المسلمون والإنسانية ..

قتل المواطن الامريكي من أصل افريقي جورج فلويد بطريقة بشعة تظاهر الامريكيين السود والبيض معا ضد هذه الجريمة ومطالبين بمحاكمة هذا الجندي الابيض وتعديل قانون الشرطة. وتظاهر الناس في اوروبا بجميع الوانهم وأصولهم تضامنا مع فلويد. ما الذي يجعل انسان يتمتع بكل حقوقه ان يتظاهر لأجل نصرة شخص اخر في بلد اخر انها الانسانية.

مجموعة من الناشطين عددهم يفوق الف ناشط وينتمون الى اكثر من 42 دولة جاءوا الى غزة عبر البحار وبقوارب غير آمنة تتلاطمها امواج البحر المتوسط محملة كل ما امكنها من الاغذية والادوية ووصلوا بالقرب من شواطئ غزة المحاصرة عندئذ هاجمتهم الشرطة الاسرائيلية ومنعتهم من الدخول الى غزة وضربتهم بالرصاص المطاطي وبالهروات . هؤلاء الناشطون مثقفون وكتاب وفنانون ومهنيون الذي يميزهم انهم جميعا يتمتعون بضمير انساني يجعلهم يرفضون ان يقفوا وقف المتفرج على تجويع نصف مليون انسان ويمنعهم ان يكون متفرجين على انتهاك الانسانية.

ما الذي يجعل الطبيب الجراح الأمريكى توم كاتين ان يتحمل مشاق الطرق الوعرة والبيئة الغير صالحة في جبال النوبة جنوب كردفان وتاركا الراحة والمتعة في بلده وهو المولود فى حى أمستردام تاون فى نيويورك حيث عالج مستشفاه 1400 مصاب توفى منهم ثلاثون ويفحص باستمرار مرضى 345 سريرا فى المستشفى، الذى يقدم خدمات أيضا إلى 750 ألف شخص يعيشون فى المنطقة. ومع بداية الصراع ، تدفق على مستشفى كاتينا جرحى من مدنيين وعسكريين ومتمردين وكان لا يفرق بين مسيحي ومسلم … انها الدفاع عن الانسانية.

ما الذي يجعل الدنماركية أنجا لوفين العاملة في منظمة اغاثة دنماركية ان تساعد طفلا نيجيريا نبذه اهله بحجة انه مسحور وإستطاعت هذه السيدة ان تضرب مثلا على الرحمة بين الناس حين تبنت هذا الطفل المنبوذ من اهله كان عمره عامين حيث منحته رعاية طبية مكثفة وبدأ الطفل في التحسن وأنقذ من الموت الحتمي وعاش سعيدا بعد مرور خمسة سنوات على الطفل هوب HOPE من الرعاية مع عائلته الجديدة وأصدقائه في المدرسة وبتالي تنجح السيدة في مهمتها الانسانية … انها الدفاع عن الانسانية

هذا التجرد في الدفاع عن حقوق الانسان الذي رأيناه هو أعلى درجات الانسانية.

هل المسلمين يدافعون عن الانسانية بهذا التجرد؟ انتهكت اسرائيل حقوق الفلسطينيين فغضب المسلمون عن حق على هذه الانتهاكات وخرجن اخوات نسيبة في السودان ينتحبن ويتبرعن بحلوهن لاهل غزة.

سؤال لو كانت دولة مسلمة يحكمها رئيس مسلم وقام بقمع مواطنيه هل سنتعاطف معهم بنفس قدر تعاطفنا مع الفلسطينيين ؟ الاجابة على ما اعتقد بالنفي من تعاطف مع الفلسطينيين او مع العراقيين عندما انتهكت امريكا حقوقهم لم يحركوا ساكنا وهم يرون حكومة الانقاذ تقصف المواطنيين في جبال النوبة وجبل مرة مما أدى إلى قتل آلاف السودانيين الأبرياء فلم يخرجن اخوات نسيبة ولم يتبرعن بحلوهن لنازحات المعسكرات ولم يصلي عبد الحي على الضحايا صلاة الغائب كما صلى على ضحايا طالبان

الدفاع عن المسلمين في فلسطين وفي يانمار وفي كل مكان واجب علينا، ولكننا ايضا يجب أن ندافع عن كل من انتهكت حقوقه الانسانية سواء كان مسلما أو مسيحيا أو يهوديا ومن الذي انتهكها مسلما او غير مسلم.

ياسر عبدالكريم
[email protected]