كيف تعامل النظام مع مظاهرات برى؟ا

كيف تعامل النظام مع مظاهرات برى؟

شوقى حسين
[email protected]

خرج مواطنون من حى برى اللاماب فى تظاهرات يومي 26 و 27 سبتمبر الجارى استنكارا لارتفاع الاسعار بصورة متواصلة و غير مسبوقة فى الفترة الماضية. قام المواطنون باغلاق الشوارع و حرق الاطارات و كان اشهر اللافتات التى رفعوها تقرأ “الفول غالى يا الوالى”. كالعادة هرعت الاجهزة الامنية و قوات قمع الشعب للمكان و بدأت فى القاء الغاز المسيل للدموع على ابناء الحى و لم تسلم حتى المساجد و المصلين و العواجيز و الامهات الحوامل والاطفال و المرضى من زخات الغاز المسيل للدموع. تبع ذلك سلسلة طويلة من الاعتقالات لم تستنثى لا مرضع و لا طفلة صغيرة و استمرت حتى يوم امس الاربعاء. و استمر تطويق الحى و انتشار عربات وافراد الامن فيه حتى اليوم و سرت شائعات قوية وسط السكان بان هناك حظر تجوال بالمنطقة يبدأ من الساعة الثامنة مساء امس. قامت السلطات بامر الصحف السيارة بعدم تناول موضوع المظاهرات بالنقاش او تغطية اخبارها او الاشارة اليها.
بالنظر لهذه التدابير و ما تم سابقا عند التعامل مع المتظاهرين من الاهالى نجد ان هناك اختلافا كبيرا فى التعامل. حيث انه وفى الماضى وعندما تظاهر المواطنون امام منزل وزير الخارجية على كرتى ذو الامداد المائى ذو الماسورة ذات الثمان بوصات المخصصة لملء حوض السباحة كما يزعم الاهالى حضر الوالى الخضر و جلس مع المواطنين بمنزل العمدة ببرى و قدم الكثير من الوعود لحل المشكلة التى تفاقمت لاحقا حتى اضطر لعزل مدير المياه. و قام على كرتى بزيارة للاهالى و قدم اعتذارا لهم اعقبتها زيارة من كبارات المنطقة له و ايضا قدموا له اعتذارا.(لا اعرف عما اعتذر الطرفان و لكن هذا ما حدث).
فى الماضى كانت الحكومة تبحث عن حلول سريعة للازمات التى تحدث و تحاول وقف التظاهرات بمجاملات سودانية خالصة تطيب الخواطر و لا تحل مشكلة. حيث يسخر اهالى الجريف غرب ويقولون انه عندما خرجوا و قفلوا شارع الستين بعد حادث مرورى و طالبوا السلطات بوضع اشارات مرورية حضر الوالى و معه دفارات بها اشارات مرور ضوئية مولعة و”تكنتك” او كما قال الراوى.
اما ما حدث فى الايام الفائتة ببرى فانه يرسل رسالة واضحة ان الحل الامنى للمشكلة هو خيار النظام. حيث لا حل لمشكلة الغلاء و لا بصيص امل للمواطن ليعيش حياة كريمة فى ظل هذا النظام العاجز. وكنت قد راهنت على ان حملة “مقاطعة اللحوم ” لها نتائج عكسية لم تحسب لها الحكومة حسابا و اندفعت بغباء لدعمها و التبشير بها حتى انضم لها ما يفترض انه رئيس البلاد حيث صرح للشرق الاوسط بان المقاطعة و ترشيد الاستهلاك هما حل الضائقة المعيشية. نفس الرجل قام بارسال هدية و قدرها 5000 بقرة لمصر رشوة لها لتقوم بدعمه امام قضيته الشخصية امام المحكمة الجنائية الدولية. البشير يقوم بتقديم رشوة لمصر ليفتدى راسه و لا يقدم لمواطنيه الذين سيسأله الله عنهم الا نصيحة ان جوعوا و قاطعوا.
راهنت منذ اليوم الاول للمقاطعة ان المواطنين قد اشتروا السراب و بعد انقضاء فترة المقاطعة الرئاسية سيكتشفون الخدعة و لن تنخفض الاسعار لان المنتج لا دخل له بارتفاعها و سيزدادون ياسا على ياسهم من تحسن الاوضاع و لربما قاد ذلك لخروج بعضهم فى تظاهرات و هو ما قد حدث.

