مقالات وآراء سياسية

الجيش وقحت والجذريين والفلول كلهم خارج النموذج

طاهر عمر

الكل موجود في الساحة السياسية السودانية جيش تقوده اللجنة الامنية للبشير وقحت بنواة أحزاب اللجؤ الى الغيب أي أحزاب الطائفية والكتلة الديمقراطية ممثلة فشل طرح الهامش والمركز وفشلها قد تجلى في غياب مفكريين من بينهم يكونوا على الأقل على مستوى يدرك على أي قدر من الخطورة يقف السودان في راهنه وجذريين مصرون على تقديم حلول نهائية قد فارقت البشرية والمجتمعات الحية فكرهم قبل قيام الحزب الشيوعي السوداني في منتصف الاربعينيات من القرن المنصرم.
كلهم حاضرون الغائب الوحيد العقلانية من بين دفاتر فكرهم لذلك تجدهم في حماس عجيب تحركه محاكات الغريم وكل منهم يظن بأن الأمور ستصفى لصالحه. جذريون غير مستعجلين بل منتظرين حكومة قحت بعبقرية المكاجرة ودس المحافير وتكسير المجاديف ولا يهمهم عدم إدراكهم بأن الموقف والسلب الذي يجيدون يقول لهم يا حافر حفرة السؤ وسّع مراقدك فيها وقد أصبحوا في صف الكيزان مهما برروا بل ساقطون للقاع مثل أردول وعسكوري والتوم هجو وترك والامين داؤد.
الجيش تقوده لجنة الكيزان الأمنية بغباء البرهان الفاشل ولا يدرك بأن أي مماطلة في التحول الديمقراطي لا تزيد غير ورطته الأبدية في مسألة أن جرائمه لا تسقط بالتقادم وسوف يقضي بقية عمره يسكنه الخوف الأبدي وهو صدى صوت داخلي ينادي يا قاتل الروح وين بتروح؟ أما حميدتي فهو مغامر وعابر في تاريخ السودان والعابرون والمغامرون لا يمكن أن يكونوا جزء من مجرى تاريخ السودان مهما فعلوا ولكن زوبعتهم سببها غياب الشخصيات التاريخية من سجل النخب السودانية.
أما الكيزان حالهم كحال البرهان أي هروب للامام لا يزيدهم إلا غوص في وحل فكرهم الديني الذي لا يعرف سبيل للعقلانية وسيتورطون في جرائم سيكونون أول ضحاياها وهم لا يتورعون من التخطيط لعنف الكل ضد الكل وهذا فعلهم على الدوام خلال ثلاثة عقود حكموا فيها السودان وقد أخرجهم من التاريخ والآن في ظل غياب العقلانية وغياب الشخصيات التاريخية يخطط الكيزان لحرب الكل ضد الكل وعنف الكل ضد الكل ولا يجنون منها شئ غير الخزي والعار والغريب لهم أظافرهم التي يجرحون بها ويدمون بها وجه الشعب السوداني وهم فكي جبريل وناظر البجة ترك.
ولكن في غياب العقل والعقلانية لا أحد ينتبه لخطورة فكي جبريل وناظر البجة ككيزان بسبب غفلة النخب يتحدثون عن التحول الديمقراطي بقوة عين ويعرقلون مسألة التحول الديمقراطي والكل يعرف بأن خلفهم يقف الكيزان . حكاية فكي جبريل وناظر البجة ومسألة قتل وعرقلة التحول الديمقراطي مثل قصة موت معلن الكل يعرف بأن هناك جريمة ستقع إلا الضحية وهنا الضحية التحول الديمقراطي بديلا لسانتياغو نصار.
ويمكنك أن تسأل أيها القارئ كيف إنتشرت هذه البشاعة التي يمثلها فكي جبريل وناظر البجة من جهة والجذريين من جهة أخرى؟ وهذه البشاعة من بقايا الكيزان أي جبريل وترك وفعل الجذريين بمشاكاستهم وانتقامهم من الشعب السوداني سببه غياب العقل والعقلانية وغياب الحكماء والفلاسفة والأنبياء في لحظات إنقلاب الزمان كحال زماننا السوداني الآن كما يقول أرنولد توينبي المؤرخ البريطاني.
والجذريين في مجافاتهم للعقلانية يطرحون طرح هم أنفسهم يدركون بأنه لا سبيل لتحقيقه أي مسألة نهاية التاريخ وإنتهاء الصراع الطبقي في زمن يغيظهم أن عقلاء العالم قد أيقنوا من فكرة نمط الانتاج الرأسمالي وعقلانية الرأسمالية إلا الشيوعي السوداني في إصراره من أجل إنتقامه من شعب سوداني لم ينتصر لهم يوم في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم يوم إنقلابهم العسكري الذي أوردهم موارد الهلاك.
ولكن يمكنك أن تسأل سؤال وهو لماذا يوجد الجذريين ويكون لهم دور في عرقلة التحول الديمقراطي؟ والإجابة وجود الشيوعيين السودانيين كفاعليين وكمكاجرين ومعرقليين للتحول الديمقراطي سببه ليس لأنهم أذكياء وقادرين على البقاء والاستمرارية أبدا السبب لأن هناك كساد فكري بسببه أن أغلب النخب السودانية لم تدرك عقلانية الرأسمالية وبسببها قد أصبحت الديمقراطية كصيرورة بديلا للفكر الديني بما فيه الشيوعية كدين بشري أفشل من الأديان في جلب سلام العالم.
