ يوليو عام ١٩٧٦- وتحديدآ فـي تمام الساعة الثالثة ظهرآ-، سمع سكان بعض المناطق في الخرطوم اصوات طلقات رصاص ودوي قنابل في مناطق متـفرقة مـن العاصمة، بعض المواطنين خرجوا من منازلهم في هلع شديد وبقلوب واجفة يستطلعون الخبر، والتزمت الغالبية في منازلها، وبينما كانت الجماهـير باقية فـي الشوارع تحاول فهم حقيقة ما يجري ، كانت تمر من امامهم عـربات ماركة (كومر) وعلي ظهرها رجال مسلحين بالمدافـع الرشاشة ومدافع (اربجي)، كانت ازياءهم مخالف للزي العسكري، مكونة من سروال ابيض طـويل، وفوقه قـميص “عـراقي” ابيض طويل، كانت كل العربات (الكومر) جديدة الصنع يكسوها الغبار، والغـريب في الأمر، ان بعض من هؤلاء المسلحين كانوا يسألون المارة عـن مكان مقر القيادة العامة، فتبرع الكثيرين منهم بالمساعدة بعفوية شديدة دون اي تدقيق في هوية هؤلاء الاغراب واشاروا باصابعهم الي جهة القيادة العامة.
(ب)-
مع ازدياد زخم طلقات الرصاص بكثافة شديدة في عدة اماكن وسط الخرطوم لساعات طويلة، سارعت الاسر الي البقاء في منازلها، ولكن مما زاد قلق الناس، ان الارسال الاذاعي كان قد توقف تمامآ عن البث، وتعطلت الهواتف، وما عرف احد من المواطنين هوية هؤلاء المسلحين؟!!..ومن هم?!! ماذا يريدون ؟!!..وهل يهدفون تغيير نظام الحكـم بالقوة?!!
(ج)-
عن هذه الاحداث والتي عرفناها فيما بعد، ان هذه القوة المسلحة قوامها سودانيين مسلحين جاءوا من ليبيا لتغيير نظام ٢٥ مايو بالقوة، وانهم وبالرغم من قلة معرفتهم بجغرافية الخرطوم وامدرمان، فقد استطاعوا وان يحتلوا اهم المراكز والشوارع الرئيسية في الخرطوم وفرضوا عليها سيطرتهم الكاملة، كانوا يجوبون شوارع الخرطوم الرئيسية بعرباتهم بكل أمن وامان بلا اي خوف، لم يجدوا اي مقاومة علي الأطلاق من قبل القوات المسلحة او من رجال الشرطة، فقد سارعوا بمجرد دخولهم الخرطوم محاصرة “القيادة العامة”، وطوقوها كالتفاف السوار بالمعصم، ومنعوا الجميع في “القيادة العامة” من الخروج.
(د)-
كل الضباط والجنود في القوات المسلحة الذين كانوا وقتها في منازلهم، لم يستطيعوا الوصول للقيادة العامة، فكل الطرق الرئيسية والفرعية المودية للقيادة كانت واقعة تحت قبضة المسلحيـن، ومما زاد من تازم الوضع، ان الاتصالات عبر الهواتف كانت مقطوعة بسبب وقوع (مصلحة المواصلات السلكية واللاسلكية) في ايدي المسلحين، وقع هـذا الهجوم المسلح علي الخرطوم في يـوم عطلة نهاية الاسبوع ” الجمعـة “، مما جعل الاتصالات بين المواطنين والجهات الرسمية لمعرفة الحاصل مقطوعـة تمامآ.
(هـ)-
وايضآ، مما زاد من حيرة المواطنين وبلبلة افكارهم ، ان الاذاعة في امدرمان كانت تحت قبضتهم ، ومع ذلك لم يذيع احد منهم بيان او خطاب يعلن فيه ماهي اهداف الحركة العسكرية؟!!..لم يستطع احد من سكان العاصمة وامدرمان- بصورة خاصة دون باقي المدن الاخري- ان ينام امنآ ، فقد ظلت اصوات طلقات الرصاص مدوية بلا توقف طـوال الليل.
(و)-
في صباح اليوم التالي – السبت ٣/ يوليو- تدفقت الاخبار، وعرف المواطنين ان المسلحين سودانيين لحمآ ودمآ، جاءوا من ليبيا بعرباتهم واسلحتهم لتغيير النظام برمته واحلال نظام جديد، جاءت الأخبار ايضآ وافادت عن سقوط قتلي كثيرين من ضباط وجنود في القوات المسلحة، وتم معرفة رتبهم العسـكرية، وعرف الناس قصة احتلال الاذاعة ومبني التلفزيون، والتخريب الذي طال بصورة كبيرة مبني السلاح الطبي وقصفه بمدافع (اربجي)، وكثير من المباني في بعض المؤسسات الحكومية.
(ز)-
ثلاثة ايام بلياليها الطوال، – وهي المدة التي وقعت فيها الخرطوم تحت سيطرتهم – ، ما كان هناك رد فعل من قبل حكومة الخرطوم، او من اي مسؤول كبير في السلطة!!، ولم يعرف احد اين اختفي النمـيري ونائبه الاول؟!!
الـمدخل الثاني:
(أ)-
في اليوم الخامس من يوليو – اي بعد ثلاثة ايام من وقوع الحدث -، استطاعت القوات المسلحة ان تستجمع قواها، وتجري اتصالات بضباطها في منازلهم ، وبالفعل تجمعـوا غالبية الضباط بشكل كبير في مناطق محددة، وبادروا بالهجوم والانقضاض عـلي المسلحين الذين نفذت ذخريتهم.
