تقسيم السودان

الولايات المتحدة منعت وهددت الطيران السوري من ضرب مناطق الأكراد ؛ نفس السيناريو العراقي يعاد تمثيله في سوريا ؛ وهي رغبة أمريكا في تقسيم سوريا إلى مناطق عرقية وطائفية ، فهي تدعم بشكل مباشر وبالتنسيق والتراضي مع روسيا لتفتيت سوريا ، وهذا مافعلته أيضا للسودان حيث قامت المخابرات الأمريكية باغتيال جون قرنق ﻷنه كان وحدويا بعيد النظر . ويستمر المسلسل الآن في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كرفان وقريبا كردفان كلها شرقا وغربا وربما عاد الشرق إلى المطالبة بتقرير مصيره من جديد ، والنظام الحاكم يدعم تقسيم السودان بتشبثه بالسلطة وكفره بالتحول الديموقراطي الحقيقي . إن هذا النظام نظام عميل ، فهو بامكانه التضحية بكل أقاليم الدولة من أجل البقاء في السلطة ولو على حيز تردد أنفاسه فقط.
إن إضعاف الدولة عبر تقسيمها شاركت فيه أغلب القوى السياسية والمسلحة ولا زالت وللأسف لم يعد بالإمكان التراجع الآن عن هذا التقسيم الذي سيحدث إن عاجلا أم آجلا.
متى يفهم المتصارعون جميعا أن السقوط سيكون للدولة كلها وليس لفئة أو طرف وأن الاسترزاق السياسي يجب ألا يتجاوز حياة الدولة نفسها كخط أحمر بل خطوط حمراء تحت بعضها البعض.
إن الصراع حول السلطة والمال قديم جدا في السودان وهناك استغلال وانتهازية من قبل السياسيين منذ الاستقلال ، ولكن كل هذا يجب ألا يتجاوز حده . لقد انقسم السودان بالفعل دون أن يطرف لسياسييه رمش أو تهتز منهم شعرة ، دولة كانت بإمكانات وحدوية رائعة وقادرة على أن تكون أمريكا أفريقيا بما بها من صحارى غنية بالمعادن وسافنا غنية بالثروة الحيوانية والأراضي الزراعية المهولة ، لقد فات الأوان ولا زال السياسيون يمارسون لعبة المقامرة بالوطن وعلى حساب بقائه بقوة وعنفوان تعدده الاقتصادي والثقافي واللغوي . أصبح هم الشعب هو قوت يومه وهو لا يستطيع رؤية الصورة الأكبر بل والأخطر من ذلك أنه ماعاد يكترث ولا يهتم بالوجود الكلي للدولة وهو بالتالي قابل ليس للتقسيم فحسب بل ﻷن يخضع ﻻحتلال جديد مدام هذا الاحتلال سيحقق له استقراره المعيشي اليومي. هذا سقوط نفسي عميق وهزيمة وطنية لا يمكن أن نتجاهل أن سببها الرئيس هو السياسيون الذين تصارعوا منذ الاستقلال ضد مصلحة الوطن ولأجل مصالحهم الشخصية. للأسف الشباب لا يتحرك برؤية قومية وهو لا يمتعض إلا حين المساس بوضعه الاجتماعي والاقتصادي على نحو فردي جدا . الشباب خاضع لرد الفعل وليس للفعل ، خاضع للتنظيم وللأسياد والمولانات وخاضع للعرق الذي ينتمي له والجهة التي وجد فيها جذوره ، وانهزمت الفكرة القومية التي كان الشهيد جون قرنق يدعو لها ويبشر بها .
إن إعادة الشعور بالقومية أضحى صعبا جدا وبالتالي تمت تجزأة الوطن معنويا قبل تجزأته ماديا . وهذه عمالة غير مباشرة لطموحات الدول الكبرى في تدارك خطأ بريطانيا العظمى التي تركت السودان كدولة واحدة غنية بالثروات من فوق أرضها ومن تحتها رغدا تنزل على شعوب متفرقة لا تجمع شتاتها هوية ولا قبول للآخر .
إن الخطاب السياسي والعام الراهن خطاب ممجوج ومتهاون في النظرة الى جسم الدولة ويجب أولا تغيير هذا الخطاب كمثقفين ومستنيرين ، علينا أن نخاطب روح القومية في الشباب وأن ننشد فيهم نزعة إلى التوحد من جديد بكافة ألوانهم وطوائفهم ليكون بقاء الدولة خطا أحمر تقف عنده جميع الألعاب السياسية.

تعليق واحد

  1. الكلام دا توجهه للمؤتمر الوطني المسئول الاول عن انفصال الجنوب ليس الا اما توجيهك الكلام لجميع الاحزاب والسياسين يعتبر كلام غير منطقي وانما انسان يتماهي مع النظام الحالي قولك السياسين من هم السياسين المعنيين بالكلام دا اما اطلاق الانتهامات جزافا دون تحديد المسئولية لجهة معينة يعتبر تماهي مع نظام المؤتمر الوطني يعني كلامك دا مع عندو فرق من كلام حسين خوجلي

  2. السودان ليس مهددا بالتمزيق وانما هو ممزق حقيقة غير انه مصمغ بالجيش الموالي وعصابات االجنجويد وحوفنا المشهود من رؤيا الدم القاني يسيل على موائدنا ويمنعنا التضاحك والمواء)والانتفاضة القادمةسترفع اعلاما جديدةوقد انزاحت عن طريقها أدوات التصميغ المؤقت

  3. بريطانيا تركت دولة كبرى اسمها السودان يتكون من شعوب متفرقة لا يجمع شتاتها هوية ولا قبول للآخر كما ورد في المقال)!!!!!!! اليس من المنطقي ان تتقسم البلاد بسلاسة وسلام بدل السحل والقتل ثم الإنفصال القسري الذي يترك وراءه مرارات وعداوات يصعب تجاوزها ——- هل تستحق الوحدة كل هذه الدماء والحروب الإبادية. يجب ان نكون عمليين ولو لمرة واحدة.

  4. الكلام دا توجهه للمؤتمر الوطني المسئول الاول عن انفصال الجنوب ليس الا اما توجيهك الكلام لجميع الاحزاب والسياسين يعتبر كلام غير منطقي وانما انسان يتماهي مع النظام الحالي قولك السياسين من هم السياسين المعنيين بالكلام دا اما اطلاق الانتهامات جزافا دون تحديد المسئولية لجهة معينة يعتبر تماهي مع نظام المؤتمر الوطني يعني كلامك دا مع عندو فرق من كلام حسين خوجلي

  5. السودان ليس مهددا بالتمزيق وانما هو ممزق حقيقة غير انه مصمغ بالجيش الموالي وعصابات االجنجويد وحوفنا المشهود من رؤيا الدم القاني يسيل على موائدنا ويمنعنا التضاحك والمواء)والانتفاضة القادمةسترفع اعلاما جديدةوقد انزاحت عن طريقها أدوات التصميغ المؤقت

  6. بريطانيا تركت دولة كبرى اسمها السودان يتكون من شعوب متفرقة لا يجمع شتاتها هوية ولا قبول للآخر كما ورد في المقال)!!!!!!! اليس من المنطقي ان تتقسم البلاد بسلاسة وسلام بدل السحل والقتل ثم الإنفصال القسري الذي يترك وراءه مرارات وعداوات يصعب تجاوزها ——- هل تستحق الوحدة كل هذه الدماء والحروب الإبادية. يجب ان نكون عمليين ولو لمرة واحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..