ولم يمت أحد

د.هاشم حسين بابكر
*طرفة ظريفة تقول ان أحد الأثرياء جمع ثروته كلها وسممها وتبرع بها الي جمعية خيرية لتوزعها علي الفقراء والمحتاجين فماذا كانت النتيجة..!!؟
*ما ت الوالي وعدد من الوزراء وجمع كبير من البرلمانيين ومدير المنظمة وزوجته وأمين المال في المنظمة…!!!
*ولم تسجل أية حالة وفاة بين الفقراء…!!!
*ورغم أن هذه الطرفة من نسج الخيال,الا أنها وجدت الفرصة لتطبيقها في فقراء السودان دون غيرهم.فالقروض التي تمنحها المؤسسات المالية كصندوق النقد والبنك الدولي والتي بلغت نيفآ واربعين مليارآ,هي ذات الثروة المسمومة في القصة الخيالية أعلاه..!
*فهي تقدم بشروط قاسية يعاني منها الفقراء ويموتون حقيقة,ويدفعونها بأرباحها وهم أموات وبواسطة من يرثهم من الأجيال القادمة,والوارث عادة ما ينتظر نصيبه في الورثة,ماعدا
أجيالنا القادمة التي سترث ديونآ لم يذوقوا طعمها,ورغم ذلك عليهم سدادها وبأرباحها …!!!
*الأنظمة القمعية في العالم في العالم (التالف)والذي أسموه الثالث,تقضي أول ما تقضي علي الطبقة الوسطي والتي تمثل الطبقة المستنيرة في المجتمع,وهي أكبر طبقاته,بجانب طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء,وتحولها الي فقيره,فيختل التوازن في المجتمع,بغياب الطبقة المؤثرة فيه.فهي الطبقة التي تقوده وتوجهه,وتكشف الفساد في الدولة والمجتمع,وهي من يحرك الشارع والأحزاب السياسية تعتمد عليها في ذلك, وغيابها يكشف وبوضوح عجز الأحزاب السياسية عن تحريك موكب احتجاج قوامه عشرة أفراد..!!
*فالطبقة الوسطي كما تمثل وسيطآ بين النظام والجمهور,كذلك تمثل ذات الدور بين الأحزاب وقواعدها.واختفاؤها من التركيبة الاجتماعية يحدث خللآ اقتصاديآ واجتماعيآ كبيرين.
*كيف تسني القضاء علي تلك الطبقة المستنيرة!؟
*بالشروط المجحفة التي يمليها البنك الدولي ورفيقه صندوق النقد,وهي خفض الانفاق الحكومي والمقصود به هنا ليس المخصصات,انما خصخصة المؤسسات وتشريد العاملين وفوق كل هذا رفع الدعم عن الضروريات,بينما ذات أمريكا تدعم مزارعها,الأمر الذي أثار احتجاج الأروبيين بسبب عدم منافسة المنتجات الزراعية الأوربية للأمريكية.
*الخصخصة ورفع الدعم أصابا أكبر شريحة من شرائح المجتمع في مقتل,وهي الطبقة الوسطي,التي ذابت في الطبقة الفقيرة,فما عادت حلقة وصل كما كانت,وكان لهذا أثر خطيرقسم المجتمع الي قلة من الأغنياء وأغلبية من الفقراء,وهذا وضع شاذ اذ لابد من حلقة وصل,وقد وجدتها الأنظمة القمعية في العنصرية والقبلية,وهي تجربة فاشلة تم تطبيقها في العراق وسوريا واليمن وليبيا فماذا كانت النتيجة.!؟ الفوضي والغوغائية..!!
*من عاش ثورة أكتوبر يدرك دور الطبقة الوسطي في القيادة الرشيدة التي مارستها الطبقة الوسطي للجماهير الثائرة,حيث لم يحدث أي تخريب لمؤسسات الدولة,وفي ذات الوقت حاورت النظام الحاكم واقنعته بالتنحي,الغاليبة العظمي منهم كانوا أساتذة جامعات وقضاة ومحامين ومهندسين وأطباء.الذين نعرفهم اليوم بالتكنوقراط.
*ورغم أن البلاد كانت في اضراب سياسي عام,الا أن الطبقة الوسطي لم تهمل المستشفيات التي دخلت في الاضراب,ولم تقطع الكهرباء,وكان المواطن يتزود بالوقود ليليحق بمظاهرة احتجاج.,!!
