يسقط المواطن.. تعيش الحكومة

بشفافية

يسقط المواطن.. تعيش الحكومة

حيدر المكاشفي

٭ على خلفية الزيادات التي قيل ان الحكومة لن تسقط بسببها، وهي كذلك، عنّت لي هذه الحكايات..
٭ اصطاد رجل سمكة، (صفّق) طويلاً تعبيراً عن سعادته بصيده، وطار مسرعاً وكأنه (طيارة بدون طيار) الى زوجته وهو يمني نفسه بوجبة هنية وشهية، ويظن أن زوجته كذلك ستكبر وتهلل من الفرح بهذا الانجاز، ولكنها للأسف قابلت حماسته (الجعلية) الطاغية ببرود (إنجليزي) محبط عندما رأته يلوّح بالسمكة وهو يرقص ويقفز إلى أعلى ويتمايل يمنةً ويسرة، ويهز فوق رأسها بالسمكة، لم يكترث لمرأى زوجته اللامبالي واعتبر أن أمرها ليس سوى (صدمة) من هول المفاجأة، تجاوز المشهد سريعاً وهو مايزال على فرحته، طالباً من الزوجة أن (تقلي) السمكة بلغة العرب العاربة أو (تحمّرها) بلغة العرب المستعربة، وللأسف لم يتسن لنا معرفة المفردة النظيرة عند العرب البائدة أو الهالكة، قالت الزوجة وقد ازدادت بروداً: آسفة لا يوجد بالبيت زيت، قال الزوج ولم يكن قد فقد حماسته بعد، إذن أشويها، ومرة أخرى تعتذر الزوجة لعدم وجود (مشواة) أو (شواية) بحسب موقعك من العروبة، قال الزوج وقد فارقته نصف حماسته، هو السلق دون شك، اسلقيها وأمرنا لله، ولكن إذا بالزوجة تصفعه للمرة الثالثة، وهل تجهل أننا لا نملك غازاً منذ ان نفد آخر ما ابتعناه قبل الزيادات الأخيرة، وهنا أسقط في يد الرجل فعاد أدراجه وهو يجرجر أذيال الخيبة منكس الرأس كسير الخاطر، وألقى بالسمكة في النهر، ولم يكد الماء يلامس رأس السمكة حتى صرخت بأعلى صوتها هاتفة (تعيش الحكومة، تعيش الحكومة..).. هذا سيناريو (مسودن) – من كوستي الى حلفا فقط – عن قصة قصيرة للكاتب التركي الساخر عزيز نيسين، أرجو ألا تكون هذه (السودنة) من جانبنا قد أفسدت قصة هذا المبدع الذي كتب أيضاً (لا تنس تكة السروال)، و(آه منا نحن معشر الحمير)، وغيرها من الروائع التي حاز بها العديد من الجوائز العالمية..
٭ في قوانين لعبة الملاكمة، حينما يسقط أحد الملاكمين أرضاً بالضربة القاضية، يكف الملاكم الآخر عن الضرب ويتجه إلى احدى زوايا الحلبة، يسترخي عليها كي يتيح الفرصة للحكم أن يبدأ العد من واحد الى ثمانية، فإن نهض الملاكم المضروب قبل اكتمال العد تستأنف المباراة، وإلا تعتبر المباراة منتهية ويعلن الحكم فوز الملاكم صاحب الضربة القاضية، وهذا حال الشعب السوداني الآن، دخل منذ فترة في مباراة ملاكمة شرسة مع الغلاء وارتفاع الأسعار أسقطته أرضاً، ولكنه رغم ذلك تحامل على نفسه وحاول النهوض، ولكن للدهشة إذا بالحكم نفسه يوجه له ضربة أقسى أسقطته مجدداً، ولا يُعلم حتى الآن ما إذا كان سيستطيع النهوض، أم أن نتيجة المباراة ستعلن لصالح الغلاء والحكومة..
٭ قال مكتوي بنار الغلاء أكثر من كونه شاعرا:
يسقط الكفاح وتسقط العزيمة، وتسقط كل حاجة جديدة وقديمة وتعيش الحكومة، يسقط اللي رايح واللي جاي، يسقط اللي حاول يوم يولّع أي ضي، يسقط اللي ميت واللي حي وتعيش الحكومة، يسقط الأمل ويسقط كمان قمر الطريق لو اكتمل، يسقط اللي حارب للخلاص المحتمل وتعيش الحكومة، تسقط إنت وهو وأنا وكل لحظة عاوزة تبقى حلوة في عمرنا، وتسقط الشفايف اللي نادت بحلمنا وتعيش تعيش الحكومة….