بالنظر لبيان عمر البشير الاول و الذى جاء فيه:

أيها المواطنون الشرفاء :
لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية مما زاد حدة التضخيم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال علي المواطن الحصول علي ضرورياتهم إما لانعدامها أو ارتفاع الاسعارها مما جعل الكثير من ابنا الوطن يعيشون علي حافة المجاعة وقد أدي التدهور الاقتصادي إلي خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج بعد أن كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا امة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسئولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة.

نجد ان البشير و حكومته قد فشلوا فشلا ذريعا فى تنفيذ ما وعدوا به من محاربة للغلاء و توفير السلع الضرورية و غيرها.

فى يوم الاحد 25 سبتمبر كان سعر الدولار بالسوق الاسود 4200 جنيه و اليوم الخميس بلغ سعره 4700 جنيه و سيتواصل ارتفاعه بوتيرة متسارعة لا سيما ان عرفنا ان بعض كبار الكيزان متورطين بتجارة العملة فى السوق الاسود (راجع مقال اسحق احمد فضل الله بالانتباهة بخصوص المصرفى الاسلامى الذى يستخدم ايداعات شخصيات كبيرة تبلغ المليارات فى تجارة العملة الصعبة).
فى الفترة الماضية انصبت كل محاولات الحكومة فى ايجاد تبريريات لارتفاع الاسعار و كان اطرفها ان الحالة النفسية التى نتجت عن الانفصال هى السبب الرئيس وراء الارتفاع و يلى ذلك العبارة الممجوجة ان الارتفاع غير مبرر. الحكومة ملأت الصحف تصريحات و بيانات تقول كل شئ و لا تقول لنا ما هو الحل و ما هى خطتها لتخفيض الاسعار.
قامت بعض الجهات بنشر اسعار الفراخ و زعمت ان سعر الكيلو هو 15 الف جنيه و عند توجهك للبقالات تفأجا بان سعره 20 الف جنيه. اذا استغرب احدكم لماذا تهتم الحكومة بالفراخ و تهمل الابقار و الضان و اللحوم و الخضروات و غيرها من الاحتياجات فليعلم ان استثمارت الوالى الحالى عبدالرحمن الخضر و الذى سبقه عبدالحليم المتعافى هى فى مزارع الدواجن و يهمهم جدا ان تزيد ارباحهم و ذلك باستغلال الضائقة المعيشية لرفع الضرائب و الجمارك عن مدخلات الصناعة.
قام المتعافى صاحب شركة دواجن ميكو آبان وباء انفلونزا الطيور قبل بضع سنوات بدعوة مجموعة من الصحفيين لمادبة من الفراخ ليثبت لهم ان الفراخ بصحة جيدة ولا وباء اصابها وعلى الصحافيين ابلاغ الجمهور بان يرجع لشراء دواجن ميكو من الاسواق لان تجارة الوالى قد كسدت حينها و تذكرنا صورة الوالى السابق المتعافى المتدوالة كثيرا و هو فاغر فاه لينهش لحم دجاجة بشراهة بتلك المناسبة العظيمة التى تقوم فيها الارجل المتوضئة باستغلال مناصبها للترويج لتجارتها الخاصة.
الحكومة لا تملك حلا لارتفاع الاسعار والموضوع كله ليس من اولوياتها و لايهمها ان جاع الناس او شبعوا. لذا ستتواصل حملات قمع التظاهرات بنفس الوتيرة. فى برى قام الشباب باستخدام معرفتهم اللصيقة بالمنطقة و سكانها فى مقاوتهم لرجال امن البشير و دوخوهم من شارع لشارع و من زقاق لزقاق. و يظهر بوضوح اصرار الجميع على المقاومة مهما كان الثمن و لا ادل على ذلك من تراص النساء و اغلاقهم لشارع الاسفلت و تحديهم لشرطة قمع الشعب ان لا رجوع لمنازلنا. و فى اليومين استمرت المظاهرات لعدة ساعات متواصلة رغم الهجمة الامنية الشرسة و ان دل ذلك انما يدل على تمسك المواطنون و اصرارهم على طلب الحياة الكريمة فى وطنهم.
اتوقع ان تزداد القوات الامنية عنفا فى مواجهة مواطنى برى ان لم تحرك بقية المناطق و المدن ساكنا. بخروج التظاهرات باماكن اخرى ستتشتت مجهودات افراد قمع الشعب و اذيال النظام المنهكة حاليا بحروباتها فى النيل الازرق و جنوب كردفان و دارفور و لاتوترات بشرق البلاد.
الخلاصة قالها النظام ان لا حل للغلاء و الجوع و قد قالها عمليا و حرفيا و ان العلاج الوحيد ان تصمتوا و تكتووا بنار الغلاء و ان تجوعوا و ان خرجتم للتظاهر فسنقمعكم. ستخرج برى و ستخرج مناطق اخرى اليوم و غدا و بعده اذ لا حل يبدو فى الافق و على احزاب المعارضة تحسس مواقفها المترددة فالاعصار قادم و الجوع خير دافع للثورات. بمرور الوقت ستتراخى قبضة افراد امن البشير و قوات قمع الشعب بعد ان يدركوا انهم يخوضون معركة خاسرة وسيتذكرون حينها قصص كتاب المطالعة الابتدائية لا سيما عن الكلب السمين و الكلب الضعيف الاول الذى يخدم سيده فانتفخت اوداجه و الثانى الذى لا سيد له فانتحلت ضلوعه. سيتساقطون بعد ان يدركوا ان قيادتهم لا هم لها الا كراسى السلطة و ان حمى الوطيس سيفرون مثلما فروا يوم غزوة امدرمان و انهم لا محالة سيواجهون غضبة الشعب منفردين.
ختاما ليسمح لى الاخوة بمجموعة شرارة باقتباس نصائح اوردوها بموقعهم على النت ليستفيد منها من عقد العزم على الصمود و المقاومة لا سيما ان حجب المواقع و تعطيل خدمة الانترنت سلاح اختبرته ديكتاتوريات مجاورة و ستلجأ له طغمة البشير عاجلا او أجلا.