(ب)-
في يوم ٥ يوليو- وتحديدآ فـي الساعة الحادية عشر صباحآ-، بدأت القوات المسلحـة فـي استعادة المواقع الهامة في الخرطوم ، وبعد معارك غـير متكافئة بـين الطرفين من ناحية العدة والعتاد العسكري، تـم تدمير مراكز المسلحين في أرض المطار، وكان المطار قد وقع في قبضتهم لمدة ثلاثة ايام كاملة، منعوا خلالها نزول او اقلاع الطائرات، وكان تخريب كبير قد وقع في مباني المطار.
(ج)-
فـي هذه الاثناء استطاع بونا ملوال وزير الثقافة والاعلام وقتها،ان يجري اتصالات مع السفير المصري في الخرطوم لارسال مهندسيين وفنييـن مصريين لاصلاح العـطب في اجهـزة الاذاعة، وبالفعل وصلوا الخبراء واصلحوا ما تلف ، واصلت بعدها الاذاعة ارسالها رغم الخراب الذي ضرب المباني الرئيسية داخل الاذاعة.
(د)-
جاء صوت نميري عبر الاذاعة، وكان قد وصل الي الاذاعة وهو في حالة يرثي لها، وبدأت عليه علامات الأنهاك والتعب الشديد بصورة واضحة، وفي حالة عصبية للغاية، راح يؤكد من خلال خطاب للشعب، ان البلاد تعرضت لعملية غـزو من قبل (مرتزقة) جاءوا من ليبـيا بهدف تغيير الوضع القائم في البلاد، وان كثيرين من هـؤلاء (المرتزقـة) مازلوا في العاصمة المثلثة، بعدها اصدر النميري توجيهاته الشديدة- وهو من داخل الاذاعة- لكل الضباط والجنود القضاء علي(المرتزقة) بلا رحمة اوشفقة.
(هـ)-
قامت قـوات (الصاعـقة) بعمليات انـزال جنود فوق سطح مبني (مصلحة المواصلات السلكية واللاسلكية)، وقعت معـركة ضارية زادت من تـدمير المبني والأجهـزة، انتهـت المعركة بمصرع (١٢٤) قتيلآ من الطرفيـن ،احتلت بعدها القـوات المسلحة المبني وحاصرته بالمصفحات، استعادت القوات المسلحة ايضآ بكل سهولة مبني الاذاعـة والتلفـزيون، وقتها قال احد ضباط القوات المسلحة بعـد ان تم أسرعـدد كبيرمن المسلحين:
“لقدوا كانوا في حالة يرثي لها مـن الجوع والعطش الشديد فهم ” الأسري” ما ذاقوا طعام ولا شراب منذ اكثر من اربعة ايام، كانوا بلا ذخيرة كافيـة، حتي عـرباتهم كانت بلا وقـود، ومنذ ان قاموا باحتلال مباني الأذاعـة والتلفـزيون ما قـربهم احد مـن المسؤولين عنهـم، ولا تلقـوا اي امدادات). واكمل الضابط كلامه:
“لقـد قمنا علي الفور باعدامهم، فكميات الحزن عـلي ضحايانا من ضباط وجنود في القوات المسلحة، وايضآ طريقة تصفيتهم للواء طبيب الشلالي، الذي اثناء عبوره لكوبري امدرمان فـي طريقه للسلاح الـطبي حيث اوقفوه وانزلوه مـن سيارته واقتادوه الي تحت الـكوبري، وهناك قتلوه رميآ برصاص المدافع الرشاشة، ثم تركوه فـي مكانه مدة يومين، كل هذه الاسباب جعلتنا نتجرد تمامآ مـن اي عاطفة اوشفقة نحوهـم”.
(و)-
في اليوم الخامس من يوليو ١٩٧٦، شوهدت الدبابات التابعـة للقوات المسلحة وهي تجوب شوارع الخرطوم بكثافة شديدة، ولم تجد اي مقاومة او اعـتراض من المسلحين الذين تبقوا احياء ، بدأت الأذاعة بعد الساعـة السادسة مساء تبث برامجها ال “ثوريـة” والأناشيد الحماسية، وبين الفينة والاخري راحوا المسؤولين في الوزارات والمصالح الحكومية يناشدون الموظفين والعمال بضرورة تواجدهـم صباح اليوم التالي في مواقعهم، ثم ياتي بعده مسؤول اخر يؤيد ويبايع القائد المظفر جعفر نميري الذي دحر العدوان وسحق الغزاة المرتزقة…وحرق قلب القذافي!!، كان من الواضح، ان المسؤولين في الاذاعة قد افتقدوا المواد التسجيلية التي يمكن ان يملأوا بها زمن الارسال، فأستعانوا بالمسؤولين لملء الفراغ الزمني بحشو الكلام وبلاغات التأيـيد.
المدخل الثالث:
(أ)-
كانت فـرصة لضباط القوات المسلحة – بعد ان تلقوا الضوء الاخضرمن رئيسهم النميري القضاء علي المسلحين الغزاة- الانتقـام منهم شرانتقام، ورد الأعتبارلانفسهم بعد عمليات التحقير والإساءات التي لحقتهم خلال ايام الاحداث.
(ب)-
بدآت عمليات التفتيش عن المسلحين الغرباء، جرت اعتقالات طالت الكثيرين من الأجانب والوافدين من دول الجوار، الذين اصلآ لا ناقة لهم ولا جمل في احداث الخرطوم، وجروا جرآ الي منطقة (الحزام الاخضر) جنوب الخرطوم، حـيث تمت هناك عمليات تصفيات جسدية فـورية وبلا محاكمات شملت بصورة خاصة مئات مـن الاثيوبيين والارتريين ، هؤلاء الضحايا شاء حظهم العاثر ان يموتوا في الغربة بعد ان هربوا من حكم الرئيس الاثيوبي هيلي ماريام القاسي!!´
(ج)-
جاءت اخبار كثيرة فيما بعد اكدت، ان من تمت تصفيتهم جسديآ بعد عودة الحكم العسكري مجددآ برئاسة نميري قد فاق عددهـم اكثـر من ثلاثة الف وافد ولاجئ، ومن بينهم بعض مختلي العقول تم التقاطهم قسرآ من الشوارع والاسواق، وبعد اعدامهم ودفنوا في مقابر جماعية في منطقة (الحزام الأخضر)، يحكي احد الضباط عن التصفيات، فقال:
” كنا نأمر المعتقلين بحفر المقابر، وبعد ان ينتهوا من حفرها وتعميقها، نامرهم بالرقاد داخلها، ثم يطلق عليهم الجنود بوابل من رصاصات المدافع الرشاشة، وتقوم دفعة اخري من المعتقلين بردم المقابر!!..ونعيد الكرة مجددآ عليهم فيما بعد”.).
