مقالات متنوعة

بين بوتفليقة وعمر البشير!

قدم عبد العزيز بوتفليقة درسا لكل الديناصورات المتشبثين بالسلطة حين استجاب للضغوط وتنازل عن السلطة، بل وطلب الصفح من شعبه عن كل الأخطاء التي يمكن ان يكون قد ارتكبها.
بوتفليقة يعترف له الكثيرون بالفضل في نهاية فترة العنف في الجزائر وفي معالجة اثار تلك الفترة الصعبة، وتحقيق المصالحة الوطنية، كما تنسب له إصلاحات كبيرة في الاقتصاد وانجازات في ترقية التعليم وإسكان محدودي الدخل، وكل مناحي الحياة في الجزائر.
ما ينتقص من قيمة إنجازاته هو الإصرار على البقاء في سدة الحكم، لعدة دورات، الانفراد بالسلطة وطول أمدها يغري بالاستبداد ويغري بفساد المجموعات او التنظيمات التي تشكل وعاء للسلطة.
لنر ما فعل عمر البشير في مقابل إصلاحات بوتفليقة: بدلا من تحقيق المصالحة الوطنية شنّ نظامه الحرب على جنوب السودان، تحولت الحرب الاهلية التي وقع الانقلاب لمنع تنفيذ اتفاقية سلام كانت تمثل آخر فرصة ذهبية للحل السلمي للمشكلة، تحولت الى حرب جهادية فدُفع الجنوب دفعا الى الانفصال، ثم شن الحرب في إقليم دارفور وفي جبال النوبة مخلفا مئات الاف الضحايا من المدنيين الأبرياء، وملايين النازحين الذين اجبروا على ترك قراهم ومزارعهم. أستأثر هو وحزبه الكيزاني الذي قام بتدبير الانقلاب بكل شيء في بلادنا، دمروا مؤسسة الخدمة المدنية فقط ليتيحوا لكوادرهم غير المؤهلة الفرصة لتحتل كل موقع في بلادنا، باعوا مؤسسات القطاع العام لمنسوبيهم وباعوا الأراضي والمشروعات الزراعية للأجانب، تحولت موارد بلادنا وصادراته الى غنيمة في يد التنظيم الشيطاني ومنسوبيه من الفاسدين، قاموا بإلغاء مجانية التعليم والعلاج في بلد غالب أهله من الفقراء.
بوتفليقة لم يرسل المليشيات لسحق الثورة ضد نظامه، لم يقتحم رجال أمنه البيوت ويعتقلون الحرائر، لم يعلن النصر على شعبه كما فعلت قوات أمن البشير في بري الدرايسة. لم يرقص بوتفليقة ورجال أمنه فيما دماء الشهداء لم تجف بعد كما يفعل الجنرال البشير.
بوتفليقة قدم الدرس، ومن قبله فعل الفريق عبود في السودان الشيء نفسه، وفعل حسني مبارك ذلك في مصر. فهل يعتبر جنرالنا؟
الزعيم والمناضل العظيم مانديلا ورغم انه جاء الى السلطة عن طريق صندوق الانتخابات، وكان بوسعه البقاء في السلطة عن طريق الصندوق مدى الحياة ان شاء ذلك، لكنه اكتفى بدورة حكم واحدة قبل أن يعلن زهده في السلطة.
أما جنرالنا فعلى استعداد لعمل كل شيء الا التنازل عن الكرسي، انه مثل جنرال ماركيز، السلطة بالنسبة له منحة إلهية لن يتنازل عنها الا بضربة عزرائيلية.
ثورة شعبنا أصبحت واقعا لا يمكن تغييره او الالتفاف حوله، شعبنا يريد الحياة والقدر يستجيب له والطغمة الحاكمة الى زوال قريب.

أحمد الملك
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..