مقالات سياسية

النُخب التي أوردتنا موارد الهلاك، ابراهيم الشيخ نموذجاً

خليل محمد سليمان

حكى لي والدي قصة، متعه الله بالصحة والعافية، و قعت ايام الإنجليز، حيث تم عزل احد العُمد من عموديته بواسطة الحاكم العام، و عندما لم يجد العمدة من سبيل لإقناع الخواجة للرجوع عن قراره قال له”بس المحكمة بحضرها جنابك”.

العمدة كانت تهمه السلطة والنفوذ بأي شكل، او صورة فالمهم ان يكون جزء من السلطة.

قبل سنوات الهمتني تجربة ابراهيم الشيخ، رئيس حزب المؤتمر السوداني، و كتبت عنها، عندما تنازل طواعيةً عن رئاسة الحزب، و في اول ظاهرة في تاريخ الاحزاب السودانية ان يتم تداول السلطة بشكل سلمي، ليته حافظ علي هذه الصورة الجميلة، و لكن!

ثورة ديسمبر العظيمة كشفت عوار هذه النُخب، و تهافتها نحو السلطة، كأداة للنفوذ، و حماية المصالح علي حساب فقر الشعب، و معاناته.

يذكرني ابراهيم الشيخ بالعمدة “المرفود” ترجل عن الحزب، ولكنه ظل متمسك بالسلطة، ليكون احد اقطابها باي شكل، بل فاق العمدة بأنه تولى وظائف منذ سقوط النظام البائد لا استطيع عدها، لو في لجان الحكومة او دهاليز الحرية والتغيير، وكأن حواء السودان لم تلد.

بدون لف ودوران لا اجد له صك براءة من الفساد، و قد إزدهرت تجارته في عهد الإنقاذ، الذي نعرف سلوكه تماماً، علي المستوى الشخصي حوربت في رزقي، و اكل عيشي، لدرجة اجد صعوبة في الحصول علي مبلغ وجبة فطور في مطعم شعبي بالسوق العربي”قراصة برايب” تُعد ارخص وجبة في ذلك الزمان، و احسبها الآن من الرفاهية بعد تفاقم الحال، كان ذلك في تسعينيات القرن الماضي.

لو ثبت ان إبنه متورط في قضية فساد، و إستغلال النفوذ، او عدمه فهذا من واجب القضاء، و التحقيقات.

ما لفت نظري في حديثه نقطتين..

* الرجل ذكر انه و لحوجة اسرته للكهرباء يمكنه شراء الوقود بأي ثمن، اعتقد امثال هؤلاء السياسيين لا يصلحون لقيادة الشعب، لأنهم لا يحسون بمعاناته، و هم يعيشون في جُزر معزولة عن المجتمع الذي يحكمونه، و يتحكموا في مصيره، في بلد تنعدم فيه الكهرباء في المستشفيات التي يتعالج فيها الفقراء علي علاتها وسوء احوالها، و قلتها.

يجب ان تُسن قوانين تمنع اشكال الترف لأي موظف عام او من تقلد وظيفة قيادية في المجتمع، و يعيش كما المواطن العادي في الحصول علي الخدمات، حتي يشعر بالمعاناة، و يعمل علي العلاج.

و إن اراد الإستمتاع بماله، و ثروته، فعليه ان يترجل عن جواد السلطة، و ليشتري بئر بترول إن اراد ليمد مولداته بالطاقة حتي تلبي حاجة اسرته للكهرباء.

* للأسف ذكر في حديثه ايضاً ان الموضوع إنحصر في شيئ تافه، و بسيط حسب ما ذكر بالإنجليزية.. هو عدم وجود طفاية حريق فقط.

يا لها من مُصيبة، و قد فقدنا عشرات الانفس قبل شهور في حادث تفريغ غاز في احد المصانع دون مراعاة لإجراءات السلامة، فإنفجر التانكر، و احدث مأساة بشعة، و سط العاصمة.

لو سياسي بحجم هذا الرجل، و يستهتر بمخالفة إجراءات السلامة بهذا الشكل علي الدنيا السلام.

ثبتت شبهة فساد او لم تثبت يجب توقيع اقصى عقوبة علي كل من لديه صلة بهذه القضية، و التي يمكن ان تؤدي إلي ماساة لو إنفجر هذا التانكر، و هو يجوب المناطق السكنية لتفريغ الوقود.

يجب سن قوانين تمنع تداول المواد البترولية خارج محطات الوقود المعروفة، و المستودعات، و ذلك يمكنه ان يقلل من شبهات الفساد ايضاً، و الجميع يعلم ان هناك اكثر من سعر رسمي للوقود في البلاد كوضع شاذ لم ولن نراه في ايّ دولة في محيطنا، او العالم الذي نعيش فيه.

قادة لا تهمهم حياة مواطنيهم و الإستهتار بها غير جديرين بان يتصدروا المشهد.

يجب علي هذه النُخب ان تترك الشعب السوداني وشأنه، و بالبلدي ” ياخ كفاكم الاكلتوه حلوا عن سمانا”.

خليل محمد سليمان
[email protected]

‫7 تعليقات

  1. يا اخوانا نبطل الراكوبة دي الشاويش فلان دا ؟
    كل حاجة يفتي فيها هو لو كان نافع كان نزلوه معاش من الباب ؟
    بالله يا ناس الراكوبة ما تملوا صفحاتكم بما لا يفيد

  2. عندك مال ادا انت مشبوه ويجب ان لا تعمل فى المجال العام , كلام غريب وحشو فارغ لا معنى له

  3. ابراهيم الشيخ سياسى غبى . فى اعتصام القيادة سألوه عن وضع جهاز الامن بعد الثورة . قال يجب ان لايحل
    جهاز الامن . والمبرر ان لايوجد فى العالم دولة بدون جهاز امن ّ!! وبغبائه السياسى تناسى انه يمكن حل
    اى قوة او مؤسسة واعادة تشكيلها من جديد حسب متطلبات المرحلة . النتيجة كانت ان هيئة العمليات شاركت فى فض الاعتصام ورمت جثث ابناؤنا فى النيل .