الـمدخل الرابع:
(أ)-
إبراهيم السنوسي، الذي شغل منصب مساعد رئيس الجمهورية، وعاش في نعيم حكم البشير، كان واحد من الذين حملوا السلاح ضد النميري عام ١٩٧٦، وشارك مشاركة فعالة في هذه الاحداث، وكان من ضمن الذين دخلوا الخرطوم مع المسلحين، وفوق كل هذا هناك اتهام قوي موجه ضده، بانه هو شخصيآ من قام باغتيال الطبيب اللواء الشلالي تحت كوبري امدرمان!!
(ب)-
في عام ١٩٧٦حمل السنوسي السلاح ضد المشير النميري بحجة انه رئيس ديكتاتوري يجب الاطاحة به، وضرورة استعادة الديموقراطية المسلوبة منه ،ولكن بعد واحد واربعين عام من حركة ٢ يوليو رايناه قد ترك السلاح والثورية الاسلامية، وعمل تحت امرة مشير ديكتاتوري!!…- يفهموها كيف دي ياحاج سنوسي؟!!
(ج)-
في اليوم الاول من يونيو عام ٢٠١٨، نشرت صحيفة “الراكوبة” تصريح خطير ادلي به مساعد رئيس الجمهورية، ورئيس شورى المؤتمر الشعبي، الشيخ إبراهيم السنوسي، حمل الصادق المهدي المسؤولية التاريخية لفشل حركة يوليو 1976م، التي قادها العميد محمد نور سعد للإطاحة بنظام الرئيس جعفر محمد نميري…وكشف السنوسي في خيمة الصحفيين التي تنظمها مؤسسة “طيبة برس” للإعلام، بفندق ريجنسي عن الأسباب التي ادت إلى فشل المعارضة السودانية آنذاك والإخوان المسلمون وحزب الأمة والاتحادي الديمقراطي للقيام بعمل عسكري في فجر الثاني من يوليو من العام 1976، وقال إن الصادق المهدي استبعد الإخوان المسلمين من الاستيلاء على الإذاعة ودفع بهم إلى المطار، وأشار إلى أن تأخر وصول عربة السلاح إلى العاصمة، ادى إلى مغادرة الرئيس الأسبق جعفر نميري لمطار الخرطوم، عقب نزول طائرته قبل ضربها مما أسهم في فشل الحركة.
المدخل الخامس:
(أ)-
القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي سيد أبو علي يروي قصة فشل ثورة الثاني من يوليو…
“خيانة الصادق المهدي ضربت عملية الثورة، وهذا ما فعله مبارك الفاضل هذا الرجل غيّر الخطة وأرسل المسؤولين إلى ماموريات وهمية المهدي اختلف مع الشريف حسين وهذا ما قاله للقذافي” …
(ب)-
القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي سيد أبو علي:
“قاوموا نظام مايو بشراسة، لكن الخيانة دائماً ما تقصم ظهر أي عمل ، غدر بهم الإمام الصادق المهدي بعد أن نصب كرئيساً شكلياً للجبهة الوطنية، غير الخطة دون علم الشريف حسين فأربك الوضع في الخرطوم، انهارت العملية حتى قبيل تنفيذها راح ضحيتها الكثير الكثير، وحاولوا اقتيال زعيمهم العسكري الشريف حسين الهندي ، حكاية تجدها أقرب للخيال سرد تفاصيلها لنا القيادي المخضرم بالحزب الاتحادي الديمقراطي سيد أبوعلي الذي شارك فيها بقوة فإلى مضابط الحوار..)
– الرابط اعلاه –
(ج)-
في حوار صحفي اجري مع القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي سيد أبو علي:
أين مبارك الفاضل من كل ذلك؟!!
– مبارك كان مسؤولا عن السلاح لكن استهلك السيارات التي جلبها الشريف لتنفيذ العملية وعندما أعلنت الصافرة لجلب السلاح من مكان تخزينه لم نجد سيارات لأنها استهلكت وأصبحت لا تقوم بأي عمل وهذا بالتأكيد تكتيك وتدبير من الصادق المهدي.
(د)-
إلى ماذا تعزي فشل الخطة؟!!
– إلى خيانة الصادق المهدي الذي ضرب كل العملية وكان من ضمن الاتفاق ألا يدخل أحداً في تنفيذ العملية، لكن الأنصار جاءوا بشباب من حزب الامة كانوا معتقلين إبان انقلاب حسن حسين واستأجروا منزلا لكن عناصر الأمن استطاعوا أن يزرعوا أحداً وسطهم وكان ينقل كل ما يدور في اجتماعاتهم وتم اعتقال كل المجموعة.
(ج)-
٭ ألم ترون خيانة الصادق المهدي من قبل ؟!!
– قبيل مغادرتنا للشريف حسين حذرنا من الصادق المهدي وقال لنا بالحرف الواحد (اعملوا حسابكم من الصادق المهدي لانه بإمكانه مفاجأتكم في أي وقت) لكن قلنا له نحن في الداخل متوفرة الثقة بيننا لا يوجد أي قلق وطلب منا تغير منزلنا وكذلك المكاتب التي نجتمع فيه.