فشل النخب السودانية ومسألة عجزهم عن إدراك عقلانية الرأسمالية يجعل الشيوعي السوداني يمارس فعله السالب وعرقلته للتحول الديمقراطي لأنه في ظل التحول الديمقراطي الخاسر الوحيد هو الشيوعي السوداني حارس الشعلة المقدسة لماركسية ماركس في ظل عالم أيقن من فشل ماركسية ماركس إلا الذين قد ذهبوا للحزب قبل الذهاب الى الكتب كحال الشيوعي السوداني.
يذكرنا إصرار الشيوعي السوداني على ماركسية ماركس رغم فشلها بهوشة نخب يسار الستينيات من القرن المنصرم في فرنسا وكانوا يرددون مقولة مضحكة وهي من الأفضل أن أكون على خطاء مع سارتر ولا أكون على صواب مع ريموند أرون وهذا هو حال الشيوعي السوداني الآن وهو يقول من الأفضل أن نستمر على شيوعية أثبت العالم كافة فشلها بدلا من أن أكون على صواب في صف عقلانية الرأسمالية.
ولكن في فرنسا قد أثبت فشل ثورة الشباب عام 1968م فشل شيوعية سارتر وبعدها جاء فلاسفة ومفكريين لا يخافون من مواجهة فلاسفة ما بعد الحداثة وما بعد البنيوية وقد إنتصر وعاد عقل الحداثة من جديد يتحدث عن صيرورة الديمقراطية وعقلانية الرأسمالية وهذا ما ننتظره الآن في السودان لكي يبعد الشيوعي السوداني وأصدقاء حزبه من مشهد الفكر وحينها سيكون الطريق مفتوح لفكر ينتصر للحياة بعيدا عن فكر الأيديولوجيات المتحجرة وأحزاب اللجؤ الى الغيب وقد عانى السودان من نخبهما وهاهو التحول الديمقراطي في أصعب مراحل تخلقه.
بقى لي أن أنبه الجذريين وأصدقاءهم والجيش وخلفه الكيزان وقحت والكتلة الديمقراطية وهم جميعهم يراهنون على فشل النخب في مواجهة إنقلاب عبود وإنقلاب نميري وإنقلاب البشير الكيزاني وهم يسيرون من فشل لفشل وقد إنتهى رصيد ملامح الحداثة وملامح الدولة التي قد تركها الانجليزي بملامح دولة حديثة عجزت النخب السودانية عن تنميتها السياسية والاقتصادية.
ونقول لهم هذه المرة لا تتحمل فشل النخب لأن المرات الفائتة كانت تحت قاعدة ملامح دولة تركها الاستعمار والآن ليس تحت أقدامكم غير العدم لذلك فشل التحول الديمقراطي هذه المرة يقول لكم إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها وإني لأرى الدم يترقرق بين العمائم واللحى بإختصار أنكم تسيرون نحو عنف الكل ضد الكل لا ناجي منه أحد وكله بسبب اللا عقلانية في التحليل والتنظير والتنظيم والعجز عن الوقوف في وجه التحديات والتغلب عليها كما يقول عالم الاجتماع الفلسطيني هشام شرابي.
وفي الحقيقة أنكم تسيرون في خط قد سارت عليه شعوب كثيرة من ضمنها الشعب العراقي وذات يوم نبههم عالم الاجتماع العراقي علي الوردي لمسألة التحول الديمقراطي والفكر الليبرالي كحل لمجتمع ذو هياكل إجتماعية هشة التركيب وقالها لهم إذا فوّتم الفرصة فإنها لن تتكرر إلا بعد عقود وبعد عرق ودم ودموع.
وكذلك اليوم حال الشعب السوداني وهو في مفترق طرق ومأساته تكبر في غياب الفلاسفة والحكماء والأنبياء مع كثرة نخب أبناء نسق الطاعة في إتباعهم للامام ومولانا والأستاذ عند الشيوعيين كشعائرين ونحن نحتاج للمفكر العفوي والمبدع والمبتكر والمنتصر للعقل والفرد والحرية وهي تتطابق مع شعار ثورة ديسمبر التي يعبث بها العابثون رغم روعة شعارها المتطابق مع معادلة الحرية والعدالة حرية سلام وعدالة.
وفي الختام نسأل لجنة البشير الأمنية عن غيابهم بالأمس عن ورشة دمج الدعم السريع في الجيش هل هم يدركون فداحة فعلهم وهم يعرقلون إبتعاد الجيش من السياسة ومناشط الاقتصاد؟ أم أنهم سائرون كالسائر في نومه الى حتفه؟ نقول لهم أن مسالة ابتعاد الجيش عن السياسة ومناشط الاقتصاد هي نقطة تمثل أقل خسارة يمكن أن يخرج الجيش غير مأسوف على خروجه من السياسة والاقتصاد وإلا ستكون خطواتهم أي العسكر قد دخلت الى حيز الموبقات المهلكات والخاسر الأول هو الجيش.

