هل هو الغباء؟ نافع يضع حزبه أمام تحدي سافر ومباشر مع الجيش.!

عبدالواحد احمد ابراهيم
في فترة سابقة في شندي امام حشد احتفالي لأقباط هذه المنطقة بمناسبة أعياد المسيح لعام 2011 صرخ نافع بأعلي صوته منادياً بلجؤ حكومته الي كبت الحريات ومصادرة الرأي ان لم تكف المعارضة عن المناداة باسقاط نظام الحكم في السودان وهدد د. نافع مساعد رئيس الجمهورية المعارضة بشل حريتها وحركتها إذا لم تكف عن محاولات بث الفتنة التي قال إنها لا تملك الجرأة ولا العدد لإشعالها.
وقال نافع إنه يرسل رسالة خاصة لبعض الذين يودون أن يقتاتوا على الفتن والذين يحلمون أن يبلغوا مراميهم التي أشار إلى أن أهل السودان حرموهم من الوصول إليها عبر الإنتخابات وتابع إنها فئة لا تملك غير أن تصك الآذان بالعويل والصراخ حول الوضع المتأزم وضرورة ذهاب الحكومة وإجماع الأمر على ذهابها كما أضاف نافع ونقول لهم إن أردتم غير ذلك فلن تحصدوا إلا الهشيم والحسرة ولن تحصدوا الا ان تفقدوا ما انتم متمتعون به الآن من الحرية والحركة والاحترام بين الناس واستدل بقول المتنبي: إذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تحسبن أن الليث يبتسم .
يوم الجمعة 2013/06/14 نشرت صحيفة الشرق الأوسط أن مسؤولاً سودانياً رفيع بالحكومة السودانية أعترف بأن القوات المسلحة الحكومية ليس لديها القوة القادرة على الردع ودعا إلى دعمها بالاستنفار مؤكدا أن قوات الجبهة الثورية ما زالت تتمركز حول منطقة أبو كرشولا في جنوب كردفان وقال إن أي حديث غير ذلك ليس صحيحا ولا بد أن نكون واضحين في ذلك مشيرا إلى أن وزارة الدفاع تدرس البدائل وتتحسب لسد الثغرات وقال إن الجبهة الثورية لديها رغبة قوية لإسقاط النظام الحالي وتعتبر أن معركتها فاصلة.
وأضاف أن الجبهة الثورية تصر على أن لا تتراجع إلى الخلف إطلاقا وما زالت قواتها متمركزة بالقرب من أبو كرشولا في جنوب كردفان وتقوم بعمليات تجميع لقواتها لتحقيق أهدافها وقال إنه لا يستبعد أن تدخل قوات الجبهة الثورية أي منطقة أخرى في البلاد ضمن الخطة (ب) التي أقرها قادة التمرد وتحالف قوى الإجماع الوطني المعارض وأضاف إما أن ينجحوا أو يفشلوا وينتهوا نهائيا ولكن لا مجال للتراجع وكان ذلك المسؤول الحكومي الرفيع هو نافع علي نافع.
نستطيع أن نقول أن هناك مجال واسع وكتاب مفتوح لمعرفة ما يدور في كواليس نظام الانقاذ بين لحظات القوة للقمع والارهاب للمعارضين ولحظات الضعف والخوف والفزع الذي تعيشه الحكومة مما سيحدث وما دار بالفعل وحركته الأحداث في تلك الفترة بين هذين التصريحين لدكتور نافع علي نافع.
دكتور نافع علي نافع يمتلك رصيد هائل من التجربة الأمنية ومع بيوت الاشباح وجحور بيوت الأمن ولا أحد يستغرب عليه مثل هذا الصراخ مع كل ازمة للنظام ، ولكن يمكن ادارة الوجه الآخر لتلك الصورة لصراخ نافع الموجه لأعضاء حكومته هذه المرة وضد القوات المسلحة وقراءتها مع ما حدث في معركة ابو كرشولا.
