
وحقا فلقد جعلتم حياتنا تافهة.
فكم هي قبيحة اكاذيبكم الصباحية.
وكم هي قبيحة منصاتكم وهي تحاصرنا اينما ولينا وجوهنا.
وكم هي كثيرة قصص الافتراءات التي تخنق تصورنا عن الجمال والسمو في الحياة.
ولماذا اصلا تعجنون احداثنا في قصعة خواء اكثر ما يقال عنها انها طفولية وهي تحمل في طياتها كل اشواق المراهقين.
ولماذا اصلا هي مليئة بالصدامات والنقاشات والقصص والاتهامات والاكاذيب والشائعات والتنمر والسخرية والاستهزاء.
شعب باكمله تسوقه شائعة وتلعب به كذبة.
فعذرا ايها المساخيط…
فالوطن ليس فندقا نجمع فيه حقائبنا ونغادره حين تسوء خدمته…
والوطن ليس حديقة نغادرها حين تطفأ انوارها…
و الوطن ليس زوجة نضيق عليها بضرة حين تحيض ونتزوج أخرى…
وعذرا ايها البلهاء…
الا تدري ان الوطن أبوك وأمك وأخوك وخالك وعمك وجارك وجدك وجدتك ….
فكم انت مسكين يا وطني …
فأبنائك يحملون الخناجر ليطعنوك حتى يسهل على أعدائك إسقاطك…
واللعنة كل اللعنة على مساخيط الوطن …
واللعنة كل اللعنة علي الخونة المارقين….
فلقد اعتدنا كسودانيين تطويع اللامعقول و تليين اللامنطق.
فصرنا محل تندر و عبث حكامنا الذين استغلوا الأمر ليمتصوا الدماء ليزدادوا غني وثراء وتطاولا في البنيان.
وهذا غير جرائمهم في مصادرة الحريات وتكميم الأفواه وقد جعلوا منا قطيعا في سجن كبيرا.
شعب السودان اخوتي شعب صعب المراس لا يقبل الكبت والأسوار الحديدية أن تكون حاجزا يطوقه.
فمشاعره أشبه كثيرا بمشاعر ذلك الطير الذي يودع في قفص ليكون محبوسا.
أو كذلك المريض الذي يظل طريحا في أسرة المستشفيات يتمنى عافية.
شعب السودان اخوتي شعب معلم وقد فجر عديد الثورات.
فهو يدرك أن الحريّة هي اكسير الحياة ودونها الموت.
وان الحرية ان تعيش كما تريد في أرض الله الواسعه.
وان الحرية ان تذهب لكل مكان يستهويك في الوطن دون منع من احد .
وان الحرية ان تلتقي بكل من تحب .
وان الحرية ان تتنفس الهواء النقي بطريقتك.
وان الحرية أن تختار الطريق الذي تسلكه.
وان الحرية أن تأكل ما تحب وبمشاركة من تحب،
وان الحرية ان تستيقظ كل يوم دون قيود.
الا تعلمون يا مساخيط الوطن ان شعب السودان قد دفع ثمنا غاليا لنيل الحرية.
فلن تزول كل هذه القصص الأليمة من القلوب ابدا ما لم يتم القصاص من المجرمين.
وحتي يتحقق ذلك الامر لابد من ان يتحرر الشعب من خوف لا يأتي منه إلا قهر الرجال واضمحلال الأمم ،
ولابد كذلك من وحدة حقيقية وقبول للآخر وعمل مشترك يكون سرا لبقاء نهضة اهل السودان ،