ارشادات عامة للتظاهر نرجو الاستفادة منها :-
1/ يجب ان نبدأ بشعارات الغلاء وهى قضيتنا التى يجب ان نبدأ بها ….
2/ يجب ان يكون هنالك منطقة بديلة للتجمع فى حالة استطاعت الشرطة تفريق المتظاهرين فى المنطقة الاساسية يتم التجمع مباشرة فى المنطقة البديلة والبدء من جديد ، كما يجب اختيار مكان التظاهر بحيت يسمح بالكر والفر .
4/ التظاهرات سلمية يجب المحافظة على الممتلكات العامة وحمايتها .
5/ دعوة الناس للمساركة بالتظاهرة.
6/ عند حضور رجال الشرطة يجب ايضا الهتاف لهم بسلمية التظاهرات وشعارات الغلاء فهم مثلهم مثلنا يعانون كما نعانى .
7/ توثيق حالات العنف من قبل الشرطة مع المتظاهرين .

تعليق واحد

  1. شدوا الكيزان

    مع فجر كل يوم يضيق الخناق على نظام البشير ويتوالى الضغط المنتظم عليه من كل الاتجاهات. العزلة التى يعيشها النظام حاضرة منذ سنوات و ترجمت فى الحصار اذى فرضه الشعب على افراد العصبة البائدة ايضا تضافر مع تلك العزلة احداث ثورات الشعوب العربية المتتالية هذه الايام و الخوف من ان تحفز الشارع العام على الانتفاضة الشعبية الثالثة. تبع ذلك تحركات و دعوات المعارضة التقليدية و المعارضة الشبابية للخروج و التظاهر ضد النظام و لا سيما و قد كان هدف تلك الدعوات واضحا ومعلنا الا وهو اسقاط نظام البشير بعد فشله على كافة الاصعدة.
    تواصل الضغط الشعبى باشكاله المختلفة يؤدى لتأكل النظام المنهار بسرعة اكبر وو يؤدى لانتزاع تنازلات لا يمكن انتزاعها فى الاحوال العادية الشئ الذى ظهر جليا فى العديد من الاحداث الاخيرة التى ساحاول فيما يلى للتطرق لبعضها.
    مظاهرات 31 يناير و مظاهرة المعارضة يوم 8 مارس و مظاهرة التنديد بالعنف ضد النساء وكل تلك الانشطة التى تحاول الحكومة جاهدة ان تقلل من حجمها تلقى بضغط كبير على جميع اجهزة النظام. حيث تتوالى الاجتماعات و تنفض و تتضارب تصريحات افراد الطغمة الحاكمة. فيخرج علينا احدهم ليقول بانهم سيجرون بعض الاصلاحات و اخر ليقول بتجديد دماء الحزب و ثالث ليزعم بان البشير لن يترشح ثانية و قبلها كان البشير يدعو المعارضة للانضمام لحكومة اعرض مما عليه حكومة ال77 وزيرا و عشرات المستشارين. و ليس بعيدا عن ذلك اتهامات شباب الكيزان للبشير بالفساد و قرار الاخير بتكوين لجنة لتقصى الحقائق و سلسلة اللقاءات الصحفية و المقالات التى تحاول نفى تهمة الفساد عن آل البشير و حكومته و اخرها ظهور عبدالله احمد البشير اخ الرئيس المشهور فى الاوساط الاقتصادية بمستر 50% حيث يصر على نيل خمسين بالمئة من راسمال اى مستثمر اجنبى يوفر عبدالله له و لاعماله الحماية من جبايات و فساد حكومة البشير. و قد ظهر عبدالله بصحيفة السودانى و بعدها بالراى العام ليبلغنا انه موظف مسكين لا يماك من متاع الدنيا شئيا.