ففي 14مايو 2013 أعلنت الجبهة الثورية ظهر الاثنين عن تدمير 3 متحركات قالت ان الجيش السوداني دفع بها لتحرير منطقة ابو كرشولا وقال متحدث باسم الجبهة الثورية ان الحكومة دفعت بـ3 متحركات هي البنيان المرصوص متحرك المنتصر بالله ومتحرك الدبابين ومقاتلي جهاز الامن وذكر المتحدث ان المتحركات هاجمت المدينة من ثلاث محاور وبدأت المعركة طبقاً للمتحدث عند الساعة الثانية ظهراً لتنتهي في السادسة مساء بتدمير المتحركات الثلاث تدميراً كاملاً وقتل المئات من افرادها ولم تنفي الحكومة ولا القوات المسلحة هذه التصريحات وقد روي قادمون مصابون ناجون باصابات طفيفة في المعركة وينتمون لكتائب جهاز الأمن هذه القصة بروايات مشابهة وتحدثوا عن فقدان أعداد كبيرة من زملائهم في هذه المعارك وهولها
هذه الكتائب التي تم تدميرها هناك قرب ابو كرشولا تم تجهيزها والتبشير والدفع بها للقتال بواسطة نافع علي نافع
ومعروف أن مكتب نافع وكتائب جهاده الالكترونية والأمنية تقوم يومياً بتدوين نشاط الشعب السوداني بما فيه نشاط الجيش نفسه في دفاتر خاصة بمساعدة استخباراتيه بوليسية خاصة ويتم وتسجيلهم في قاعدة بيانات يومية قبل أن يتم اعتقالهم بواسطة كوادر الامن ووضعهم في السجون في حالة المواطنين او تدوينهم في القائمة السوداء والبلاك ليست في حالة نشطاء الجيش ليتم ابعادهم فيما بعد لهذا فان نافع عندما يتحدث عن الحالة الأمنية فان ذلك ربما يكون حديث قريب من الواقع
وطالما في هذه الحالة ودكتور نافع يتحدث بالعقلية الأمنية والعسكرية نتيجة معرفة تكونت بعد تقارير أمنية للخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تعرضت لها قواته وهي القوي المسؤولة عن حماية النظام داخل الخرطوم أولاً وتم الدفع بها الي مناطق العمليات في جنوب كردفان عندما شعرت الحكومة بخطورة الموقف مع قوات الجبهة الثورية واقترابها من تهديد سلطته في الخرطوم بعد وصول تلك القوات الي ام روابة في ابريل الماضي يكون الكلام عن حالة ضعف القوات المسلحة بعد ملامسة مليشاته واقع العمليات مباشرة حديثاً صحيحاً، فاذا كانت اسنان الليث بارزة في شندي لالتهام المعارضة قبل عامين في حالة حديث نافع عن قوة جهاز أمنه التي تستطيع أن تحمي التظام فان اسنان هذا الليث تبرز الآن نتيجة لضعفه وهزاله في حالة حديثه عن القوات المسلحة المسؤولة عن حماية كل الوطن، وبالتالي فان حماية الأمن القومي لدي نافع هي كحكومته تماماً يحب ألا تعتمد علي القوات المسلحة التي لا تستطيع الردع والدفاع عن النظام وانما هي بالأساس شأن خاص بمليشيات النظام التي يجب ان يرعاها حزب المؤتمر الوطني ويبحث عن دعم واستنفار حقيقي لها وسط قواعده.
هذا هو المدلول الحقيقي لتصريح نافع وهو بالتالي لا يبالي في ادخال حزبه في مواجهة مباشرة مع عناصر الجيش التي تؤمن بعقيدة واحدة ذات توجه قومي وتتململ من سياسات الحزب وممارساته داخل الموسسة العسكرية ورفعت مذكرة لرئاسة الجمهورية بذلك ويكون المقصود عزل وتصفية وتكوين بدائل في الجيش تتبع مباشرة لتيار المؤتمر الوطني وتخضع لسلطة جهاز الأمن التي يتحكم فيها نافع ومجموعته لصالح تيارات داخل النظام نفسه.