الصحافة

تعليق واحد

  1. لسان الكيزان يقول (فلتسقط الاخلاق وليسقط الوطن وليسقط حتى الدين ولتحيا لنا السلطة والمال

  2. يا ربي وردي راح يعدل في أغنيته الأكتوبريه بتاعته من حلفا إلى تركاكا أم لا ؟؟؟
    بتخيل لي لازم يعدل ولا تعتبر خرق لإتفاقية السلام وتعدي على أراضي جنوب السودان

    أخ يا بلد أخ قطعوك باعوك قسموك أباطرة أخر الزمن
    الله ياخدنا من الدنيا دي ويريحنا من الوجع ديل قبل ما نشوف البلد دي يقسموها ذي أم فتفت

  3. الموضوع لا يحتاج إلى تعليق ……… إنما الحكومة محتاجة يعلقوها كما علق فارس العرب … والبقية في حياتكم وعقبال فارس افريقيا

  4. وحتى هذه اللحظة الامن مستتب والقيم مهدرة واكيد الوضع مش حيستمر بهذه الرتابة ….قريبا وبعيد اعلان نتيجة الاستفتاء باذن الله سوف تتحرك الجموع الهادرة غاضبة ومستنكرة لسوء الاوضاع وسوف يغلي الشلرع من الغبن والحقارة …تذكروا ياجماعة ناس سيدي بوزيد مش احسن مننا وناس الجزائر لله درهمم اصبحنا نتعلم منهم الثورات
    جهزوا كاميراتكم وجوالاتكم واخرجوا الى الشوارع ووثقوا الحاصل

  5. تسقط القيم وصفاتنا وعاداتنا الجميلة وقيمنا يسقط الكرم والمروة والبساطة يسقط الشعب الرحل والفضل اسقط المليون ميل تسقط الاحلام والوطن

    و
    و
    و
    و
    ليحيا الرئيس

  6. يروى أن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام

    كان بصحبته رجل من اليهود وكان معهما (مع اليهودي) ثلاثة أرغفة من الخبز،

    ولما أرادا أن يتناولا طعامهما وجد عيسى أنهما رغيفان فقط ،

    فسأل اليهودي: أين الرغيف الثالث ،
    فأجاب : والله ما كانا إلا اثنين فقط.

    لم يعلق نبي الله وسارا معاً

    حتى أتيا رجلاً أعمى فوضع عيسى عليه السلام

    يده على عينيه ودعا الله له فشفاه الله عز وجل

    ورد عليه بصرَه , فقال اليهودي متعجباً: سبحان الله!

    وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة أخرى: بحق من شافا هذا الأعمى ورد عليه بصره

    أين الرغيف الثالث،فرد: والله ما كانا إلا اثنين.

    سارا ولم يعلق سيدنا عيسى على الموضوع حتى أتيا نهرا كبيرا،

    فقال اليهودي : كيف سنعبره؟ فقال له النبي: قل باسم الله واتبعني ،

    فسارا على الماء ، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله!

    وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة ثالثة :بحق من سيرنا على الماء أين الرغيف الثالث؟ فأجاب : والله ما كانا إلا اثنين.

    لم يعلق سيدنا عيسى وعندما وصلا الضفة الأخرى

    جمع عليه السلام ثلاثة أكوام من التراب ثم دعا الله أن يحولها ذهباً ،

    فتحولت الى ذهب، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله لمن هذه الأكوام من الذهب؟؟!

    فقال عليه السلام: الأول لك، والثاني لي ، وسكت قليلا ، فقال اليهودي: والثالث؟؟؟؟؟؟ فقال عليه السلام: الثالث لمن أكل الرغيف الثالث! ، فرد بسرعة: أنا الذي أكلته!!!! فقال سيدنا عيسى : هي كلها لك ، ومضى تاركاً اليهودي غارقاً في لذة حب المال والدنيا.

    بعد أن جلس اليهودي منهمكا بالذهب لم يلبث إلا قليلا حتى جاءه ثلاثةُ فرسان ،

    فلما رأوا الذهب ترجلوا ، وقاموا بقتله شر قتلة مسكين!!!!

    مات ولم يستمتع به إلا قليلا! بل دقائق معدودة!!!

    سبحانك يا رب!! ما أحكمك وما أعدلك!

    بعد أن حصل كل واحد منهم على كومة من الذهب

    بدأ الشيطان يلعب برؤوسهم جميعا ، فدنا أحدهم من أحد صاحبيه

    قائلا له: لم لا نأخذ أنا وأنت الأكوام الثلاثة ونزيد نصف كومة إضافية

    بدلا من توزيعها على ثلاثة، فقال له صاحبه: فكرة رائعة!!!

    فنادوا الثالث وقالوا له : ممكن تشتري لنا طعاما لنتغدى قبل أن ننطلق؟؟؟؟

    فوافق هذا الثالث ومضى لشراء الطعام؟

    وفي الطريق حدثته نفسه فقالت له:

    لم لا تتخلص منهما وتظفر بالمال كله وحدك؟؟؟؟؟؟ إنها حقا فكرة ممتازة!!!

    فقام صاحبُنا بوضع السم في الطعام ليحصل على المال كله!!!

    وهو لا يعلم كيد صاحبيه له!!! ،

    وعندما رجع استقبلاه بطعنات في جسده حتى مات،

    ثم أكلا الطعام المسموم فما لبثا أن لحقا بصاحبيهما وماتا وماتوا جميعاً.

    وعندما رجع نبي الله عيسى عليه السلام وجد أربعة جثث ملقاة على الأرض ووجد الذهب وحده ، فقال:

    هكذا تفعل الدنيا بأهلها فاعبروها ولا تعمروها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..