    تظهر عملية انصياع النظام للضغوط للتلبية المتعجلة لدفع مستحقات الاطباء و التى اعلنها وكيل وزارة الصحة الاسبوع الماضى و ذلك بعد تهديدهم بالاضراب و تقديم الاستقالات الجماعية التى اعلنتها لحنة الاطباء. و قد فوجئنا بالامس بتصريحات اللواء حسب الله عمر من مستشارية الرئيس للامن والتى قال فيها بانه اذا ارادت الجماعات السياسية ذهاب الشريعة الاسلامية فلتذهب و هو تصريح مدهش جدا يوضح مدى الانبراش الحكومى فى محاولة امتصاص الحماس و الغضب الجماهيرى.
    تجتهد الحكومة فى تقليل حجم المسيرات و تدعى انها قبضت على اعداد صغيرة لا تذكر من الناشطين فى كل مرة و هى كالنعامة تحاول ان تدفن راسها فى رمال وهمية لن تغير فى الواقع من شئ. ما يكذب فرية ضعف حجم الحراك الشعبى هو استجابة الحكومة بسرعة البرق للمظاهرات الشعبية بالجريف و امتداد ناصر حيث تم تركيب اشارة مرورية بشارع الستين و عمل مطبات صناعية بالشارع الذى يمر شمال امتداد ناصر و ذلك بعد ان قام المواطنيين بالتظاهر وقفل تلك الشوارع عقب حوادث مرور عادية حدثت قبلا و لم تك الحكومة تحرك ساكنا تجاهها. تصر الحكومة على ان الشعب السودانى لن ينتفض و ترفض ان تعالج جذور العديد من الازمات التى تدفع المواطن للخروج و التظاهر و بنفس الوقت تسرع ملبية طلباته عند اول بادرة للتظاهر. ايضا تواردت الاخبار بان موظفى محلية امدرمان قاموا بتسيير تناكر مياه لبعض احياء امدرمان التى تعانى من قطوعات المياه المتكررة و الغريب انه قبل البوعزيزى لم يكن احدا يلتفت لقطوعات المياه. ايضا يسرح و يمرح الباعة المتجولون و تنعم بائعات الشاى بالامان المطلق هذه الايام بعد ان قامت المحليات بايقاف كشات الغرامات و المصادرة خوفا من البوعزيزى.
    الرعب الحكومى من الهبة الجماهيرية تجلى فى وضع كل الاجهزة الامنية بحالة استعداد منذ بداية يناير الماضى. حيث يتم تفتيش العربات طوال ليالى الخرطوم عن طريق مجموعات مشتركة من القوات الامنية تنتشر بعدد كبير جدا من الطرق و التقاطعات و كانما الوضع هو حالة طوارئ غير معلنة. تخيل فى يوم الاربعاء 8 مارس قامت القوات الامنية بحشد 500 عسكرى من قوات قمع الشعب اضافة للمئات من زبانية الامن و ذلك للتصدى لمسيرة المعارضة التى روجت صحفها لان من خرجوا يومها هم 16 فقط. لفض اى تحرك يتم استدعاء المئات من العساكر و افراد الامن مما يؤدى لتزايد الارهاق على قوى الامن الذى يكون نتاجه التراخى و اللا مبالاة بنهاية الامر. كلنا نعرف ان محمد ابراهيم نقد صاحب الانشطة السرية و الاختفاء و ادارة شئون الحزب الشيوعى من تحت الارض ليس من النوع الذى يخرج للتظاهر و هو فى ابهى حلة و فى وضح النهار. كلنا نعرف ان الصادق المهدى لو اراد اشعال امدرمان يوم 26 يناير لفعل. لكن المرحلة تقتضى تراكم الضغوطات على النظام المتهالك. فتتكاثر الدعوات من فئة المعارضة المختلفة للمحاضرات و المسيرات و غيرها و تسير الحكومة جيوشها لتحيط بالمكان المعلن قبل وصول النشطاء له. وقبل ان يجف حبر الدعوة لتظاهرة المعارضة يوم 8 مارس اعلنت مجموعات الشباب الخروج يوم 21 مارس و قبلها اعلن الخروج يوم 6 ابريل. و هى كلها تساعد فى ارهاق كلاب الامن و شد الكيزان و الجرذان لتقديم التنازل وراء الاخر قبل انقضاض الشعب الاخير عليهم.
