مقالات سياسية

(جبّار الكسور)..!

* المُربِّي؛ الشاعر قاسم الحاج (صديق الأطفال) وصاحب الأنشودة المحببة لهم: (كلنا تامين.. ان شاء الله كمان.. دايماً سالمين.. الخ).
* التقيته قبل أكثر من عشر سنوات مُحاوِراً؛ وطربتُ بصحبته..! كان مهموماً بمستقبل أطفالنا.. وقال ــ آنذاك ــ بهاجس الأب والمُعلِّم: (سيضيع الأطفال حين يختبيء جبّار الكسور)..!
* وكلما باغتتنا حادثة الإعتداء على طفل تذكرت قوله؛ وتراءت تلك الجلسة التي أباح فيها بهموم شتى خاصة بفلذات الأكباد..!
* قاسم الحاج أحد القلائل من الشعراء الذين يحتفظون بقيم أصيلة؛ ويتمسكون بها (كدرعٍ نادر) لا تؤثر عليه أسنّة الزمان وعادياته.. فقد كتب أجمل أغنياته في إطار السمات الذهبية لشعبنا؛ مثل تلك (الفريدة) التي صدح بها الفنان عبدالعزيز العميري:
لو أعيش زول ليهو قيمة
أسعِد الناس بوجودي
زى نضارة غصنِ طيِّب
كل يوم يخضرَّ عودي
* وله من المعاني الكبيرة ما رسخ في مسيرة المطرب علي إبراهيم اللحو؛ فكانت (جبّار الكسور) من أجمل ما غنى:
الدود النتر صحّا المرافعين خوف
دا محشـِّـم قبيلتو.. البستر المكشوف
إن شافك عدوك يرجف يغلبو الشوف
النار في الجسم والطعنة جوّه الجوف
عشاي الجماعة؛ يا مْشبِّع الملهوف
ميزان الدَّهب يا الغالي وزنو تقيل
يا أب صدراً ركيزة.. تب ما بغلبك شيل
يا الدابي البِسِم.. العاتي زى السيل
ستار العيوب.. حاشاهُ ما قِويِّل
وكْت الناس تضيق.. بلفاها هجعة ليل
* مثل هذا الأدب تمنينا أن يسود في حياتنا ويجد مكانه في سوح (التربية والتعليم!) إذ يتحلّى بقيم وافرة الدلالات؛ تمثل لدى الأستاذ قاسم الحاج (نهجاً) انعكس في أشعاره.. ولا ندري ماذا فعلت به الأيام؛ وهو يمشي (سمحاً) بروحه؛ وإبداعه الماتح بكل ما يغرس الخير في الصغار والكبار..!
* ربما احتراماً لمبادئه رفض الأستاذ قاسم ــ وقتذاك ــ أن يبوح بتفاصيل حول السطو على بعض أغنياته من قِبل شاعر مازال يعيش (ولا يغيب عن المشهد)..!
* أعزَّ ما يُقال ــ بهذه المناسبة ــ أن السودان الواسع بصحاريه وسهوله وهضابه احتفظ أهله بنفوس ملؤها الكرم؛ رغم ما يعتريهم من فقر (طاحن).. والكرم شامل لقيم كثيرة منها ما استفاض في (جبّار الكسور)؛ فمجتمعاتنا ــ خصوصاً الريفية ــ تميل إلى (الستر)؛ تنبذ (القوالة!)؛ تحتفي بالضيف؛ تتفقد (الموجوع) والمكروب:
دا الفي الضلام كبّاس
دا البِفزَع قـبُل يبكوا ويضيقوا الناس
جبّار الكسور..
ميزان الدَّهب يا أبْ كفةً راجحة
أبواب مسكنك ليل والنهار فاتحة
* جبّار الكسور ــ على المستوى الخاص ــ نفحت في الوجدان بما لم تستطعه (كُتب المدارس)..! وربما كثيرون يشتركون في الشعور ذاته كلما حضر النص بلحنه، فيفيضون طرباً وحماسة وتحفزاً للمعاني البهية التي تستطيب بها الحياة..!
خروج:
* الذين يسيرون عكس (الإخضرار!!)؛ والذين (لا يسعدون الناس بوجودهم) لن تؤثر فيهم مثل هذه (الجماليات) التي تحملها أغنياتنا العظيمة.. ونعني قطعان (المتصحرين) الذين لا دين غذى صدورهم؛ ولا فن سرَى فيها؛ ولا عطر تستنشقه منهم..!
أعوذ بالله
الجريدة

تعليق واحد

  1. ياابوعفان احيلك لما سطر يراع استاذنا استاذ الاجيال الطيب السلاوى , فى سفره الرائع عن حنتوب الجمليه ونشر فى الراكوبه . لتعلم كيف كان التعليم , تربيه وتعليم فعلا , وماذا فقدنا من ارث عظيم بتدمير تلك الصروح ومنارات الوعى. بدعوى ماسمى ثورة التعليم وهى حقيقة كارثة التعليم.كارثة صار بعدها استاذ جامعى يرسب فى مادة اللغة الانجليزيه.

  2. لدماء التي سالت والتي ستسيل مستقبلا فان الله سيسأل عنها الرقاص لانه فشل في اطعام الناس وتامينهم من الخوف ورب البيت سبحانه وتعالي اوضح ذلك في سورة قريش اللهم ارفع غضبك وسخطك عن اهل السودان وابدلهم حاكم يخافك ويخشاك ولا يخشي امريكا او الاتحاد الاوربي حاكم عادل صادق امين متجرد يختار البطانة الصالحة التي تحضه علي فعل الخيرات وتنصحه ان حاد عن جادة الحق مش عصابة هي لله التي تسرق باسم الدين وتفسد باسم الدين
    صاحب التعليق Messi

  3. أتمنى يا عثمان أن يأتي يوم وينعم الله علينا بأن يجعلك مسئول عن الصحافة والعمل الإعلامي في السودان ، فأنت تحمل إنسانية بين حناياك تؤهلك لتأدية الرسالة

  4. فعلا يا شبونةعصابة الرقاص ابعد البشر عن القيم التى تتحدث عنها انت وقاسم الحاج وكثيرين من حملة المسك فى بلادى اما نافخى الكير من حزب الرقاص فهمهم الاول والاخير جمع ونهب اموال الشعب بالزين والشين الى درجة الافقار كما هو حادث الان ولنا عودة فى موضوع جبار الكسور وكسر الله رقبة الرقاص وكل عصابته

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..