أخبار السودان

البيع بنقاط “الضعف” الخرطوم الآن.. تجارة رابحة وحنكة هندية

الخرطوم: درية منير

ثمة ظواهر تقودك إلى الشك في أنك زائر يتجول في إحدى دول المهجر، بائعات حبشيات، عمال صينيون، تجار يابانيون وأصحاب مهن أخرى هنود.

شرقا باتجاه جامعة السودان في أحد الممرات التي تؤدي إلى الاستاد، تربعت الكثيرات من صاحبات الجنسية الهندية اللاتي تفوح منهن رائحة معتقة تدل على أنهن ولدن أو جئن إلى السودان في مراحل مبكرة من العمر، يجدن بعض الكلمات العربية ويتقنَّ حفظ الأرقام، واستغلالا لعطلة العيد وسفر بعض التجار إلى الولايات افترشن أمكنتهن، وبدأن بالصياح (زيت شعر سبعة جنيه بس)، فربما نقطة ضعف البعض منا ومعاناتهن من قصر الشعر، كانت دافعاً للتزاحم أمامهن والتهافت على شراء زيت الشعر الذي تأتي فائدته بعد شهرين من الشراء.

خير الطبيعة

سنجانا سبعينية تبدو عليها الشيخوخة وكل علامات كبر السن ولكنها محتفظة بنشاط الشباب الذي يبدو على حركتها، فهي تصارع بحرفة وحنكة على بيع منتجاتها وببراعة وأثناء الوقوف لدقائق بجوارها أراقب عن كثب حركة البيع وجدتها تضع أسعاراً تجبر الزبون على الشراء، وهو فرحان، كما أنه قد أفلح في (غشها)، تقول سنجانا إنها جاءت إلى السودان قبل (45) عاما مستقرة بكامل أسرتها لا ترجع بلدها إلا حين عطلة لتعاود مرة أخرى. وتضيف أنها لم تكن ترغب في التجارة بل كان لها نشاط آخر، وهو العمل في الملابس والإكسسوارت بسوق أمدرمان. وتورد أيضا أنها وجدت روجا كبيرا من الزبائن الذين أقبلوا على شراء زيت الشعر المعبأة في عبوات الجلسرين بصورة عشوائية، بسعر زهيد هو سبعة جنيهات معدودات، ويأتي تأثير العلاج بعد شهرين من الاستعمال، فحسب قولها إنه مفيد لفروة الرأس ويطول الشعر وينعمه أكثر، عارضة أمامها نماذج من الصور الفتوغرافية، سنجانا تقول أيضا إنها تعمل معالجة للرطوبة باستخلاص زيت الرطوبة الذي يُدلك به الجسم صباحاً ومساءً وتظهر نتيجته بعد ليلتين وثمنه عشرة جنيهات، وأيضا زيت الصندل لتفتيح البشرة ونضارتها ويزيل الحبوب في (15) يوما، بجانب الفكس العجيب الذي يعالج النزلة، آلام الضرس، الصداع، ضعف النظر، والأزمة وضيف التنفس، وهو بخمسة جنيهات ويستعمل مرة واحدة في اليوم، إضافة إلى كل هذا هناك حبات لا يتعدى عددها (15) حبة تعمل على التسمين وزيادة الوزن في (15) يوماً مصرح بها سوقيا فقط بـ (30) جنيهاً. ولكن أمراض الكثيرين من السودانيين لا تُعالج بالحقن ولا بالأدوية المركبة، فالطبيعة والأعشاب هي دواؤهم الشافي لاعتقادهم الكبير فيها.

ليس بها ضرر

قالت ومضة التي اشترت عددا من العبوات إنها ذات نفع كبير بعد أن خاضت تجربة سابقة. وأضافت أن بعض النساء يعانين من عقدة نفسية، وهي قصر الشعر والنحافة عند البعض منهن، لذا يلجأن إلى الكريمات والزيوت للتخلص من تلك العقدة. وأوردت “نعم العبوات تبدو عشوائية، لكن محتواها صالح، فكلها حسب التجار صالحة، لأنها مستخلصات طبيعية خالية من الكيماويات”.

من أمن العقاب أساء الأدب؟

من ناحية أخرى يقول الدكتور ياسر ميرغني – الأمين العام لجمعية حماية المستهلك – في حديثه لـ (اليوم التالي) عن انتشار ظاهرة البيع العشوائية، تحديدا على أيدي الأجانب: لا توجد قوانين تحكم بيع مستحضرات التجميل، ولكن هناك فوضى في بيع كريمات التفتيح والتخسيس والتسمين. ويضيف: الفوضى الحقيقية هي بيع حبوب التسمين، ويجب حسمها بالقانون، مشيرا إلى أنه على المستهلك عدم شراء أي دواء خارج الصيدلية لضمان صحته. وأورد: على من يخالف القانون يجب حسمه وفرض عقوبة عليه بجانب الحزم والتشديد في العقوبة. وأشار إلى أنه من المهم إبعاد هؤلاء الأجانب الذين يتاجرون في مستحضرات التجميل العشوائية إلى خارج البلاد. وأضاف ياسر في قوله: دورنا في جمعية حماية المستهلك التوعية اللازمة، وعلى المستهلك إذ حس بأي ضرر عليه إبلاغ حماية المستهلك حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، وعلى المستهلك أيضا أن لا يتعامل مهم دون الرجوع إلى تاريخ العبوة وصلاحيتها للضمان وتجنب المنتجات العشوائية.

صيدلية متحركة

منتجات أشبه بصيدلية متحركة تعالج المفاصل والشعر وأمراض الجهاز التنفسي وزيادة الوزن، فلم يترك الهنود جانبا من الأمراض، فأقبلوا على بيع الزينة بعد أن يبلغ المريض الصحة ليلبس خاتماً من نحاس ويأخذ بعدها قطعة من الحديد في شكل ملقط لتنظيف أذنه.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. هذا كله بسبب انعدام الامن وسهولة الدخول والتنقل في جميع ربوع السودان بدون رقيب او حسيب ونسيتوا المصريين الان يطوفون بالقرى بعد ان عرف اهل المدن نصبهم فهم يبيعون بالتقسيط الاواني المنزلية باسعار خيالية والزبائن من النساء طبعا كلهن نساء يجب وضع قوانين تنظم دخول وخروج الاجانب تعالوا السعودية شوفوا الاجنبي مخنوق كيف ما يتحرك ولا يخطو خطوة الا يعمل لها الف حساب بس انسى اقامتك في البيت وخلي تمسكك الجوازات تشوف العجب او مخالفة مرورية او شايل معاك اصحابك نزهة كلها تعاقب عليها وتنذر ويسجل في الحاسب مش زي عندنا على الدفتر وفي الجيب طوالي

  2. هذا كله بسبب انعدام الامن وسهولة الدخول والتنقل في جميع ربوع السودان بدون رقيب او حسيب ونسيتوا المصريين الان يطوفون بالقرى بعد ان عرف اهل المدن نصبهم فهم يبيعون بالتقسيط الاواني المنزلية باسعار خيالية والزبائن من النساء طبعا كلهن نساء يجب وضع قوانين تنظم دخول وخروج الاجانب تعالوا السعودية شوفوا الاجنبي مخنوق كيف ما يتحرك ولا يخطو خطوة الا يعمل لها الف حساب بس انسى اقامتك في البيت وخلي تمسكك الجوازات تشوف العجب او مخالفة مرورية او شايل معاك اصحابك نزهة كلها تعاقب عليها وتنذر ويسجل في الحاسب مش زي عندنا على الدفتر وفي الجيب طوالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..