    بالاسبوع الماضى طالعنا مقالا للاسلامى حسين خوجلى صاحب الجريدة الصفراء "الوان" يحرض فيها على الثورة و التغيير و يدعو للاطاحة بالمؤتمر الوطنى فرع نافع على نافع. الدعوة للتغيير كانت خجولة و جبانة و هى تستثنى البشير من التغيير و تعتبر ان الشعب يدعمه. لحسين و صحيفته تاريخ سئ جدا فى تشويه التجربة الديمقراطية و فى الاساءة و اشانة سمعة الاحزاب السياسية قاطبة عدا الجبهة الاسلامية القومية. امتلاءت صحيفة الوان و ربيبتها الراية لسان حال الجبهة الاسلامية بالدعاية الشائهة ضد الديمقراطية و الاحزاب و امتلاءت صفحاتها بالقصائد و الكاركتيرات التى تسخر من كل التجربة الديمقراطية. كان ذلك فى محاولة لطرح ان الجبهة الاسلامية هى الافضل و لاحقا للتمهيد لانقلاب لبشير.بعد الانقلاب صمت حسين طوال العشرين عاما الماضية عن كل الجرائم التى ارتكبت بحق البلاد و العباد بل و زين العديد من تلك الجرائم و اوجد لها الكثير من المبرارات. و اليوم و تحت ضغط المرجل الشعبى الذى يغلى نجد ان حسين يريد ان يتطهر من ما ارتكبته يداه سابقا و يتحسر على ان برلمان 2010 ليس فيه ختمى و لا انصارى. فى الفترة الاخيرة سبق حسين العديد من الكيزان الذين احسوا بان سفينة الانقاذ توشك على الغرق فاثروا النجاة و هناك الكثيرين ممن يفكر فى كيفية الخروج بصورة مشرفة من عباءة انقلابيين.
    لابد من الاشارة الى حادثة اغتصاب البطلة صفية اسحق و التى عرت كلاب امن الدولة و ممارساتهم اللااسلامية. لطبيعة النظام الذى يخاف ماما امريكا و لايخاف الله فقد اغتصبوا البطلة سرا لعدم خشيتهم الله رب العالمين و لكن ارتجفوا و ارتعبوا لما احسوا ان امريكا ستعلم بتلك الجريمة النكراء كيف لا و جهود السفاح كرتى للانبراش و التطبيع مع امريكا ستذهب ادراج الرياح ان فتح باب التحقيق فى انتهاك طغمته لحقوق الانسان. الطغمة البائدة تخاف حد الموت من امريكا التى كانت تتوعدها قبل وقت قريب هى و روسيا بالعذاب. الحكومة تخشى امريكا لذا سمحت لها بقفل الشارع الذى سمى على بطل تحرير البلاد على عبداللطيف سنينا عددا. و هى تخافها لذا خصصت لها من الافدنة عددا غير قليل لتبنى عليه سيدة العالم اكبر سفارة فى افريقيا. الكيزان سلموا كل الملفات الامنية لاخوانهم فى الله الذين لجاوءا لهم بحثا عن الطمانينة التى فقدوها. الكيزان تجسسوا على تلاميذهم مجاهدى الصومال و على اخوتهم بالعراق لصالح المخابرات الامريكية. الكيزان سربوا معلومات تهريب الاسلحة الايرانية لحزب الله و حماس عن طريق بورتسودان لامريكا و ربيبتها اسرائيل و سمحوا لاسرائيل باختراق الاجواء السودانية و و ضرب قوافل السلاح مرتين دون ان يسيروا و لو مسيرة واحدة و لو على سبيل الشجب و الاستنكار. الكيزان يستعجلون الانقضاض بسرعة على اى تحرك جماهيرى حتى و لو كان مؤلفا من 16 شخصا خوف ان تسمع به الهتهم امريكا لذا كان الخروج بصورة مستمرة بغض النظر عن نجاح او فشل التظاهرة من الاسباب التى ترهق عصابة المؤتمر الوطنى.