بكري الصائغ
والله اتعجب أنا من إصرارك باطلاق لقب إمام في كل مقالاتك على صادق مهدي !!!؟
احداث ومواقف لا تنسي:
حتي لاننسي خيانة الصادق المهدي وقصة
اخفاء الاموال المخصصة للغزو عام ١٩٧٦!!
١-
رغم مرور (٤٣) عام علي احداث ٢/ يوليو ١٩٦٧، الا انها مازالت متقدة في اذهان الكثيرين الذين عاصروها لحظة بلحظة، من بين الذين شاركوا في احداث ذلك اليوم المشهود في تاريخ السودان، السيد/ محمد وقيع الله، وهو من ابرز قيادات الحركة الإسلامية في ذلك الوقت، قام بتاليف كتاب قيم للغاية اختار له اسم (الاخوان .. وسنوات مايو: قصة وثائق الصراع والمصالحة).
٢-
تكمن اهمية هذا الكتاب التاريخي، ان مؤلفه قد رصد بدقة شديدة اسرار بالغة الخطورة عن الخيانات المتعمدة التي وقعت قبل وبعد واثناء سير المعار في الخرطوم ايام ٣-٤-٥ يوليو ١٩٧٦، ان هذه الخيانات هي التي اودت بعملية الغزو للفشل والانهيار الكامل، ومقتل الآلاف من المقاتلين واللاجئين.
٣-
جاء في كتابه مايلي:
في صفحة 34 وتحت عنوان ( ظهور الخيانات) :
(أ)-
حالت أسباب كثيرة دون توجيه هذه الضربة الثانية للنظام المايوي.. وكان احد اهم هذه الاسباب ظهور الخيانات والخلافات بين عناصر الجبهة الوطنية ، وكان الصادق المهدي ما يفتأ يمهد لهذه الخلافات بسبب تصرفاته الفردية وتشككه في حلفائه في الجبهة . فمنذ بداية تسليح الحركة الوطنية رفض الصادق ان يكون للعناصر الاسلامية فيها مجرد علم بهذا الامر ، وفاتح في ذلك الشريف حسين الهندي الذي رفض هذا التآمر على الاخوان ، وواجه الصادق قائلاً كيف يمكن ان نخفي هذا الامر على الاخوان، مع ان الذي كتب معنا هذا الاتفاق هو عثمان خالد نفسه ؟!!
(ب)-
وبعد ان تسلمت الجبهة كميات السلاح والدعم ، حاول صادق المهدي مرة اخرى ان يخفي ذلك على الاخوان ، فواجهه احمد عبد الرحمن وعثمان خالد بمعرفتهما للامر ، وقال له عثمان خالد : انك قد تتمكن من غش كل الناس ، ولكنك لن تستطيع غش اعضاء الحركة الاسلامية لانها حركة شابة ومنظمة وواسعة الانتشار . وأي مكان تذهب اليه ، او أي اجتماع لك مع الاخوة السودانيين سوف تجد فيه عناصر من الحركة الاسلامية واي مستشارين يشيرون عليك بعمل ما يكون منهم احد من افراد الحركة الاسلامية وانا لم احضر لك لتأكيد لي انك استلمت السلاح والاموال التي تخص الجبهة الوطنية ام لم تستلمه ، لانني اعلم تماماً مقدار المال الذي استلمته ، كما اعلم ايضاً البنك الذي اودعته فيها واعلم ايضاً كمية السلاح الذي سلم لك ( لان الدفنوه ديل ناسنا)!!
(ج)-
ويمضي الكاتب قائلاً في نفس الصفحة:
وقد أثرت هذه المواجهة على الصادق المهدي فوافق على عقد اجتماع للجنهة في شهر رمضان في جدة ، حيث تقرر عقد اجتماع عام للمكتب الياسي في موسم الحج ، حضره الصادق والشريف واحمد عبد الرحمن واحمد زين العابدين ومهدي ابراهيم بالاضافة الى اعضاء المكتب السياسي . وبعد سلسلة لقاءات تمكنت الجبهة من وضع ميثاق عام لها ينص على الالتزام بالعقيدة الاسلامية ، ونظموا مع عزل الحركة الشيوعية ، باعتبارها اصل البلوى التي جاءت بالانقلاب المايوي .
(د)-
ورغم هذه المواثيق والاتفاقات ، الا ان الصادق المهدي كان يتجاوز كل ذلك ، ويقع في زلات خطيرة متتالية قوضت محاولات الجبهة كلها وفي رأسها حركة يوليو 1976.. فقد اختار من وراء الجبهة قريبه مبارك الفاضل المهدي ليكون مسئولاً عن الاعداد والترتيب داخل السودان ، وذلك بالرغم من صغر سن مبارك وقلة حنكته ، ثم عهد الى عدد من اتباعه بالداخل لشراء العربات التي ستنقل السلاح الذي خزن على مسافة 300 كيلو متراً من العاصمة ، وقد قام هؤلاء بنهب الاموال واشتروا سيارات تالفة لم تستطع ان تنهض بمهمة نقل السلاح ، وكانت تتعطل بعد كل كيلومتر او اثنين ، واضطر العقيد محمد نور سعد ، قائد العملية العسكرية ، الى ان يتصل بالقيادة على الحدود معلناً هذا الفشل ، ومعلناً اعتقال بعض الذين تعطلت بهم السيارات ، واكد بأنه اذا لم ترسل سيارات بمستوى رفيع ، فأنه سيقوم بايقاف العملية كلها ، وسيخرج من السودان .