*ماجت الشوارع بمظاهرات الاحتجاج ورغم ذلك لم تقفل المتاجر أبوابها,ولم تحدث ندرة في المواد الأساسية أوحتي الكمالية,كل ذلك كان بفضل الطبقة الوسطي التي قادت الشارع بحنكة واقتدار.لم تشتعل تلك الثورة لندرة في الضروريات,فقد كانت في متناول الجميع,وميزانية البلاد رغم الدعم الحقيقي للضروريات كانت تنعم بالفائض,وجنيه ذلك العهد كان يعادل ثلاثة دولارات وهو عملة متداولة في كثير من دول الجوار..!!!
*قامت الثورة ولم يسهر المواطن الليالي ليملئ برميل ماء,ولم ينتظر عودة الكهرباء حتي يواصل عمله,ولم يقف باليالي والساعات حتي يظفر ببضعة جوالين من البنزين يقمن صلب تنك سيارته,وحينها كان الجالون بتسعة قروش,بنزين قوة احتراقه عالية,وليس كالذي الآن جري تزويره وخلطه بالنافتا والميثانول ذوات الروائح الكريهة والسامة في آن,مع التلف الذي يحدثه في الصحة والمحركات…!!!
*في ظل وجود الطبقة الوسطي لا يجرؤ أي نظام ديمقراطي مهما بلغت درجة تأييده من الشعب أن يرفع دعم أو يفرض ضريبة أضافية,أول من يثور عليه هو طبقته الوسطي التي تؤيده.وأقل ما يواجهه هو طرح الثقة فيه…!!!
*ان الطبقة الوسطي والتي تعرف بالتكنوقراط والتي قادت الجماهير ابان الاستعمار وفي اكتوبر قادرة علي اعادة احياء ما تم تدميره طوال ستة وعشرين عاما من سنوات عجاف…!!!
*ان علي التكنوقراط أن يلعبوا دورهم الذي لعبوه من قبل خروج الاستعمار يواصلونه لانقاذ البلاد من الضياع,فهناك سكاكين كثيرة تنتظرسقوط السودان وفشله في أن يكون دولة,حتي وان اقتضي الامر تشكيل حزب يضمهم سويآ ببرنامج اصلاح واعادة تعمير ما تهدم ليجد المواطن لقمة العيش الحلال وبحس انه يعيش في وطن يقخر بالانتماء اليه.
[email][email protected][/email]
تماما ..تماما ..تماما
لذلك يجب التفكير منذ الان في اليه منذ الان وقبل الانتفاضه لاسترداد الاموال المنهوبه من اولئك والتي تقدر ب 150 مليار دولار امريكي بما فيها عائدات البترول وذلك لسدادديون السودان والاستعانه بما تبقى في تاهيل سودانير وسودان لاين ومشروع الجزيره ودعمالتعليم والصحه وقيام مشاريع تنميه زراعيه جديده مع صناعتها التحويليه بما فيها الصناعات التحويليه للصمغ العربي والسمسم واللحوم وتوطين الرعاة الرحل لقيام مصانع اللالبان والاجبان لينافس السودان الدنماركوهولنددا عالميا
حتى لا يملي البنك الدولي غيره على السودانارادته ويكسر انفه ويشقي شعبه مجددا
والله اكبر كبيرا والحمدللهكبيرا ونساله التوفيق
يا دكتور هاشم إذا جمدت المعارضة مصالحها الحزبية والحركات مصالح حركاتها وفكروا فى الهدف الذى عارضوا من اجله …من نا حية … ومن ناحية اخرى .. إذا وضع الجميع خارطة طريق اولى لاسقاط النظان بحيث تكون نهاية الخارطة السقوط الحتمى للنظام .. وخارطة طريق ثانية لترتيب الأوضاع بعد سقوط النظام فى ظل التجميد الذى ذكرناه فالنتائج فى الحالات كلها سيكون ايجابا وسريعا .وبعدين يفسح المجال لكل جهة لتنافس لمصالحها بطريقة ديمقراطية .