    الحكومة تئن تحت وطاءة الضغط الشعبى و ستترى التنازلات من كل شكل و لون مع تزايد الضغط….
    ايها الشعب السودانى…ايها الشباب…الاخوة بالمعارضة…
    شدوا الكيزان….شدوا الجرذان .

    نشر بتاريخ 13-03-2011

  2. تحصلت (حريات) على شهادة حية من بري اللاماب عن القمع والترهيب الذي يتعرض له مواطنو المنطقة .

    وسردت الناشطة (س . م) أن الأجهزة الامنية أطلقت (20) قنبلة غاز مسيل للدموع في منزل واحد ، وانها هددت امراة مسنة مقعدة ، واعتقلت العشرات من بينهم أطفال ونساء كبيرات السن ، وتعرض عدد من المعتقلين للضرب والاساءات .

    وأضافت أن هناك حالة حصار وحظر تجول غير معلنتين على المنطقة .

    ولخص أحد عناصر جهاز الأمن وسائلهم المتوحشة في فض تظاهرات المنطقة قائلاً لاحدى المعتقلات ( دايرين تطلعوا عشان تقلبوها زي مصر وتونس والله نبيدكم قبل ما تقلبونا)!!

    ورغم كل التنكيل والترهيب يتمتع أهالي بري بروح معنوية عالية ويرسلون رسالة للشعب السوداني بأن يرفض الموت جوعاً ويقوم بما يقومون به .

    ( أدناه شهادة المناضلة س . م ) :

    · إعتقلوا أمى رغم كبر سنها وهددوها إنهم سيبيدون منطقتنا بأكملها إن خرجنا للمظاهرات
    · ضربوا أخى وعذبوه
    · ابن نافع قال انهم سيطلقون الرصاص على المتظاهرين ان وقفوا أمام بيتهم
    · الخرطوم (حقتنا) من جدودنا وحكومة الجوع ماعاجبانا واللازم يتغير النظام وليس سكان الخرطوم.
    سردت المناضلة ( س.م ) لـ(حريات) تفاصيل القمع الذى واجهته منطقة برى طوال اليومين الماضيين وذكرت ان المظاهرات بدأت من مدرسة برى الإبتدائية حيث إصطف تلاميذ المدرسة وهم يرفعون لافتة مكتوب عليها ( لا للغلاء) وكان ذلك فى نهاية اليوم الدراسى وبصورة سلمية جداً فإنضم اليهم سكان الحى ومنذ اللحظات الأولى احاطت بنا قوات الأمن ببكاسى بيضاء وهددونا وإنتهروا الأطفال بوحشية وأفزعوهم وعندما توسعت المظاهرة و بدأوا فى اعتقال الشباب تقدمت النساء وبدأن يناقشن عناصر الأمن ظناً منهن إن فيهم من يفهم وقامت إحدى النساء برفع ساندويتش فطور أحد الأطفال والذى كان محشو ( بملاح ويكة) فقط وحتى الويكة ليس بها صلصة (ويكة بيضاء ) بدون اى شى (موية وويكة بس) ? ونحن مجتمع متماسك ولدينا لجنة من الأمهات تتفقد أوضاع الأطفال وتحاول حل مشكلاتهم ولكنها صارت تعجز مؤخراً فالغلاء أكبر من قدراتنا ? فإنفجرت غالب النساء بالبكاء وبدلا ان يحزنهم هذا الواقع فاجأونا بان هجموا علينا واعتقلوا أمهاتنا كبار السن وعاملوهن بعنف وعدم إحترام لايمت للدين ولا للاخلاق السودانية بصلة .

