هوامش على دفتر العدوان..!!

تراسيم

هوامش على دفتر العدوان..!!

عبد الباقى الظافر

قبيل يومين هبت على الولايات المتحدة عاصفة «ساندي»..توقيت العاصفة كان متلازماً مع استعار الحملة الانتخابية للوصول للبيت الأبيض..القائد الأعلى للجيوش الأمريكية أوباما اتخذ قراراً بتجميد فعاليات حملته الانتخابية للتفرغ لمواجهة الكارثة التي استدعت إعلان عدد من الولايات باعتبارها منطقة كوارث.. شاطر أوباما ذات الإحساس الشعبي المرشح الرئاسي مت رومني.. المرشح المنافس أخطأ الحساب وعاد للميدان الترويجي قبل أن تنقشع العاصفة تماماً.. تلك النقطة وذاك التردد حسب تماماً على السيد رومني الذي لم يحسن القيادة والأمة الأمريكية تتعرض لعاصفة من الماء والهواء والبرد والثلج.

استغربت أن تذهب قيادة الدولة بكاملها إلى ولاية الجزيرة خلال عطلة العيد السعيد.. من الممكن أن نستوعب أن القائد الأعلى المشير البشير تم إخلاؤه لمكان آمن وبلادنا تتعرض لاعتداء غاشم.. يحدث الإخلاء للقائد الأعلى في كل الدنيا..ولكن كيف يتم تبرير وجود وزير الدفاع ووزير شؤون رئاسة الجمهورية الفريق بكري حسن صالح..أليس الجنود القابضون على الزناد أحق بوجود هؤلاء الرموز في هذا الوقت العصيب.

حالة الاسترخاء القصوى تمددت لتصل مقابر الصحافة في مراسم وداع الراحل الشيخ أحمد علي الإمام..الرئيس ونائبه الأول وكل القيادة كانت هنالك في مكان لايبعد كثيراً عن موقعة اليرموك..أذهلتني المفاجأة ووزير الدفاع شخصياً يتولى قيادة عربة عادية ويحشر فيها كل ولاة الأمر..الرئيس البشير بجانبه والنائب الأول من ورائه.. ماذا لو انطلقت رصاصة صديقة كالتي أصابت الرئيس الموريتاني..ماذا لو خطط الأعداء للظفر بصيد ثمين كما حدث في كادقلي مع الشهيد بلندية.

ينتقل كامل المشهد لاستديو «البي بي سي» بلندن..السفير الشاعر عبدالله الأزرق..ربما يكون الأوفق أن نقول الشاعر السفير..الأزرق هذا صاحب القصيدة الغزلية في وزيرة الخارجية المورتانية..وقد عضد قصيدته في «بنت مكناس» بأخرى تمجد الرئيس الشمولي هجو شافيز..الأزرق كان يدافع عن وجهة نظر الحكومة في خوار..أكد الأزرق أن مصنع اليرموك بناه البلغاريون وليس الإيرانيين..لم يكن الوقت مناسباً للكشف عن صديق قدم يد العون وقت الضيق.

هل تصدقون أن سفيرنا الذي أكثر الابتسام وبلادنا تتعرض للعدوان شارك معه في ذات الحلقة خبير إستراتيجي إسرائيلي اسمه توني..حتى الكادر القانوني العربي الذي شارك السفير في ذات الحلقة استخف ببلدنا أكثر من مرة.. المستشار سعد والذي تدل لهجته على أنه مغاربي وصف بلدنا أكثر من مرة بأنها هدف «رخو وسهل»..هذا الوصف المسيء لم يلفت عناية السفير الذي تعلق قلبه بالشعر الغزلي.

حالة عدم التوفيق خلال الأزمة لازمت والي الخرطوم..الوالي استصغر الشرارة ودعا الناس للعودة لغرف النوم ليلة العدوان الغاشم..إذا كان الوالي لا يدرك ماحدث في عاصمته فتلك مصيبة..وإن كان يعلم وضلل شعبه فتلك كارثة..وإن تعجل فذاك عدم توفيق لا يليق برجل في قامة والي الخرطوم.

رغم هذه السوءات إلا أن المهنية تجلت في تصريح الناطق الرسمي باسم الجيش الذي أكد عقب ساعتين من حديث الوالي أن الاحتمالات مفتوحة وأن الأمر قيد التحقيق.. ذات المهنية تجلت في الاجتماع الطارىء لهيئة قيادة الأركان الذي تلى الحادثة مباشرة.

اخر لحظة