  4. كلام في الصميم الواجعك شنو يا عديم الحرية نحترم الرأي والرأي الآخر من كل سوداني مهما كان أسلوبه في رأيه
    لو الراكوبة ما عاجبك شوف قناة طيبة وين
    انتهي عهد الململه الهاملة

  5. من اكبر سلبياتنا كسودانيين اننا دوما نقف علي الرصيف وننظر الي خطوات العاملين في المجال العام اي (كان رياضي او فني او سياسي) نقف لابداء اراءنا فيما يلبسون وكيف يمشون وكيف يفكرون وماذا ينجون ونحاول ان نقف لهم بالمرصاد في كل صغيرة وكبيرة ، ما هو هدفنا ومقصدنا من ذلك كتير منا لا يحدد ماذا يريد وكثير يريد ان يقال ان (فلانا وكال وهسه بل وادخل في فتيل) كم نضيع من الوقت ومن الامكانيات كافراد وجماعات في هذا الطريق .
    من البديهي ايا من يتقدم الصفوف للعام العام يصبح ملكا للجميع ومن حقهم ان يوجهونه وينتقدوه ويقدم له النصح فلن لم يستجب تكون هناك بدايل اخري ، وبهذا نكون قد قدمنا بعض الشئي لانفسنا وبلدنا ووضعنا لبنة في بناءه مع الآخرين ، لكن ان يظن كل منا انه مالك الحكمة والعلم والمعرفة وحده فتلك هي مصيبة كبري فالحقيقة (كل مجزأ) كل واحد منا يحمل جزءا لذا تكون حرية الرأي هي قيمة عظيمة تساهم في التطور والبناء وهذه الحرية يجب التعامل معها بالمسؤولية والتعقل والوعي ، اما التعامل العاطفي والوجداني المنفعل فيؤدي عن النتائج الخاطئة والطريق المعوج الذي يضيع علي صاحبه زمنا وجهدا للوصول للغايات غير المرجوءة.

    لا اريد ان ادافع عن ابراهيم الشيخ ولكن اود ان ادلل علي بعض الكتابات العاطفية ولا اريد ان اقول ذات الغرض لاني لا اعمل الغيب ، لكن ذكر الكاتب الآتي : (يجب ان تُسن قوانين تمنع اشكال الترف لأي موظف عام او من تقلد وظيفة قيادية في المجتمع، ويعيش كما المواطن العادي في الحصول علي الخدمات، حتي يشعر بالمعاناة، ويعمل علي العلاج.) كلام جميل لكن حسب متابعتي للسيد خليل فهو ظابط بالمعاش (القوات المسلحة) وكلنا يعمل الامتيازات التي تقدم لهم مقارنة مع بقية المواطنين العاملين بالدولة فانني اتسأل هل كتب السيد خليل معترضا علي تلك الامتيازات ؟ مع تمنياتي ان يأتي يوم تستطيع فيها الدولة تقديم كافة الخدمات لكل شرائح المواطنين.

    وكتب ايضا: (الرجل ذكر انه ولحوجة اسرته للكهرباء يمكنه شراء الوقود بأي ثمن، ) واتسأل هل ينكر علي رب اي اسرة ان يقوم بتوفير حوجة اسرته باي ثمن او طريق طالما كانت قانونية ومشروعة والحوجة تختلف من شخص لآخر فبعض الناس حوجتها ماسة لماء الشرب وبعضهم حوجته لاكثر من ذلك ، نعم يمكن ان يكون ذكر حوجة الجازولين لمولد البيت لا داعي لذكرها مراعاة لحالة السواد الاعم لكن هذه لا تعني ان نحرم من من الله عليه بالرزق الحصول علي احتياجاته شرطا ان تكون بالطرق القانونية ، وهنا اذا أخطأ ابراهيم الشيخ او ابنه فلا كبير علي القانون وهذه هي قيم دولة المواطنة والقانون التي نسعي لها ، لكن لا نحرم من يستطيع الحصول علي اشياء لا نستطيع الحصول عليها نحن لمجرد انه يمتلك المال ، كما يجب ان يكون قادة العمل العام بجميع افرعه قدوة للمواطنين .
    نحن وللأسف ما زلنا في مرحلة التكوين لم نصل بعد مرحلة دولة الموطنة والقانون الكاملة ، ولكي نصل لذلك محتاجين للتكاتف والوحدة والعمل والانتاج والذي يحتاج اول ما يحتاج للموارد البشرية فلا نضيع مجهوداتنا واوقاتنا في (محاربة طواحين الهواء) والواقع الماثل امامنا لا يتم يغييره بالتمني والتشفي واضاعة المجهودات في خلق صورة قاتمة للقادم رغم وجود الكثير من السلبيات لكن الامل كبير وذلك من خلال الايجابيات الاقوي تأثيرا وعلي رأسها الحرية التي نتمتع بها الآن فبتبعها بالسلام والعدالة والتنمية والانتاج.

  6. ليس دفاعا عن إبراهيم الشيخ والرجل اعرفه منذ أن كنا طلبة فى جامعة الخرطوم. عندما اتصل به المتحرى عن واقعة ابنه فى القسم قال المتحرى ليس لدى له شئ القانون قانون ليأخذ القانون مجراه وانتهى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..