(هـ)-
وقد راى اعضاء القيادة ان يرسلوا سيارات جديدة محملة بالاسلحة ، لتقطع مسافة الفي كيلو متر، وتنقذ العملية التي تهددت بالفشل .. وقد كان على قيادة عملية الانقاذ كل من عثمان خالد واحمد سعد عمر ومهدي ابراهيم ولكن اصر الصادق المهدي اصراراً شديدا على استبقاء عثمان خلد ، بحجة ضرورة يقائه لمشاورات تكوين الحكومة الجديدة ، وقد كان يخشى في واقع الامر ان يقوم عثمان خالد بالاستئثار بالامر ، مما لم يكون يطوف في خاطر عثمان خالد الذي كان مشغولاً بانقاذ العملية من اخطاء الصادق التي ورط المجاهدين فيها .
(و)-
ثم بدأت مفاوضات القيادة في الكفرة ، وقال الصادق ان الانصار الذين شاركوا في هذه الغزوة .. ذهبوا الان وهم يعتقدون انهم سيقيمون دولة المهدية ، واذا لم يكن تكوين الحكومة الاولى مراعياً للاحجام والاوزان، فأن هؤلاء الانصار لن يقبلوا بها ، ولا بد ان نكوك واقعيين وتشكل الحكومة بالطريقة التي ترضيهم .
وقد انفعل الشريف الهندي انفعالاً شديداً لهذا الاتجاه الاستئثاري من الصادق المهدي ، والذي يناقض به ميثاق الجبهة فخاطبه قائلاً : يا الصادق ، والله الكلام القلتو ه شين ، وما بتقال ، اولاً انت بتتكلم عن الاحزاب ذات الوزن وذات الحجم ، والله لما قامت مايو دي ، انا كنت قاعد في الخرطوم ثلاثة ايام ،قبل ما اصل الجزيرة ابا والله ما شفت زول واحد من ناس الاحزاب ذات الوزن وذات الحجم دي كلها اللي جرت وخشت في مايو ، ما شفت زول واحد منها قام يدافع عن الاحاب او يدافع عنها ، الا الشبان ديل . ونحن لمان بقينا في الخارج واحتجنا نتصل بالناس ، سوينا الاتصالات بواسطة هؤلاء الشباب . ثم اننا اتفقنا مع الناس ديل وكتبنا ميثاق ، نجي قبل مل يجف مداده نغيره ؟!!
وبعدين انت كلامك عن الانصار ، وانهم مايرضوا لو ما كان زيد او عمرو من انصاركم النضاف القاعدين في الخرطوم ، بقى وزير ، الكلام ده ما صاح… الانصار ديل الغبش الانت بتتكلم عنهم ، الشافوا الحر بتاع ليبيا ، وقعدوا في الغابات بتاعة اثيوبيا ، ما مرقوا عشان ديل يبقوا وزراء .. الناس ديل مرقوا من اجل الشريعة ، وكلامك ده فيه تبخيس لي جهادهم ، وصبرهم ، وللهدف المرقوا من اجله . وانتو الناس ديل ما حاتذكروهم … ونصيبهم من القصة دي كلها هو الموت والكتل والحر والهم العايشين فيه ده . وانا بفتكر نحن لو دايرين نغير السودان ، تغيير صحيح ، نلتزم بالشيىء الاتفقنا عليه ، عشان تاني ما نرجع للمتاهات القديمة اللي كنا فيها . وكلامك ده بداية الطريق البرجعنا للوضع السابق .
(ز)-
ثم تحدث عمر نور الدائم وللمرة الاولى في التاريخ ، يعترض علانية على الصادق المهدي ، اذ قاله بالحرف الواحد : ( يا سيد الصادق الكلام القلتو ده ما صاح) .. وقد تراجع الصادق المهدي عالمضي في حديثه بعد ان سمع هذا النقد ، ولكنه اضمر نواياه في نفسه وابدى لاعضاء الجبهة وكأنه قد اقتنع برأيهم .
(ح)-
…. وجرت عملية المراجعة والنقد والتقويم ولما وجه اللوم للصادق المهدي لانفراده بأتخاذ قرارات رعناء قادت الى الفشل انفجر قائلاً:( يا جماعة انتو زامننا في شنو ؟ نحن المال مالنا ، والرجال رجالنا ، والصلات صلاتنا ) ( بكسر الصاد)، فواجهه عثمان خالد موضحاًان المال ليس مال الصادق المهدي ، وانما هو مال الجهات التي ساعدت الجبهة ، وان الاتصالات لم يقم بها الصادق المهدي ، وانما قام بها الاخوان من قبله ،ومن قبل ان يخرج هو من السودان ، حيث بدأها محمد صالح عمر واحمد عبد الرحمن وعثمان خالد وزين العابدين الركابي ،واقنعوا عمر نور الدائم بعدم الرجوع الى السودان بعد الانقلاب المايوي ، وقام شباب الاخوان يتوصيل رسائل عمر نور الدائم والشريف الهندي الى الانصار والاتحاديين بالداخل ، قاطعين الفيافي على الاقدام غير هايبين ولا حذرين ولا ملتفتين الى اخطار الطريق . واما الرجال فهم ليسوا تبعاً لأحد ، وانما هم رجال السودان ككل.
(ط)-
ويمضي الكاتب قائلاً( صفحة 39):
واجرى الصادق من وراء الجبهة اتصالات مع الشيوعيين ، الذين وقع ميثاقاً بالامس يقضي بعزلهم ومنعهم من العمل السياسي ، ناهيك عن اشراكهم في عمل الجبهة الوطنية ، وعندما علمت الجبهة بأتصالاته بعز الدين علي عامر في لندن واجهه احمد زين العابدين بذلك فأجاب الصادق بأنه رئيس الجبهة وانه حر في ان يجري اتصالات مع من يشاء ، فأقرته الجبهة على اجراء الاتصالات ولكن على ان يخطر مكتبها السياسي في اول اجتماع بمضمون تلك الاتصالات حتى تتخذ القرار اللازم في امرها .
