أخلاق عمر سليمان..!ا

العصب السابع

شمائل النور
[email protected]

أخلاق عمر سليمان..!

العودة إلي ميدان التحرير حيث لا زالت الحشود تتوافد ولا زال مبارك غير آبه،والحياة في مصر بدأت تعود إلي مجراها الطبيعي وبالمقابل بدأت ثورة جديدة لنقابات العاملين في عدد من المؤسسات المصرية،والمتظاهرون يبدو انهم يعملون بنظام الورديات،لأن الرجوع إلي البيوت بات أخطر من البقاء في الشارع في ظل وجود رجال أمن مبارك والمأجورين من سكان العشوائيات الذين يضربون بيد من حديد،وفي إعتقادي ان هؤلاء سوف يبقون في الشوارع حتى تنتهى فترة مبارك حتى يكونوا في مأمن.

تحت كل هذه الظروف والمطلب الشعبي الواحد الموحد هو ان يرحل مبارك هو وحاشيته،في هذه الأحداث يجتمع عمر سليمان نائب الرئيس المصري برؤساء تحرير الصحف المصرية في لقاء صحفي ليبكي لهم أخلاق الشعب المصري وكيف انها ضاعت في هذه الثورة،وحسبما يرى سليمان ان كلمة (أرحل) التي يحملها المتظاهرون على لافاتاتهم لا تشبه اخلاق الشعب المصري وتتنافى تماما معه،ولا تعبر عنه وربما لا يدري سليمان أنها كلمة اختطتها قلوب المصريين الغاضبين وكُبتت في نفوسهم لسنين قبل أن تذهب الي مواقعها عبر اللافتات التي لا يريد سليمان الاعتراف بها وتنقلها عشرات الفضائيات التي صار لاهم لها سوى أن يرحل مبارك،وفي اللافتات يا سليمان حديث غضيتم الطرف عنه لثلاثين عام،ولو أن مبارك قرأ لافتة واحدة من بين الآلاف،قرأها كإنسان عادي ليس كرئيس لا يريد أن يرحل،لم يرض لنفسه أن يظل ثانية واحدة في قصره،منذ بداية الإنتفاضة.

ترك سليمان كل هذا ونصّب نفسه ثائر لأخلاق الشعب المصري ومنقب في قاموس اللغات،ونسى تماما ما جعل كل هذا الشعب أن يخرج عن حدود أخلاقه ليتجاوز كل الخطوط الحمراء لمنظومة الأخلاق المصرية ويقولها بالخط العريض (أرحل) وليت اللافتات توقفت عن مطلب الرحيل فقط..فأقل لافتة كانت مهينة ومجرحة لكرامة مبارك واسرته للحد الذي تكاد أن تغمض عينيك عنها.

في حديث سليمان إنصراف غريب عن القضية الأساسية بصورة لا تحترم الثورة المصرية،هب ان المتظاهرين غيروا هذه اللافتات بكلمات تقع داخل منظومة أخلاق الشعب المصري،هل سوف لن تكن هنالك أية مشكلة.؟

على الحكومات المعمرة بما فيها الحكومة المصرية أن تعلم تمام العلم أن منظومة الاخلاق رهينة للوضع السياسي،فلا تطلبوا من الشعوب الإلتزام بأخلاقه وانتم في ذات الوقت تجبرونه على التتخلي على هذه الأخلاق وتدخلونه منظومة أخرى تماما.الآن الرحيل هو مطلب شعبي فلا تنصرفوا عنه بالضغط على الأخلاق التي انفرطت منظومتها من ثقل الحمولة،وهل المشكلة الآن في العبارات المكتوبة على اللافتات،وأي أخلاق يتحدث عنها سليمان ياترى.؟

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..