مقالات وآراء

زوجتان تُضربان وتُهانان يوميا

ياسر عبد الكريم

قبل سرد قصة الزوجتين أرجو ان تطلع على برنامج لمُنتخَبين للرئاسة

المُنتخَب الأول : برنامجه سيوفر لك لقمة العيش والسكن والتعليم والصحة لكن كل من تسول له نفسه إنتقاد هذا الرئيس واي محاولة لمعرفة املاكه وأملاك اسرته سيتم نفخه في الشارع العام ويعلق كالذبيحة ويصعق بالكهرباء في المناطق الحساسة ويدق المسمار على رأسه حتى الموت بعد تشويه سمعته وفصله عن العمل وتشريد اسرته

المُنتخَب التاني : برنامجه سيوفر لك الديمقراطية وحرية التعبير وتتعرف على المال الذي يدخره لنفسه وحتى امراضه المزمنة وطريقة علاجه وحجم عقاراته ان وجدت وان لم يعجبك يمكن تغييره بالإنتخابات ومن ينتقده وينتقد حكومته يجد كامل الاحترام حتى لو غضب منك لا يستطيع ان يمسك باي سوء لان الذي بينك وبينه القانون

جرب وأجري هذا الاستطلاع هذه الايام حتى لو في محيطك الصغير ستجد الغالبية من يشملهم هذا الاستطلاع انهم مع الاختيار الاول

نعود الى قصة الزوجتين:
الزوجة الاولى: يضربها زوجها بشكل يومي ويهينها امام الجيران لانه مصاب بوسواس قهري فلم تستطع هذه الزوجة الإستمرار مع هذا الزوج تركت المنزل وذهبت الى بيت ابيها .

الزوجة التانية: تسكن في بيت فخم يضربها زوجها بشكل يومي ويهينها أمام الجيران ولكن هذا الرجل كان بعد كل حادثة ضرب واهانة يقدم لها هدية فستان فخم أو أسورة من الذهب أو تسجيل قطعة ارض تجارية باسمها وهي ترضى بهذه الهدية وحياتها تستمر بشكل طبيعي وكأنها لم تتعرض الى اي اهانة وبعد كل اهانة كانت تنتظر الهدية وهي راضية مرضية

الفرق بين الزوجتين :
الزوجة الاولى : رفضت الاهانة بدون شروط وذهبت تاركة البيت .
الزوجة الثانية : لم ترفض الاهانة لكن بشرط أن تذل وتهان كرامتها امام الناس – بالفلوس –

فالذين يوافقون بالرئيس الأول (المستبد) كما السيدة التي تقبل الاهانة بالفلوس هؤلاء ليس لديهم مشكلة بأن تهان آدميتهم وكرامتهم  – بالفلوس –

ولم يسأل أحد ماذا ستفعل الزوجة التي تقبل الإهانة بالمال إذا فقد زوجها المال بسبب خسارته لأي سبب بعد أن تهان كرامتها أمام الناس بالتأكيد لن تكون هنالك هداية او عشاء فاخر بعد كل اهانة كما تعودت إذن ستكون فقدت كرامتها من غير اي مقابل
فالذي يتنازل عن حريته وكرامته لأجل لقمة العيش سيأتي يوماً يفقد فيه لقمة العيش والحرية والكرامة معا

لو أجريت هذا الإستطلاع في دولة اوروبية او دولة ديمقراطية أي شخص مهما كان درجة تعليمه سيتركك قبل ان تكمل الجملة وسيذهب بمجرد ان تمس كرامته وحريته الشخصية وحرية التعبير وحريته في اختيار من يحكمه او من يمثله في البرلمان ..وحسموا هذه القضية منذ عقود وأنهم يرفضون الإستبداد من حيث المبدأ ولا ينتظرون نتائجه لأن المستبد مهما أنجز في النهاية يقود البلاد الى الهاوية

الإسلاميون لا يرفضون الإستبداد من حيث المبدأ ويتواءمون معه ويعشقونه ويتغزلون فيه وينتظرون نتيجته فإن ساءت النتيجة ثاروا ضده ورفضوه كالمرأة الثانية التي تقبل اهانة زوجها امام الملأ طالما يهديها بعد كل اهانة مبلغا محترما أو مزرعة او هدية قطعة أرض . أما إذا خسر الزوج ماله طلبت (الخُلع)

ياسر عبد الكريم
[email protected]

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..