شهادات تسنين للحكومة الشابة

تغيرات وشيكة ستطال الحكومة والحزب الحاكم لصالح الشباب ” شباب المؤتمر الوطنى” ، وذلك ماصرح به السيد الحاج أدم نائب رئيس الجمهورية فى مؤتمر صحفى أعقب أجتماعة مع أمانة الشباب بالمؤتمر الوطنى مطالبا “كل الذين تقدم به العمر فى أجهزة الحزب والدولة بافساح المجال للشباب اينما كانو” ، أكد على ذلك السيد نائب امين امانه الشباب بالوطنى الأستاذ عبدالله محمد عبدالله مبينا أن هنالك قيادات ظلت لفترة طويلة فى مناصبها ، كاشفا عن رغبة السيد رئيس الجمهورية فى احداث تغيير لمصلحة الشباب! هذا الحديث يدلل على وجود مرونة ( مصطلحية ) تدرجت من وصف الحكومة نفسها بحكومة الوحدة الوطنية ومرة بالراشدة ومرة بالرشيقة وتستعد الان الحكومة قبل تشكيلها لوصف نفسها بحكومة الشباب، الا ان هذا ينذر بمشكلة كبيرة وشرمستطير، فبعد أن كانت الحكومة تختار القوى الامين ، تدرجت لما سمته معايير( الكفاءة و النزاهة) ! وانتهت الى معايير الشباب ، حيث من المتوقع أن تبرز مشكلة فى كيف سيتم تحديد فترة الشباب ، وهل المرجعية ستكون شهادات الميلاد ام التسنين أم بشهادة الشهود ؟ ام سيتم اللجوء للمعايير الدولية او الرياضية او الفنية ؟ وستكون هذه المشكلة اكبر اذا تم تحديد ” فترة الشباب ” على الشكل العام والنضارة ونعومة اليدين ، السؤال المفصلى لمن فرح من شباب المؤتمر الوطنى بالحديث عن حكومة الشباب هل تم الاتفاق على توصيف دقيق للشباب ؟ و هل الروح الشابة مثلآ تغنى عن العمر الحقيقى ؟ و كيف الحل اذا امتنع المسؤلين عن ابراز شهادات الميلاد او التسنين كما امتنعوا عن ابراز شهادات اقرارات الذمة ، فقد شهدت الفترة الماضية رحلات مكوكية لمن تخطوا مرحلة الشباب الى الصين وتايلاند وبعضا من دول شرق اسيا لتجديد الشباب وازالة التجاعيد وصبغ الشعر ! وازالة ” الكرش” وزرع الاسنان ! و مستلزمات و تجهيزات للزوجة الثانية او الثالثة ، حيث كلفت الفواتير العلاجية لبعض المسئولين الاف الدولارات بما فى ذلك المسائل التجميلية و تحسين الكفاءة ! ربما كانت هذه الجلابيب تخفى تحتها اجسامآ مترهلة و بدانة مفرطة ، فى باكستان مثلا حددت وزارة الداخلية لضباط الشرطة حزاما واحدا وربطت بين استمرار الضباط فى الخدمة وامكانية لبسه لهذا الحزام الذى يحدد محيط الخصر من كل شخص! وأمهلت الوزارة مدة ثلاثة اشهر للسادة الضباط لأعادة توفيق اوضاعهم ، الموضوع ليس فى اعمار المسئولين فمن شاخوا فى السلطة اليوم كانوا فى ريعان الشباب عندما أتت الأنقاذ ، وظل البعض منهم فى موقعه او تنقل بين المواقع لما يزيد على عشرين عاما موشكآ على الاحتفال باليوبيل الفضى وهو وزيرآ او فى غيره من المناصب ،لم تتراكم فيها خبرة ولم يلحظ فيها أبداعا ، وكلنا يذكر قصة ذلك الوزير وبعد ان حاصرت لجان التحقيق وزارته وطلب منه الأستقالة قال بأنه لن يستقيل و ما