ثم اجرى اتصالات اخرى في لندن مع مأمون عوض ابو زيد في اكتوبر 1976 أي بعد اربعة اشهر فقط من وقوع الغزوة . واجرى اتصالات اخرى في ابو ظبي مع خالد فرح وعصمت زلقو ومأمون عوض ابو زيد ولم يخطر الجبهة بكلا الاتصالين .
(ي)-
من هنا يتبين لنا لماذا انسحب الصادق المهدي مبكراً من التجمع المعارض للإنقاذ وحسب تحليلاتنا انه كان يرغب في رئاسة التجمع ولكن تشبث المرغني بذلك المنصب لم يتح للصادق تلك الفرصة , مع قناعتي التامة انه لا خير في التجمع ولا خير في الصادق أبان تلك الفترة من عهد الإنقاذ . فقد أتى الجميع طائعين لا كارهين.
سوف يتم رفع قضية ضد الديناصور قريباَ، حيث أنني من الذين ظلوا يُعانون طوال حياتهم، بسبب الإعاقة التي تسببت فيها مرتزقة ليبيا، وعليه دفع تعويضات مليارية، أو يتم تسليمه إلي المناضلة بنسودا المنصورة، فوراً.
معتوه، لا يفهم من السياسة، سوي تدمير الخصوم والدسائس والخيانات، ليتسيد، هو الموقف !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سُئل النميري، بعد عودته من منفاه في القاهرة، عن ما هو الأمر الذي يندم علي عدم قيامه به خلال سنين حكمه، فأجاب : إنني لم أقتل الصادق، وليته فعل !!!!!!!!!!!!!
وثائق مصورة (فيديوهات) عن
احداث ٢/ يوليو ١٩٧٦…
١-
محاولة انقلاب 1976 في السودان
https://www.youtube.com/watch?v=sQbk1SrbrdI
٢-
قائد إنقلاب 76 محمد نور سعد
https://www.youtube.com/watch?v=xN0zK6FO4Gs
٣-
الساعات الأولى للغزو الليبي
https://www.youtube.com/watch?v=kAtYsGAV4S4
٤-
محاكمة المشاركين في الغزو الليبي
https://www.youtube.com/watch?v=49P1WMUGixA
٥-
جلسة المحاكمة العسكرية بمنفذي المحاولة الإنقلابية في 2 يوليو 1976 (المرتزقة) بالخرطوم
https://www.youtube.com/watch?v=bFRyjS_33Rg
٦-
الغزو الليبي 1976
https://www.youtube.com/watch?v=CK8E9sCULwI
الفنان الراحل/ وليم اندريا:
١-
ومضات في حياة الفنان الراحل وليم اندريه ..
https://www.sudaress.com/sudanile/27803
٢-
السوداني مغني الجاز وليم اندريا – اغنية –
https://www.youtube.com/watch?v=a26g1RgcXzs
٣-
William Andre Band -Kifaya Mozah – اغنية “كفاية مزاح” –
https://www.youtube.com/watch?v=rkqDbxpdy6A
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنآ محمد وعلى آله وصحبه مع التسليم..
(لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) صدق الله العظيم..
حتى لا ننساهم وهم في علاهم..
استدار الزمان اليوم كهيئته قبل أربع وأربعين عاما حين اقتحم الغبش الشعث الغبر الخرطوم فجرا فاحالوا صمتها صخبا وضجيجا.. و سيطروا في لحظات معدودات على القيادة العامة للقوات المسلحة.. وقيادات أخرى عديدة.. ففرح أقوام لأن تغيير الحكم رحمة وحزن آخرون من المجهول القادم الذي ربما اتاهم بما لا يشتهون.. وحبس الكل انفاسهم لسماع ما يزيد خوفهم او يبدده.. وحدث ما اضحي معلوما وهو المسطر في اللوح المحفوظ..
كان ذلك العمل الكبير يقف خلفه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا.. ولأن النصر أباؤه كثيرون وكذلك ادعياؤه.. والهزيمة يتيمة يتحاشاها من كانوا سببا فيها ويعافون حتى الحديث عنها.. ظلت تلك الانتفاضة الجريئة غير المسبوقة وابطالها من الشهداء والضحايا والايتام والارامل والاحياء يقبعون في غيابات النسيان و كهوف التجاهل وظلام الجحود و النكران.. فلم يكتب عنها الا بعض ضحاياها.. ولم يتم اي توثيق لمراحل الاعداد التي سبقت الموعد العظيم ولا يوجد سجل دقيق بأسماء الشهداء العظام و الجرحى والمفقودين واسرهم الكريمة.. كما أن ملف الهجرة الكبرى الأولى في أثر الإمام المجاهد الشهيد الهادي المهدي الي ارض النجاشي التي لا يضام فيها احد وما واجهه المهاجرين الأنصار من ضيق وعنت ومسغبة حتى اكلوا ورق الشجر..وهاجموا الزواحف في جحورها.. صمدو و صبروا وصابروا ولم يشكوا حزنهم وبثهم إلا لله. العلي القدير..
وعندما نادى منادي الجهاد هبوا خفافا اجسادا وزادا.. في هجرة عكسية الي ارض الفاتح العظيمة.. ثم دخلوا الوطن العزيز وزلزلوا أركان النظام الظالم المستبد.. وكادوا يقذفون به في الدرك الأسفل من مزبلة التاريخ لولا أن قضى الله أمرا كان مفعولا..
بالرغم من البطولات النادرة و التضحيات الجسام.. لم يبق للأبطال الذين قدموا كل غال ونفيس ولم يستبقوا شيئآ إلا ما دمغهم به النظام الظالم اهله بانهم مرتزقة.. و اسموا هذه الانتفاضة المجيدة.. بأحداث المرتزقة!! فاختلط حابل الحقائق بنابل الاباطيل.. فرفعت الأقلام وجفت الصحف.. وطويت الصحفات المشرقات طي السجل للكتب.. ولا بواكي للثوار ولا عزاء لذويهم.. وما عند ربك خير وابقى..
