أخبار السودان

 ظهور كرتي.. هذا أو الطوفان

الجريدة – سعاد الخضر

آثار الظهور العلني للأمين العام للحركة الإسلامية (غير المسجلة) علي كرتي، في ولاية الجزيرة مشاركاً السبت الماضي في الملتقى التنظيمي الثاني لمنظومة العمل الموحد بمنطقة “بدينة” شرق ولاية الجزيرة وسط البلاد علامات استفهام كثيرة لأنه يعتبر أول ظهور له أمام حشد منذ سقوط نظام الانقاذ الذي يعتبر كرتي من صقوره وأبرز قياداته ، وزادت حدة التساؤلات خاصة بعد اقتراب المكون العسكري والمدني من توقيع الاتفاق النهائي للعملية السياسية وربط مراقبون بينهما ، حيث توقعوا أن الحركة تستعد بشكل جديد للتصعيد ضده من خلال تحشيد الجماهير واستخدام كرت التعبئة الشعبية ضده ، بينما رجح آخرون أن الحركة ربما تستعد للانقلاب على السلطة الا أن تصريحات عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا الأخيرة تضحد هذه الفرضية حيث كشف فيها اعتزام الجيش توقيع اتفاق مع التيار الإسلامي لإبعاد التطرف الديني، وضمان ترسيخ الديمقراطية وعدم الانقلاب عليها .

ويرى المراقبون أن ظهور كرتي في الجزيرة وسط حشود بسيطة جاء على استحياء لأنه لم يجرؤ على اختيار منطقة في عمق الخرطوم التي زلزلت أقدامها ثورة الشعب ضد الانقاذ والتي أدت الى سقوط نظامها ودخولها في عزلة خاصة بعد توافق القوى السياسية على ابعاد الحركة الاسلامية وذراعها السياسي ، وعلى الجانب الآخر كشف ذلك اللقاء الخلافات الخفية بين الحركة والمؤتمر الوطني المحلول الذي أصبح يرى أنها صارت تختطف قياداته فأصبحت تميل للاستغلال بذاتها في برامجها السياسية ، فضلا عن أن توقيت اللقاء جاء بالتزامن مع فراغ حركة المستقبل والتنمية من مؤتمرها العام وهي الذراع السياسي الجديد للحركة الا أن اختيار آخر أمين عام للشباب بالمؤتمر الوطني كأمين عام لحركة المستقبل لايزال يؤكد صعوبة انفكاك الربط بين الوطني والحركة الاسلامية.

وجدد الأمين العام للحركة الاسلامية التزام الحركة وعضوية المؤتمر الوطني بالاصطفاف خلف القوات المسلحة باعتبارها الضامن الحقيقي لأمن السودان وسلامته في ظل توجه غالب الأحزاب للسفارات وتغييب عقول الشباب وتقتيلهم مما يعد حملة ممنهجة لتدمير البلاد والشباب.

واعتبر كرتي أن ما تم في أبريل من العام 2018م انقلابا حقيقيا ضد دولة منتخبة من رئيسها والى أدنى تمثيل في المحليات وقال بحسب الضياء ميديا (الانقلاب قادته أحزاب يسارية تتشدق بالديمقراطية وهي أبعد ما تكون عنها متخذة كافة الوسائل لتشويه صورة الإسلاميين) وأعلن أن الحركة وقيادتها تقدم طرحها سلما لقيادة البلاد الى بر الأمان وأستدرك قائلا (وإن دعا الأمر الى غير ذلك فسنكون في كامل الجاهزية لاستعادة السودان لعزته أو كرامته وسيادته)

اتفاق مع الإسلاميين:

وكان عضو مجلس السيادة السوداني الفريق ياسر العطا قد تحدث نفس اليوم الذي خاطب فيه كرتي الملتقى في أمام محفل نفرة أبناء مناطق دار بيري التابعة لمحلية كتم بولاية شمال دارفور، في قاعة الصداقة بالخرطوم ، وقال العطا بحسب سودان تربيون إن الجيش “يعمل على ترسيخ الديمقراطية مع القوى السياسية النبيلة والقوى الاجتماعية المخلصة لبذر قيم التصالح والتسامي وعمل اتفاق ما مع القوى المبعدة بأمر الثورة من التيار الإسلامي.