اذن سلطة المؤتمر الوطني بالرغم من العمليات الكبيرة التي تمت داخل الموسسة العسكرية طوال سني حكم الانقاذ لم تتمكن من السيطرة المطلقة علي القوات المسلحة ولم تستطع أن تحول عقيدتها التاريخية لصالح اهداف هذا الحزب
وتراهن مجموعة نافع علي انه طالما مليشيات النظام وقواته الأمنية هي المسؤولة عن حمايته وهي التي تتولي القتال نيابة عن القوات المسلحة كما حدث في ردع قوات خليل عند غزوها لام درمان ويتم في كل مناطق العمليات الآن فلا داعي لوجود قوات مسلحة ضعيفة اصلاً تتلقي مخصصات ولوجستيات لا تستحقها ليكون البديل هو الدعم والاستنفار لصالح تلك المليشيات ماليشيات المؤتمر الوطني والجبهة الاسلامية وتحت غطاء القوات المسلحة والجيش الذي سوف يتم تطويعه أكثر أو تخزينه بحيث لا يلعب دوراً أساسياً في المسألة السياسية ولكي لا يصبح لهم كمهدد أمني آخر ضد سلطة المؤتمر الوطني
نشير الي أنه وكبداية فعلية لتنفيذ افكار ورأي نافع يتم الآن النجهيز لعمل لواء كامل بمنطقة شرق الجزيرة تحت اسم لواء البطانة وقد تم تشييده شمال شرق رفاعة وتقوم عمليات الدعوة للتجنيد فيه وفق رؤي قبلية وعرقية صرفة لصالح نظام المؤتمر الوطني كبداية لعمليات الاستنفار لصالح نواة هذا الجيش التابع مباشرة لعناصر المؤتمر الوطني والتي تتحكم في تكوينه وانشائه مجموعاته وستكون زيارة نافع للجزيرة بود مدني يوم الأحد القادم هي تدشين فعلي لذلك العمل
لكن عمليات قبول الجماهير والشعب السوداني بتلك المنطقة لهذه النفرة واستجابتهم لها صفر بالرغم من الاغراءآت والمزايا والدعاية المعلنة والذي نخشاه هو ما نما الي علمنا من أن تقوم مجموعة نافع وعناصره الامنية بفتح باب التجنيد أمام الاريترين والأحباش الذين يتم تهريبهم بكميات مهولة الي داخل السودان والخرطوم يومياً عبر تلك المنطقة اذ لا نستبعد استيعاب هذا الكم في مؤسسة نافع العسكرية داخل هذا اللواء في البطانة مستغلين التشابه الُأثني والراسيسمي لاشكال هؤلاء مع سكان المنطقة.
ويفرض واقع وهيمنة المؤتمر الوطني علي السودان وسيطرته علي الثروة والسلطة فيه كل لحظة تحالفات جديدة متجددة تتوسع دائرتها كل مرة ضد الحكومة والتي هي علي العكس تضيق دائرة تحالفاتها المستندة في تاريخها علي تدرج لحظي انتهازي مستمر بين مطية الدين والجهاد ثم الوطنية والدفاع عن الوطن وحتي القبلية والجهوية والعنصرية في هذا التوقيت الي حلقة صغيرة تعلمها عناصر الحكومة وتسعي لتوسيعها بهذا الشكل وبايواء المرتزقة وتدريبهم للدفاع عن النظام.
هذا الوضع الحكومي بالطبع يؤدي يومياً الي تململ مستمر داخل عناصرها كما تفرض سياساتها التي تنتهجها في الاقتصاد والاسعار أيضاً تشرزمات جديدة واحتقانات فيما بينها في حالة بحث دائم عن ملجأ قبلي وعشائري أو حزبي أوملبشيي أو غيره ليوفر لها غطاء التجمع والتحزب في مواجهة تيارات أخري منافسة فحديث نافع هو عملية خاصة لايجاد وسيلة أكثر حماية وتتبع له بديلاً للقوات المسلحة غير مأمونة الجانب وهو بذلك وضع الحكومة في تحدي نهائي حقيقي وأخير مع القوات المسلحة فيه اما ان يتمكن المؤتمر الوطني من انهاء دور المؤسسة العسكرية كاملاً وابعادها عن شؤون الوطن واما ان ينتفض ضباطنا البواسل ضد هذه العنجهة الحزبية الضيقة لصالح الوطن والمواطن وعقيدة الجيش.
