أخبار السودان

تأجيل توقيع اتفاق السلام السوداني إلى أجل غير مسمى

لجنة الوساطة: الإعلان النهائي في جوبا بعد الانتهاء من الملف الأمني

الخرطوم: محمد أمين ياسين

على نحو مفاجئ، أعلنت وساطة جنوب السودان لمحادثات السلام السودانية تأجيل التوقيع على اتفاق بالأحرف الأولى بين الحكومة الانتقالية وبعض الفصائل المسلحة، بعد اتفاق الأطراف على تقاسم السلطة والثروة، وقررت أن يتم التوقيع بالعاصمة جوبا، دون تحديد سقف زمني.

وكان من المقرر أن توقع الأطراف، أمس، بالخرطوم، على اتفاق أولي حول ما تم التوصل إليه من تفاهمات نهائية في أهم القضايا القومية والمحورية في عملية السلام.

ويغادر الخرطوم غداً إلى جوبا وفود الحركات المسلحة، يرافقها وفد أمني من الحكومة السودانية، لاستكمال التفاوض حول بند الترتيبات الأمنية، آخر الملفات العالقة في العملية السلمية.

وقال عضو لجنة الوساطة، ضيو مطوك، في مؤتمر صحافي بالخرطوم: «رأينا أن يتم التوقيع بمنبر المفاوضات بجوبا بعد الانتهاء من الملف الأمني». وأضاف أنه من المبكر جداً في هذه المرحلة التوقيع على اتفاق بالأحرف الأولى، ونفى بشدة أن يكون الملف الأمني سبباً للتأجيل.

وكشف مطوك عن وجود مقترحات على طاولة التفاوض حول ملف الترتيبات الأمنية التي قال إنها لن تستغرق فترة زمنية طويلة. وأوضح أن المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية، بقيادة مالك عقار، في ملف الترتيبات الأمنية، شارفت على الانتهاء، وتبقى بند واحد سيتم حسمه في جولات التفاوض المقبلة بجوبا.

وأشار عضو فريق الوساطة الجنوب سودانية إلى أن التفاوض في الترتيبات الأمنية مع حركة جيش تحرير السودان، بزعامة مني أركو مناوي، لم يبدأ بعد، عقب أن تحفظت الحركة على مناقشة القضية عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، إثر توقف المفاوضات بسبب جائحة كورونا.

ومن جهة ثانية، كشف مطوك عن اتصالات مستمرة من قبل الوساطة والقيادة السودانية مع قائد حركة تحرير السودان، عبد الواحد النور، للانخراط في عملية التفاوض. وقال الوسيط إن الحركة الشعبية شمال، فصيل عبد العزيز الحلو، أكدت التزامها بإعلان المبادئ الذي وقعته مع الحكومة السودانية، مشيراً إلى أن الوساطة ستبحث استئناف التفاوض بين الطرفين خلال الفترة المقبلة.

ومن جهة ثانية، تعمل الوساطة على إعداد مصفوفة لتنفيذ الاتفاق عبر جداول زمنية لكل القضايا التي تم الاتفاق عليها بين الأطراف، ومراقبتها بواسطة الدول الضامنة للسلام في السودان.

وكان من المتوقع أن توقع 10 من الكيانات المنخرطة في عملية المفاوضات، وأبرزها الحركات المسلحة: الحركة الشعبية شمال، بقيادة مالك عقار، وحركة العدل والمساواة، بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة جيش تحرير السودان، بزعامة مني أركو مناوي.

ونص الاتفاق على منح الحركات المسلحة 3 ممثلين في مجلس السيادة الانتقالي، و5 وزراء في الحكومة التنفيذية، و75 مقعداً في المجلس التشريعي الانتقالي.

ونالت الحركات في مسار دارفور 40 في المائة من الحكم في الإقليم، ومثلها لمكونات الحكومة الانتقالية، و20 في المائة لأصحاب المصلحة بالإقليم. كما منحت الحركات المسلحة نسبة 10 في المائة في السلطة بولايات الشمال ونهر النيل وسنار والجزيرة والنيل الأبيض.