    وإزداد هتافنا (لن تحكمنا حكومة الجوع) وتقدمنا تجاه منزل كرتى ، بالتحديد كنا نقف بميدان الوفاق ويفصلنا عن منزله شارع (زلط) ، ولم نكن ننتوى ان نهاجمه او ندخل بيته عنوة فنحن سكان برى سودانيين أصيلين لا نهاجم الناس فى بيوتهم مثلما يفعلوا هم !! كل ماهدفنا إليه ان يتفضل ويمد رأسه الينا انشاء الله من نافذة قصره ليرى ما يحدث للشعب الذى هم على رأسه ولكن بدلا عن ذلك هاجمتنا قوى الأمن بأقصى درجات العنف وأطلقوا البمبان بكثافة . لحد اننا وجدنا في منزل جدتى حوالى (20) فتيل بومبان فارغ وإختنقت جدتى وحملها الأطفال لداخل الغرف . الأطفال دخلوا فى غيبوبة والغاز المسيل للدموع كاد يودى بحياة الرضع الصغار فقد حاصروا منطقتنا بقرابة المائة عربة وظلوا يقذفون البمبان بأى مكان وبداخل الغرف احياناً..إحدى ساكنات الحى وضعت قبل أيام كاد طفلها ان يموت بين يديها ولم يكن هناك مخرج اذ الغاز بكل مكان .. لدينا إحدى جداتنا كبيرة فى العمر ومحترمة من قبل الجميع وبمثابة الوالدة لكل المنطقة جلست على كرسيها المتحرك تهتف أمام المنزل فهاجموها وضربوا كرسيها بعصيهم وهم يهددونها ان تدخل لمنزلها.

    وكانت ذروة العنف عند وقوفنا أمام قصر كرتي ، كانوا على استعداد لقتل الكثيرين لازعاجهم له فى قصره العاجى.

    كما ذكر الشباب إن إبن نافع علي نافع ذكر ان الجماهير لو وطأت أمام منزلهم سيطلقون عليهم النار ، وحسب من سمعوه قال بالحرف الواحد: (خلى الناس تجينا عشان نضربهم رصاص).

    فى اليوم الثانى رغم تجربتنا الأولى المرة خرجنا فقد ملأ الغبن قلبنا أكثر ..بل لقد حضر للحى كل ابنائه وبناته الذين يسكنون فى مناطق أخرى لانهم شعروا بالظلم لما جرى لاسرهم ، ومورس ذات العنف علينا ، بل قاموا بإعتقالات عشوائية ، وحتى الأطفال اعتقلوهم وعذبوا الشباب والنساء وكانوا يتصرفون بهستيريا عالية اذ يلقون البمبان فى وجه الناس ، والنساء الواقفات أمام بيوتهن تم إعتقالهن.

    لدى غالب الأسر معتقلين ومعتقلات ورغم قلق الأسر عليهم الا انهم قرروا الخروج مرة أخرى لنتفاجأ بحالة من حظر التجول بمعنى الكلمة فأى طفل خرج لشراء فول العشاء أو اللبن اعتقلوه وأى امرأة وقفت مع جارتها اعتقلوها وهذا الحديث عن حظر التجول ليس حديثى بل حديثهم هم اذ ذكروا لمن اعتقلوهم ان هناك حظر تجول فى برى وعندما جادلتهم والدتى والتى اعتقلوها رغم كبر عمرها بانها لم تسمع فى الراديو أو التلفزيون حظر تجول ردوا عليها بفظاظة انها الآن تعرف وانهم يمكن ان يبيدوا كل برى ان خرجت في المظاهرات وقالوا لها بالحرف الواحد: (دايرين تطلعوا عشان تقلبوها زى مصر وتونس والله نبيدكم قبل ماتقلبونا) .