[email][email protected][/email]
بغبائه المعهود فقد نعي نافع نظامه البائد ولم يترك للقوات المسلحة جنبآ كي تستتر به و اعلن مدي ضألتها في عدم التمكن من ردع قوات صغيرة باطراف المدن في خيانة وطنية واضحة للقوات المسلحة التي كنا نفاخر ببسالتها بين الامم .
كيف لا يتململ الجيش وقد طال امد الحرب والقيت الاجازات والاذونات للجنود والضباط المحاربين وهم من ابناء الهامش
ولكن والحمدلله اولادنا اذكي من اولادهم
واولادنا في الدراسة انجح من اولادهم وبدون واسطات
واولادنا في اللغات الأجنبية انجليزي وفرنسي يعرفون اللغة والمحادثة احسن من اولادهم
رغم المصاريف التي تدفع لأولادهم للسفر الي اوروبا لدراسة اللغة
واواولادنا في المناشط سباحة ورياضة وتصرف اجتماعي واحترام الكبير احسن من اولادهم
اولادهم فاشلين مثل فشل اباؤهم في السياسة
الحمدلله علي نعمه الكثيرة علينا التي لن يتمكنوا منها باموال وسلطات الدنيا
اتقدم بدعوة ضباط وجنود قواتنا المسلحة بالانتفاضة ضد الحزب الحاكم الذ ساقهم الي الموت لحماية منسوبية والان يصرح نافع بان القوات المسلحة غير قادرة علي التصدي للمعارضة العسكرية بعد مامات منهم اخوه لهم في السلاح ويريد ان ينهي تاريخ قواتنا المسلح وينشئ ملشيات خاصة. ايها الجنود الابطال تحركوا واعيدوا للجيش كرامتة والله ينصركم .
من العار ان تكونا غنيا في بلد شعبه يعيش فقر مدقع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بس ياجماعة عندي طلب واحد بعد الحاكومة دي تنتهي بس ود نافع دا سيبو لي داير اتفاجق معاهو ابرد قلبي دا هو قاعد لي في اوروبا ونحن شقالين طلب ومهلين اكتر منو احييييييييييييييييييي انا لو امسكو في يدي ,,,,,,
سبحان الله يصرخ نافع هكذا والجيش صامت.. يا اخوة مهيرة الم يكن فى الجيش رجال ليطيحوا بهذا اللسان الذى فاق لسان الفاتية
يا اخى الحل بسيط ففى حالة عجز الجيش يجب الزج باعداد افراد الامن فى المعارك عشان يتم قتلهم ونرتاح منهم
آخر الزمن الجيش الكان كلو واحد بفتخر بيهو ،بقى اوانطة في عهد هؤلاء لدرجة ماقادرين يردوو على الوهم المانافع دا؟؟
وين ضباط وعساكر الجيش ياجماعة؟؟؟؟خلاص أقلعوا الدبابير دي والازبلايط والبسوا تياب ..
وروو الكيزان ديل دفن دقن لمن يعفوا حاجة ياسعادة الناطق الرسمي الكضاب الصوارمي ؟؟
اهو دا نافع اتحداك واتحدى الجيش ولا كاسر عينكم؟؟؟
نافع قال فلان ه الجماعة لديهم اعلام قوى ممكن يقول الكلام وينكر فى نفس الوقت ويصدقة الشعب
انت اعمليك اعلام قوى ونافس السلطةملك الناس الحقايق غير كدة انتظروا 24 سنة اخرى كــــــــــــــــــــــــــــــلام واضح معارضة او حرب بدون قناة لاجدوى
بامانة اللنش حاجة عجيبة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ محمد احمد الغلبان يدفع الثمن – ولكن اين المفر من يوما عبوسا قمطريرا لا محالة سياتى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الجماعة بدو في التململ والعويل والغاء اللوم على بعض قربت ، انهيار الحكومة من داخل الحكومة وبقت عامله زي بيت الجالوص السقتو المطره ممكن ينهار في اي لحظة
