مقالات وآراء

دكان التعاون (قصة قصيرة جداً)

عمر عبدالله محمد علي

1
عم حليم، صاحب كنتين في حي فقير، اشتهر بالأمانة والتساهل مع الزبائن عندما يتأخرون في دفع أسعار المشتريات. يبيع بضائعه بسرعة، فهي سلع أساسية لا يمكن الاستغناء عنها. أطلقوا عليه لقب الحكيم، لصبره وقلة كلامه. بعد قيام الثورة كان من مؤيديها، وعندما حدثت مجزرة فض الاعتصام، بالقيادة العامة، عض ّ الألم والحزن قلبه. فأصبح دكانه مكانا، للتشاور والحوار في محنة البلد. عم حليم، لم يتلق التعليم النظامي؛ ولكنه غني الحجة والثقافة والمعرفة. وافق عم حليم بعد لأي وجهد، لأن يكون مستشارا للجنة مقاومة الحي.

2

– [ ] بعض أبناء الحي المغتربين، عندما سمعوا بعم حليم، الذي لا يطفف أبداً. تداعوا لمساعدته، بملأ رفوف دكانه الخالي من السلع. خاصة، عندما عرفوا أنه رفض رفع الأسعار، بعد أن شحّ وجودها واختفت من المتاجر. وعندما وصل مبلغ الدعم، عبر لجان مقاومة الحي؛ التي هو مستشارها، أخبرهم بأنه قد قرر أن يحول دكانه، لدكان تعاون. وكل سكان الحي، سيكونون شركاء في هذا المتجر. والبيع سوف يكون بهامش، بسيط للربح.

ومن الأرباح ستولّد منها، مشروعات صغيرة ستكون مفيدة وفعّالة. سنبدأ الإتصال بعم جابر، تاجر الدواجن. بخصوص مشروع الدواجن الدائري. وهو مثلا، سنعطي لكل أسرة دجاجتين وديك. وسنبدأ بعشر أسر، أكثرهم حاجة. الدواجن مجانا ولكن المقابل، هو تقديم ثلاث كتاكيت من الأسر المستفيدة، لدكان التعاون. حتى تقدّم لأسر أخرى وهكذا، نكون قد أنجزنا بعض الأعمال المفيدة. بعد انتهاء كلام عم حليم، نهض الشاب الجمري رئيس لجنة المقاومة، وبعد أن شكر عم حليم قال، دكان التعاون سيقوم. ولكن ليس على حساب، دكان عم حليم. ثم مواصلا، سوف نطرح في اجتماع الغد، هذا الموضوع. وسنناقشه باستفاضة…

النهاية.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..