    وقاموا بتعذيب الشباب وضربهم بقسوة ، وعاد أخى (مسلخ) الظهر وآثار الضرب على كل جسده. ولازال هناك معتقلين ، كما انهم طلبوا من المفرج عنهم ان يعودوا لمكاتب جهاز الأمن وهددوهم إن لم يأتوا سيأتوا ويأخذوهم بالقوة.

    ورغم كل هذا القمع والترهيب الا ان مواطني برى يتمتعون بروح معنوية عالية ويرسلون رسالة للشعب السودانى كله ان يقوم بما يقومون به من رفض للموت جوعاً.

    وختمت المناضلة ( س.م) حديثها قائلة : ( نقول لعبد الرحمن الخضر ? والي ولاية الخرطوم ? سترحل أنت ولن ترحل برى التى انغرست جذورها فى هذه المنطقة منذ قديم الزمان. والخرطوم (حقتنا) من جدودنا وعاجبانا لكن حكومة الجوع ماعاجبانا واللازم يتغير النظام وليس سكان الخرطوم).

  3. أخي الحبيب في الأنسانية و الوطن شوقي ..لقد كتبت بمداد من نور و النور يأتي دوما من منابع الحقيقة فلك و لكل مناضل خلوص من أبناء سوداننا المجد و الخلود ..لقد كان هناك بصراء في يوم الثلاثين من يوليو من العام الكالح 1989م و قبله بكثير ، كان بصراء و مبصرين لأنهم حدثوا الناس عن غلواء الهوس الديني عندما يحوز علي السلطة بليل غيهب ..كان التحذير ليس لمجرد تنافس سياسي و ليس لمجرد خلاف أيديولوجي و لكن لأن و عبر التجارب و التاريخ كان يكون الفرد الذي يرفع شعارات الدين و يلتحف مظاهر التدين يكون نقيا و يحدث الناس عن الحق و الحقوق و لكن ما أن يعتلي صهوة السلطة و الثروة الا و فسق فسوق لم يشهده الأولين و لا الأخرين ..التاريخ مليء بالعبر و لكن ما أقل الأعتبار ..هل كان يستحق شعبنا كل هذا المشوار المضني ليدرك كل هذه الحقائق من التجربة العبثية التي ساقنا اليها التيار السلامي في السودان ..أعتقد أننا نستحق و يجب علينا الأن الأستفادة من هذه التجربة و هي في نهاياتها حتي لا يأتينا الباطل في لبوس الدين مرة أخري ..هذا بيان لأبناء شعبنا المكلوم و المكتوي بالظلم و الظلامات . هبوا الي مجدكم و سودانكم الأبي ..هذا البلد يستحق منا كل نفس ..كل قطرة دم ..يجب علينا أن نبدأ من جديد في بناء الأمة و الوطن و لن يتم ذلك الا بكنس هذا العفن المعشش في طرقتنا و مؤسساتنا و حتي بيوتنا ..هبوا فوالله لن تنكشف عنا الذلة الا بدك عروش الفساد المتهاوية للفاسدين تجار الدين و العرض و الشرف ..الي كل حي شعبي في السودان الي كل النجوع و القري الي كل السودانيين ، اليوم المعركة مع عصابة المؤتمر هي معركة الكرامة الأخيرة و هاهي أواخر تجربتهم الخرقاء تمضي نحو مزبلة التاريخ لينفتح تاريخ جديد لأبناء شعب عظيم يستحق ان يعيش بين أمم الأرض بالكرامة و العزة و هو يستند علي تاريخ مضي من القيم و الكرامة ..الهم كن في عوننا و أنصرنا فأنت أعلم بالحال و المآل .

  4. أقترح ان يتم تنسيق بين الشباب في كل الاحياء في العاصمة المثلثة وان تقوم المظاهرات فى وقت واحد بعد صلاة العشاء لاضعاف أى حملات قمعية من البوليس أو الأمن.

  5. الحكومة لا تملك حلا لارتفاع الاسعار = والموضوع كله ليس من اولوياتها و لايهمها ان جاع الناس او شبعوا. = لذا ستتواصل حملات قمع التظاهرات بنفس الوتيرة.

    نسأل الله ينتقم منهم

    نسأل الله السلامة

  6. اغبى واتفه واحقر حكومة فى العالم هى حكومة الكيزان

    يارب شتت شملهم واقلق امنهم وابدلننا خيرا منهم حكومة ديمقراطية رحيمة بنا وبالوطن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..