في ذكرى هذا اليوم الكبير.. نقف احتراما وتقديرا أمام الابطال الذي ساهموا بدمائهم وعرقهم ومالهم في تلك الأحداث الخالدة.. نذكر منهم بالتقدير الراحل د. عمر نورالدائم والشريف حسين الهندي وولي الدين الهادي المهدي الذين كانوا العون والعضد للإمام الشهيد الهادي والذين نظموا دار الهجرة وقدموا الدعم المعنوي والمادي للمهاجرين..
اما وكلاء الإمام ومندوبوه من الجنينة و دنقلا و القضارف وكافة مواطن كثافة وجود الأنصار في كردفان ودار فور والشرق و النيلين الأبيض والأزرق وسنار وكسلا و القضارف ونهر النيل والشمالية والخرطوم والجزيرة.. فجزاهم الله خير الجزاء وقد نسج وكلاء الإمام وقيادات الأنصار شبكة عنكبوتية لتنظيم خطوط الهجرة.. فشل النظام المايوي البغيض في نقض غزلها وفك شفرة غموضها الي ان باغتهم الثوار فجرا وهم نائمون.. التحية والتقدير والاحترام لهذه الفئة النادرة من القادة.. اخلاصا وولاء واقداما.. وقد سعدت بمرافقة مجموعة من هؤلاء الجنود المجهولين.. منهم رفيق المحاكم والزنازين الوكيل محمد ابراهيم عجب الدور كبير وكلاء الإمام في الشرق والذي حدثني كثيرا في أيام السجن الطويلة في سجن الدويم عن أسرار ملحمة الهجرة و المهاجرين فقد كان بيته في القضارف (الامية) التي تتحكم في كل ما يخص الهجرة والمهاجرين.. كان يعتز بمواقف زملائه الوكلاء واخلاصهم وتفانيهم من أجل العقيدة و المبدأ.. من الوكيل حسين دوسة والهادي آدم والمقدوم رجال في نيالا.. و بابكر نهار في الفاشر وسعد محمود مادبو في الضعين وال ضوالبيت في ام كدادة وود ابوراية في النيل الأبيض.. واحمد عبداللطيف وصديق شقدي والامير محمد عبدالرحمن نقدالله وابنه صلاح.. في مدني.. والعوض حسن علي بالدامر وابو القاسم سعد وود الحسن في العكد والأمير حسن حسين بشندي وعكريب في العالياب وصديق عثمان يس في عطبرة الخليوة.. وودكنون واحمد الماحي في الباوقة.. والرحماب في العبيدية.. و الزبير حمد الملك في دنقلا.. وحامد يعقوب بابكر في السوكي واحمد العبيد في سنار.. والصادق ابراهيم وحسين آدم في الحواتة وابوحوة والنور غبوش في كساب.. وزملاؤه من قيادات.. الحزب في القضارف.. الرشيد ابو جديري.. والماحي محمد الماحي واخوه الدود.. وبلة عرديب وآدم حامد وعثمان الصادق.. والوكيل مصطفى قسم الباري.. والعم شمعون والخير عبد الوهاب في كسلا.. وغيرهم من افاضل الرجال الندر..الذين حفظوا العهد واماتوا السر الرهيب الذي دونه دق العنق.. اماتوه بالكتمان..
كان الراحل الكبير الشريف الحسين الهندي يكثر من الحديث عن الأنصار الذين جمعوا بين النصرة والهجرة فأصبحوا (الأنصار المهاجرين) .. وكان شديد الإعجاب بالثنائي الخطير.. مبارك شمس الدين مكي وأحمد عبدالله سعيد.. وكانت من مهامها توصيل الرسائل عبر الصحراء من العوينات الي السودان وبالعكس وكانا يحملان الرسائل الخطيرة داخل أحذية المركوب البالية فلله درهم..
كان القائد الإداري لهذه الملحمة إداري فذ تسلح بالعلم والايمان والاخلاص والشجاعة.. تدرج في سلم الخدمة المدنية حتى أعلى درجة في الخدمة مدنية وهي مساعد المحافظ.. ولكنه من أجل الوطن و المبدأ ركل الوظيفة المرموقة وتفرغ لاداء المهمة الخطيرة.. إدخال السلاح والحفاظ على سرية مخابئه.. وتوزيع المقاتلين والذين دخلوا افرادا و جماعات وايوائهم واعاشتهم والحفاظ على سرية حركتهم حتى جاء الموعد المعلوم فخرجوا من مخابئهم كأنهم جراد منتشر.. لقد اسند الأمر الي إداري عليم بفنون الإدارة خبير.. انه ابن الجزيرة ابا الشهيد ابراهيم احمد عمر ابو الجدي.. اسمه الحركي (الغزالي).. تولى في المحكمة العسكرية الميدانية مسؤولية ما حدث في شجاعة نادرة و نكران ذات.. وقد كنت زميله في تلك المحاكمة الظالمة.. وقد واجه المشنقة والشناق بثبات الجبال الراسيات.. وكان معه في تلك المحاكمة اخوه سليمان.. وأخوه كمال في محكمة أخرى.. وكان ابوهم يفخر بأن أبناءه ماتوا من أجل الدين والوطن.. ومما يجدر تسجيله.. أن الرئيس المعزول نميري قام بتعيين ارملته الأستاذة مريم عبدالمحمود عضوا بالهيئة المركزية للإتحاد الاشتراكي.. بعد المصالحة الوطنية عام1977م.. فرفضت التعيين وعافت الوظيفة..
رحم الله الشهداء الكرام البررة.. ولا نامت أعين الجبناء.. والله اكبر ولله الحمد..
عبدالرسول النور إسماعيل..
١-
غريـبة!!