 

‫4 تعليقات

  1. بالتأكيد هناك تحسن ملحوظ في الاسلوب حيث اختفى اسلوب الشيك لكن تقييم الماركسية من خلال نهج وممارسة الحزب الشيوعي السوداني اوقعك في خطأ منهجي لان ماركس كعالم اجتماع ما زال راهنا حيث تجتاح افكاره الاجتماعية الاوساط الاكاديمية الاميركية في يومنا هذا ولهذه الاوساط تأثير ملحوظ على يساريي الحزب الديمقراطي الاميركي اما في رد سابق اكتشفت انك لم تفارق الاسلام فكريا انما تتوهم ذلك وهاتوا حجتكم ان كنتم صادقين . اليك الحجة :
    قلت : ” يا عثمان المقال قد حطم لك أصنامك الذهنية لذلك رجعت للشعر االجاهلي للعرب في جاهليتهم”
    جوابي :هذا يثبت انك اسير الثقافة الاسلامية التقليدية حيث تتبنى نظرتهم العدائية لما اسموه بالعصر الجاهلي علما ان الاسلام أخذ عنهم الكثير اي اصبح شريكهم في الجاهلية .كذلك الامر لاحظت انك تضمر للاصنام كراهية كأي مسلم متزمت ومهما حاولت الهرب من جوهرك الاسلامي لن تستطيع حتى لو نعت غيرك بانه لا يستطيع ان يخرج من وحل الفكر الديني فانت تبقى شريكه .
    “وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَة *** وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ” امرؤ القيس (شاعر جاهلي )
    وكيف تقول ان التاريخ هو الاسطورة الاخيرة (هذا ما قاله شتراوس ) وتهاجم الاصنام التي منحت البشرية اساطير تفسيرية رائعة
    وهناك التباس واضح في فهمك لما قاله طه حسين حيث انه لاحظ ان هناك ايات قرانية تكرر ابيات شعرية مأخوذة من الاشعار الجاهلية ولمجرد ان صرح بذلك جن جنون المسلمين من امثالك وبدأوا بالهجوم عليه وما زالوا . وبالمناسبة هو لم يحسم امر ايهما منتحل الايات ام الابيات لكنه خوفا من دواعش ذلك الزمان ترك الامر في خانة الشك .
    واتمنى ان لا ارى مستقبلا اي ذكر لشرشوب شراشيبي هشام في مقالاتك .

  2. لقد كفيت ووفيت. تحليلك 100%. شيوعي+ناصري+بعثي
    جماعات نرجسية موهومة يعيشون خارج التاريخ بجمود فكرهم وخواءه .انما لا شئ اخر يقتادون منه الا هذه النرهات يعرفون انهم لا وجود لهم وسط المجتمع السوداني كفكر او سباسة. احزابهم هذه تصلح فقط لادب صالون!!!!!!
    وونسة؟؟؟؟. وكترف ابناء اثرياء لم يجدوا شيئا ينافسون به الموهوبون من اقرانهم وابناء جلدتهم سوي اثارة الغبار باطارات سياراتهم….هل يعقل بعثي او ناصري عروبي في بلد افريقي(قلب افريقيا) ان يكتب له النجاح؟؟؟؟ وان تحدثنا بالغة العربية.وشيوعية مهترئة وبالية . مشكلتنا في السودان مبتلئين باجترار افكار الاخرين ونريد تطبيقها علي السودانيين دون النظر الي واقع الحال والمجتمع هل يتقبل هذا الطرح ام لا..

  3. ليس العيب أن يكون السوداني شيوعيا أو بعثيا أو ناصريا أو اسلاميا لكن العيب أن لا يجدوا طريقة للتعايش الديموقراطي ببرنامج الحد الأدنى للحفاظ على البلاد.(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة). الطريقة التي يتصارعون فيها على السلطة الان احسبها جهالة والكل يعتبر نفسه الشريف والآخرين لصوص أو انتهازيين أو عملاء والبلاد تنحدر نحو الهاوية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..