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرج امة السودان منهم سالمين
ولينصرن الله من ينصره
نافع له نفسية من النوع الذي يفكر بصوت عال و لذا تفسر تصريحاته بانه خائف من الجيش و يريد تبخيسه و صد الناس عن قبول اي شخصية عسكرية كقيادة بديلة
المسالة كلها انو المحرش ما بكاتل الجيش نوقرو للدول الخارجية دفاع عن الوطن عشان بكونو شهداء ويشفعو لينا لكن الشان الداخلي دى شغل الشرطة ولى رايكم شنو
والله أملنا في الله ثم الجيش
الي الذين يودون معرفة معدن نافع المانافع وكيف تم إغتصاب المهندس /بدرالدين إدريس بأمره وبمعرفته ؟؟؟
د. فاروق أستاذ للعُلوم بجامعة الخُرطوم، وكان من أوائل الذين استهدفهُم النِظامُ في بواكير عهده بتعذيبٍ مُهين.. والأنكى، أن تلميذه – وزميله في الجامعة من بعد- شد. نافِع علي نافِع، كان ثاني اثنين قاما بذلك الفعل القبيح!! أقدما على تنفِيذه بوعيٍ كامِل، لعِلمِهم بالشخصِ المَعني, وهو مُرَبٍ في المقامِ الأوَّل, عَلى يَدِه تعلمت وتخرَّجت أجيالٌ, وقد ظلَّ طوال حياته – وما فتئ- يُمارس السياسة بزُهد المُتصوِّفة.. مثالٌ للتجرُّد والطهر وعفة اللسانِ, مُتصالحاً مع أفكاره ومبادئه.. إن خالفك الرأي، احترم وجهة نظرك, وإن اتَّفقَ مَعَكَ استصوَبَ رأيك.. ويبدو أن هذه الصفاتُ مُجتمعة هي التي استثارَت د. نَافِع في الإقدامِ على تنفيذ فعلته!! وفيما يلي نوردُ النص الكامل لمُذكرته التي أرسلها من مقرِّه في القاهرة، إلى رئيس نظام الإنقاذ.. وترجعُ أهميَّة هذه الوثيقة إلى أنها احتوَت على كل البيِّناتِ القانونِيَّة والسياسيَّة والأخلاقِيَّة التي تَجعل منها نموذجاً في الأدَبِ السياسي, وفَيْصَلاً مثالِياً لقضيَّة يتوقفُ عليها استقامة المُمارسة السياسيَّة السُودانِيَّة, وتعدُّ أيضاً اختباراً حقيقياً لمفهومِ ?التسَامُحِ?، إن رَغِبَ أهلُ السُودان، وسَاسته بصفة خاصَّة، في استمرار العيشِ في ظله.. كذلك فإن المُذكرة، بذات القدر الذي قدَّمت فيه خيارات لتبرئَة جراح ضحايا نظام الإنقاذ, أعطت الجاني فرصة للتطهُّر من جرائمه بأفعالٍ حقيقيَّة، أدناها الاعترافُ بفداحة جُرمِه.. وما لا نشُك فيه مُطلقاً، أن فرائص القارِئ حتماً سترتعدُ وهو يُتابعُ وقائع الجُرمِ، خِلالَ سُطورِ هذه المُذكرة, رغم أن طولِ الجرح يُغري بالتناسي، على حد قول الشَاعِر!!
القاهرة 13/11/2000م
السيد الفريق/ عمر حسن البشير
رئيس الجمهورية ـ رئيس حزب المؤتمر الوطني
بواسطة السيد/ أحمد عبدالحليم ـ سفير السودان بالقاهرة
المحترمين
تحية طيبة وبعد
الموضوع: تسوية حالات التعذيب تمهيداً للوفاق بمبدأ ?الحقيقة والتعافي? على غرار جنوب أفريقيا ـ حالة اختبارية ـ
على الرغم من أن الإشارات المتعارضة الصادرة عنكم بصدد الوفاق الوطني ودعوتكم المعارضين للعودة وممارسة كافة حقوقهم السياسية من داخل أرض الوطن, فإنني أستجيب لتلك الدعوة بمنتهى الجدية, وأسعى لاستكمالها بحيث يتاح المناخ الصحي الملائم لي وللآلاف من ضحايا التعذيب داخل الوطن وخارجه أن يستجيبوا لها, ولن يكون ذلك طبعا إلا على أساس العدل والحق وحكم القانون.