أوافقك الرأي د. هاشم أن الطبقة الوسطى (أغلبها من التكنوقراط) كان لها الدورالمحرِّك و الضَّابط في ثورة أكتوبر(و أضيف لها ثورة أبريل).. و لكن لا أوافقك بأن طبقة التكنوقراط قد تم القضاء عليها…فهذه الطبقة موجودة الآن و لكن تم إستبدال قياديي معظم أفراد هذه الطبقة بالموالين لحكومة الإنقاذ عن طريق الإحلال و الإبدال بتطبيق سْتراتيجية التمكين!! خذ النقابات كمثال و هي التي من المفترض أن تعبر عن التكنوقراط… فقد تم تدجينها عن طريق ما يُسمَّى نقابة المنشأة التي أصبح الإختيار لها يتم عن طريق التعيين ولا يُختار لها إلا أعضاء المؤتمر الوطني. قس على ذلك مدراء الجامعات و المؤسسات الأخرى.
هذا المقال يمثل ضربة استباقية جيدة فكما سبق السودان دول الربيع العربى فى الاعداد للثورات وانجاحها كما وضح من المقال. فان بأمكان الشعب بحكم خبرته وتجاربه ان يفاجئ العالم مرة ثالثة بتطوير مسار ثوراته بحيث تتجنب كل الاخطاء السابقه والتى لم تستطع دول الربيع تجاوزها لعدم اكتمال نضجها التأريخى .
الطبقة الوسطى الحاليه لا يمكن ان تمثل الشعب وبالحاليه اعنى طبقة الكيزان ومن معهم من النفعيين .
رغم كل محاولات الترابى لازهاق الطبقة الوسطى باستجلاب خبراء الكيزان وسياطهم مثل عبد الرحيم حمدى الذى اوكلت اليه عملية التمكين وصلاح كرار والذى كان موكلا بالتخويف الا ان ذلك انقلب عليهم اﻵن كما ينقلب السحر على الساحر فلم يعد بأيديهم ولا فى عقولهم ما يحول بينهم وبين الشعب وما هى الا خطوات علينا القيام بها وتنسيقها بدقة وينتهى الامر باذن الله فلم يتبقى للكيزان سوى خلافاتهم التى تأكلهم أكلا
المهم أن تواصل ، لأنه الحل الأمثل لبناء وطن متماسك ، و توقع أن تجد أراء معارضة ، خاصة من محبي كوتات المخاصصة و الغنائم ، فهم كثر، لكن لا تجعل ذلك يوهن من عزيمتك ، و المهم أن تواصل في الكتابة و نحن معك.
ضع في إعتبارك أن هذه الفئة منزوية و البعض منهم قد يكون يفتقد حتى لوسائل التواصل (أجهزة و كومبيوترات و غيره) ، و زاد الفضل مهم ، و في بداية المشروع من الأفضل تجنب محبي المايك و ناس (شوفوني) حتى يشتد عودكم (تجمع مشروع و دراسات للتكنوقراط و الإداىيين) و بالطبع نستفيد من تجربة التجمع النقابي خاصة السلبيات ، و أهم شئ عدم المن و التعالي على الناس ، حتى ترتفعوا في نظر الشعب و حتى تعم المصلحة على الجميع
هذا هو الحل الأمثل لبناء مستقبل سودان آمن موحد.
لهذا إستهدف النظام هذه الفئة منذ إنقلابهم و أنشأوا وزارة التخطيط لمتابعة تحطيم هذه الفئة و بالتالي خلخلة و إضعاف المجتمع (مقررات مؤتمر صهيون).
المهم متابعتكم و عدم اايأس ، و توقع هجمة شرسة من طامعي الحصص و الكوتات.
أغلبية الشعب السوداني هواه مع هذا الطرح
الطبقة الغنية هى طبقة طفيلية تحصل على دخلها دون بذل أى عمل…بمعنى اخر انها لاتخلق فرصا وظيفية فى البلد…لانها ببساطة طبقة استهلاكية بالكامل…وتشير احدى التقديرات الى ان 46% من أغنياء السودان هم موظفى دولة!!!!! شوف كيف تكونت هذه الطبقة…ناهيك عن 625 وزير اتحادى ووزير ولائى…و5000 دستورى من نواب برلمان اتحادى وولائي…وحزب مؤتمر وطنى يحمل جميع نفقاته للجهاز التنفيذى…لقد نهشت الذئاب جسد السودان النحيل بطريقة لايمكن تصورها
وعلى الرغم من هذا كله نثق فى الشعب السودانى ونراهن عليه كما نثق فى قادتنا ثقه عمياء لا تحتمل الزعزعه