وأشار إلى أن الغرض من الاتفاق المرتقب هو إبعادهم عن التطرف الديني وجلبهم للطريق المعتدل للسير مع الجميع، لضمان ترسيخ الديمقراطية وعدم الانقلاب عليها مجددًا، ولكن السؤال الذي يبرز بقوة (هو كيف يمكن للجيش أن يوقع اتفاق سياسي مع الاسلاميين في الوقت الذي اشترطت عليه قوى الاتفاق الاطاري الالتزام باعلانه بالخروج من العمل السياسي؟) ويواجه العسكريين، الذين انقلبوا على حكومة الانتقال المدنية في 25 أكتوبر 2021 اتهامات بالعمل على إعادة الإسلاميين للتحكم في مؤسسات الدولة بعد أن أطاحت الثورة بنظام حكمهم الذي استمر ثلاثين عامًا .

وأكد العطا إن الجيش لا يملك طموحًا لحكم البلاد ولا يستخدم تكتيكات سياسية للاستمرار في الحكم، بل أنحاز للثورة ويؤمن بانحيازه لخيار الشعب في الانتقال لحكم مدني ديمقراطي. وأشار إلى أن الانتقال يتطلب فترة انتقالية تُحقق فيها أهداف الثورة، ويحتم أكبر توافق بين مكوناتها لبناء مؤسسات دولة قوية يكون فيها رمز السيادة مؤسسة واحدة ليس فيها تسابق ولا تنافس وشدد على أن الانتقال يستوجب مجلس وزراء وفق رؤية وأهداف متوافق عليها، يعمل فيه الجميع على حدود صلاحياته دون التدخل فيما لا يعينه، بغرض وضع لبنة بناء مؤسسات الدولة التي لا يُهدد فيها ولا يبتز أي قائد الدولة ومؤسساتها بامتلاكه جيش.

وأفاد بأن الجيوش يهمها أمر الشعب وليس مصالح ومطامع قادتهم الشخصية، وقال إنه يجب إلى حين دمجها في الجيش أن تأتمر بأمر سُّلطة الدولة الموجودة، وقال العطا إن قادة الجيش لا يحتمون بالمحاور والخارج وإنما يحتمون ويحمون الشعب ولا يتكسبون سياسيًا ولا يكنزون المال، كما أنهم ليسوا عُرضه للابتزاز والمساومة من الداخل والخارج.

وذكر أن طريق قادة الجيش هو التوافق لأكبر قدر ممكن من قوى الثورة، لتأسيس حكومة انتقالية قوية تسير بالدولة إلى الأمام وتُحقق أهداف الثورة. ورجح القيادي الاسلامي عمار السجاد أن ظهور الأمين العام للحركة الاسلامية، لدعم القوات المسلحة ضد الدعم السريع بسبب عدم موافقته على الدمج حيث أكد في حديثه التزامهم بدعم القوات المسلحة وقال السجاد في تصريح للجريدة تأكيد كرتي على دعم القوات حمل رسالة لتحشيد الاسلاميين خلفها والاسلاميين لديهم 500 الف من القوات في الدفاع الشعبي تم تدريبهم على أسلحة متعددة والجيش في اطار المواجهة المحتملة يحتاج الى تلك القوات