ولا كلمة واحدة في التعليق الطويل عن الصادق المهدي!!
ولا عن محمد نور سعد!!
ولا عن سيد أبوعلي فضل!!
ولا كلمة عن مبارك الفاضل!!
ولا كلمة واحدة عن صلاح الدين العتباني!!
٢-
شريط فيديو:
المصالحة نميري و الصادق المهدي
https://www.youtube.com/watch?v=nXAp_C2TTrw
٣-
الشريف حسين :
أرسلنا الصادق المهدي ليتفاوض حول المصالحة الوطنية فتفاوض حول مسائل مادية خاصة
https://www.youtube.com/watch?v=2jm52mB7v6A
٤-
وثائق امريكية عن نميرى (45):
المصالحة مع الصادق المهدي .. واشنطن: محمد علي صالح
http://www.sudanile.com/100700
أخوي الحبوب،
،Dr. John
١-
تحية طيبة، وسعدت بحضورك الكريم.
٢-
هل رفض الصادق المهدي الدخول الي الخرطوم والمشاركة مع المسلحين في اسقاط النظام ، وفضل البقاء في الخارج يراقب الاحداث من بعد؟!!
٣-
تحقيق صحفي اجرته صحيفة “الوطن” مع:
سيد أبوعلي فضل، كاتم أسرار أحداث 2 يوليو 1976م (ضربة المرتزقة) يكشف المستور
” الصادق رفض فكرة الشريف بأن تذهب قيادات المعارضة للداخل،وتعلن العملية كسياسين وعسكريين.. واكتفى بمتابعة الأمر من الخارج.”
وصلتني سبعة رسائل من اصدقاء اعزاء، علقوا فيها علي المقال، وكتبوا:
الرسالة الاولي من بون:
(رغم مرور44 سنة علي احداث 2 يونيو ١٩٧٦، الا ان هناك الكثير المخفي عنها، ومازالت بعض المواقف التي بدرت من الاحزاب الاسلامية المشاركة في غزو الخرطوم في طي الكتمان. في كل عام عندما تاتي ذكري الحادث تكرر الصحف نفس المعلومات القديمة دون اي اضافات جديدة!!، حتي الأمام الصادق المهدي لم يعلق علي الحدث ولزم الصمت!!.).
الرسالة الثانية من لندن:
(…رحم الله البطل الجسور العميد محمد نور سعد، قتلته الخيانة. في صبيحة يوم إعدام الشهيد وقف والده أمام المعزين والثكلي من النساء بكل رباطة جأش وجلد، قال للحضور: “أنا لا أبكي ابني أبداً، أنا راضٍ عنه لأني آخر مرة قابلته وقبل إعدامه قال لي: “يا أبي أنا الشيء العملته ده مقتنع بيه وراضي عنه”. هذه الكلمات صدرت من والد مكلوم في لحظات يعزّ فيها الصبر.).
الرسالة الثالثة من الخرطوم:
(…والله ياعمي الصائغ الخرطوم فيها سخانة بس زي سخانة نار جهنم، ومقالتك عن حركة 2 يوليو زادت من حرارة الجو، بالله دة كلو يطلع منك يا الصادق المهدي؟!!.).
وصلتني سبعة رسائل من اصدقاء اعزاء، علقوا فيها علي المقال، وكتبوا:
الرسالة الرابعة من الخرطوم:
(…القتل مازال مستمر من عام ١٩٧٦ حتي اليوم، امبارح قامت الشرطة بقتل مواطن مسالم في المظاهرة المليونية!!، رحماك ياالله رحماك.).
الرسالة الخامسة من الخرطوم.
(…لا اود ان اقلل من قيمة المقال ولكن لا جديد فيه، المهم ان الرسالة وصلت لمن نسي احداث ٢/ يوليو ١٩٧٦، وناس الجيل الجديد.).
الرسالة السادسة من موسكو:
(…الحبوب بكوري، نسيت تكتب عن المصالحة بين النميري والصادق المهدي الحصلت في عام ١٩٧٧ بعد سنة من هجوم المسلحين علي الخرطوم!!، المصالحة دي بينت معدن الصادق، وانه انتهازي خبيث، بحكم انها تمت من وراء ظهر الاسلاميين ومن شاركوا في معارك الخرطوم، وبدون علم حزب الأمة.).
الرسالة السابعة من الخرطوم:
(يا عمي الصائغ، لقد قسوت علي الامام الصادق المهدي قسوة شديدة وهو في هذا العمر وقد بلغ ال85 عام وكان الاجدي ان تتذكر قوله تعالي وهو يوصينا باحترام من طعنوا في السن – “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”-.).
الغازي العتباني كان من ضمن المجموعة التي احتلت دار الهاتف وحسب ما قرأت ان شقيق حسين خوجلي كان من ضمن المجموعه وتم قتله.
اما الغازي العتباني فقد لاذ بالفرار.
هرب من ارض القتال وعندما اصبح في السلطه بعد انقلاب الكيران المشؤوم كان يرتدي الزي العسكري ويقوم بتفويج افراد الدفاع الشعبي والمقهورين من شباب الخدمه الالزاميه بالخطب الحماسيه والوعود بالجنة والحور العين وكان يحثهم بالثبات في ارض المعارك الشئ الذي لم يفعله العتباني امام دار الهاتف عندما لاذ بالفرار.
مرت ـ كالعادة في كل عام ـ الذكري الرابعة والاربعين عام علي احداث ٢/ يوليو ١٩٧٦، ولم تنشر صحيفة محلية واحدة اخبار ومواضيع عنها!!، كنت اتوقع ان اجد مقالات واخبار جديدة من الذين شاركوا في احداثها، ان اجد تصريح او خطاب من الصادق المهدي، والدكتورغازي صلاح الدين العتباني (الذي شارك في احتلال مصلحة المواصلات السلكية والا سلكية)!!