إنني أرفق صورة الشكوى التي بعثت بها لسيادتكم من داخل السجن العمومي بالخرطوم بحري بتاريخ 29/1/1990, وهى تحوي تفاصيل بعض ما تعرضت له من تعذيب وأسماء بعض من قاموا به, مطالبا بإطلاق سراحي وإجراء التحقيق اللازم, ومحاكمة من تثبت إدانتهم بممارسة تلك الجريمة المنافية للعرف والأخلاق والدين والقانون. تلك المذكرة التي قمت بتسريبها في نفس الوقت لزملائي أساتذة جامعة الخرطوم وأبنائي الطلبة الذين قاموا بنشرها في ذات الوقت على النطاقين الوطني والعالمي, ما أدى لحملة تضامن واسعة أطلق سراحي إثرها, بينما أغفل أمر التحقيق الذي طالبت به تماما. وهكذا ظل مرتكبو تلك الجريمة طليقي السراح, وتوالى سقوط ضحايا التعذيب بأيديهم وتحت إمرتهم, منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر, فلا يعقل والحال على هذا المنوال أن يطلب مني ومن الألوف الذين استبيحت أموالهم وأعراضهم ودماؤهم وأرواح ذويهم, هكذا ببساطة أن يعودوا لممارسة ?كافة?حقوقهم السياسية وكأن شيئا لم يكن.
إن ما يميز تجربة التعذيب الذي تعرضت له في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 1989م ببيت الأشباح رقم واحد الذي أقيم في المقر السابق للجنة الانتخابات أن الذين قاموا به ليسوا فقط أشخاصا ملثمين بلا هوية تخفوا بالأقنعة, وإنما كان على رأسهم اللواء بكري حسن صالح وزير الدفاع الراهن ورئيس جهاز الأمن حينئذ, والدكتور نافع علي نافع الوزير ورئيس جهاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم ومدير جهاز الأمن حينئذ, وكما ذكرت في الشكوى المرفقة التي تقدمت لكم بها بتاريخ 29 يناير 1990 من داخل السجن العمومي وأرفقت نسخة منها لعناية اللواء بكري, فقد جابهني اللواء بكري شخصياً وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي, ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم, كما قام حارسه بضربي في وجوده, ولم يتجشم الدكتور نافع, تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم, عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم, وعن زمان ومكان انعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة, ثم عن أماكن تواجد بعض الأشخاص – كما ورد في مذكرتي- وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأفعال وأقوال أعف عن ذكرها. فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرود والهدوء وكأنما كنا نتناول فنجان قهوة في نادي الأساتذة. على أي حال فإن المكانة الرفيعة التي يحتلها هذان السيدان في النظام من ناحية, وثبات تلك التهم من ناحية ثانية, يجعل حالة التعذيب هذه من الوضوح بحيث تصلح أنموذجا يتم على نسقه العمل لتسوية قضايا التعذيب, على غرار ما فعلته لجنة الحقيقة والوفاق الخاصة بجرائم النظام العنصري في جنوب أفريقيا.
قبل الاسترسال فإنني أورد بعض الأدلة التي لا يمكن دحضها تأكيدا لما سلف ذكره:-
? أولاً: تم تسليم صورة من الشكوى التي تقدمت لسيادتكم بها للمسئولين المذكورة أسماؤهم بها, وعلى رأسهم اللواء بكري حسن صالح. وقد أفرج عني بعد أقل من شهر من تاريخ المذكرة. ولو كان هناك أدنى شك في صحة ما ورد فيها – خاصة عن السيد بكري شخصياً- لما حدث ذلك, ولكنت أنا موضع الاتهام, لا هو.
? ثانيا: أحال مدير السجن العمومي مجموعة الثمانية عشر القادمة معي من بيت الأشباح رقم واحد بتاريخ 12 ديسمبر 1989 إلى طبيب السجن الذي كتب تقريرا مفصلاً عن حالة كل واحد منا, تحصَّلت عليه وقامت بنشره منظمة العفو الدولية في حينه. وقد أبدى طبيب السجن ومديره وغيرهم من الضباط استياءهم واستنكارهم الشديد لذلك المشهد الذي لا يكاد يصدق. وكان من بين أفراد تلك المجموعة كما جاء في الشكوى نائب رئيس اتحاد العمال الأستاذ محجوب الزبير وسكرتير نقابة المحامين الأستاذ صادق شامي الموجودان حاليا بالخرطوم, ونقيب المهندسين الأستاذ هاشم محمد أحمد الموجود حاليا ببريطانيا, والدكتور طارق إسماعيل الأستاذ بكلية الطب بجامعة الخرطوم, وغيرهم ممن تعرضوا لتجارب مماثلة, وهم شهود على كل ما جرى بما خبروه وشاهدوه وسمعوه.
