مقالات سياسية

 ما حدث في المتمة: أول اختبار وجس نبض لوزير الدفاع الجديد!! 

بكري الصائغ

 ١-
 بعد نجاح الشعب في اسقاط نظام الانقاذ البائد وعودة الحرية للبلاد، طالبت كل القوي السياسية والشعبية التي شاركت في التغيير باهمية وضرورة الاسراع في “هيكلة المؤسسات العسكرية” وتغيير وضعها الحالي باخر متطور، وان يتم من خلال هذا التغيير الغاء كل القوانين واللوائح والنظم التي وضعت في سنوات حكم البشير لتخدم النظام، طالبت الجماهير ان تكون “هيكلة المؤسسات العسكرية” بشكل جديد هو اولي المطالب الملحة والعاجلة، وضروة البدء في تنفيذها قبل اي شيء اخر ـ على اعتبار ان القوات المسلحة بشكلها الحالي ـ غير مطمئن ولا يدعو للارتياح، وانها مازالت مؤسسات تشكل خطورة علي البلاد طالما هي تسيير علي نفس النهج القديم.
 ٢-
 جاء خبر نشر اليوم الاحد ١٢/ يوليو الحالي، تحت عنوان “احتجاجات وتصعيد في المتمة بسبب إهانة أفراد قوات نظامية لمواطن”، مفاده، ان المواطن حذيفة كان ينظم صفوف السيارات مع آخرين في الحادية عشرة والنصف من صباح الجمعة وأنه طلب من عامل المسدس بمحطة وقود ود العطا بمدينة المتمة أن يلتزم الطريقة المتبعة للسيارات (أربعة في كل مسار) وأضاف أن أحد أفراد القوات النظامية يتبع لحامية المتمة منعه من التحدث مع العامل فرد عليه المواطن بأنه من منظمي صف السيارات ويدافع عن حقه، وأوضح أن فرد القوات النظامية قام باقتياد المجني عليه للحامية وقام بحلق رأسه وإذلاله بمعاونة 4 أفراد آخرين كانوا بالحامية واحضاره مرة أخرى إلى محطة الوقود وإلقائه أمام الناس وأردف أن المتهم قال للمجنى عليه: ” لازم تكون عبرة لغيرك”. ـ انتهي الخبر ـ
 ٣-
 هذا الحادث الذي وقع في المتمة، يعيدنا الي حادثة اعتقال المرحوم الأستاذ/ أحمد الخير، الذي اعتقل في شهر يناير٢٠١٩ من قبل رجال الأمن، حيث اغتيل هناك في جهاز الأمن بخشم القربة بطريقة بشعة ومؤلمة ، جريمة قادت (٢٩) من منسوبي جهاز الأمن إلى حبل المشنقة. 
 ٤-
 جاءت الاخبار في يوم الاتنين ٢/ يونيو الماضي، ان وزير الدفاع الجديد اللواء الركن معاش/ ياسين إبراهيم ياسين، قد قام  بأداء القسم أمام رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وزيرا للدفاع خلفا للوزيرالسابق جمال عمر، الذي توفي بشكل مفاجئ، في مارس الماضي، أثناء مشاركته في مفاوضات السلام السودانية بجوبا، بعد اداء القسم تعهد ياسين بالعمل الجاد على تحقيق أهداف الوثيقة الدستورية الانتقالية والوصول بالفترة الانتقالية إلى غاياتها ومقاصدها.  
 ٥-
 ولكن كما قال الشاعر أبي الطيب المتنبي”مَا كُلُّ مَا يَتَمَنَّى الْمَرْءُ يُدْركُهُ…تَجْري الرّيَاحٌ بمَا لَا تَشْتَهي السَّفَنُ”، فقد انبطق هذا القول علي وزير الدفاع االدفاع الجديد المسكين، الذي لم يهنأ بعد بالمنصب الجديد وتنفيذ ما وعد بها الناس من تحقيق أهداف الوثيقة الدستورية الانتقالية والوصول بالفترة الانتقالية إلى غاياتها ومقاصدها، حتي بدأت الخباثات والمؤامرات تظهر للعلن ضده في شكل انتهاكات استفزازية علنية هدفها اولآ وقبل كل شيء احراج الوزير الجديد ياسين!!
 ٦-
 ما وقع في مدينة المتمة من جرم واعتداء طال المواطن المسكين حذيفة ،هي وقبل كل شيء عملية مقصود بها “جـس نبض” الوزير ياسين، وكيف سيتصرف حيالها؟!!، هي عملية لا تحتاج الي فهامة، فقد اصبحت لا تخفي علي احد، ان  ضباط وجنود العهد البائد الذين مازالوا في الخدمة العسكرية، يعيشون بنفس عقلية احمد هارون (اكنس، امسح، قش، ماتجيبوه لي حي)!!
 ٧-
 كم هو محظوظ المواطن حذيفة انه لم يمت ب”خازوق” او طلقة رصاصة، واكتفوا الجناة فقط بحلق شعر راسه واحضاره مرة أخرى إلى محطة الوقود وإلقائه أمام الناس لليكون عبرة للاخرين!!
 ٨-
 سبق ان قامت من قبل جهات عسكرية كثيرة في السودان وبشكل رسمي بعد نجاح الانتفاضة بمخاطبة المواطنين تناشدهم بعدم استفزاز الضباط والجنود والعاملين في المؤسسات العسكرية، وان هذه المؤسسات قد تعهدت بحماية اهداف الانتفاضة وحماية الفترة الانتقالية، وان الجيش والأمن والشرطة ستكون الدرع الواقي للوطن، نشرت الصحف المحلية الكثير من هذه النداءات الايجابية وتقبلها بروح طيبة….ولكن مع الاسف الشديد،  مازالت هناك “جيوب” داخل هذة المؤسسات العسكرية تحن لزمن الانقاذ البائد، وتمارس نفس اساليب ما كان يحدث في الماضي!!
٩-
 جاء – قبل قليل – اليوم الاحد ١٢/ يوليو الحالي، خبر مرفق بصورمؤلمة تحت عنوان:
 (عاجل.. بالصور.. سقوط جرحي في محاولة لفض اعتصام”فتابرنو” بالقرب من”كتم” بالرصاص و”البمبان).   
 ١٠-
 واخيرآ:
 نطلع من محن المتمة.. نلقي مآسي في كتم!!، ياتري، ماهي المدينة القادمة في قائمة البلاوي؟!!
    بكري الصائغ

‫4 تعليقات

  1. رأينا الذى ظللنا نعيده ألا وهو أن هذه القوات العسكرية لا تشبه الشعب السودانى حيث صارت عقيدته التى تلازمه ولن تفارقه ( إما أن نحكمكم أو نعذبكم). تاريخ هذه القوات يتكرر ويعيد نفسه في بلاهة وجوهره إهانة المواطن الأعزل وقتله ففى كل يوم لها وصمة عار تلاحقها وكأنها تتسابق لمن تكون الحظوة والغلبة في تعذيب المواطن . إن هناك من يتملق القوات المسلحة ربما لشئ في نفسه سيما حزب الأمة وتوأمه السيامى الحركة الإسلاموية يجتهدان كثيرا لإسباغ صفات على هذه المؤسسة وهى في الأصل لا تملكها فتارة تصفها بالقومية وهى ليست كذلك جيش قوام ضباطه من مساحة لا تزيد ساعة من ضحى لعبورها وذلك كما كشفته لنا الثورة فاللجنة الأمنية أغلبها من منطقة تمتد من الجيلى إلى شندى ومعها رئاسة الأركان وقيادة الأجهزة الأمنية وتحديدا جهاز الأمن صلاح قوش ونوابه ومدراء الإدارات أجمعين. إن الزعم بأن هذه القوات قومية لا شك أنه زعم باطل ويحرم الوطن من كفاءات أحوج ما يكون إليها لماذا لا ينعكس هذا المزيج السودانى الفريد فى مؤسساته العسكرية لا نشك في أحد ولكن الأحداث تثبت كل يوم أن هناك خللا ما في التفكير والإدارة وصلت حد إرتكاب الكبائر في حق الوطن فليس أكبر عليه من إهانة المواطن وقتله وعلى يدى من؟؟ يالسخرية الأقدار على يدى من هو منوط به أن يحميه ويستبسل في الدفاع عنه… خسارتنا كبيرة بسبب هذه القوات فميزانية الدفاع والأمن ترهق مواردنا المالية على ضعفها وقلتها وجيشنا الباسل يمارس الفساد بشرائه معدات هالكة ومنتهية وإذا ما أفلحت فى إستيراد ما نريد توجهه إلى صدره الأعزل بينما المحتل يمرح ويسرح في أراضينا التى أحتلها حمرة عين في الفشقة وحلايب.. والجيش يصدر التهديد تلو الأخر أنه لا يقبل إستفزازا أو إهانة من ملكى وأن السيل قد بلغ الزبى ولم يعد يحتمل…ما هذا الخسران الذى بتنا فيه.. القضة ليست في المتمة أو فتابرنو أو أية بقعة أخرى في السودان مكمن القضية في قيادة القوات عسكرية ايا كانت في فكرها وعقيدتها القتالية تسترخص روح المواطن وتستهتر بماله فسادا في شرائه وإستخدامه.. قادة القوات النظامية يتسابقون في جمع المال فما أثاره معتصمو نيرتتى مؤخرا كانت كفيلة بقطع رؤسس بعضهم لتوطؤهم مع المجرمين وتقصيرهم عن أداء واجبهم ومع ذلك لم يذكروا ما يفعله أولئك بالغابات فمناشيرهم لم تتوقف في إهلاكها وتدميرها وصيدهم الجائر للتسلية والترويح

  2. أخوي الحبوب،
    ،KOGAK lEIL
    ١-
    حياك الله بالخير، مشكور علي التعليق الرائع.

    ٢-
    كنت اتوقع ان اطالع في صحف اليوم خبر عن بيان اعتذار رسمي من الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة للمواطن حذيفة الذي تعترض لاهانة بالغة من قبل أفراد قوات نظامية، وان اجد ضمن الاعتذار تاكيد باجراء معاقبة الذين تصرفوا بهذا العمل الذي لا يليق، ولكن كالعادة لم اجد بيان اعتذار او تحقيق حول الحادث!!…، يبدو ان وزير الدفاع الجديد حاله مثل حال الوزير السابق عبدالرحيم حسين، الذي كان مجرد “ديكور” في وزارة الدفاع، لا يحل ولا يربط ولا يفك ولا يعقد!!، وكان هو من تسبب في خراب القوات المسلحة كما خرب قبلها وزارة الداخلية!!

    ٣-
    واعيد السؤال القديم مرة اخري مع تعديل طفيف:
    نطلع من محن المتمة.. نلقي مآسي في كتم!!، ياتري، ماهي المدينة القادمة في قائمة بلاوي القوات المسلحة؟!!

  3. قلت: جريمة قادت (٢٩) من منسوبي جهاز الأمن إلى حبل المشنقة.
    ونقول انت متأكد أنهم اقتيدوا لحبل المشنقة؟!
    تأكد يا رجل فهم احياء يرزقون وسيكنون في مأمن طال برخان قابع في المجلس السيادة الكسيح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..