النداء الأخير

وفي تعليقه على ظهور كرتي قال القيادي بحركة الاصلاح الآن أسامة توفيق في تصريح للجريدة ( لا يختلف اثنان على التردي المريع الذي تعاني منه كافة مرافق الدولة منذ الانقلاب في 11 أبريل 2019 م وقدم التيار الاسلامي العريض مفهوم جديد وهو مفهوم المعارضة المساندة والذي لم يتم الالتفات إليه وانتشرت الروح الانتقامية مما هدد النسيج الاجتماعي بالبلاد ) وأردف ( اليوم يرسل التيار الإسلامي رسالة النداء الأخير لانقاذ ما يمكن انقاذه وبالتالي إنقاذ البلاد والعباد وأشار الى أن هذه الرسالة تتلخص في ( التوافق الوطني الشامل دون إقصاء لأي مكون ، وإبعاد الأجنبي عن التدخل في السياسة الداخلية وعدم الإرتهان له ، وإنزال الناس منازلهم ورأى أن التيار الاسلامي يشكل غالبية قواعد الشعب ، وذكر ( يجب أن يتم هذا الأمر درء للفتنة حتى لا تنجر البلاد الى المصير المظلم والذي يستلزم من التيار الإسلامي التصدي وبحسم لهذه المخططات ).

وكان القيادي بقوى الحرية والتغيير ياسر عرمان قد حذر قبل وصول العسكر والمدنيين الى الاتفاق الاطاري من أن أنصار البشير يسعون لخلق فتنة بين الدعم السريع والجيش ووجه تحذيرات الى المجتمعين الإقليمي والدولي بسبب اقتراب الإسلاميين من استعادة السلطة.

تماهي الانقلابيين :

من جهته قال القيادي بالحرية والتغيير المجلس المركزي معز حضرة ( كرتي ظهر منذ انقلاب الخامس والعشرين من 25 أكتوبر وفي عدد من المناسبات الاجتماعية وزار عدد من الصحفيين المرضى وفي احتفال خروج القيادي بالوطني المحلول بروفيسور ابراهيم غندور ، ولم يظهر كرتي بمفرده حيث ظهر اسماعيل المتعافي وهذا يؤكد لنا أن هناك تماهي من قبل الانقلابيين ومايحدث الآن ).

ونوه الى أن كرتي متهم في عدة بلاغات من بينها بلاغ 30 يونيو كمتهم هارب ، وأردف ولم نستطع القبض على الأمين العام الحركة الاسلامية وظهوره يؤكد أنه وجد حماية من الانقلابيين والشرطة تنتفض في الشوارع وتقبض على المتظاهرين السلميين وتساءل لماذا لاتقوم بالقبض على الانقلابيين وذكر ( الواضح أن كرتي يجد حماية كافية من الانقلابيين والآن تصريحات البرهان والعسكريين أعضاء اللجنة الأمنية للرئيس المخلوع تؤكد أنهم ضد التحول المدني وضد توقيع الاتفاق الاطاري ) ورأى حضرة أن ظهور كرتي واحدة من الكروت التي تلعب بها المجموعة الانقلابية لاثارة القلاقل و الشارع وتابع ( اذا كان هناك سلطة يجب على النيابة فتح بلاغ جديد ضد كرتي وعليها أن تجتهد لإلقاء القبض عليه ويمكن من خلال تتبعه القبض عليه وكان يمكن ذلك لكن النظام الحالي لايريد ذلك ).

الجريدة

 

‫2 تعليقات

  1. اعملوا انتخابات
    والحشاش يملأ شبكتو
    ليه بتخافوا من الانتخابات؟
    مش كل يوم بتقولوا مدنياووووو
    المدنية تقوم على الديمقراطية والديمقراطية على الانتخابات
    عشان نرتاح من قصة انقلاب وفلول والنظام البائد ووجع الرأس دا كلو

  2. المسألة كلها تصفية حسابات بينهم والكيزان عبر الصراع على السلطة ولا دخل لمصلحة البلاد والعباد في ده كلو… ما تسمعي مدنية وديموقراطية وحرية وعدالة وسلام ذيها ذي هي لله هي لله وذي ماشالونا نشيلهم والتذهب البلاد في ستين داهية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..