يحدث فى وزارته هو مجرد ابتلاءات عليه الصبر عليها ، و الاهم أن أستوزاره هو تكليف ربانى وحاشاه أن يرد التكليف ! رغم تقدم السن فالبعض لا يستطيع ان يتصور نفسه خارج دست الحكم ، حتى ان تحول فى الرتبة من الوزارة الاتحادية الى الوزارة الولائية كما هو حال احد وزراء حكومة ولاية الخرطوم ، المهم هو الموقع بغض النظر عما يفعله شاغل الموقع ، هناك معايير معروفة محلية و اممية تحدد سن التقاعد فى الخدمة المدنية و كذلك الحال فى القوانين الخاصة بالقوات النظامية و السلطة القضائية ، قد تصلح معيارآ لا اختلاف عليه لتحديد سن الشباب ، او ربما يعمد الشباب الى استصدار لائحة حزبية داخلية تحدد ذلك ، و هذا سيقطع بجدية الشيوخ فى امر تولى الشباب للمسؤلية ، عليه فالمتوقع من الاحزاب المشاركة فى السلطة او التى انتوت ذلك ان تفعل مثل ما يفعله المؤتمر الوطنى و تقدم الشباب لشغل حصصها الوزارية ، و يشمل ذلك الحكومة القومية المرتقبة ، فعلى الجميع الاستعداد و تهيئة الكوادر الشابة لتولى السلطة ، و بذلك يتحقق احد اهداف خطة السيد وزير المالية فى تخفيض الانفاق على بند العلاج ، الا ان تحسين الاداء لهذه الحكومة او لغيرها من الحكومات لا يرتبط فقط بالحيوية و الشبابية ، بقدر ارتباطه بالبرامج و الخطط و القدرة على تنفيذها فى وجود ارادة سياسية تقوم و ترشد ذلك الاداء ، المشكلة الاخرى ان من يتولون الحكم الآن حلوا مشاكلهم فى اقتناء و سائل الحياة المرفهة و اقتنوا الشركات و المزارع و الاستثمارات لما وراء البحار ، الذى سيحدث ان هؤلاء الشباب سيستغرقون وقتآ اكبر فى ذات الاتجاه فى ظل شح الموارد والاموال و استفحال الضائقة الاقتصادية التى تشكو منها البلاد ، الشيخوخة لم تصب القائمين على امرنا فقط ، لقد ضربت ارجاء البلاد فاصبحت تنقص من اطرافها ، تقول الطرفة (منذ عدة سنوات فى احدى الولايات المجاورة للخرطوم تم تعيين احدهم و كان يوجد تطابق كامل فى الاسم مع آخر ، الاخر ادى القسم فى مكان الاول و ظل فى الموقع حتى وقت قريب ) لقد سئمنا و هرمنا ، افلم تسأموا منا بعد ؟ ولد السيد نائب الرئيس فى عد الفرسان سنة 1955 م ، هل يعتبر نفسه من الشباب ام الشيوخ ؟؟
[email][email protected][/email]
والله لو فى تقييم اكثر من عشره على عشره كنا اديناها ليك
مقالك رائع أبدعت فيه..وياهو ده لسان الحال .. شكرا ..
والله لو بقت شهادة التسنين أحد المعايير لتحديد سن ديناصورات الإنقاذ المنتمين للعصر الحجري تكون مشكلة لأن شراء شهادة التسنين فى زمن فساد الإنقاذ أصبح اسهل من شراء علبة صلصة . وأنا أعرف خفيرا في إحدى المدارس الثانوية تجاوز السبعين من عمره ويحمل شهادة تثبت أنه فى الخامسة والأربعين . ولما سألته دي عملتها كيف قال لي الناس بشتروا الوزراء خليك من شهادة تسنين غايتو الفساد الدخلتو الإنقاذ في البلد دي ما يطلع إلى يوم الدين .