وأعطى الاتفاق منطقتي النيل الأزرق «وولايتي جنوب وغرب كردفان» الحكم الذاتي، ويشمل السلطات والصلاحيات، وحق التشريع بالرجوع لدستور 1973، والقانون الجنائي والمدني لعام 1974.

واتفق الجانبان على أن تدفع الحكومة 7 مليارات ونصف المليار خلال 10 سنوات لتنفيذ اتفاق السلام في دارفور، وتخصص الأموال لعودة النازحين واللاجئين، والبنية التحتية الأساسية، على أن تلتزم الحكومة بسد الفجوة المالية. كما توافقا على إقامة مؤتمر للمانحين لمعالجة الاختلالات التنموية في مناطق الحروب والنزاعات في البلاد.

ومدد الاتفاق الفترة الانتقالية في البلاد 39 شهراً، تسري عقب التوقيع النهائي على اتفاق السلام الشامل، واستثناء ممثلي الحركات المسلحة من المادة (20) في الوثيقة الدستورية، التي تمنع كل من تقلد موقعاً في أجهزة السلطة الانتقالية من الترشح في الانتخابات المقبلة.

وبدأت المفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة في سبتمبر (أيلول) 2019، حيث وقعت الأطراف على اتفاق إعلان المبادئ الذي حدد مسارات التفاوض.

‫2 تعليقات

  1. اقولها بكل صدق وصراحة لن يتم إتفاق سلام لان الرغبة الجادة فى السلام من قبل الحركات المسلحة غير متوفرة وإن كانت تتظاهر بذلك ، الحركات أصبحت تقتات على الحرب ولما أشترطت تمويل ودعم للسلام والذى صادقت عليه الحكومة ب 750 الف دولار لعشرة سنوات ومع رفض الحكومة متمثل فى مجلسيها دفع تعويضات لمن قتل فى الحروب التى كانت دائرة وجدت الحركات نفسها خاسرة وان ما تجنيه من الحرب اضعاف ما ستجنيه من السلام حتى لو قسمت معها الكيكة كما هو متفق عليه بتولى مناصب دستورية فى مجلس السيادة ، والوزراء والولايات ، لهذا السلام لازال بعيدا عن اذهانهم و بما أن الحياة لا تتوقف والوطن لن يتسمر فى مكانه إنتظارا لسلام يأتى لأجل مسمى لهذا على حكومة الفترة الإنتقالية ان تمضى قدما فى تعيين الولاة والمجلس التشريعى وتكملة بقية مطالب الثورة وعندما يتم الاتفاق مع الحركات المسلحة وقتها ينظر كيف يمكن ترتيب الوضع بما يتواءم مع اتفاقية السلام ولكن نصيحة لا تنتظروا… الشعب مل ووصل حد الإشتعال والإحتراق وليس امامه الأن خيار سوى الخروج للشوارع وعندها يكون الطوفان وهدم صرح الثورة الذى بناه الشهداء بدمائهم .

  2. حكم ذاتي وتقسيم سلطة وثورة نسخة مكررة لنفاشا …نتمنى أن لا يتم توقيع اتفاق السلام بهذه الطريقة

    جبريل إبراهيم، ومني مناوي وعبد الواحد والكمباس التانيين أمثال أبو قردة والسيسي ديل بياعين حروب ودايرين كراسي ودولارات وليس همهم دارفور أو انسان دارفور

    مافي تعويضات ومافي تقسيم مناصب ..في انتخابات ومؤتمر دستوري عام يحتكم لكلمة الشعب …والسودان لكل السودانيين لا قبيلية ولا جهوية تسكن في أي مكان وتحكم في أي منطقة حسب مؤهلاتك وجدارتك

    توقيع السلام بهذه الطريقة لا يأتي بسلام .. يأتي بمزيد من الحروب والتفرق والشتات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..