الاولى إعمار علاقة الحكومة الداخلية

*وسط الاخبار المحبطة التي تجسد حجم معاناة الانسان السوداني في حياته اليومية إحتفلت الحكومة بخبر توقيع الرئيس الامريكي باراك اوباما على قرار رفع العقوبات الأمريكية على السودان.
*منذ ان بدأ الحراك الدبلوماسي السوداني الهادف لإعمار العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية قلنا اننا لانعول كثيرا على حل الاختناقات الداخلية من الخارج، لأن الاهم هو إعمار علاقة الحكومة مع أهل السودان بالداخل.
*هذا لايقلل من اهمية القرار الامريكي الذي نامل ان يسهم في دفع الحراك الداخلي من أجل تحقيق الاتفاق السوداني الذي يحقق السلام الشامل والتحول الديمقراطي والانتقال من حكم الحزب الغالب الى رحاب الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.
*مع ملاحظة ان إرجاء القرار برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان لفترة ستة أشهر يعني ان الكرة مازالت في ملعب الحكومة، وان عليها بذل المزيد من الجهود في مجالي مكافحة الارهاب وحقوق الانسان السوداني، وسط اخبارغير مطمئنة تؤكد استمرارها في سياساتها الداخلية التي تعطي مؤشرات سالبة خاصة في ملف حقوق الانسان السوداني.
*من حق الحكومة ان ترحب بهذا القرارالذي اعتبرته الخارجية السودانية تطوراً ايجابياً في مسيرة العلاقات السودانية الامريكية، وانه نتاج جهود مشتركة وحوار طويل شاركت فيه الكثير من المؤسسات من الجانبين، وانه ثمرة تعاون وثيق بين البلدين في قضايا دولية واقليمية مشتركة.
*الاهم من ذلك ان الحكومة اكدت سعيها لمواصلةالتعاون والحوار مع الولايات المتحدة – وسط مخاوف مبررة من سياسة الرئيس الامريكي االمثير للجدل السالب دونالد ترامب – ما دام اسم السودان لم يرفع من قائمة الدول الراعية للارهاب.
*مرة اخرى نؤكد ان الاهم بالنسبة لاهل السودان هو اعمار علاقات الحكومة الداخلية بعيدا عن اساليب اللف والدوران والتمترس خلف النهج القديم بتشكيلات مختلفة لأن ذلك لن يخرج السودان من الدوامة الجهنمية التي سببتها السياسات القائمة.
*ان اعمار علاقات الحكومة مع اهل السودان يتطلب الجدية ومواصلة السعي الصادق للوصول الى الاتفاق القومي الذي يوقف نزف الدم السوداني ويدفع استحقاقات الحريات وحقوق الانسان السوداني واعتماد فترة انتقالية تهئ السودان لاحداث التغيير المنشود لاسترداد عافيته الداخلية واعمار علاقاته الخارجية.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..