? ثالثا: إن جميع قادة المعارضة الذين كانوا في السجن حينئذ, السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي والسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة والسيد سيد أحمد الحسين زعيم الحزب الاتحادي والسيدان محمد إبراهيم نُقُد والتيجاني الطيب زعيما الشيوعي وغيرهم, كلهم شهود بنفس القدر, وكما يعلم الجميع فقد تعرض السيدان الصادق المهدي وسيد أحمد الحسين وغيرهم من قادة المعارضة لنفس التعذيب على أيدي نفس الأشخاص أو بأمرهم وكتبوا شكاوى مماثلة.
? رابعا: قام بزيارتي في السجن العمومي بالخرطوم بحري بعد انتقالي إليه مباشرة الفريق إسحق إبراهيم عمر رئيس الأركان وقتها بصحبة نوابه, فشاهد آثار التعذيب واستمع لروايتي كاملة, كذلك فعل كثيرون غيره.
? خامسا: تم اعتقال مراسل الفاينانشيال تايمز السيد بيتر أوزين الذي كان خطابي بحوزته, فكتب صفحة كاملة دامغة في صحيفته العالمية المرموقة عن ما تعرضت له وتعرض له غيري من تعذيب, وعن محادثته الدامغة مع المسئولين عن تلك الانتهاكات وعن تجربته الشخصية.
إنني أكتفي فيما يخص حالتي بهذا القدر من الأدلة الدامغة, ومع أن هذا الخطأب يقتصر كما يدل عنوانه على تجربتي كحالة اختبارية, إلا أن الواجب يقتضي أن أدرج حالة موظف وزارة الإسكان السابق المهندس بدر الدين إدريس التي كنت شاهدا عليها, وكما جاء في ردي على دعوة نائب رئيس المجلس الوطني المنحل الأستاذ عبدالعزيز شدو للمشاركة في حوار التوالي السياسي بتاريخ 18 أكتوبر 1998 (مرفق), فقد تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا أخلاقي شديد البشاعة, ولم يطلق سراحه إلا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وآخرين من أسرته. كان في ثبات وصمود ذلك الشاب الهاش الباش الوسيم الأسمر الفارع الطول تجسيد لكرامة وفحولة وعزة أهل السودان. وكان أحد الجنود الأشد قسوة – لا أدري إن كان اسم حماد الذي أطلق عليه حقيقياً- يدير كرباجه على رقبتينا وجسدينا نحن الاثنين في شبق. وفي إحدى المرات اخرج بدرالدين من بيننا ثم أعيد لنا بعد ساعات مذهولاً أبكم مكتئبا محطما كسير القلب. ولم تتأكد لي المأساة التي حلت بِبَدرالدين منذ أن رأيته ليلة مغادرتنا لبيت الأشباح منتصف ليلة 12 ديسمبر 1989 إلا عند اطلاعي على إحدى نشرات المجموعة السودانية لضحايا التعذيب هذا الأسبوع, ويقتضي الواجب أن أسرد تلك اللحظات من حياته وأنقلها لمن تبقى من أسرته, فكيف بالله نتداول حول الوفاق الوطني بينما تبقى مثل هذه الأحداث معلقة هكذا بلا مساءلة.
يسم الله الرحمن الرحيم(قل من كان فى الضلاله فليمددله الرحمن مدا حتى اذاجاء مايوعدون اماالعذاب واما الساعه)صدق الله العطيم يبدو انوا الجماعه ساعتم جاءت اللهم اللطف ولاتواخذنا بما فعل السفهاء منا واسترنا وارحمنا واللطف بالشعب السودانى الطيب المكين بجاه حبيبك سيد المرسلين يلا قولوا امين امين امين الى يوم الدييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين